نجم الدين الخبوشاني

أبو البركات محمد بن الموفق بن سعيد بن علي بن الحسن بن عبد الله الخبوشاني، الملقب نجم الدين الفقيه الشافعي، كان فقيها فاضلا كثير الورع، تفقه على محمد ابن يحيى - المقدم ذكره - وكان يستحضر كتابه المحيط في شرح الوسيط على ما قيل، حتى نقل عنه أنه عدم الكتاب فأملاه من خاطره، وله كتاب تحقيق المحيط وهو كبير، رأيته في ستة عشر مجلدا. وقد تقدم ذكره في ترجمة العاضد عبد الله العبيدي صاحب مصر وما جرى له معه. ولما استقل السلطان صلاح الدين رحمه الله تعالى بملك الديار المصرية قربه وأكرمه، وكان يعتقد في علمه ودينه، ويقال إنه أشار عليه بعمارة المدرسة المجاورة لضريح الإمام الشافعي، رضي الله عنه، فلما عمرها فوض تدريسها إليه، وعمرها في سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، وفي هذه السنة بني البيمارستان في القصر بالقاهرة. ورأيت جماعة من أصحابه وكانوا يصفون فضله ودينه وأنه كان سليم الباطن قليل المعرفة بأحوال الدنيا.

وكانت ولادته في الثالث عشر من رجب سنة عشر وخمسمائة، باستوى خبوشان، وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشر ذي القعدة سنة سبع وثمانين وخمسمائة، بالمدرسة المذكورة، ودفن في قبة تحت رجلي الإمام الشافعي، وبينهما شباك، رحمها الله تعالى.

والخبوشاني: بضم الخاء المعجمة والباء الموحدة وفتح الشين المعجمة وبعد الأف نون، هذه النسبة إلى خبوشان، وهي بليدة بناحية نيسابور.

وأستوى: بضم الهمزة وسكون السين المهملة وفتح التاء المثناة من فوقها أو ضمها، ناحية كثيرة القرى من أعمال نيسابور.