أبو المحاسن الروياني

أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل بن أحمد بن محمد الروياني الفقيه الشافعي؛ من رؤوس الأفاضل في أيامه مذهباً وأصولاً وخلافاً، سمع أبا الحسين عبد الغافر بن محمد الفارسي بميافارقين ومن أبي عبد الله محمد بن بيان بن محمد الكازروني وتفقه عليه على مذهب الشافعي، وروى عنه زاهر بن طاهر الشحامي وغيره.

وكان له الجاه العظيم والحرمة الوافرة في تلك الديار، وكان الوزير نظام الملك كثير التعظيم له لكمال فضله. رحل إلى بخارى وأقام بها مدة ودخل غزنة ونيسابور، ولقي الفضلاء، وحضر مجلس ناصر المروزي وعلق عنه وسمع الحديث، وبنى بآمل طبرستان مدرسةً، ثم انتقل إلى الري ودرّس بها، وقدم أصبهان وأملى بجامعها، وصنف الكتب المفيدة: منها "بحر المذهب " وهو من أطول كتب الشافعيين وكتاب " مناصيص الإمام الشافعي " وكتاب " الكافي "وكتاب " حلية المؤمن " وصنف في الأصول والخلاف، ونقل عنه أنه كان يقول: لو احترقت كتب الشافعي لأمليتها من خاطري.

وذكره القاضي أبو محمد عبد الله بن يوسف الحافظ في " طبقات أئمة الشافعية " فقال: أبو المحاسن الروياني باقرة العصر إمام في الفقه، وذكره الحافظ أبو زكرياء يحيى بن منده، وروى الحديث عن خلق كثير في بلاد متفرقة. وكانت ولادته في ذي الحجة سنة خمس عشرة وأربعمائة، وقال الحافظ أبو طاهر السلفي: بلغنا أن أبا المحاسن الروياني أملى بمدينة آمل، وقتل بعد فراغه من الإملاء بسبب التعصب في الدين، في المحرم سنة اثنتين وخمس مائة.

وذكر معمر بن عبد الواحد بن فاخر في الوفيات التي خرجها للحافظ أبي سعد ابن السمعاني أن أبا المحاسن المذكور قتل بآمل في جامعها يوم الجمعة الحادي عشر من المحرم من السنة المذكورة، قتله الملاحدة، والله أعلم، رحمه الله تعالى.

والروياني: بضم الراء وسكون الواو وفتح الياء المثناة من تحتها وبعد الألف نون، هذه النسبة إلى رويان، وهي مدينة بنواحي طبرستان خرج منها جماعة من العلماء؛ وآمل مدينة هنالك وقد سبق ذكرها.