أبو الحسن علي بن أحمد بن نوبخت الشاعر؛ كان شاعراً مجيداً، إلا أنه كان قليل الحظ من الدنيا، لم يزل رقيق الحال ضعيف المقدرة، وتوفي بمصر في شعبان سنة ست عشرة وأربعمائة، وهو على حاله من الضرورة وشدة الفاقة، رحمه الله تعالى؛ وكفنه ولي الدولة أبو محمد أحمد بن علي المعروف بابن خيران الكاتب الشاعر.
وهذا ابن خيران كان متولي كتب السجلات عن الظاهر بن الحاكم صاحب مصر، وله ديوان شعر أيضاً صغير الحجم ومن شعره البيتان المشهوران وهما:
سعى إليك بي الواشي فلم ترني |
|
اهلاً لتكذيب ما ألقى من الخبر |
ولو سعى بك عندي في ألذ كرىً |
|
طيف الخيال لبعت النوم بالسهر |
قلت: ويقرب من هذا المعنى قول أبي عبد الله الحسين بن القم اليمني الشاعر المشهور صاحب الرسالة المشهورة من جملة أبيات، وهو قوله:
أنبئت أنك قد أتتـك قـوارضٌ |
|
عني ثنتك على الضمير الواجد |
عملت رقى الواشين فيك وإنها |
|
عندي لتضرب في حديد بارد |
والأصل في هذا كله قول عبد الله بن الدمينة الخثعمي الشاعر المشهور المعروف بنائحة العرب من جملة قصيدته البائية المشهورة، وهو قوله:
وكوني على الواشين لداء شغبةً |
|
كما أنا للواشي ألد شـغـوب |
ونوبخت: بضم النون وسكون الواو وفتح الباء الموحدة وسكون الخاء المعجمة وبعدها تاء مثناة من فوقها.
وإنما ذكرت ابن خيران في هذه الترجمة، ولم أفرده بترجمة، لأني لم أقف على تاريخ وفاته، وقد التزمت في هذا الكتاب ذكر أرباب الوفيات، ثم إني وجدت في كتاب " طبقات الشعراء " تأليف الوزير أبي سعد محمد بن الحسين بن عبد الرحيم الملقب عميد الدولة ترجمة ولي الدولة ابن خيران المذكور، وذكر له شعراً وقال: كان شاباً حسن الوجه، ورد الخبر بوفاته في شهر رمضان من سنة إحدى وثلاثين وأربعمائة، وكان وقوفي على هذا الفصل في أواخر سنة خمس وسبعين وستمائة بالقاهرة، والله أعلم.