الأَسا، مفتوح مقصور: المُداواة والعِلاج، وهو الحُزْنُ أَيضاً.
وأَسا الجُرْحَ أَسْواً وأَساً: داواه. والأَسُوُّ والإساءُ، جميعاً:الدواء، والجمع آسِيَة؛ قال الحطيئة في الإساء بمعنى الدواء:
هُمُ الآسُونَ أُمَّ الرَّأْس لَمَّا |
|
تَواكَلَها الأَطِبَّةُ والإساءُ |
والإساءُ، ممدود مكسور: الدواء بعينه، وإن شئت كان جمعاً للآسي، وهو المُعالِجُ كما تقول رَاعٍ ورِعاءٌ. قال ابن بري: قال علي بن حمزة الإساء في بيت الحطيئة لا يكون إلا الدواء لا غير. ابن السكيت: جاء فلان يَلْتَمِس لجراحِه أَسُوّاً، يعني دواء يأْسُو به جُرْحَه. والأَسْوُ: المصدر.والأَسُوُّ، على فَعُول: دواء تَأْسُو به الجُرْح. وقد أَسَوْتُ الجُرح آسُوه أَسْواً أَي داويته، فهو مأْسُوٌّ وأَسِيٌّ أَيضاً، على فَعِيل. ويقال:هذا الأَمرُ لا يُؤْسى كَلْمُه. وأَهل البادية يسمون الخاتِنَة آسِيةً كناية. وفي حديث قَيْلة: اسْتَرْجَع وقال رَبِّ أُسني لما أَمضَيْت وأَعِنِّي على ما أَبْقَيْت؛ أُسْني، بضم الهمزة وسكون العين، أَي عَوِّضْني.
والأَوْس: العَوْضُ، ويروى: آسِني؛ فمعناه عَزِّني وصَبِّرْني؛ وأَما قول الأَعشى:
عِنْدَه البِرُّ والتُّقى وأَسا الشَّقْ |
|
قِ وحَمْلٌ لمُضْلِع الأَثْقـال |
أراد: وعنده أَسْوُ الشَّقِّ، فجعل الواو أَلفاً مقصورة، قال: ومثل الأَسْوِ والأَسا اللَّغْوُ واللَّغا، وهو الشيء الخَسيس والآسي: الطَّبِيب، والجمع أُساةٌ وإساء. قال كراع: ليس في الكلام ما يَعتَقِب عليه فُعلة وفِعالٌ إلا هذا، وقولهم رُعاةٌ ورِعاءٌ في جمع راع. والأَسِيُّ:المَأْسُوُّ؛ قال أَبو ذؤيب:
وصَبَّ عليها الطِّيبَ حتى كأَنَّها |
|
أَسِيٌّ على أُمِّ الدِّماغ حَجِـيجُ |
وحَجِيجٌ: من قولهم حَجَّة الطبيبُ فهو مَحْجُوجٌ. وحَجِيجٌ إذا سَبر شَجَّتَه؛ قال ابن بري: ومثله قول الآخر:
وقائلةٍ: أَسِيتَ، فقُلْتُ: جَيْرٍ |
|
أَسِيٌّ، إنَّني مِنْ ذاكَ إني |
وأَسا بينهم أَسْواً: أَصْلَح. ويقال: أَسَوْتُ الجُرْحَ فأَنا آسُوه أَسْواً إذا داويته وأَصلحته. وقال المُؤَرِّج: كان جَزْءُ بن الحرث من حكماء العرب، وكان يقال له المُؤَسِّي لأَنه كان يُؤَسِّي بين الناس أَي يُصْلِح بينهم ويَعْدِل.
وأَسِيتُ عليه أَسىً: حَزِنْت. وأَسِيَ على مصيبته، بالكسر، يأْسى أَسً، مقصور، إذا حَزِن. ورجل آسٍ وأَسْيانُ: حزين. ورجل أَسْوان: حزين، وأَتْبَعوه فقالوا: أَسْوان أَتْوان؛ وأَنشد الأَصمعي لرجل من الهُذَلِيِّين:
ماذا هُنالِكَ من أَسْوانَ مُكْتَئِبٍ، |
|
وساهِفٍ ثَمِل في صَعْدةٍ حِطَمِ |
وقال آخر:
أَسْوانُ أَنْتَ لأَنَّ الحَيَّ مَوْعِدُهم |
|
أُسْوانُ، كلُّ عَذابٍ دُونَ عَيْذاب |
وفي حديث أُبيّ بن كعب: والله ما عَلَيْهِم آسى ولكن آسى على مَنْ أَضَلُّوا؛ الأَسى، مفتوحاً مقصوراً: الحُزْن، وهو آسٍ، وامرأَة آسِيةٌ وأَسْيا، والجمع أَسْيانون وأَسْيانات وأَسْيَيات وأَسايا. وأَسِيتُ لفلان أَي حَزِنْت له. وسَآني الشيءُ: حَزَنَني؛ حكاه يعقوب في المقلوب وأَنشد بيت الحرث ابن خالد المخزومي:
مرَّ الحُمُولُ فما سَأَوْنَك نَقْرةً، |
|
ولقد أَراكَ تُساءُ بالأَظْعـان |
والأُسْوَةُ والإسْوَةُ: القُدْوة. ويقال: ائتَسِ به أي اقتدَ به وكُنْ مثله. الليث: فلان يَأْتَسِي بفلان أَي يرضى لنفسه ما رضيه ويَقْتَدِي به وكان في مثل حاله. والقوم أُسْوةٌ في هذا الأَمر أَي حالُهم فيه واحدة.والتَّأَسِّي في الأُمور: الأُسْوة، وكذلك المُؤَاساة. والتَّأْسِية:التعزية. أسَّيْته تأْسِيةً أَي عَزَّيته. وأَسَّاه فَتَأَسَّى: عَزَّاه فتَعزَّى. وتَأَسَّى به أَي تعزَّى به. وقال الهروي: تَأَسّى به اتبع فعله واقتدى به. ويقال: أَسَوْتُ فلاناً بفلان إذا جَعَلْته أُسْوته؛ ومنه قول عمر، رضي الله عنه، لأَبي موسى: آسِ بين الناس في وَجْهك ومَجْلِسك وعَدْلِك أَي سَوِّ بَينَهم واجْعل كل واحد منهم إسْوة خَصْمه. وتآسَوْا أَي آسَى بعضُهم بعضاً؛ قال الشاعر:
وإنَّ الأُلَى بالطَّفِّ من آلِ هاشمٍ |
|
تَأَسَوْا، فسَنُّوا للكِرامِ التَّآسِـيا |
قال ابن بري: وهذا البيت تَمَثَّل به مُصْعَب يوم قُتِل. وتَآسَوْا فيه:من المُؤَاساة كما ذكر الجوهري، لا من التَّأَسِّي كما ذكر المبرد، فقال: تآسَوْا بمعنى تَأَسَّوْا، وتَأَسّوْا بمعنى تَعَزَّوا. ولي في فلان أُسْوة وإسْوة أَي قُدْوَة. وقد تكرر ذكر الأُسْوة والإسْوة والمُواساة في الحديث، وهو بكسر الهمزة وضمها القُدْوة. والمُواساة: المشاركة والمُساهَمة في المعاش والرزق؛ وأَصلها الهمزة فقلبت واواً تخفيفاً. وفي حديث الحُدَيْبِيةَ: إن المشركين وَاسَوْنا للصُّلْح؛ جاء على التخفيف، وعلى الأَصل جاء الحديث الآخر: ما أَحَدٌ عندي أَعْظَمُ يَداً من أَبي بكر آساني بنفسه وماله. وفي حديث عليّ، عليه السلام: آسِ بَيْنَهم في اللَّحْظَة والنَّظْرة. وآسَيْت فلاناً بمصيبته إذا عَزَّيته، وذلك إذا ضَربْت له الأُسَا، وهو أَن تقول له مالَك تَحْزَن. وفلان إسْوَتُك أَي أَصابه ما أَصابك فصَبَر فَتأَسَّ به، وواحد الأُسَا والإسَا أُسْوَة وإسْوة. وهو إسْوَتُك أَي أَنت مثله وهو مثلك. وأْتَسَى به: جَعَله أُسْوة. وفي المثل: لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة. وأَسْوَيْته: جعلت له أُسْوة؛ عن ابن الأَعرابي، فإن كان أَسْوَيْت من الأُسْوة كما زعم فوزنه فَعْلَيْتُ كَدَرْبَيْتُ وجَعْبَيْتُ. وآساهُ بمالِه: أنالَه منه وجَعَله فيه أُسْوة، وقيل: لا يكون ذلك منه إلا من كَفافٍ، فإن كان من فَضْلةٍ فليس بمؤَاساة. قال أَبو بكر: في قولهم ما يؤَاسِي فلان فلاناً فيه ثلاثة أَقوال؛ قال المفضل بن محمد معناه ما يُشارِك فلان فلاناً، والمؤَاساة المشاركة؛ وأَنشد:
فإنْ يَكُ عَبْدُ الله آسَى ابْنَ أُمِّه، |
|
وآبَ بأَسْلابِ الكَمِيِّ المُغاوِر |
وقال المُؤَرِّج: ما يُؤَاسِيه ما يُصِيبه بخير من قول العرب آسِ فلاناً بخير أَي أَصِبْه، وقيل: ما يُؤَاسيه من مَوَدَّته ولا قرابته شيئاً مأْخوذ من الأَوْسِ وهو العَوْض، قال: وكان في الأَصل ما يُؤَاوِسُه، فقدَّموا السين وهي لام الفعل، وأَخروا الواو وهي عين الفعل، فصار يؤَاسِوهُ، فصارت الواو ياء لتحركها وإنكسار ما قبلها، وهذا من المقلوب، قال: ويجوز أَن يكون غير مقلوب فيكون يُفاعِل من أَسَوْت الجُرْح. وروى المنذري عن أَبي طالب أَنه قال في المؤاساة واشتقاقها إن فيها قولين: أَحدهما أَنها من آسَى يُؤاسِي من الأُسْوة وهي القُدْوة، وقيل إنها من أَساه يَأْسُوه إذا عالجه وداواه، وقيل إنها من آسَ يَؤُوس إذا عاض، فأَخَّر الهمزة ولَيَّنها ولكلٍّ مقال. ويقال: هو يؤاسِي في ماله أَي يساوِي. ويقال: رَحِم اللهُ رَجُلاً أَعْطى من فَضْلٍ وآسَى من كَفافٍ، من هذا. الجوهري: آسَيْتُه بمالي مُؤاساةً أَي جعلته أُسْوتي فيه، وواسَيْتُه لغة ضعيفة. والأُسْوة والإسْوة، بالضم والكسر: لغتان، وهو ما يَأْتَسِي به الحَزينُ أَي يَتَعَزَّى به، وجمعها أُساً وإساً؛ وأَنشد ابن بري لحُرَيْث بن زيد الخيل:
ولَوْلا الأُسِى ما عِشتُ في الناس ساعة، |
|
ولكِنْ إذا ما شئْتُ جاوَبَني مِـثْـلـي |
ثم سُمِّي الصبر أُساً. وَأْتَسَى به أَي اقتدى به. ويقال: لا تَأْتَسِ بمن ليس لك بأُسْوة أَي لا تقتد بمن ليس لك بقدوة. والآَسِيَة: البناء المُحْكَم. والآسِيَة: الدِّعامة والسارية، والجمع الأَواسِي؛ قال النابغة:
فإنْ تَكُ قَدْ وَدَّعْتَ، غيرَ مُذَمَّمٍ، |
|
أَواسِيَ مُلْكٍ أَثْبَتَتهـا الأَوائلُ |
قال ابن بري: وقد تشدّد أَواسِيّ للأَساطين فيكون جمعاً لآسِيٍّ، ووزنه فاعُولٌ مثل آرِيٍّ وأوارِيّ؛ قال الشاعر:
فَشَيَّدَ آسِيّاً فيا حُسْنَ ما عَمَر |
قال: ولا يجوز أَن يكون آسِيٌّ فاعِيلاً لأَنه لم يأْت منه غير آمِين.
