أبو علي الشلوبيني

أبو علي عمر بن محمد بن عمر بن عبد الله الأزدي، المعروف بالشلوبيني، الأندلسي الإشبيلي النحوي تلميذ أبي بكر محمد بن خلف بن محمد بن عبد الله ابن صافي اللخمي الإشبيلي، ومن قوله:

قالوا: حبيبك معلول فقلت لهـم

 

نفسي الفداء له من كل محذور

يا ليت علته بي غـير أن لـه

 

أجر العليل واني غير مأجور

كان إماماً في علم النحو مستحضراً له غاية الاستحضار، ولقد رأيت جماعة من أصحابه وكلهم فضلاء، وكل منهم يقول: ما يتقاصر الشيخ أبو علي الشلوبيني عن الشيخ أبي علي الفارسي، ويغالون فيه مغالاة زائدة، وقالوا: فيه مع هذه الفضيلة غفلة وصورة بله في الصورة الظاهرة، حتى قالوا: إنه كان يوماً على جانب نهر وبيده كراريس فوقع منه كراسة في الماء وبعدت عنه فلم تصل يده إليها ليأخذها فأخذ كراسة أخرى وجذبها بها فتلفت الأخرى بالماء؛ وكان له مثل هذه الأسباب الدالة على البله.

وشرح المقدمة الجزولية شرحين كبيراً وصغيراً، وله كتاب في النحو سماه " التوطئة ". وكانت إقامته بإشبيلية، وأخباره متواصلة إلينا وتلامذته واردة في كل وقت، وبالجملة فإنه على ما يقال كان خاتمة أئمة النحو.

وكانت ولادته بإشبيلية في سنة اثنتين وستين وخمسمائة. وتوفي في أحد الربيعين، وقيل في صفر، سنة خمس وأربعين وستمائة بإشبيلية، رحمه الله تعالى.

والشلوبيني: بفتح الشين المثلثة اللام وسكون الواو وكسر الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها نون، هذه النسبة إلى الشلوبين، وهو بلغة الأندلس الأبيض الأشقر هكذا ذكروا، والله أعلم.