الحافظ عبد الغني

أبو محمد عبد الغني بن سعيد بن علي سعيد بن بشر بن مروان بن عبد العزيز الأزدي الحافظ المصري؛ كان حافظ مصر في عصره، وله تواليف نافعة منها " مشتبه النسبة " وكتاب " المؤتلف والمختلف " وغير ذلك وانتفع به خلق كثير وكانت بينه وبين أبي أسامة جنادة اللغوي وأبي علي المقرئ الأنطاكي مودة أكيدة واجتماع في دار الكتب ومذاكرات فلما قتلهما الحاكم صاحب مصر استتر بسبب ذلك الحافظ عبد الغني خوفاً أن يلحق بهما لاتهامه بمعاشرتهما وأقام مستخفياً مدة حتى حصل له الأمن فظهر - وقد تقدم في ترجمة أبي أسامة خبر ذلك.

وكانت ولادة الحافظ عبد الغني لليلتين بقيتا من ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين وثلثمائة. وتوفي ليلة الثلاثاء ودفن يوم الثلاثاء سابع صفر سنة تسع وأربعمائة بمصر ودفن بحضرة مصلى العيد، رحمه الله تعالى.

وذكر أبو القاسم يحيى بن علي الحضرمي المعروف بابن الطحان في تاريخه الذي جعله ذيلاً لتاريخ ابن يونس المصري أن عبد الغني بن سعيد المذكور مولده في سنة ثلاث وثلاثين وثلثمائة، والله أعلم.

وتوفي والده سعيد المذكور سنة ثمان وثلاثين وثلثمائة، وعمره ثلاث وأربعون سنة، رحمه الله تعالى، وقال ولده الحافظ عبد الغني: لم أسمع من والدي شيئاً.

وقال أبو الحسن علي بن بقا كاتب الحافظ عبد الغني بن سعيد: سمعت الحافظ عبد الغني بن سعيد يقول: رجلان جليلان لزمهما لقبان قبيحان: معاوية بن عبد الكريم الضال، وإنما ضل في طريق مكة، وعبد الله بن محمد الضعيف، وإنما كان ضعيفاً في جسمه، لا في حديثه.
وقال أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ الصوري: قيل للدارقطني: هل رأيت في الحديث أحداً يرجى علمه؟ فقال: نعم، شاباً بمصر كأنه شعلة نار يقال له: عبد الغني، فلما خرج الدارقطني من مصر جاءه المودعون وتحزنوا على مفارقته وبكوا، فقال: لقد تركت عندكم خلفاً، يعني عبد الغني.

وقال أيضاً - أعني الصوري - لما صنف عبد الغني " المؤتلف والمختلف " عرضه على الدارقطني فقال له: اقرأه، فقال: كيف أقرأه لك ومعظمه أخذته عنك؟ فقال: نعم أخذته عني متفرقاً، والآن قد جمعته.