وفي حديث ابن مسعود: يُوشِك أَن تَرْمِيَ الأَرضُ بأَفلاذ كبدها أَمثال الأَواسِي؛ هي السَّواري والأَساطينُ، وقيل: هي الأَصل، واحدتها آسِيَة لأَنها تُصْلِحُ السَّقْفُ وتُقيمه، من أَسَوْت بين القوم إذا أَصلحت. وفي حديث عابد بني إسرائيل: أَنه أوْثَق نَفسه إلى آسِيَةٍ من أَواسِي المَسْجِد. وأَسَيْتُ له من اللحم خاصة أَسْياً: أَبقيت له. والآَسِيَةُ، بوزن فاعلة: ما أُسِّسَ من بنيان فأُحْكِم، أَصله من ساريةٍ وغيرها.
والآسِيَّة: بقية الدار وخُرْثيُّ المتاع. وقال أَبو زيد: الآسِيُّ خُرْثِيُّ الدار وآثارُها من نحو قِطْعة القَصْعة والرَّماد والبَعَر؛ قال الراجز:
هَلْ تَعْرِف الأَطْلالَ بالحويِّ |
لم يَبْقَ من آسِيَّها العامِيِّ |
غَيرُ رَمادِ الدَّارِ والأُثْفِيِّ |
وقالوا: كُلُوا فلم نُؤَسِّ لَكُم، مشدد، أَي لم نَتَعَمَّدكم بهذا الطعام. وحكى بعضهم: فلم يُؤَسَّ أَي لم تُتَعمَّدوا به.وآسِيَةُ: امرأَة فرعون. والآسِي: ماء بعينه؛ قال الراعي:
أَلَمْ يُتْرَكْ نِساءُ بني زُهَـيْرٍ، |
|
على الآسِي، يُحَلِّقْنَ القُرُونا؟ |
الإسْبُ، بالكسر: شَعَرُ الرَّكَب. وقال ثعلب: هو شَعَرُ الفَرْجِ، وجمعه أُسُوبٌ. وقيل: هو شعَرُ الاسْتِ، وحكى ابن جني آسابٌ في جمعه.
وقيل:أَصله من الوَسْبِ لأَن الوَسْبَ كثرة العُشْبِ والنبات، فقلبت واو الوِسْبِ، وهو النَّباتُ، همزة، كما قالوا إرْثٌ ووِرْثٌ. وقد أَوْسَبَتِ الأَرض إذا أَعْشَبَتْ، فهي مُوسِبةٌ. وقال أَبو الهيثم: العانةُ مَنْبِتُ الشَّعَر من قُبُل المَرأَةِ والرَّجُل، والشَّعَر النابِت عليها يقال له الشِّعْرةُ والإسْبُ. وأَنشد:
لَعَمْرُ الَّذي جاءَتْ بِكُمْ مِن شَفَلَّحٍ،لَدَى نَسَيَيْها، ساقِطِ الإسْبِ، أَهْلَبا |
وكبش مُؤَسَّبٌ: كثِيرُ الصُّوف.
النهاية لابن الأَثير: في الحديث أَنه كتب لعباد الله الأَسبذِينَ؛ قال: هم ملوكُ عُمانَ بالبحرَين؛ قال: الكلمة فارسية معناها عَبَدَةُ الفَرَس لأَنهم كانوا يعبدون فرساً فيما قيل، واسم الفرس بالفارسية أَسب.
في الحديث: مَن لَعِبَ بالإِسْبِرَنْجِ والنَّرْدِ فَقَد غَمَسَ يَدَه في دم خنزير؛ قال ابن الأَثير في النهاية: هو اسم الفرس التي في الشطرنج، واللغة فارسية معرّبة.
ترجمها الجوهري: قال أَبو زيد: ما زال على اسْتِ الدَّهْر مَجْنُوناً أَي لم يَزَلْ يُعْرَفُ بالجُنون، وهو مثلُ أُسّ الدَّهْر، وهو القِدَمُ، فأَبدلوا من إِحدى السينين تاء، كما قالوا للطِّسِّ طَسْتٌ؛ وأَنشد لأَبي نُخَيْلة:
ما زال مُذْ كانَ على اسْتِ الدَّهْرِ، |
|
ذا حُمُقٍ يَنْمِي، وعَقْـلٍ يَحْـرِي |
قال ابن بري: معنى يَحْري يَنْقُصُ. وقوله: على اسْتِ الدَّهْر، يريد ما قَدُمَ من الدهر؛ قال: وقد وَهِمَ الجوهري في هذا الفصل، بأَن جعل اسْتاً في فصل أَسَتَ، وإِنما حقه أَن يذكره في فصل سَتَه، وقد ذكره أَيضاً هناك. قال: وهو الصحيحُ، أَنَّ همزة اسْتٍ موصولة،بإجماع، وإِذا كانت موصولة فهي زائدة؛ قال: وقوله إِنهم أَبدلوا من السين في أُسٍّ التاء، كما أَبدلوا من السين تاء في قولهم طَسّ، فقالوا طَسْتٌ، غلط لأَنه كان يجب أَن يقال فيه إِسْت، بقطع الهمزة؛ قال: ونسب هذا القول إِلى أَبي زيد ولم يقله، وإِنما ذَكَر اسْتَ الدَّهْر مع أُسِّ الدهر، لاتفاقهما في المعنى لا غير، واللَّه أَعلم.
قال الزجاج في قوله تعالى: عاليَهُم ثيابُ سُندس خُضر وإسْتَبْرَق، قال: هو الدِّيباج الصفيق الغليظ الحسَن، قال: وهو اسم أَعجمي أَصله بالفارسية اسْتَقْره ونقل من العجمية إلى العربية كما سُمي الدِّيباجُ وهو منقول من الفارسية، وقد تكرر ذكره في الحديث، وهو ما غلُظ من الحرير والإبْرَيْسَم؛ قال ابن الأثير: وقد ذكرها الجوهري في الباء من القاف في برق على أَن الهمزة والتاء والسين من الزوائد، وذكرها أَيضاً في السين والراء، وذكرها الأَزهري في خماسي القاف على أَن همزتها وحدها زائدة، وقال: إنها وأَمثالَها من الأَلفاظ حروف غريبة وقع فيها وِفاق بين العجمية والعربية، وقال: هذا عندي هو الصواب.
الأَسَد: من السباع معروف، والجمع آساد وآسُد، مثل أَجبال وأَجبل، وأُسُود وأُسُد، مقصور مثل، وأَسْدٌ مخفف، وأُسْدانٌ، والأُنثى أَسَدة، وأَسَدٌ آسد على المبالغة، كما قالوا عَرادٌ عَرِدٌ؛ عن ابن الأَعرابي.
وأَسَدٌ بَيّنُ الأَسَد نادر كقولهم حِقَّهٌ بيّن الحقَّةِ. وأَرض مأْسَدة: كثيرة الأُسود؛ والمأْسدة له موضعان: يقال لموضعِ الأَسد مأْسدة: ويقال لجمع الأَسَد مأْسدة أَيضاً، كما يقال مَشْيَخة لجمع الشيخ ومَسْيَفة للسيوف ومَجَنَّة للجن ومَضَبَّة للضباب.
واستأْسد الأْسدَ: دعاه؛ قال مهلهل:
إِني وجدت زُهيراً في مآثِرِهم |
|
شبْهَ الليوثِ، إذا استأْسدتَهم أَسِدا |
وأَسِد الرجلُ: استأْسد صار كالأَسد في جراءَته وأَخلاقه. وقيل لامرأَة من العرب: أَيّ الرجال زوجك؟ قالت: الذي إِن خرج أَسِدَ، وإِن دخل فهِدَ، ولا يسأَل عما عهِدَ؛ وفي حديث أُم زرع كذلك أَي صار كالأَسد في الشجاعة. يقال: أَسِد واستأْسد إذا اجترأَ. وأَسِد الرجل، بالكسر، يأْسَدُ أَسَداً إذا تحير، ورأَى الأَسد فدهِش من الخَوف. واستأْسد عليه: اجترأَ. وفي حديث لقمان بن عاد: خذ مني أَخي ذا الأَسَدِ؛ الأَسَدُ مصدر أَسِد يأْسَدُ أَي ذو القوّة الأَسدية. وأَسد عليه: غضب؛ وقيل: أَسد عليه سفه.
واستأْسد النبت: طال وعظم، وقيل: هو أَن ينتهي في الطول ويبلغ غايته، وقيل: هو إذا بلغ والتف وقوي؛ وأَنشد الأَصمعي لأَبي النجم:
مستأْسِدٌ أَذْنابُه في عَيْطلِ، |
|
يقول للرائِدِ: أَعشبتَ انْزلِ |
وقال أَبو خراش الهذلي:
يُفَحّين بالأَيدي على ظهرِ آجنٍ، |
|
له عَرْمَضٌ مستأْسدٌ ونَجـيل |
قوله: يفحّين أَي يفرّجن بأَيديهن لينال الماء أَعناقهن لقصرها، يعني حُمُراً وردت الماء. والعَرمَض: الطحلب، وجعله مستأْسداً كما يستأْسد النبت. والنجيل: النزّ والطين.
وآسد بين القوم: أَفسد. وآسد الكلبَ بالصيد إِيساداً: هيجه وأَغراه، وأَشلاه دعاه. وآسَدْتُ بين الكلاب إذا عارشت بينها؛ وقال رؤْبة:
تَرمِي بنا خِندِفُ يوم الإِيساد |
والمؤسِدُ: الكلاَّب الذي يُشْلي كلبه للصيد يدعوه ويغريه. وآسدت الكلْبَ وأَوسدته: أَغريته بالصيد، والواو منقلبة عن الأَلف. وآسدَ السيرَ كأَسْأَدَهُ؛ عن ابن جني؛ قال ابن سيده: وعسى أَن يكون مقلوباً عن أَسأَد. ويقال للوسادة: الإِسادة كما قالوا للوشاحِ إِشاح.
وأُسَيْد وأَسِيدٌ: اسمان. والأَسَدُ: قبيلة؛ التهذيب: وأَسَد أَبو قبيلة من مضر، وهو أَسَد بن خزيمة بن مدركة بن الياس بن مضر. وأَسَد أَيضاً: قبيلة من ربيعة، وهو أَسَد بن ربيعة بن نزار. والأَسْد: لغة في الأَزد؛ يقال: هم الأَسْد شنوءة. والأَسْديّ، بفتح الهمزة: ضرب من الثياب، وهو في شعر الحطيئة يصف قفزاً:
ستهلكُ الوِرْدُ كالأَسْدِيّ، قد جعَلَتْ |
|
أيدي المَطِيِّ به عادِيِّةً رَغُـبـا |
مستهلك الورد أَي يهلك وارده لطوله فشبهه بالثوب المُسَدَّى في استوائه، والعادية: الآبار. والرغب: الواسعة، الواحد رغيب؛ قال ابن بري: صوابه الأُسْدِيُّ، بضم الهمزة، ضرب من الثياب. قال: ووهم من جعله في فصل أَسد، وصوابه أَن يذكر فيفصل سديَ؛ قال أَبو علي: يقال أُسْديّ وأُسْتيٌّ، وهو جمع سَدىً وستىً للثوب المُسَدَّى كأُمْعُوز جمع مَعَزٍ. قال: وليس بجمع تكسير، وإِنما هو اسم واحد يراد به الجمع، والأَصل فيه أُسْدُويٌّ فقلبت الواو ياء لاجتماعهما وسكون الأَوّل منهما على حد مرميّ ومخشيّ.
