الشابشتي

أبو الحسين علي بن محمد الشابشتي الكاتب؛ كان أديباً فاضلاً، تعلق بخدمة العزيز بن المعز العبيدي صاحب مصر، فولاه أمر خزانة كتبه، وجعله دفترخوان يقرأ له الكتب ويجالسه وينادمه، وكان حلو المحاورة، لطيف المعاشرة، وله مصنفات حسنة، منها: كتاب " الديارات " ذكر فيه كل دير بالعراق والموصل والشام والجزيرة والديار المصرية وجميع الأشعار المقولة في كل دير وما جرى فيه، وهو على أسلوب " الديارات " للخالديين وأبي الفرج الأصبهاني، مع أن هذه الديارات قد جمع فيها تواليف كثيرة، وله كتاب " اليسر بعد العسر " وكتاب " مراتب الفقهاء " وكتاب " التوقيف والتخويف " وله مكاتبات ومراسلات مضمنة شعراً وحكماً، وغير ذلك من المصنفات في الأدب وغيره.

وتوفي سنة تسعين وثلثمائة، وقال الأمير المختار المعروف بالمسبحي: توفي سنة ثمان وثمانين وثلثمائة، وزاد غيره فقال: ليلة الثلاثاء منتصف صفر، رحمه الله تعالى، وكانت وفاته بمصر.

والشابشتي: بفتح الشين المعجمة وبعد الألف باء موحدة مضمومة ثم شين معجمة ساكنة وبعدها تاء مثناة من فوقها - كشفت عن هذه النسبة كثيراً فلم أعرفها، ثم بعد هذا بسنين كثيرة وجدت في كتاب " التاجي " تصنيف أبي إسحاق الصابي أن الشابشتي حاجب وشمكير بن زيار الديلمي، قتل في سنة ست وعشرين وثلثمائة بالقرب من أصبهان.

قلت: وهذا اسم ديلمي يشبه النسبة وليس بنسبة، ويحتمل أن يكون صاحب هذه الترجمة منسوباً إليه، بأن يكون أحد أجداده من أصحابه فنسب إليه، وبقي النسب على أولاده كذلك. وهكذا وشمكير هو والد الأمير قابوس - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى.