قتادة السدوسي

أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة بن عمرو بن الحارث ابن سدوس، السدوسي البصري الأكمه، كان تابعيا وعالما كبيرا، قال أبو عبيدة: ما كنا نفقد في كل يوم راكبا من ناحية بني أمية ينيخ على باب قتادة فيسأله عن خبر أو نسب أو شعر، وكان قتادة أجمع الناس. وقال معمر: سألت أبا عمرو بن العلاء عن قوله تعالى: (وما كنا له مقرنين)، فلم يجبني، فقلت: إني سمعت قتادة يقول: مطيقين، فسكت، فقلت له: ما تقول يا أبا عمرو؟ فقال: حسبك قتادة، فلولا كلامه في القدر - وقد قال صلى الله عليه وسلم إذا ذكر القدر فأمسكوا - لما عدلت به أحدا من أهل دهره. وقال أبو عمرو: كان قتادة من أنسب الناس، كان قد أدرك دغفلا، وكان يدور البصرة أعلاها وأسفلها بغير قائد، فدخل مسجد البصرة، فإذا بعمرو بن عبيد ونفر معه قد اعتزلوا من حلقة الحسن البصري وحلقوا وارتفعت أصواتهم، فأمهم وهو يظن أنها حلقة الحسن، فلما صار معهم عرف أنها ليست هي، فقال: إنما هؤلاء المعتزلة، ثم قام عنهم، فمذ يومئذ سموا المعتزلة.

وكانت ولادته سنة ستين للهجرة. وتوفي سنة سبع عشرة ومائة بواسط، وقيل ثماني عشرة، رضي الله عنه.

والسدوسي: بقتح السين المهملة وضم الدال المهملة وسكون الواو وبعدها سين ثانية، هذه النسبة إلى سدوس بن شيبان، وهي قبيلة كبيرة كثيرة العلماء وغيرهم.

ودغفل: بفتح الدال المهملة وسكون الغين المعجمة وفتح الفاء ثم لام، هو ابن حنظلة السدوسي النسابة، أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يسمع منه شيئا، وقدم على معاوية، وكان أنسب العرب، وقتلته الأزارقة وقيل إنه غرق بدجيل في وقعة دولاب، وهو الأصح.