الأُسْرَةُ: الدِّرْعُ الحصينة؛ وأَنشد:
والأُسْرَةُ الحَصْدَاءُ، والْ |
|
بَيْضُ المُكَلَّلُ، والرِّمَاح |
وأَسَرَ قَتَبَهُ: شدَّه. ابن سيده: أَسَرَهُ يَأْسِرُه أَسْراً وإِسارَةً شَدَّه بالإِسار. والإِسارُ: ما شُدّ به، والجمع أُسُرٌ. الأَصمعي: ما أَحسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه، أَي ما أَحسَنَ ما شدّه بالقِدِّ؛ والقِدُّ الذي يُؤُسَرُ به القَتَبُ يسمى الإِسارَ، وجمعه أُسُرٌ؛ وقَتَبٌ مَأْسور وأَقْتابٌ مآسير.
والإِسارُ: الْقَيْدُ ويكون حَبْلَ الكِتافِ، ومنه سمي الأَسير، وكانوا يشدّونه بالقِدِّ فسُمي كُلُّ أَخِيذٍ أَسِيراً وإن لم يشدّ به. يقال: أَسَرْت الرجلَ أَسْراً وإساراً، فهو أَسير ومأْسور، والجمع أَسْرى وأُسارى. وتقول: اسْتَأْسِرْ أَي كن أَسيراً لي. والأَسيرُ: الأَخِيذُ، وأَصله من ذلك. وكلُّ محبوس في قدٍّ أَو سِجْنٍ: أَسيرٌ. وقوله تعالى: ويطعمون الطعام على حُبِّه مسكيناً ويتيماً وأَسيراً؛ قال مجاهد: الأَسير المسجون، والجمع أُسَراءِ وأُسارى وأَسارى وأَسرى. قال ثعلب: ليس الأَسْر بعاهة فيجعل أَسرى من باب جَرْحى في المعنى، ولكنه لما أُصيب بالأَسر صار كالجريح واللديغ، فكُسِّرَ على فَعْلى، كما كسر الجريح ونحوه؛ هذا معنى قوله.
ويقال للأَسير من العدوّ: أَسير لأَن آخذه يستوثق منه بالإِسار، وهو القِدُّ لئلا يُفلِتَ. قال أَبو إِسحق: يجمع الأَسير أَسرى، قال: وفَعْلى جمع لكل ما أُصيبوا به في أَبدانهم أَو عقولهم مثل مريض ومَرْضى وأَحمق وحمَقْى وسكران وسَكْرى؛ قال: ومن قرأَ أَسارى وأُسارى فهو جمع الجمع. يقال: أَسير وأَسْرَى ثم أَسارى جمع الجمع. الليث: يقالُ أُسِرَ فلانٌ إِساراً وأُسِر بالإِسار، والإِسار الرِّباطُ، والإِسارُ المصدر كالأَسْر.
وجاءَ القوم بأَسْرِهم؛ قال أَبو بكر: معناه جاؤُوا بجميعهم وخَلْقِهم.
والأَسْرِ في كلام العرب: الخَلْقُ. قال الفراء: أُسِرَ فلانٌ أَحسن الأَسر أَي أَحسن الخلق، وأَسرَهَ الله أَي خَلَقَهُ. وهذا الشيءُ لك بأَسره أَي بِقدِّه يعني كما يقال برُمَّتِه. وفي الحديث: تَجْفُو القبيلة بأَسْرِها أَي جميعها. والأَسْرُ: سِدَّة الخَلْقِ. ورجل مأْسور ومأْطور: شديدُ عَقْد المفاصِل والأَوصال، وكذلك الدابة. وفي التنزيل: نحن خلقناهم وشددنا أَسْرَهم؛ أَي شددنا خَلْقهم، وقيل: أَسرهم مفاصلهم؛ وقال ابن الأَعرابي: مَصَرَّتَيِ البَوْل والغائط إذا خرج الأَذى تَقَبَّضَتا، أَو معناه أَنهما لا تسترخيان قبل الإِرادة. قال الفراء: أَسَرَه اللهُ أَحْسَنَ الأَسْر وأَطَره أَحسن الأَطْر، ويقال: فلانٌ شديدُ أَسْرِ الخَلْقِ إذا كان معصوب الخَلْق غيرَ مُسْترْخٍ؛ وقال العجاج يذكر رجلين كانا مأْسورين فأُطلقا: فأَصْبَحا بنَجْوَةٍ بعدَ ضَرَرْ، مُسَلَّمَيْنِ منْ إِسارٍ وأَسَرْ. يعني شُرِّفا بعد ضيق كانا فيه. وقوله: من إِسارٍ وأَسَرٍ، أَراد: وأَسْرٍ، فحك لاحتياجه إِليه، وهو مصدر. وفي حديث ثابت البُناني: كان داود، عليه السلام، إذا ذكر عقابَ اللهِ تَخَلَّعَتْ أَوصالُه لا يشدّها إِلاَّ الأَسْرُ أَي الشَّدُّ والعَصْبُ.
والأَسْرُ: القوة والحبس؛ ومنه حديث الدُّعاء: فأَصْبَحَ طَلِيقَ عَفْوِكَ من إِسارِ غَضَبك؛ الإِسارُ، بالكسر: مصدرُ أَسَرْتُه أَسْراً وإِساراً، وهو أَيضاً الحبل والقِدُّ الذي يُشدّ به الأَسير.
وأُسْرَةُ الرجل: عشيرته ورهطُه الأَدْنَوْنَ لأَنه يتقوى بهم. وفي الحديث: زنى رجل في أُسْرَةٍ من الناس؛ الأُسْرَةُ: عشيرة الرجل وأَهل بيته. وأُسِرَ بَوْلُه أَسْراً: احْتَبَسَ، والاسم الأَسْرُ والأُسْرُ، بالضم، وعُودُ أُسْرٍ، منه.
الأَحْمر: إذا احتبس الرجل بَوْله قيل: أَخَذَه الأُسْرُ، وإِذا احتَبَس الغائط فهو الحُصْرُ. ابن الأَعرابي: هذا عُودُ يُسْرٍ وأُسْرٍ، وهو الذي يُعالَجُ به الإِنسانُ إذا احْتَبَسَ بَوْلُه. قال: والأُسْرُ تَقْطِيرُ البول وحزُّ في المثانة وإضاضٌ مِثْلُ إِضاضِ الماخِضِ. يقال: أَنالَه اللهُ أُسْراً. وقال الفراء: قيل عود الأُسْر هو الذي يُوضَعُ على بطن المأْسور الذي احْتَبَسَ بوله، ولا تقل عود اليُسْر، تقول منه أُسِرَ الرجل فهو مأْسور. وفي حديث أَبي الدرداء: أَن رجلاً قال له: إِنَّ أَبي أَخَذه الأُسر يعني احتباس البول.
وفي حديث عُمر: لا يُؤُسَر في الإِسلام أَحد بشهادة الزور، إِنا لا نقبل العُدول، أَي لا يُحْبس؛ وأَصْلُه من الآسِرَة القِدِّ، وهي قَدْر ما يُشَدُّ به الأَسير.
وتآسِيرُ السَّرْجِ: السُّيور التي يُؤُسَرُ بها.
أَبو زيد: تَأَسَّرَ فلانٌ عليَّ تأَسُّراً إذا اعتلّ وأَبطأَ؛ قال أَبو منصور: هكذا رواه ابن هانئ عنه، وأَما أَبو عبيد فإِنه رواه عنه بالنون: تأَسَّنَ، وهو وهمٌ والصواب بالراءِ.
الأُسُّ والأَسَس والأَساس: كل مُبْتَدَإِ شيءٍ. والأُسُّ والأَساس: أَصل البناء، والأَسَسُ مقصور منه، وجمع الأُسِّ إِساس مثل عُسّ وعِساس، وجمع الأَساس أُسس مثل قَذال وقُذُل، وجمع الأَسَس آساس مثل سببٍ وأَسباب. والأَسيس: أَصل كل شيء. وأُسّ الإِنسان: قلبه لأَنه أَول مُتَكَوّن في الرحم، وهو من الأَسماء المشتركة. وأُسُّ البناء: مُبْتَدَؤُه؛ أَنشد ابن دريد، قال: وأَحْسِبُه لكذاب بني الحِرْماز:
وأُسُّ مَجْدٍ ثابتٌ وَطـيدُ |
|
نالَ السماءَ، فَرْعُه مَدِيدُ |
وقد أَسَّ البناءَ يَؤُسُّه أَسّاً وأَسَّسَه تأْسيساً، الليث: أَسَّسْت داراً إذا بنيت حدودها ورفعت من قواعدها، وهذا تأْسيس حسن. وأُسُّ الإِنسان وأَسُّه أَصله، وقيل: هو أَصل كل شيء. وفي المثل: أَلْصِقُوا الحَسَّ بالأَسِّ؛ الحَسُّ في هذا الموضع: الشر، والأَسُّ: الأَصل؛ يقول: أَلْصِقوا الشَّر بأُصول من عاديتم أَو عاداكم. وكان ذلك على أُسِّ الدهر وأَسِّ الدهر وإِسِّ الدهر، ثلاث لغات، أَي على قِدَم الدهر ووجهه، ويقال: على است الدهر. والأَسيسُ: العِوَضُ.التهذيب: والتَّأسيس في الشِّعْر أَلِفٌ تلزم القافية وبينها وبين حرف الروي حرف يجوز كسره ورفعه ونصبه نحو مفاعلن، ويجوز إِبدال هذا الحرف بغيره، وأَما مثل محمد لو جاء في قافية لم يكن فيه حرف تأْسيس حتى يكون نحو مجاهد فالأَلف تأْسيس، وقال أَبو عبيد: الروي حرف القافية نفسها، ومنها التأْسيس؛ وأَنشد:
أَلا طال هذا الليلُ واخْضَلَّ جانِبُه |
فالقافية هي الباء والأَلف فيها هي التأْسيس والهاء هي الصلة، ويروى: واخْضَرَّ جانبه؛ قال الليث: وإِن جاء شيء من غير تأْسيس فهو المُؤَسَّس، وهو عيب في الشعر غير أَنه ربما اضطر بعضهم، قال: وأَحسن ما يكون ذلك إذا كان الحرف الذي بعده مفتوحاً لأَن فتحه يغلب على فتحة الأَلف كأَنها تزال من الوَهم؛ قال العجّاج:
مُبارَكٌ للأَنبياء خاتَـمُ |
|
مُعَلِّمٌ آيَ الهُدى مُعَلَّمُ |
ولو قال خاتِم، بكسر التاء، لم يحسن، وقيل: إن لغة العجاج خأْتم، بالهمزة، ولذلك أَجازه، وهو مثل السَّأْسَم، وهي شجرة جاء في قصيدة المِيسَم والسَّأْسَم؛ وفي المحكم: التأْسيس في القافية الحرف الذي قبل الدخيل، وهو أَول جزء في القافية كأَلف ناصب؛ وقيل: التأْسيس في القافية هو الأَلف التي ليس بينها وبين حرف الروي إِلا حرف واحد، كقوله:
كِليني لِهَمٍّ، يا أُمَيْمَة، ناصِبِ |
فلا بد من هذه الأَلف إِلى آخر القصيدة. قال ابن سيده: هكذا سماء الخليل تأْسيساً جعل المصدر اسماً له، وبعضهم يقول أَلف التأْسيس، فإِذا كان ذلك احتمل أَن يريد الاسم والمصدر. وقالوا في الجمع: تأْسيسات فهذا يؤْذن بأَن التأْسيس عندهم قد أَجروه مجرى الأَسماء، لأَن الجمع في المصادر ليس بكثير ولا أَصل فيكون هذا محمولاً عليه. قال: ورأى أَهل العروض إِنما تسمحوا بجمعه، وإِلا فإِن الأَصل إِنما هو المصدر، والمصدر قلما يجمع إِلا ما قد حدّ النحويون من المحفوظ كالأَمراض والأَشغال والعقول.
