ابن البزري

أبو القاسم عمر بن محمد بن أحمد بن عكرمة، المعروف بابن البزري الجزري الفقيه الشافعي إمام جزيرة ابني عمر وفقيهها ومفتيها؛ تفقه أولاً بالجزيرة على الشيخ أبي الغنائم محمد بن الفرج بن منصور بن إبراهيم بن الحسن السلمي الفارقي نزيل جزيرة ابني عمر، ثم رحل إلى بغداد، واشتغل على الكيا الهراسي وحجة الإسلام أبي حامد الغزالي، وسمع عليه وعلى أخيه أحمد، وصحب الشاشي صاحب كتاب " المستظهري " وأدرك جماعة من العلماء، واستفاد منهم، ورجع إلى الجزيرة ودرس بها، وقصد من البلاد للاشتغال عليه وبطريقته، وصنف كتاباً شرح فيه إشكالات كتاب " المهذب " للشيخ أبي إسحاق الشيرازي وغريب ألفاظه وأسماء رجاله، سماه " الأسامي والعلل من كتاب المهذب " وهو مختصر.

وكان من العلم والدين في محل رفيع، وكان أحفظ من بقي في الدنيا على ما يقال لمذهب الإمام الشافعي، رضي الله عنه، وكان الغالب عليه المذهب، وانتفع به خلق كثير، وكان ينعت زين الدين جمال الإسلام. ومولده في سنة إحدى وسبعين وأربعمائة. وتوفي في ثاني شهر ربيع الأول، وقيل الآخر، سنة ستين وخمسمائة بالجزيرة، رحمه الله تعالى.

وما خلف مثله، وله تلاميذ كثيرون.

وتوفي شيخه أبو الغنائم الفارقي المذكور سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة، رحمه الله تعالى، وعليه اشتغل الفقيه عيسى بن محمد الهكاري - الآتي ذكره إن شاء الله تعالى - بالجزيرة.

والبزري: بفتح الباء الموحدة وسكون الزاي وبعدها راء، هذه النسبة إلى عمل البزر أو بيعه، والبزر في تلك البلاد اسم للدهن المستخرج من حب الكتان، وبه يستصبحون.