أبو عبد الله الفراوي

أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أبي العباس، الصاعدي الفراوي النيسابوري الملقب كمال الدين الفقيه المحدث؛ كان يختلف إلى مجلس إمام الحرمين أبي المعالي الجويني الفقيه الشافعي صاحبنهاية المطلب وعلق عنه الأصول، ونشأ بين الصوفية، وكان فقيها محدثا مفننا مناظرا واعظا، وكان يحمل الطعام إلى المسافرين الواردين عليه ويخدمهم بنفسه مع كبر سنه، وخرج حاجا إلى مكة، وعقد له مجلس الوعظ ببغداد وسائر البلاد التي توجه إليها، وأظهر العلم بالحرمين، وعاد إلى نيسابور وقعد للتدريس بالمدرسة الناصحية، وقام بإمامة مسجد المطرز.

وسمع صحيح مسلم من عبد الغافر الفارسي-المقدم ذكره - وصحيح البخاري من سعيد بن أبي سعيد، وسمع من الشيخ أبي إسحاق الشيرازي والحافظ أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي وأبي القاسم عبد الكريم بن هوازان القشيري وإمام الحرمين، وتفرد برواية عدة كتب للحافظ البيهقي مثل دلائل النبوة والأسماء والصفات والبعث والنشور والدعوات الكبيرة والصغيرة، وكان يقال في حقه: الفراوي، ألف راوي.

وكانت ولادته سنة إحدى، وقيل اثنتين، وأربعين واربعمائة بنيسابور، وسمع الحديث سنة سبع وأربعين.وتوفي ضحوة يوم الخميس الحادي، وقيل الثاني، والعشرين من شوال سنة ثلاثين وخمسمائة، رحمه الله تعالى.

والفراوي: بضم الفاء وفتح الراء وبعدها ألف ثم واو، هذه النسبة إلى فراوة، وهي بليدة مما يلي خوارزم يقال لها رباط فراوة، بناها عبد الله بن طاهر في خلافة المأمون، وهو يومئذ أمير خراسان - وقد تقدم ذكره.