وأَسَّسَ بالحرف: جعله تأْسيساً، وإِنما سمي تأْسيساً لأَنه اشتق من أُسِّ الشيء؛ قال ابن جني: أَلف التأْسيس كأَنها أَلف وأَصلها أُخذ من أُسِّ الحائط وأَساسه، وذلك أَن أَلف التأْسيس لتقدّمها والعناية بها والمحافظة عليها كأَنها أُسُّ القافية اشتق من أَلف التأْسيس، فأَما الفتحة قبلها فجزء منها.
والأَسُّ والإِسُّ والأُسُّ: الإِفساد بين الناس، أَسَّ بينهم يَؤُس أَسّاً. ورجل أَسَّاسٌ: نَمّام مفسد.
الأُمَويُّ: إذا كانت البقية من لحم قيل أَسَيْتُ له من اللحم أَسْياً أَي أَبْقَيْتُ له، وهذا في اللحم خاصة. والأُسُّ: بقية الرَّماد بين الأَثافيّ. والأُسُّ: المُزَيِّن للكذب.
وإِسْ إِسْ: من زجر الشاة، أَسَّها يَؤُسُّها أَسّاً، وقال بعضهم: نَسّاً. وأَسَّ بها: زجرها وقال: إِسْ إِسْ، وإِسْ إِسْ: زجر للغنم كإِسَّ إِسَّ. وأُسْ أُسْ: من رُقى الحَيَّاتِ. قال الليث: الرَّاقون إذا رقَوا الحية ليأْخذوها ففَرَغَ أَحدُهم من رُقْيَتِه قال لها: أُسْ، فإِنها تخضَع له وتَلين. وفي الحديث: كتب عمر إِلى أَبي موسى: أَسَّسْ بين الناس في وَجْهِك وعَدْلِك أَي سَوِّ بينهم. قال ابن الأَثير: وهو من ساس الناسَ يَسوسُهم، والهمزة فيه زائدة، ويروى: آسِ بين الناس من المُواساة.
الأَسَفُ: المُبالغةُ في الحُزْنِ والغَضَبِ. وأَسِفَ أَسَفاً، فهو أَسِفٌ وأَسْفان وآسِفٌ وأَسُوفٌ وأَسِيفٌ، والجمع أُسَفاء. وقد أَسِفَ على ما فاتَه وتأَسَّفَ أَي تَلَهَّفَ، وأَسِفَ عليه أَسَفاً أَي غَضِبَ، وآسَفَه: أَغْضَبَه. وفي التنزيل العزيز: فلما آسَفُونا انْتَقَمْنا منهم؛ معنى آسفُونا أَغْضَبُونا، وكذلك قوله عز وجل: إلى قومه غَضْبانَ أَسِفاً. والأَسِيفُ والآسِف: الغَضْبانُ؛ قال الأَعشى، رحمه اللّه تعالى:
أَرَى رَجُلاً منهم أَسِيفاً، كأَنمَا |
|
يضُمُّ إلى كَشْحَيْه كَفّاً مُخَضَّبا |
يقول: كأَنَّ يدَه قُطِعَتْ فاخْتَضَبَتْ بِدَمِها. ويقال لِمَوْتِ الفَجْأَةِ: أَخذةُ أَسَفٍ. وقال المبرد في قول الأَعشى أَرى رجلاً منهم أَسِيفاً: هو من التَّأَسُّفِ لقطع يده، وقيل: هو أَسيرٌ قد غُلَّت يدُه فجَرحَ الغُلُّ يَدَه، قال: والقولُ الأَوَّلُ هو المجتمَع عليه. ابن الأَنباري: أَسِفَ فلان على كذا وكذا وتأَسَّفَ وهو مُتَأَسِّفٌ على ما فاته، فيه قولان: أَحدهما أَن يكون المعنى حَزِن على ما فاته لأَن الأَسف عند العرب الحزن، وقيل أَشدُّ الحزن، وقال الضحاك في قوله تعالى: إن لم يُؤمِنوا بهذا الحديث أَسَفاً، معناه حُزْناً، والقولُ الآخرُ أَن يكون معنى أَسِفَ على كذا وكذا أَي جَزِعَ على ما فاته، وقال مجاهد: أَسفاً أَي جَزَعاً، وقال قتادة: أَسفاً غَضَباً. وقوله عز وجل: يا أَسفي على يوسف؛ أَسي يا جَزَعاه. والأَسِيفُ والأَسُوفُ: السريعُ الحُزْنِ الرَّقِيقُ، قال: وقد يكون الأَسِيفُ الغضْبانَ مع الحزن. وفي حديث عائشة، رضي اللّه عنها، أَنها قالت للنبيّ، صلى اللّه عليه وسلم، حين أَمر أَبا بكر بالصلاة في مرضه: إن أَبا بكر رجلُ أَسِيفٌ فمَتَى ما يقُمْ مَقامَك يَغْلِبْه البكاء أَي سريعُ البكاء والحزن، وقيل: هو الرقيق.قال أَبو عبيد: الأَسِيفُ السريع الحزن والكآبة في حديث عائشة، قال: وهو الأَسُوفُ والأَسِيفُ، قال: وأَما الأَسِفُ، فهو الغَضْبانُ المُتَلَهِّفُ على الشيء؛ ومنه قوله تعالى: غَضْبانَ أَسِفاً. الليث: الأَسَفُ في حال الحزن وفي حال الغَضَب إذا جاءك أَمرٌ ممن هو دونَك فأَنت أَسِفٌ أَي غَضْبانُ، وقد آسَفَك إذا جاءك أَمر فَحَزِنْتَ له ولم تُطِقْه فأَنت أَسِفٌ أَي حزين ومُتَأَسِّفٌ أَيضاً. وفي حديث: مَوتُ الفَجْأَةِ راحةٌ للمُؤمِن وأَخْذةُ أَسَفٍ للكافر أَي أَخْذةُ غَضَبٍ أَو غَضْبانَ. يقال: أَسِفَ يأْسَفُ أَسَفاً، فهو أَسِفٌ إذا غَضِبَ. وفي حديث النخعي: إن كانوا ليَكْرَهُون أَخْذةً كأَخْذةِ الأَسَفِ؛ ومنه الحديث: آسَفُ كما يَأْسَفُون؛ ومنه حديث مُعاوِية بن الحكم: فأَسِفْتُ عليها؛ وقد آسَفَه وتأَسَّفَ عليه. والأَسِيفُ: العبد والأَجيرُ ونحو ذلك لِذُلِّهِم وبُعْدِهم، والجمع كالجمع، والأُنثى أَسِيفَةٌ، وقيل: العسِيفُ الأَجير. وفي الحديث: لا تقتلوا عَسِيفاً ولا أَسيفاً؛ الأَسِيفُ: الشيخ الفاني، وقيل العبد، وقيل الأَسير، والجمع الأُسفاء؛ وأَنشد ابن بري:
تَرَى صُواهُ قُيَّماً وجُلَّسـا |
|
كما رأَيتَ الأُسَفاءَ البُؤَّسا |
قال أَبو عمرو: الأُسَفاء الأُجراء، والأَسِيفُ: المُتَلَهِّفُ على ما فاتَ، والاسم من كل ذلك الأَسافةُ. يقال: إنه لأَسِيفٌ بَيِّنُ الأَسافَةِ. والأَسيفُ والأَسِيفَةُ والأُسافَةُ والأَسافةُ، كلُّه: البَلَدُ الذي لا يُنْبِتُ شيئاً. والأُسافةُ: الأَرض الرَّقِيقةُ؛ عن أَبي حنيفة.
والأَسافَةُ: رِقَّةُ الأَرض؛ وأَنشد الفراء:
تَحُفُّها أَسافَةٌ وجَمْعَرُ |
وقيل: أَرضٌ أَسِيفَةٌ رقيقةٌ لا تكاد تُنْبِتُ شيئاً. وتَأَسَّفَتْ يدُه: تَشَعَّثَتْ.
وأَسافٌ وإسافٌ: اسم صنم لقريش. الجوهري وغيره: إسافٌ ونائلةُ صَنَمانِ كانا لقريش وضَعَهما عَمْرو بن لُحَيٍّ على الصَّفا والمَرْوةِ، وكان يُذبحُ عليهما تُجاه الكعبَةِ، وزعم بعضهم أَنهما كانا من جُرْهُم إسافُ بن عمرو ونائلةُ بنت سَهْل فَفَجرا في الكعبة فَمُسِخا حجرين عَبَدَتْهما قريش، وقيل: كانا رجلاً وامرأَة دخلا البيت فوجدا خَلْوَةً فوثب إسافٌ على نائلة، وقيل: فأَحْدثا فَمَسَخهما اللّه حجرين، وقد وردا في حديث أَبي ذرّ؛ قال ابن الأَثير: وإساف بكسر الهمزة وقد تفتح. وإسافٌ: اسم اليمّ الذي غَرِقَ فيه فِرْعَوْنُ وجنودُه؛ عن الزجاج، قال: وهو بناحية مصر.
الفراء: يُوسُفُ ويوسَفُ ويوسِفُ ثلاث لغات، وحكي فيها الهمز أَيضاً.
الإِسْفِنْطُ والإِسْفَنْطُ: المُطَيَّبُ من عصير العنب، وقيل: هو من أَسماء الخمر، وقال أَبو عبيدة: الإِسْفنْط أَعلى الخمر، قال الأَصمعي: هو اسم رومي؛ قال الأَعشى:
وكأَنَّ الخَمْرَ العَتِيقَ من الإِسْ |
|
فِنْطِ، مَمْزُوجَةً بمـاءٍ زُلالِ |
قال أَبو حنيفة: قال أَبو حزام العُكْلي فهو مما يمدح به ويعاب. قال سيبويه: الإِسْفِنْطُ والإِسْطَبْلُ خماسيان، جعل الأَلف فيهما أَصلية كما يَسْتَعُور خماسيّاً جعلت الياء أَصلية.
المِئْساق:الطائر الذي يصفق بجناحيه إذا طار.
الإِسْكَتانِ، بكسر الهمزة: جانبا الفرج وهما قُدَّتاه، وطرفاه الشُّفْرانِ؛ وقال شمر: الإِسْكُ جانب الاسْتِ. ابن سيده: الإِسْكَتَانِ والأَسْكَتان شُفْرا الرَّحِم، وقيل: جانباه مما يلي شُفْريه؛ قال جرير:
تَرَى بَرَصاً يلُوح بإِسْكَتَيْها، |
|
كعَنْفَقةِ الفَرَزْدق حين شابا |
والجمع إِسَكٌ وأَسْكٌ وإِسْكٌ، أَنشد ابن الأَعرابي:
قَبَحَ الإِلَهُ، ولا أُقَبِّح غيرَهُـمْ؛ |
|
إِسْكَ الإِماءِ بَني الأَسَكّ مُكَدِّمِ، |
قال ابن سيده: كذا رواه إِسْك، بالإِسكان، وقيل: الإِسك جانب الاسْت هنا شبههم بجوانب الحَياء في نتنهم. ويقال للإِنسان إذا وصف بالنَّتْن:إِنما هو إِسك أَمَةٍ، وإِنما هو عَطِينة؛ وقال مُزَرَّد:
إِذا شَفَتاه ذاقتا حَرَّ طَعْمِـه، |
|
تَرَمَّزَتَا للحَرِّ كالإِسَكِ الشُّعْرِ |
وامرأَة مَأْسُوكَةٌ: أَخْطأَت خافِضَتُها فأَصابت غير موضع الخَفْضِ، وفي التهذيب: فأَصابت شيئاً من أَسْكَتَيْها. وآسَكُ: موضع.
