الحوفي صاحب التفسير

أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سعيد بن يوسف الحوفي النحوي؛ كان عالما بالعربية وتفسير القرآن الكريم، وله تفسير جيد، واشتغل عليه خلق كثير وانتفعوا به ورأيت خطه على كثير من كتب الأدب قد قرئت عليه وكتب لأربابها بالقراءة كما جرت عادة المشايخ. وتوفي بكرة يوم السبت مستهل ذي الحجة سنة ثلاثين وأربعمائة، رحمه الله تعالى.

والحوفي: بفتح الحاء المهملة وسكون الواو وفي آخرها فاء هذه النسبة إلى حوف، قال السمعاني: ظني أنها قرية بمصر، حتى قرأت في تاريخ البخاري أنها من عمان منها أبو الحسن المذكور، ثم قال: وكان عنده من تصانيف النحاس أبي جعفر المصري قطعة كثيرة.
قلت: قوله قرية بمصر، ليس كذلك، بل الناحية المعروفة بالشرقية التي قصبتها مدينة بلبيس جميع ريفها يسمونه الحوف، ولا أعلم ثم قرية يقال لها حوف، والله أعلم، وأبو الحسن من حوف مصر.

وبعد أن فرغت من ترجمة أبي الحسن الحوفي على هذه الصورة ظفرت بترجمته مفصلة، وذلك أنه من قرية يقال لها شبرا اللنجة من أعمال الشرقية المذكورة، وأنه دخل مصر وقرأ على أبي بكر الأدفوي، ولقي جماعة من علماء المغرب وأخذ عنهم، وتصدر لإفادة العربية، وصنف في النحو مصنفاً كبيراً وصنف في إعراب القرآن كتاباً في عشر مجلدات، وله تصانيف كثيرة يشتغل بها الناس.