السهيلي

أبو القاسم وأبو زيد عبد الرحمن بن الخطيب أبي محمد عبد الله ابن الخطيب أبي عمر أحمد بن أبي الحسن أصبغ بن حسين بن سعدون بن رضوان بن فتوح، وهو الداخل إلى الأندلس. - قال الحافظ أبو الخطاب ابن دحية: هكذا أملى علي نسبه - الخثعمي السهيلي الإمام المشهور صاحب كتاب " الروض الأنف " في شرح سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وله كتاب " التعريف والإعلام فيما أبهم في القرآن من الأسماء الأعلام "، وله كتاب " نتائج الفكر " ومسألة رؤية الله تعالى في المنام، ورؤية النبي صلى الله عليه وسلم، ومسألة السر في عور الدجال، ومسائل كثيرة مفيدة. وقال ابن دحية: أنشدني وقال: إنه ما سأل الله تعالى بها حاجةً إلا أعطاه إياها وكذلك من استعمل إنشادها وهي:

يا من يرى ما في الضمير ويسمع

 

أنت المعد لكـل مـا يتـوقـع

يا من يرجى للشـدائد كـلـهـا

 

يا من إليه المشتكى والمـفـزع

يا من خزائن رزقه في قول كن

 

امنن فإن الخير عندك أجـمـع

ما لي سوى فقري إلـيك وسـيلةٌ

 

فبالإفتقار إليك فـقـري أدفـع

ما لي سوى قرعي لبابـك حـيلةٌ

 

فلئن رددت فـأي بـاب أقـرع

ومن الذي أدعو وأهتف باسـمـه

 

إن كان فضلك عن فقيرك يمنع

حاشا لمجدك أن يقنط عـاصـياً

 

الفضل أجزل والمواهب أوسـع

وأشعاره كثيرة وتصانيفه ممتعة، وكان ببلده يتسوغ بالعفاف ويتبلغ بالكفاف، حتى نمي خبره إلى صاحب مراكش فطلبه إليها وأحسن إليه، وأقبل بوجه الإقبال عليه، وأقام بها نحو ثلاثة أعوام.

ومولده سنة ثمان وخمسمائة بمدينة مالقة. وتوفي بحضرة مراكش يوم الخميس ودفن وقت الظهر، وهو السادس والعشرون من شعبان سنة إحدى وثمانين وخمسمائة، رحمه الله تعالى؛ وكان مكفوفاً.

والخثعمي: بفتح الخاء الموحدة وسكون الثاء المثلثة وفتح العين المهملة وبعدها ميم، هذه النسبة إلى خثعم بن أنمار، وهي قبيلة كبيرة، وفيه اختلاف.

والسهيلي: بضم السين المهملة وفتح الهاء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها لام، هذه النسبة إلى سهيل، وهي قرية بالقرب من مالقة، سميت باسم الكوكب لأنه لا يرى في جميع بلاد الأندلس إلا من جبل مطلٍ عليها.

ومالقة: بفتح الميم وبعد الألف لام مفتوحة ثم قاف مفتوحة وبعدها هاء، وهي مدينة كبيرة بالأندلس، وقال السمعاني: بكسر اللام وهو غلط.