الأَسَل: نبات له أَغصان كثيرة دِقَاق بلا ورق، وقال أَبو زياد: الأَسَل من الأَغْلاث وهو يخرج قُضْباناً دِقَاقاً ليس لها ورق ولا شوك إِلا أَن أَطرافها مُحدَّدة، وليس لها شُعَب ولا خَشَب، ومَنْبِته الماء الراكد ولا يكاد ينبت إِلا في موضع ماء أَو قريبٍ من ماء، واحدته أَسلَة، تُتخذ منه الغَرابيل بالعراق، وإِنما سُمِّي القَنَا أَسَلاً تشبيهاً بطوله واستوائه؛ قال الشاعر:
تَعدُو المَنايا على أُسامةَ في ال |
|
خِيس، عليه الطَّرْفاءُ والأَسَلُ |
والأَسَل: الرِّماح على التشبيه به في اعتداله وطوله واستوائه ودقة أَطرافه، والواحد كالواحد. والأَسَل: النَّبْل. والأَسَلة: شوكة النخل، وجمعها أَسَل. قال أَبو حنيفة: الأَسَل عِيدانٌ تنبت طِوَالاً دِقَاقاً مستوية لا ورق لها يُعْمَل منها الحُصُر. والأَسَل: شجر. ويقال: كل شجر له شوك طويل فهو أَسَل، وتسمى الرماح أَسَلاً.
وأَسَلة اللسان: طَرَف شَبَاته إِلى مُسْتَدَقّه، ومنه قيل للصاد والزاي والسين أَسَلِيَّة، لأَن مبدأَها من أَسَلة اللسان، وهو مُسْتَدَقُّ طَرَفِهِ، والأَسَلة: مُسْتَدَقّ اللسان والذراع. وفي كلام عليّ: لم تَجِفَّ لطُول المناجاة أَسَلاتُ أَلسنتهم؛ هي جمع أَسَلة وهي طَرَف اللسان. وفي حديث مجاهد: إِن قُطِعَت الأَسَلة فبَيَّن بعض الحروف ولم يُبَيِّن بعضاً يُحْسَب بالحروف أَي تُقسم دية اللسان على قدر ما بقي من حروف كلامه التي ينطق بها في لُغَته، فما نَطَق به فلا يستحق ديته، وما لم ينطق به استحق ديته. وأَسَلة البعير: طَرَف قَضيبه. وأَسَلة الذراع: مُسْتَدَقّ الساعد مما يلي الكف. وكَفٌّ أَسِيلة الأَصابع: وهي اللطيفة السَّبْطة الأَصابع. وأَسْل الثَّرى: بَلَغ الأَسَلة. وأَسَلة النَّصْل: مُسْتَدَقُّه.
والمُؤَسَّل: المُحَدَّد من كل شيء. وروي عن عليّ، عليه السلام، أنه قال: لا قَوَد إِلا بالأَسَل؛ فالأَسَل عند عليّ، عليه السلام: كل ما أُرِقَّ من الحديد وحُدِّد من سيف أَو سكين أَو سِنان، وأَصل الأَسَل نبات له أَغصان دِقاق كثيرة لا وَرَق لها. وأَسَّلْت الحديد إذا رَقَّقْتَه؛ وقال مُزاحِم العُقَيلي:
تَبارى سَدِيساها، إذا ما تَلَمَّجَتْ |
|
شَباً مِثْلَ إِبزِيمِ السِّلاحِ المُؤَسَّل |
وقال عمر: وإِياكم وحَذْف الأَرنب بالعصا وليُذَكِّ لكم الأَسَل الرِّماح والنَّبْل؛ قال أَبو عبيد: لم يُرد بالأَسل الرماح دون غيرها من سائر السلاح الذي حُدِّد ورُقِّق، وقوله الرماح والنبل يردّ قول من قال الأَسل الرماح خاصة لأَنه قد جعل النبل مع الرماح أَسَلاً، والأَصل في الأَسل الرماح الطِّوال وحدها، وقد جعلها في هذا الحديث كنايةً عن الرماح والنبل معاً، قال: وقيل النبل معطوف على الأَسل لا على الرماح، والرماح بيان للأَسَل وبدل؛ وجمع الفرزدق الأَسَل الرماحَ أَسَلاتٍ فقال:
قَدْ مات في أَسَلاتِنا، أَو عَضَّه |
|
عَضْبٌ برَوْنَقِه المُلوكُ تُقَتَّلُ |
أَي في رماحنا. والأَسَلة: طَرَف السِّنان، وقيل للقَنا أَسَل لِما رُكِّب فيها من أَطراف الأَسِنَّة. وأُذُن مُؤَسَّلة: دقيقة مُحَدَّدة مُنْتَصبة. وكل شيء لا عوج فيه أَسَلة. وأَسَلة النعل: رأْسُها المسْتدِقّ.والأَسِيلُ: الأَمْلس المستوي، وقد أَسُل أَسالة. وأَسُل خَدُّه أَسالة: امَّلَسَ وطال. وخدٌّ أَسِيل: وهو السهل الليِّن، وقد أَسُل أَسالة.
أَبو زيد: من الخدود الأَسِيلُ وهو السهل اللين الدقيق المستوي والمسنون اللطيف الدقيق الأَنف. ورجل أَسِيل الخَدِّ إذا كان ليِّن الخدّ طويلَه.
وكل مسترسِلٍ أَسِيلٌ، وقد أَسُلَ، بالضم، أَسالة. وفي صفته، صفيفيى افيفي عليه وسلم: كان أَسِيل الخد؛ قال ابن الأَثير: الأَسالة في الخدّ الاستطالة وأَن لا يكون مرتفع الوَجْنة. ويقال في الدعاء على الإِنسان: بَسْلاً وأَسْلاً كقولهم تَعْساً ونُكْساً. وتَأَسَّل أَباه: نزَع إِليه في الشَّبْه كتأَسَّنَه. وقولهم: هو على آسالٍ من أَبيه مثل آسانٍ أَي على شَبَه من أَبيه وعلامات وأَخلاق؛ قال ابن السكيت: ولم أَسمع بواحد الآسال.
ومَأْسَل، بالفتح: اسم رملة. ومَأْسَل: اسم جبل. ودارة مأْسل: موضع؛ عن كراع. وقيل: مأْسل اسم جبل في بلاد العرب معروف.
أُسامَةُ: من أَسماء الأَسد، لا يَنْصرِف. وأُسامة: اسم رجل من ذلك؛ فأَما قوله:
وكأَنِّي في فَحْمة ابن جَمِيرٍ |
|
في نِقابِ الأُسامةِ السِّرْداحِ |
فإِنه زاد اللام كقوله:
ولقد نَهَيتُك عن بَنات الأَوْبرِ |
وأَما قوله:
عَيْنُ بَكِّي لِسَامةَ بن لُـؤَيٍّ |
|
عَلِقَتْ ساقَ سامةَ العَلاَّقهْ |
فإِنه أَراد بقوله لِسامةَ لأُسامة، فحذف الهمز. قال ابن السكيت: يقال هذا أُسامةُ، وهو الأَسدُ، وهو مَعْرِفة؛ قال زهير يَمْدح هَرِم بن سِنان:
ولأَنْثَ أَشْجَعُ من أُسامة، إِذ |
|
دُعِيَتْ نزَالِ، ولُجَّ في الذُّعْرِ |
وأَما الاسم فنذكره في المعتلّ لأَن الأَلف زائدة. قال ابن بري: وأَما أَسماءُ اسم امرأَة فمختلَف فيها، فمنهم مَن يجعلها فَعلاء والهمزة فيها أَصْل، ومنهم مَن يجعلُها بَدلاً من واو وأَصْلُها عندهم وَسْماء، ومنهم مَن يجعل همزتها قطعاً زائدة ويجعلها جمعَ اسم سميت به المرأَة، قال: ويقوّي هذا الوجه قولهم في تصغيرها سُمَيَّة، ولو كانت الهمزة فيها أَصْلاً لم تحذَف.
إِسْمَعِيل وإِسْمَعِين: اسمان.
الآسِنُ من الماء: مثلُ الآجِن. أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ ويأْسُنُ أَسْناً وأُسوناً وأَسِنَ، بالكسر، يأْسَنُ أَسَناً: تغيَّر غير أَنه شروبٌ، وفي نسخة: تغيَّرت ريحُه، ومياهٌ آسانٌ؛ قال عوْفُ بن الخَرِع:
وتشْربُ آسانَ الحِياضِ تَسوفُها، |
|
ولوْ ورَدَتْ ماءَ المُرَيرةِ آجِما |
أَرادَ آجِناً، فقلبَ وأَبدلَ. التهذيب: أَسَنَ الماءُ يأْسِنُ أَسْناً وأُسوناً، وهو الذي لا يشربه أَحدٌ من نَتْنِه. قال الله تعالى: من ماءٍ غيرِ آسِنٍ؛ قال الفراء: غير متغيّرٍ وآجِنٍ، وروى الأَعمش عن شَقِيق قال: قال رجل يقال له نَهيك بن سنان: يا أَبا عبد الرحمن، أَياءً تجدُ هذه الآية أَم أَلفاً من ماءٍ غيرِ آسِنٍ؟ قال عبد الله: وقد علمتُ القرآنُ كله غير هذه، قال: إني أَقرأُ المفصَّل في ركعة واحدة، فقال عبد الله: كهذِّ الشِّعْر، قال الشيخ: أَراد غيرَ آسِنٍ أَم ياسِنٍ، وهي لغة لبعض العرب. وفي حديث عمر: أَن قَبيصةَ بن جابر أَتاه فقال: إنِّي دَمَّيْتُ ظَبياً وأَنا مُحْرِم فأَصَبْتُ خُشَشَاءَه فأَسِنَ فمات؛ قال أَبو عبيد: قوله فأَسِنَ فمات يعني دِيرَ به فأَخذه دُوارٌ، وهو الغَشْيُ، ولهذا قيل للرجل إذا دخل بِئراً فاشتدَّت عليه ريحُها حتى يُصيبَه دُوارٌ فيسقط: قد أَسِنَ؛ وقال زهير:
يُغادِرُ القِرْنَ مُصْفرَّا أَنامِـلُـه، |
|
يميدُ في الرُّمْحِ مَيْدَ المائحِ الأَسِنِ |
قال أَبو منصور: هو اليَسِنُ والآَسِنُ؛ قال: سمعته من غير واحد من العرب مثلَ اليَزَنِيِّ والأَزَنِيّ، واليَلَنْدَدِ والأَلَنْدَدِ، ويروى الوَسِن. قال ابن بري: أَسِنَ الرجلُ من ريح البئر، بالكسر، لا غير. قال: والذي في شعره يميل في الرمح مثلَ المائح، وأَورده الجوهري: قد أَترك القرن، وصوابه يغادر القرن، وكذا في شعره لأَنه من صفة الممدوح؛ وقبله:
أَلَمْ ترَ ابنَ سِنانٍ كيفَ فَضَّـلَـه، |
|
ما يُشْتَرى فيه حَمْدُ الناسِ بالثَّمن؟ |
قال: وإنّما غلَّط الجوهريّ قولُ الآخر:
قد أَتْرُكُ القِرْنَ مُصْفَرّاً أَنامِلُه، |
|
كأَنَّ أَثوابَه مُجَّت بفِـرْصـاد |
وأَسِنَ الرجلُ أَسَناً، فهو أَسِنٌ، وأَسِنَ يأْسَنُ ووَسِنَ: غُشِيَ عليه من خُبْث ريحِ البئر. وأَسِنَ لا غير: استدارَ رأْسُه من ريح تُصيبه.
