عكرمة

أبو عبد الله عكرمة بن عبد الله مولى عبد الله بن عباس، رضي الله عنهما؛ أصله من البربر من أهل المغرب، كان لحصين بن الحر العنبري، فوهبه لابن عباس رضي الله عنهما، حين ولي البصرة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه واجتهد ابن عباس في تعليمه القرآن والسنن وسماه بأسماء العرب.

حدث عن عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري والحسن بن علي بن وعائشة، رضي الله عنهم؛ وهو أحد فقهاء مكة وتابعيها، وكان ينتقل من بلد إلى بلد؛ روي أن ابن عباس قال له: انطلق فأفت الناس. وقيل لسعيد بن جبير: هل تعلم أحداً أعلم منك؟ قال: عكرمة. وقد تكلم الناس في لأنه كان يرى رأي الخوارج.

وروى عن جماعة من الصحابة، رضي الله عنهم، وروى عنه الزهري وعمرو بن دينار والشعبي وأبو إسحاق السبيعي وغيرهم. ومات مولاه ابن عباس وعكرمة على الرق ولم يعتقه، فباعه ولده علي بن عبد الله بن عباس من خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فأتى عكرمة مولاه علياً، فقال له: ما خير لك، بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار، فاستقاله وأقاله وأعتقه. وقال عبد الله بن الحارث: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة موثق على باب كنيف، فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إن هذا يكذب على أبي.

وتوفي عكرمة في سنة سبع ومائة، وقيل سنة ست، وقيل سنة أربع، وقيل سنة خمس، وقيل سنة خمس عشرة، والله أعلم، وعمره ثمانون، وقيل أربع وثمانون سنة. وروى محمد بن سعد عن الواقدي عن خالد بن القاسم البياضي قال: مات عكرمة وكثير عزة الشاعر في يوم واحد، سنة خمس ومائة، فرأيتهما جميعاً صلي عليهما في موضع الجنائز بعد الظهر، فقال الناس: مات أفقه الناس وأشعر الناس، رحمهما الله تعالى، وكان موتهما بالمدينة، وقيل إن عكرمة مات بالقيروان، والأول أصح.

وكان عكرمة كثير التطواف والجولان في البلاد: دخل خراسان وأصبهان ومصر وغيرها من البلاد.

وعكرمة: بكسر العين المهملة وسكون الكاف وكسر الراء وفتح الميم وبعدها هاء ساكنة، وهو في الأصل اسم الحمامة الأنثى، فسمي به الإنسان.

وعمارة بن حمزة مولى المنصور الموصوف بالتيه من أولاده، وقال الخطيب البغدادي: هو ابن ابنة عكرمة المذكور، والله أعلم.