شميم الحلي

أبو الحسن علي بن الحسن بن عنتر بن ثابت، الملقب مهذب الدين، المعروف بشميم الحلي؛ كان أديباً فاضلاً خبيراً بالنحو واللغة وأشعار العرب حسن الشعر، وكان اشتغاله ببغداد على أبي محمد ابن الخشاب ومن في طبقته من أدباء ذلك الوقت، ثم سافر إلى ديار بكر والشام ومدح الأكابر وأخذ جوائزهم، واستوطن الموصل، وله عدة تصانيف، وجمع من نظمه كتاباً سماه " الحماسة "رتبه على عشرة أبواب، وضاهى به كتاب " الحماسة " لأبي الطيب الطائي، وكان جم الفضيلة إلا أنه كان بذيء اللسان كثير الوقوع في الناس مسلطاً على ثلب أعراضهم، لا يثبت لأحد في الفضل شيئاً.

ذكره أبو البركات ابن المستوفي في " تاريخ إربل " وقبح ذكره بأشياء نسبها إليه: من قلة الدين وتركه للصلوات المكتوبة ومعارضته للقرآن الكريم واستهزائه بالناس؛ وذكر مقاطيع من شعره. وفي شعره تعسف؛ وقال:سئل لم سمي شميماً، فقال أقمت مدة آكل كل يوم شيئاً من الطين فإذا وضعته عند قضاء الحاجة شممته فلا أجد له رائحة، فسميت لذلك شميماً. وتوفي ليلة الأربعاء الثامن والعشرين من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وستمائة بالموصل، ودفن بمقبرة المعافى، رحمه الله تعالى.

وشميم: بضم الشين المعجمة وفتح الميم وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ميم، وهو من الشم.