أَبو زيد: ركيّة مُوسِنةٌ يَوْسَنُ فيها الإنسانُ وَسَناً، وهو غَشْيٌ يأْخذه، وبعضهم يهمز فيقول أَسِن. الجوهري: أَسِنَ الرجلُ إذا دخل البئر فأَصابته ريحٌ مُنْتِنة من ريح البئر أَو غير ذلك فغُشِيَ عليه أَو دار رأْسُه، وأَنشد بيت زهير أَيضاً. وتأَسَّنَ الماءُ: تغيّر. وتأَّسَّنَ عليّ فلانٌ تأَسناً: اعْتَلَّ وأَبْطَأَ، ويروى تأَسَّرَ، بالراء. وتأَسَّنَ عَهْدُ فلان ووُدُّه إذا تغيَّر؛ قال رؤبة:
راجَعَه عهداً عن التأّسُّن |
التهذيب: والأَسينةُ سَيْرٌ واحد من سُيور تُضْفَر جميعُها فتُجعل نِسعاً أَو عِناناً، وكلُّ قُوَّة من قُوَى الوَتَر أَسِينةٌ، والجمع أَسائِنُ. والأُسونُ: وهي الآسان أَيضاً.
الجوهري: الأُسُن جمع الآسان، وهي طاقات النِّسْع والحَبْل؛ عن أَبي عمرو؛ وأَنشد الفراء لسعد بن زيد مناة:
لقد كنتُ أَهْوَى الناقِميَّة حِقْبةً، |
|
وقد جعلَتْ آسانُ وَصْلٍ تَقطَّعُ |
قال ابن بري: جعل قُوَى الوصْلِ بمنزلة قُوى الحبْل، وصواب قول الجوهري أَن يقول: والآسان جمع الأُسُن، والأُسُنُ جمع أَسينة، وتجمع أَسينة أَيضاً على أَسائنَ فتصير مثل سفينة وسُفُن وسَفائنَ، وقيل: الواحد إسْنٌ، والجمع أُسُونٌ وآسانٌ؛ قال: وكذا فسر بيت الطرماح:
كحلْقومِ القَطاة أُمِـرَّ شَـزْراً، |
|
كإمْرارِ المُحَدْرَجِ ذي الأُسونِ |
ويقال: أَعطِني إسْناً من عَقَبٍ. والإسْنُ: العَقَبةُ، والجمعُ أُسونٌ؛ ومنه قوله:
ولا أَخا طريدةٍ وإسْنِ |
وأَسَنَ الرجلُ لأَخيه يأْسِنُه ويأْسُنُه إذا كسَعَه برجلِه. أَبو عمرو: الأَسْنُ لُعْبة لهم يسمونها الضَّبْطَة والمَسَّة. وآسانُ الرجل:مَذاهبُه وأَخلاقُه؛ قال ضابئ البُرْجُمِيّ في الآسانِ الأَخلاق:
وقائلةٍ لا يُبْعِدُ اللهُ ضابئاً، |
|
ولا تبْعَدَنْ آسانه وشمائله |
والآسانُ والإسانُ: الآثار القديمةُ. والأُسُن: بقيَّة الشحم القديم.
وسَمِنت على أُسُنٍ أَي على أَثارةَ شحم قديم كان قبل ذلك. وقال يعقوب: الأُسُنُ الشحمُ القديم والجمع آسانٌ. الفراء: إذا أَبقيتَ من شحم الناقة ولحمها بقيةً فاسمُها الأُسُنُ والعُسُنُ، وجمعها آسانٌ وأَعْسانٌ. يقال: سَمِنَت ناقتُه عن أُسُنٍ أَي عن شحمٍ قديم. وآسانُ الثّيابِ: ما تقطَّع منها وبَلِيَ. يقال: ما بقي من الثوب إلا آسانٌ أَي بقايا، والواحد أُسُنٌ؛ قال الشاعر:
يا أَخَوَيْنا من تَميمٍ، عَـرِّجـا |
|
نَسْتَخْبِر الرَّبْعَ كآسانِ الخَلَقْ. |
وهو على آسانٍ من أَبيه أَي مَشابِهَ، واحدُها أُسُنٌ كعُسُنٍ. وقد تأَسَّنَ أَباه إذا تَقَيّله. أَبو عمرو: تأَسَّنَ الرجلُ أَباه إذا أَخذ أَخْلاقَه؛ قال اللحياني: إذا نزَعَ إليه في الشَّبَه. يقال: هو على آسانٍ من أَبيه أَي على شَمائلَ من أَبيه وأَخْلاقٍ من أَبيه، واحدُها أُسُنٌ مثل خُلُقٍ وأَخلاق؛ قال ابن بري: شاهد تأَسَّنَ الرجلُ أَباه قول بشير الفريري:
تأَسَّنَ زيدٌ فِعْلَ عَمْرو وخالدٍ، |
|
أُبُوّة صِدْقٍ من فريرٍ وبُحْتُر. |
وقال ابن الأَعرابي: الأُسُنُ الشبَهُ، وجمعُه آسانٌ؛ وأَنشد:
تعْرِفُ، في أَوْجُهِها البَشائِرِ، |
|
آسانَ كلِّ أَفِقٍ مُشـاجِـرِ. |
وفي حديث العباس في موت النبي، صلى الله عليه وسلم: قال لعُمَرَ خَلِّ بيننا وبين صاحبنا فإنه يأْسَنُ كما يأْسَنُ الناسُ أَي يتغيَّر، وذلك أَن عمر كان قد قال: إن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، لم يَمُتْ ولكنه صَعِقَ كما صَعِقَ موسى، ومنعهم عن دَفْنِه. وما أَسَنَ لذلك يأْسُنُ أَسْناً أَي ما فَطَنَ. والتأَسُّنُ: التوهُّم والنِّسْيانُ. وأَسَنَ الشيءَ: أَثْبَتَه. والمآسِنُ: منابتُ العَرْفجِ. وأُسُنٌ: ماءٌ لبني تميم؛ قال ابن مقبل:
قالت سُلَيْمَى ببَطْنِ القاعِ من أُسُنٍ:لا خَيْرَ في العَيْشِ بعدَ الشَّيْبِ والكِبَر، |
وروي عن ابن عمر: أَنه كان في بيتِه الميْسُوسَنُ، فقال: أَخْرِجُوه فإنه رِجْسٌ؛ قال شمر: قال البكراوي المَيْسُوسَنُ شيء تجعله النساء في الغِسْلة لرؤوسهن.
الأَشاءُ: صغار النخل، واحدتها أَشاءَةٌ.
أَشَبَ الشيءَ يَأْشِبُه أَشْباً: خَلَطَه.
والأُشابةُ من الناس: الأَخْلاطُ، والجمع الأَشائِبُ. قال النابغة الذُّبْياني:
وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ، إذْ قِيلَ قد غَزَتْ |
|
قَبائِلُ مِن غَسَّانَ، غَـيْرُ أَشـائِبِ |
يقول: وَثِقْتُ للممدوحِ بالنصرِ، لأَن كَتائِبَه وجُنُودَه مِن غَسَّانَ، وهم قَوْمُه وبنو عمه. وقد فَسَّر القَبائلَ في بيت بعده، وهو:
بَنُو عَمِّهِ دُنْيا، وعَمْرُو بن عامِرٍ، |
|
أُولئِكَ قَوْمٌ، بَأْسُهُمْ غَيْرُ كـاذِبِ |
ويقال: بها أَوْباشٌ مِن الناسِ وأَوْشابٌ من الناس، وهُمُ الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقون.
وتَأَشَّبَ القومُ: اخْتَلَطُوا، وأْتَشَبُوا أَيضاً. يقال: جاءَ فلان فيمن تَأَشَّبَ إليه أَي انْضَمَّ إليه والتَفَّ عليه.
والأُشابَةُ في الكَسْبِ: ما خالَطَه الحَرامُ الذي لا خَيْرَ فيه، والسُّحْتُ.
ورَجلٌ مَأْشُوبُ الحَسَبِ: غَيْرُ مَحْضٍ، وهو مُؤْتَشِبٌ أَي مَخْلُوطٌ غَيْرُ صَرِيحٍ في نَسَبِه.
والتَأَشُّبُ: التَّجَمُّع مِن هُنا وهُنا. يقال: هؤُلاءِ أُشابَة ليسوا مِن مَكانٍ واحِد، والجمع الأَشائِبُ.
وأَشِبَ الشَّجَرُ أَشَباً، فهو أَشِبٌ، وتَأَشَّبَ: التَفَّ. وقال أَبو حنيفة: الأَشَبُ شِدَّةُ التِفافِ الشجَرِ وكَثْرَتُه حتى لا مَجازَ فيه. يُقال: فيه موضع أَشِبٌ أَي كثير الشجَر، وغَيْضةٌ أَشِبةٌ، وغَيْضٌ أَشِبٌ أَي مُلْتَفٌّ. وأَشِبَتِ الغَيْضةُ، بالكسر، أَي التَّفَتْ.
وعَدَدٌ أَشِبٌ. وقولهم: عيصُكَ مِنْكَ، وإِنْ كانَ أَشِباً أَي وإِن كان ذا شَوْكٍ مُشْتَبِكٍ غَيْرِ سَهْلٍ. وقولهم: ضَرَبَتْ فيهِ فُلانةُ بِعِرْقٍ ذِي أَشَبٍ أَي ذي الْتِباسٍ.
وفي الحديث: إِنّي رَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيْنِي وبَيْنَكَ أَشَبٌ فَرَخِّصْ لي في كذا. الأَشَبُ: كثرة الشجَر، يقال بَلْدةٌ أَشِبةٌ إذا كانت ذاتَ شجر، وأَراد ههنا النَّخِيل. وفي حديث الأَعْشَى الحِرْمازِيِّ يُخاطِبُ سيدنا رَسولَ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، في شَأْنِ امْرَأَتِه:
وقَذَفَتْني بَيْنَ عِيصٍ مُؤْتَشِبْ، |
|
وهُنَّ شَرٌّ غالِبٌ لِمَنْ غَلَبْ |
المُؤْتَشِبُ: المُلتَفُّ. والعِيصُ: أَصل الشجر.
الليث: أَشَّبْتُ الشرَّ بينهم تَأْشِيباً، وأَشِبَ الكلامُ بينهم أَشَباً: التَفَّ، كما تقدَّم في الشجر، وأَشَبَه هو؛ والتَأْشِيبُ: التَّحْرِيشُ بين القوم. وأَشَبَه يَأْشِبُه ويَأْشُبُه أَشْباً: لامَه وعابَه.
وقيل: قَذَفَه وخَلَط عليه الكَذِبَ. وأَشَبْتُه آشِبُه: لُمْتُه. قال أَبو ذؤَيب:
ويَأْشِبُني فيها الّذِينَ يَلُونهـا، |
|
ولَوْ عَلِمُوا لَمْ يَأْشِبُوني بطائِلِ |
وهذا البيت في الصحاح: لم يَأْشِبوني بِباطِلِ، والصحيح لم يَأْشِبُوني بَطائِلِ. يقول: لو عَلِمَ هؤِلاء الذين يَلُونَ أَمْرَ هذه المرأَة أَنها لا تُولِيني إلا شيئاً يسيراً، وهو النَّظْرة والكَلِمة، لم يَأْشِبُوني بطائِل: أَي لم يَلُومُوني؛ والطَّائلُ: الفَضْلُ. وقيل: أَشَبْتُه: عِبْتُه ووَقَعْتُ فيه. وأَشَبْتُ القوم إذا خَلَطْت بعضَهم بِبَعْض.
وفي الحديث أَنه قرأ: يا أَيها الناسُ اتَّقُوا رَبَّكُم إنّ زَلْزلَة الساعة شيءٌ عظيم. فَتَأَشَّبَ أَصحابُه إليه أَي اجتمعوا إليه وأَطافُوا به. والأُشابةُ: أَخْلاطُ الناسِ تَجْتَمِعُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ. ومنه حديث العباس، رضي اللّه عنه، يومَ حُنَيْنٍ: حتَّى تَأَشَّبُوا حَوْلَ رَسولِ اللّه، صلى اللّه عليه وسلم، ويروى تنَاشَبُوا أَي تَدانَوْا وتَضامُّوا. وأَشَّبَه بشَرٍّ إذا رمَاه بعَلامةٍ مِنَ الشَّرِّ يُغْرَفُ بها، هذه عن اللحياني. وقيل: رَماه به وخَلَطَه. وقولهم بالفارسية: رُورُ وأُشُوبْ، ترجمة سيبويه فقال: زُورٌ وأُشُوبٌ.
