أبو الطيب ابن سلمة

أبو الطيب محمد بن المفضل بن سلمة بن عاصم الضبي البغدادي الفقيه الشافعي، كان من كبار الفقهاء ومتقدميهم، أخذ الفقه عن أبي العباس ابن شريج، وكان موصوفا بفرط الذكاء، ولهذا كان أبو العباس يقبل عليه كل الإقبال ويميل إلى تعليمه غاية الميل، وصنف كتبا عديدة، وتوفي في المحرم سنة ثمان ثلثمائة، وهو غض الشباب، رحمه الله تعالى، وله في المذهب وجوه حسنة.

وسلمة: بفتح السين المهملة واللام والميم.

وأبوه أبو طالب المفضل بن سلمة بن عاصم الضبي اللغوي صاحب التصانيف المشهورة في فنون الأدب ومعاني القرآن، وكان كوفي المذهب مليح الخط، لقي ابن الأعرابي وغيره من العلماء، واستدرك على الخليل في كتاب العين وخطأه، وعمل في ذلك كتابا، وله من التصانيف كتاب البارع في علم اللغة وكتاب الفاخر وكتاب العود والملاهي وكتاب جلاد الشبه وكتاب الطيف وكتاب ضياء القلوب في معاني القرآن نيف وعشرون جزءا، وكتاب الاشتقاق وكتاب الزرع والنبات وكتاب خلق الإنسان وكتاب ما يحتاج إليه الكاتب وكتاب المقصور والممدود وكتاب المدخل إلى علم النحو وروى عنه أبو بكر الصولي وزعم أنه سمع عنه في سنة تسعين ومائتين.

وجده سلمة بن عاصم صاحب الفراء وروايته، وهم أهل بيت كلهم علماء نبلاء مشاهير، رحمهم الله تعالى.

وكان المفضل المذكور متصلا بالوزير إسماعيل بن بلبل فقيل له: إن ابن الرومي الشاعر - المقدم ذكره - قد هجاه، فشق ذلك على الوزير، وحرم ابن الرومي عطاياه، فعمل ابن الرومي في المفضل أبياتا وهي:

لو تـلـفـفـت فـي كـسـاء الـكـــســـائي

 

وتـــفـــريت فـــروة الـــفـــــراء

وتـخـلـلـت بـالـخـلــيل وأضـــحـــى

 

سيبـــويه لـــديك رهـــن ســـبـــاء

وتكونت من سواد أبي الأسود شخصا يكنى أبا السوداء

 

 

لأبى الله أن يعدك أهل العلم إلا من جملة الأغـبـياء