أبو ذر عمر بن ذر بن عبد الله بن زرارة بن معاوية بن منبه بن غالب بن وقش بن قسيم بن موهبة بن دعام بن مالك بن معاوية بن صعب بن دومان ابن بكيل بن جشم بن مالك، وهو الخارق بن عبد الله بن كبير بن مالك ابن جشم بن حاشد بن جشم بن خيوان بن نوف بن همدان، هكذا ساق نسبه هشام بن الكلبي في كتاب " جمهرة النسب " الهمداني الكوفي الفقيه القاص؛ كان صالحاً عابداً كبير القدر، روى عن عطاء ومجاهد، وروى عنه وكيع وأهل العراق، وكان ولده ذر كثير البر له شديد التوفر على طاعته، ولما حضرته الوفاة دخل عليه أبوه عمر المذكور وهو يجود بنفسه، فقال له: يا بني، إنه ما علينا من موتك غضاضة، ولا بنا إلى أحد سوى الله من حاجة، فلما قضى صلى عليه ودفنه ووقف على قبره وقال: أما والله يا ذر لقد شغلنا البكاء لك عن البكاء عليك، لأنا ما ندري ما قلت ولا ما قيل لك، اللهم إني قد وهبت له ما قصر فيه مما افترضت عليه من حقي، فهب لي ما قصر فيه مما افترضت عليه من حقك واجعل ثوابي عليه له، وزدني من فضلك إني إليك من الراغبين.
وقيل له: كيف كان بر ابنك بك؟ فقال: ما مشيت قط بنهار وهو معي إلا مشى خلفي، ولا بليل إلا مشى أمامي، ولا رقي سطحاً وأنا تحته. ويحكى عنه في ذلك أشياء كثيرة. وكان عمر المذكور يعد من المرجئة. وتوفي سنة ست، وقيل خمس وخمسين ومائة، رحمه الله تعالى.
وذر: بفتح الذال المعجمة وتشديد الراء.
والهمداني: بفتح الهاء وسكون الميم وفتح الدال المهملة، وقد تقدم الكلام عليها، وإنما قيدتها كيلا تتصحف بالهمذاني.
وزرارة: بضم الزاي وفتح الراءين بينهما ألف.
وكان أبوه ذر فقيهاً أيضاً.