وأُشْبَةُ: من أَسماءِ الذِّئاب.
الأُشَّجُ: دواء وهو أَكثر استعمالاً من الأُشَّقِ.
التهذيب: أَبو عدنان: أَشِحَ الرجلُ يَأْشَحُ، وهو رجل أَشْحانُ أَي غضبان؛ قال الأَزهري: هذا حرف غريب وأَظن قولَ الطِّرِمَّاح منه:
على تُشْحَةٍ من ذائدٍ غيرِ |
واهِنِ أَراد على أُشْحةٍ، فقلبت الهمزة تاء، كما قيل: تُراث ووراث، وتُكْلان وأُكْلان؛ وأَصله أُراث أَي على غَضَبٍ، من أَشِحَ يَأْشَحُ.
الأَشَرُ: المَرَح. والأَشَرُ: البَطَرُ.
أَشِرَ الرجلُ، بالكسر، يَأْشَرُ أَشَراً، فهو أَشِرٌ وأَشُرٌ وأَشْرانُ: مَرِحَ. وفي حديث الزكاة وذكر الخيل: ورجلٌ اتَّخَذَها أَشَراً ومَرَحاً؛ البَطَرُ. وقيل: أَشَدُّ البَطَر. وفي حديث الزكاة أَيضاً: كأَغَذِّ ما كانت وأَسمنه وآشَرِهِ أَي أَبْطَرِه وأَنْشَطِه؛ قال ابن الأَثير: هكذا رواه بعضهم، والرواية: وأَبْشَرِه. وفي حديث الشعْبي: اجتمع جَوارٍ فَأَرِنَّ وأَشِرْنَ. ويُتْبعُ أَشِرٌ فيقال: أَشِرٌ أَفِرٌ وأَشْرَانُ أَفْرانُ، وجمع الأَشِر والأَشُر: أَشِرون وأَشُرون، ولا يكسَّران لأَن التكسير في هذين البناءَين قليل، وجمع أَشْرانَ أَشارى وأُشارى كسكران وسُكارى؛ أَنشد ابن الأَعرابي لمية بنت ضرار الضبي ترثي أَخاها:
لِتَجْرِ الحَوادِثُ، بَعْدَ امْرِئ |
|
بوادي أَشـائِنَ، إِذْلالَـهـا |
كَريمٍ نــثـــاهُ وآلاؤُه |
|
وكافي العشِيرَةِ ما غالَهـا |
تَراه على الخَيْلِ ذا قُـدْمَةٍ |
|
إِذا سَرْبَلَ الدَّمُ أَكْفالـهَـا |
وخَلَّتْ وُعُولاً أُشارى بهـا |
|
وقدْ أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها |
أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَها أَي صَرَعَها، وهو بالزاي، وغَلِطَ بعضهم فرواه بالراء. وإِذْلالها: مصدرُ مقدَّرٍ كأَنه قال تُذِلُّ إِذْلالها.
ورجل مِئْشِيرٌ وكذلك امرأَةٌ مِئْشيرٌ، بغير هاء. وناقة مِئْشِير وجَواد مِئْشِير: يستوي فيه المذكر والمؤَنث؛ وقول الحرث بن حلِّزة:
إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُروراً، فَساقَتْ |
|
هُمْ إِلَيْكُمْ أُمْنِـيَّةٌ أَشْـراءُ |
هي فَعْلاءُ من الأَشَر ولا فعل لها. وأَشِرَ النخل أَشَراً كثُر شُرْبُه للماء فكثرت فراخه.
وأَشَرَ الخَشَبة بالمِئْشار، مهموز: نَشَرها، والمئشار: ما أُشِرَ به.
قال ابن السكيت: يقال للمِئشار الذي يقطع به الخشب مِيشار، وجمعه مَواشِيرُ من وَشَرْتُ أَشِر، ومِئْشارٌ جمعه مآشِيرُ من أَشَرْت آشِرُ. وفي حديث صاحب الأُخْدود: فوضع المِئْشارَ على مَفْرَقِ رأْسه؛ المِئْشارُ، بالهمز: هو المِنْشارُ، بالنون، قال: وقد يترك الهمز. يقال: أَشَرْتُ الخَشَبة أَشْراً، ووَشَرْتُهَا وَشْراً إذا شَقْقْتَها مثل نَشَرْتُها نشراً، ويجمع على مآشيرَ وموَاشير؛ ومنه الحديث: فقطعوهم بالمآشير أَي بالمناشير؛ وقول الشاعر:
لَقَدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَه |
|
أَناشِرَ، لا زالَتْ يَمِينُك آشرَه |
أَراد: لا زالتْ يَمينُك مأْشُورة أَو ذاتَ أَشْر كما قال عز وجل: خُلِقَ من ماء دافق؛ أَي مدفوق. ومثلُ قوله عز وجل: عيشة راضية؛ أَي مَرْضِيَّة؛ وذلك أَن الشاعر إِنما دعا على ناشرة لا له، بذلك أَتى الخبر، وإِياه حكت الرواة، وذو الشيء قد يكون مفعولاً كما يكون فاعلاً؛ قال ابن بري: هذا البيت لنائِحةِ هَمّام ابن مُرَّةَ بن ذُهْل بن شَيْبان وكان قتله ناشرة، وهو الذي رباه، قتله غدراً؛ وكان همام قد أَبْلي في بني تَغْلِبَ في حرب البسوس وقاتل قتالاً شديداً ثم إِنه عَطِشَ فجاء إِلى رحله يستسقي، وناشرة عند رحله، فلما رأَى غفلته طعنه بحربة فقتله وهَرَب إِلى بني تغلب. وأُشُرُ الأَسنان وأُشَرُها: التحريز الذي فيها يكون خِلْقة ومُسْتَعملاً، والجمع أُشُور؛ قال:
لها بَشَرٌ صافٍ وَوَجْهٌ مُقَسَّمٌ |
|
وغُرُّ ثَنَايا، لم تُفَلَّلْ أُشُورُها |
وأُشَرُ المِنْجَل: أَسنانُه، واستعمله ثعلب في وصف المِعْضاد فقال: المِعْضاد مثل المنْجل ليست له أُشَر، وهما على التشبيه.
وتأْشير الأَسنان: تحْزيزُها وتَحْديدُ أَطرافها. ويقال: بأَسنانه أُشُر وأُشَر، مثال شُطُب السيف وشُطَبِه، وأُشُورٌ أَيضاً؛ قال جميل:
سَبَتْكَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُوره |
وقد أَشَرَتِ المرأَة أَسنْانها تأْشِرُها أَشْراً وأَشَّرَتْها: حَزَّزتها. والمُؤُتَشِرَة والمُسْتأْشِرَة كلتاهما: التي تدعو إِلى أَشْر أَسنانها. وفي الحديث: لُعِنتَ المأْشورةُ والمستأْشِرة. قال أَبو عبيد: الواشِرَةُ المرأَة التي تَشِرُ أَسنانها، وذلك أَنها تُفَلِّجها وتُحَدِّدها حتى يكون لها أُشُر، والأُشُر: حِدَّة ورِقَّة في أَطراف الأَسنان؛ ومنه قيل: ثَغْر مؤُشَّر، وإِنما يكون ذلك في أَسنان الأَحداث، تفعله المرأَة الكبيرة تتشبه بأُولئك؛ ومنه المثل السائر: أَعْيَيْتِني بأُشُرٍ فَكَيْفَ أَرْجُوكِ بِدُرْدُرٍ؟ وذلك أَن رجلاً كان له ابن من امرأَة كَبِرَت فأَخذ ابنه يوماً يرقصه ويقول: يا حبذا دَرادِرُك، فعَمَدت المرأَة إِلى حَجَر فهتمت أَسنانها ثم تعرضت لزوجها فقال لها: أَعْيَيْتِني بأُشُر فكيف بِدُرْدُر.
والجُعَلُ: مُؤَشَّر العَضُدَيْن. وكلُّ مُرَقَّقٍ: مُؤَشَّرٌ؛ قال عنترة يصف جُعلاً:
كأَنَّ مؤَشَّر العَضُدَيْنِ حَجْلاً |
|
هَدُوجاً، بَيْنَ أَقْلِبَةً مِـلاحِ |
والتَّأْشِيرة: ما تَعَضُّ به الجَرادةُ. والتَّأْشِير: شوك ساقَيْها.
والتَّأْشْيرُ والمِئْشارُ: عُقْدة في رأْس ذنبها كالمِخْلبين وهما الأُشْرَتان.
أصر: أَصَرَ الشيءَ يَأْصِرُه أَصْراً: كسره وعَطَفه. والأَصْرُ والإِصْرُ: ما عَطَفك على شيء. والآصِرَةُ: ما عَطَفك على رجل من رَحِم أَو قرابة أَو صِهْر أَو معروف، والجمع الأَواصِرُ. والآصِرَةُ: الرحم لأَنها تَعْطِفُك. ويقال: ما تَأْصِرُني على فلان آصِرَة أَي ما يَعْطِفُني عليه مِنَّةٌ ولا قَرَابة؛ قال الحطيئة:
عَطَفُوا علـيّ بِـغَـير آ |
|
صِرَةٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ |
أَي عطفوا عليّ بغير عَهْد أَو قَرَابَةٍ. والمآصِرُ: هو مأْخوذ من آصِرَةِ العهد إِنما هو عَقْدٌ ليُحْبَس به؛ ويقال للشيء الذي تعقد به الأَشياء: الإِصارُ، من هذا. والإِصْرُ: العَهْد الثقيل. وفي التنزيل: وأَخذتم على ذلكم إصْري؛ وفيه: ويضع عنهم إصْرَهم؛ وجمعه آصْارً لا يجاوز به أَدني العدد. أَبو زيد: أَخَذْت عليه إِصْراً وأَخَذْتُ منه إِصْراً أَي مَوْثِقاً من الله تعالى. قال الله عز وجل: ربَّنا ولا تَحْمِلْ علينا إِصْراً كما حملته على الذين من قبلنا؛ الفرّاء: الإِصْرُ العهد؛ وكذلك قال في قوله عز وجل: وأَخذتم على ذلكم إِصري؛ قال: الإِصر ههنا إِثْمُ العَقْد والعَهْدِ إذا ضَيَّعوه كما شدّد على بني إِسرائيل. وقال الزجاج: ولا تحمل علينا إِصْراً؛ أَي أَمْراً يَثْقُل علينا كما حملته على الذين من قبلنا نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائيل من قتل أَنفسهم أَي لا تمنحنّاَ بما يَثْقُل علينا أَيضاً. وروي عن ابن عباس: ولا تحمل علينا إِصراً، قال: عهداً لا نفي به وتُعَذِّبُنا بتركه ونَقْضِه. وقوله: وأَخذتم على ذلكم إِصري، قال: مِيثاقي وعَهْدي. قال أَبو إِسحق: كلُّ عَقْد من قَرابة أَو عَهْد، فهو إِصْر. قال أَبو منصور: ولا تحمل علينا إِصراً؛ أَي عُقُوبةَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علينا. وقوله: ويَضَعُ عنهم إِصْرَهم؛ أَي ما عُقِدَ من عَقْد ثقيل عليهم مثل قَتْلِهم أَنفسهم وما أَشْبه ذلك من قَرض الجلد إذا أَصابته النجاسة. وفي حديث ابن عمر: من حَلَف على يمين فيها إِصْر فلا كفارة لها؛ يقال: إِن الإِصْرَ أَنْ يَحْلف بطلاق أَو عَتاق أَو نَذْر. وأَصل الإِصْر: الثِّقْل والشَّدُّ لأَنها أَثْقَل الأَيمان وأَضْيَقُها مَخْرَجاً؛ يعني أَنه يجب الوفاء بها ولا يُتَعَوَّضُ عنها بالكفارة. والعَهْدُ يقال له: إِصْر. وفي الحديث عن أَسلم بن أَبي أَمامَة قال: قال رسولُ الله، صلى الله عليه وسلم: من غَسَّلَ يوم الجمعة واغْتَسلَ وغدا وابْتَكر ودَنا فاستْمَع وأَنْصَت كان له كِفْلانِ من الأَجْر، ومن غَسّل واغْتسل وغدا وابْتَكر ودنا ولَغَا كان له كِفْلانِ مِنَ الإِصْر؛ قال شمر: في الإِصْر إثْمُ العَقْد إذا ضَيَّعَه. وقال ابن شميل: الإصْرُ العهد الثقيلُ؛ وما كان عن يمين وعَهْد، فهو إِصْر؛ وقيل: الإِصْرُ الإِثْمُ والعقوبةُ لِلَغْوِه وتَضْييِعهِ عَمَلَه، وأَصله من الضيق والحبس. يقال: أَصَرَه يَأْصِرُه إذا حَبَسه وضَيَّقَ عليه. والكِفْلُ: النصيب؛ ومنه الحديث: من كَسَب مالاً من حَرام فَأَعْتَقَ منه كان ذلك عليه إِصْراً؛ ومنه الحديث الآخر: أَنه سئل عن السلطان قال: هو ظلُّ الله في الأَرض فإِذا أَحسَنَ فله الأَجرُ وعليكم الشُّكْر، وإِذا أَساءَ فعليه الإِصْرُ وعليكم الصَّبْر. وفي حديث ابن عمر: من حلف على يمين فيها إِصْر؛ والإِصر: الذَّنْب والثَّقْلُ، وجمعه آصارٌ.
