حفدة

أبو منصور محمد بن أسعد بن محمد بن الحسين بن القاسم العطاري الطوسي الأصل، المعروف بحفدة، الملقب عمدة الدين، الفقيه الشافعي النيسابوري، كان فقيها فاضلا واعظا فصيحا أصوليا، تفقه بمرو على أبي بكر محمد بن منصور السمعاني والد الحافظ المشهور، ثم انتقل إلى مروالروذ، واشتغل على القاضي حسين بن مسعود الفراء المعروف بالبغوي صاحب شرح السنة والتهذيب - وقد سبق ذكره - ثم انتقل إلى بخارا واشتغل بها على البرهان عبد العزيز ابن عمر بن مارة الحنفي، ثم عاد إلى مرو وعقد له بها مجلس التذكير، وأقام بها مدة، ثم في فتنة الغز - وكانت فتنة الغز - وكانتت فتنة الغز سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، كما ذكرته في ترجمة الفقيه محمد بن يحيى - خرج إلى العراق ومنها إلى أذربيجان والجزيرة ومنها إلى الموصل، واجتمع الناس عليه بسبب الوعظ، وسمعوا منه الحديث، ومن أماليه:

 

مثل الشافعي في العلـمـاء

 

مثل الشمس في نجوم السماء

قل لمن قاسه بغير نـظـير

 

أيقاس الضياء بالظـلـمـاء

 

وأنشد يوما على الكرسي من جملة أبيات:

تحية صوب المزن يقرؤها الرعد

 

على منزل كانت تحل به هنـد

نأت فأعرناها القلوب صـبـابة

 

وعارية العشاق ليس لـهـا رد

وكانت مجالسه في الوعظ من أحسن المجالس. وتوفي في شهر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وخمسمائة بمدينة تبريز، وقيل إنه توفي في رجب سنة ثلاث وسبعين، رحمه الله تعالى، والله أعلم بالصواب.

وحفدة: بفتح الحاء المهملة والفاء والدال المهملة، ولا أعلم لم سمي بهذا الاسم مع كثرة كشفي عنه.

وتبريز: بكسر التاء المثناة من فوقها وسكون الباء الموحدة وكسر الراء وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها زاي، وهي من أكببر مدن أذربيجان.