ابن الماجشون

أبو مروان عبد الملك بن عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة الماجشون، واسمه ميمون، وقيل دينار، القرشي التيمي المنكدري مولاهم، المدني الأعمى الفقيه المالكي؛ تفقه على الإمام مالك، رضي الله عنه، وعلى والده عبد العزيز وغيرهما. وقيل إنه عمي في آخر عمره، وكان مولعاً بسماع الغناء، قال أحمد بن حنبل: قدم علينا ومعه من يغنيه. وحدث وكان من الفصحاء، روي أنه كان إذا ذاكره الإمام الشافعي رضي الله عنه لم يعرف الناس كثيراً مما يقولان، لأن الشافعي تأدب بهذيل في البادية وعبد الملك تأدب في خؤولته من كلب بالبادية. وقال يحيى بن أحمد بن المعذل: كلما تذكرت أن التراب يأكل لسان عبد الملك صغرت الدنيا في عيني. وسئل أحمد بن المعذل فقيل له: أين لسانك من لسان أستاذك عبد الملك؟ فقال: كان لسان عبد الملك إذا تعايا أحيى من لساني إذا تحايا.

ومات عبد الملك المذكور سنة ثلاث عشرة ومائتين، وقال أبو عمر ابن عبد البر: توفي سنة اثنتي عشرة، وقيل سنة أربع عشرة ومائتين، رحمه الله تعالى.

والماجشون: بفتح الميم وبعد الألف جيم مكسورة ثم شين معجمة مضمومة وبعد الواو نون، وهو المورد، ويقال: الأبيض الأحمر، وهو لقب أبي يوسف يعقوب بن أبي سلمة المذكور، وهو عم والد عبد الملك المذكور، لقبته بذلك سكينة بنت الحسين بن علي، رضي الله عنهم، وجرى هذا اللقب على أهل بيته من بنيه وبني أخيه، وقيل إن أصلهم من أصبهان، فكان إذا سلم بعضهم على بعض قال: شوني، شوني، فسمي الماجشون، حكاه الحافظ أبو بكر أحمد بن إبراهيم الجرجاني، وقال أبو داود: كان عبد الملك الماجشون لا يعقل الحديث، قال ابن البرقي: دعاني رجل أن أمضي إليه، فجئناه فإذا هو لا يدري الحديث أيش هو، وذكره محمد بن سعد في " الطبقات الكبرى " وقال: كان له فقه ورواية.

والمنكدري: منسوب إلى المنكدر بن عبد الله بن هدير القرشي التيمي والد محمد وأبي بكر وعمر بني المنكدر، وقد استوفى ابن قتيبة حديثهم في كتاب " المعارف " في ترجمة محمد بن المنكدر.