والإِصارُ: الطُّنُبُ، وجمعه أُصُر، على فُعُل.
والإِصارُ: وَتِدٌ قَصِيرُ الأَطْنَابِ، والجمع أُصُرٌ وآصِرَةٌ، وكذلك الإِصارَةُ والآصِرَةُ.
والأَيْصَرُ: جُبَيْلٌ صغير قَصِير يُشَدُّ به أَسفَلُ الخباء إِلى وَتِدٍ، وفيه لغةٌ أَصارٌ، وجمع الأَيْصَر أَياصِرُ. والآصِرَةُ والإِصارُ: القِدُّ يَضُمُّ عَضُدَيِ الرجل، والسين فيه لغة؛ وقوله أَنشده ثعلب عن ابن الأَعرابي:
لَعَمْرُكَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِيَّةِ |
|
ولا أَتَصَبَّى آصِراتِ خَلِيلِ |
فسره فقال: لا أَرْضَى من الوُدّ بالضعيف، ولم يفسر الآصِرَةَ. قال ابن سيده: وعندي أَنه إِنما عنى بالآصرة الحَبْلَ الصغير الذي يُشدّ به أَسفلُ الخِباء، فيقول: لا أَتعرّض لتلك المواضع أَبْتَغي زوجةَ خليل ونحو ذلك، وقد يجوز أَن يُعَرِّضَ به: لا أَتَعَرَّضُ لمن كان من قَرابة خليلي كعمته وخالته وما أَشبه ذلك. الأَحمر: هو جاري مُكاسِري ومُؤَاصِري أَي كِسْرُ بيته إِلى جَنْب كِسْر بيتي، وإِصارُ بيتي إِلى جنب إِصار بَيْته، وهو الطُّنُبُ. وحَيٌّ مُتآصِرُون أَي متجاورون. ابن الأَعرابي: الإِصْرانِ ثَقْبَا الأُذنين؛ وأَنشد:
إِنَّ الأُحَيْمِرَ، حِينَ أَرْجُو رِفْدَه |
|
غَمْراً، لأَقْطَعُ سَيِّءُ الإِصْرانِ |
جمع على فِعْلان. قال: الأَقْطَعُ الأَصَمُّ، والإِصرانُ جمع إِصْرٍ. والإِصار: ما حواه المِحَشُّ من الحَشِيش؛ قال الأَعشى:
فَهذا يُعِدُّ لَهُـنَّ الـخَـلا |
|
ويَجْمَعُ ذا بَيْنَهُنَّ الإِصارا |
والأَيْصَر: كالإِصار؛ قال:
تَذَكَّرَتِ الخَيْلُ الشِّعِيرَ فَأَجْفَلَتْ |
|
وكُنَّا أُناساً يَعْلِفُون الأَياصِرا |
ورواه بعضهم: الشعير عشية. والإِصارُ: كِساء يُحَشُّ فيه.
وأَصَر الشيءَ يأْصِرُه أَصْراً: حبسه؛ قال ابن الرقاع: عَيْرانَةٌ ما تَشَكَّى الاَّصْرَ والعَمَلا وكَلأٌ آصِرٌ: حابِس لمن فيه أَو يُنْتَهَى إِليه من كثرته. الكسائي: أَصَرني الشيءُ يأْصِرُني أَي حبسني. وأَصَرْتُ الرجلَ على ذلك الأَمر أَي حبسته. ابن الأَعرابي: أَصَرْتُه عن حاجته وعما أَرَدْتُه أَي حبسته، والموضعُ مَأْصِرٌ ومأْصَر، والجمع مآصر، والعامة تقول معاصر.
وشَعَرٌ أَصِير: مُلْتَفٌّ مجتمع كثير الأَصل؛ قال الراعي:
ولأَتْرُكَنَّ بحاجِبَيْكَ عَـلامةً |
|
ثَبَتَتْ على شَعْرٍ أَلَفَّ أَصِيرِ |
وكذلك الهُدْب، وقيل: هو الطَّويلُ الكثيف؛ قال:
لِكُلِّ مَنامَةٍ هُدْبٌ أَصِيرُ |
المنامة هنا: القَطِيفةُ يُنام فيها. والإِصارُ والأَيْصَر: الحشيش المجتمع، وجمعه أَياصِر. والأَصِيرُ: المتقارب. وأْتَصَر النَّبْتُ ائْتِصاراً إذا الْتَفَّ. وإِنَّهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ أَي عددهم كثير؛ قال سلمة بن الخُرْشُب يصف الخيل:
يَسُدُّونَ أَبوابَ القِبابِ بِضُمَّـر |
|
إلى عُنُنٍ، مُسْتَوثِقاتِ الأَواصِرِ |
يريد: خيلاً رُبِطَتْ بأَفنيتهم. والعُنُنُ: كُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخيلُ من الريح والبرد. والأَواصِرُ: الأَواخي والأَواري، واحِدَتُها آصِرَة؛ وقال آخر:
لَها بالصَّيْفِ آصِرَةٌ وَجُلٌّ |
|
وسِتٌّ مِنْ كَرائِمِها غِرارُ |
وفي كتاب أَبي زيد: الأَباصِرُ الأَكْسِيَة التي مَلَؤُوها من الكَلإِ وشَدُّوها، واحِدُها أَيْصَر. وقال: مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيْصَرُه أَي من كثرته. قال الأَصمعي: الأَيْصَرُ كساء فيه حشيش يقال له الأَيْصَر، ولا يسمى الكساءُ أَيْصَراً حين لا يكونُ فيه الحَشِيش، ولا يسمى ذلك الحَشِيشُ أَيْصَراً حتى يكون في ذلك الكساء. ويقال: لفلان مَحَشٌّ لا يُجَزُّ أَيصره أَي لا يُقْطَع.
والمَأْصِر: محبس يُمَدُّ على طريق أَو نهر يُؤْصَرُ به السُّفُنُ والسَّابِلَةُ أَي يُحْبَس لتؤخذ منهم العُشور.
الأَشُّ والأَشاش والهَشَاشُ: النشاط والارْتِياح، وقيل: هو الإِقبال على الشيء بنشاط، أَشَّه يَؤُشُّه أَشّاً؛ وأَنشد:
كَيْف يُؤَاتِيهِ ولا يَؤُشُّهُ |
والأَشَّاش: الهَشَّاش. وفي الحديث: أَن علقمة بن قيس كان إذا رأَى من أَصحابه بعض الأَشاش وعَظهم، أَي إِقْبالاً بنشاط. والأشاش والهَشَاش: الطَّلاقة والبَشاشة. وأَشَّ القومُ يَؤُشُّون أَشّاً: قام بعضهم إِلى بعض وتحرّكوا؛ قال ابن دريد: وأَحسبهم قالوا أَشَّ على غَنَمه يَؤُشُّ أَشّاً مثل هَشَّ هَشّاً، قال: ولا أَقف على حقيقته. ابن الأَعرابي: الأَشُّ الخبز اليابس الهَشّ؛ وأَنشد شمر:
رُبَّ فَتَاةٍ من بَني العِنازِ |
|
حَيَّاكةٍ ذَاتِ هَنٍ كِنَـازِ |
ذي عَضُدَيْنِ مُكْلَئِزٍّ نازِي |
|
تَأَشُّ لِلْقُبْلَةِ والمَـحـازِ |
شمر عن بعض الكلابيين: أَشَّت الشَّحْمة ونَشَّت، قال: أَشَّت إذا أَخذَت تَحَلَّبُ، ونَشَّت إذا قَطَرت.
الجوهري: الإشْفَى للإسْكافِ، وهو فِعْلى، والجمع الأَشافي. قال ابن بري عند قول الجوهريّ وهو فِعْلَى، قال: صوابه إفْعَلٌ، والهمزة زائدة، وهو منوَّن غيرُ مصروف.
الأُشَّق: دواء كالصمغ وهو الأُشَّج، دخيل في العربية.
الليث: الأَشْلُ من الذَّرْع بِلغة أَهل البصرة، يقولون كذا وكذا حَبْلاً، وكذا وكذا أَشْلاً لمقدار معلوم عندهم؛ قال أَبو منصور: وما أَراه عربيّاً. قال أَبو سعيد: الأُشول هي الحِبال، وهي لغة من لغات النَّبَط، قال: ولولا أَنني نبَطيٌّ ما عرفته.
الأُشْنةُ: شيءٌ من الطيب أَبيضُ كأَنه مقشورٌ. قال ابن بري: الأُشْنُ شيء من العطر أبيضُ دقيق كأَنه مقشورٌ من عِرْقٍ؛ قال أَبو منصور: ما أُراه عربيّاً. والأُشنانُ والإشْنانُ من الحمض: معروف الذي يُغْسَل به الأَيْدِي، والضم أَعلى. والأَوْشَنُ: الذي يُزيّن الرجلَ ويقعد معه على مائدته يأْكل طعامَه، والله أَعلم.
أَشى الكلامَ أَشْياً: اخْتَلَقَه. وأَشِيَ إليه أَشْياً:اضْطُرَّ. والأَشاءُ، بالفتح والمد: صِغار النَّخْل، وقيل: النخل عامَّةً، واحدته أَشاءَةٌ، والهمزة فيه منقلبة من الياء لأَن تصغيرها أُشَيٌّ، وذهب بعضهم إلى أَنه من باب أَجَأَ، وهو مذهب سيبويه. وفي الحديث: أَنه انطلق إلى البَراز فقال لرجل كان معه ائتِ هاتَيْنِ الأَشاءَتَيْنِ فقُلْ لهما حتى تجتمعا فاجتمعتا فقَضى حاجتَه، هو من ذلك. ووادي الأَشاءَيْنِ موضع؛ وأَنشد ابن الأَعرابي:
لِتَجْرِ المَنِيَّةُ بَعْدَ امْرِئ، |
|
بوادي أَشاءَيْن، أَذْلالَها |