ابن الساعاتي

أبو الحسن علي بن رستم بن هردوز المعروف بابن الساعاتي، الملقب بهاء الدين، الشاعر المشهور؛ شاعر مبرز في حلبة المتأخرين، له ديوان شعر يدخل في مجلدين، أجاد فيه كل الإجادة، وديوان أخر لطيف سماه " مقطعات النيل " نقلت منه قوله:

للـه يومٌ فـي سـيوط ولـيلةٌ

 

صرف الزمان بأختها لا يغلط

بتنا وعمر الليل في غـلـوائه

 

وله بنور البدر فرعٌ أشـمـط

والطل في سلك الغصون كلؤلؤ

 

رطب يصافحه النسيم فبسقط

والطير يقرأ والغدير صحـيفة

 

والريح تكتب والغمامة تنقـط

 

وهذا تقسيم بديع؛ ونقلت منه أيضاً:

وقد نزلـت بـروضة حـزنـيةٍ

 

رتعت نواظرها بها والأنـفـس

فظللت أعجب حيث يحلف صاحبي

 

والمسك من نفحاتهـا يتـنـفـس

ما الجـو إلا عـنـبـرٌ والـدوح

 

إلا جوهرٌ والروض إلا سنـدس

سفرت شقائقها فـهـم الأقـحـوا

 

ن بلثمها فرنا إليه الـنـرجـس

فكأن ذا خد وذا ثغر يحـا

 

وله وذا أبداً عيون تحرس

وله كل معنى مليح.

أخبرني ولده بالقاهرة المحروسة أن أباه توفي يوم الخميس الثالث والعشرين من شهر رمضان سنة أربع وستمائة بالقاهرة، ودفن بسفح المقطم وعمره إحدى وخمسون سنة وستة أشهر وأثنا عشر يوماً. ورأيت بخط بعض المشايخ وقد وافق في تاريخ الوفاة ولكنه قال: عاش ثمانياً وأربعين سنة وسبعة أشهر واثني عشر يوما وأنه ولد بدمشق، رحمه الله تعالى. والله أعلم بالصواب.

ورستم: بضم الراء وسكون السين المهملة وضم التاء المثناة من فوقها.

وهردوز: بفتح الهاء وسكون الراء وضم الدال وسكون الواو وبعدها زاي.

وسيوط: بضم السين المهملة والياء المثناة من تحتها وسكون الواو وبعدها طاء مهملة، وهي بلدة بصعيد مصر، ومنهم من يقول أسيوط بزيادة همزة مضمومة وسكون السين.