الحازمي

أبو بكر محمد بن أبي عثمان موسى بن عثمان بن موسى بن عثمان بن حازم، الحازمي الهمذاني الملقب زين الدين؛ أحد الحفاظ المتقنين، وعباد الله الصالحين حفظ القرآن الكريم، وحضر بهمذان أبا الوقت عبد الأول بن عيسى السجزي، وسمع بها من أبي منصور شهردار بن شيرويه الديلمي وأبي زرعة طاهر بن محمد المقدسي وأبي العلاء الحسن بن أحمد الحافظ، وجماعة كثيرة وتفقه ببغداد على الشيخ جمال الدين واثق بن فضلان وغيره، وسمع الحديث ببغداد من أبي الحسين عبد الحق وأبي نصر عبد الرحيم ابني عبد الخالق بن أحمد بن يوسف وأبي الفتح عبيد الله بن عبد الله بن شاتيل ةغيرهم، ثم عني بنفسه فارتحل في طلبه إلى عدة بلاد من العراق ثم إلى الشام والموصل وبلاد فارس وأصبهان وهمذان وكثير من بلاد أذربيجان، وكتب عن أكثر شيوخ هذه البلاد، وغلب عليه الحديث، وبرع فيه واشتهر به، وصنف فيه وفي غيره كتبا مفيدة: منهاالناسخ والمنسوخ في الحديث، وكتاب الفيصل في مشتبه النسبة، وكتاب العجالة في النسب وكتابما اتفق لفظه وافترق مسماه في الأماكن والبلدان المشتبهة في الخط، وكتابسلسلة الذهب فيما روى الإمام أحمد بن حنبل عن الإمام الشافعي رضي الله عنهما، وشروط الأئمة وغير ذلك من الكتب النافعة.

واستوطن بغداد، وسكن بالجانب الشرقي. ولم يزل مواظب الاشتغال ملازم الخير إلى أن اخترمته المنية وغصن شبابه نضير، وذلك في ليلة الاثنين الثامن والعشرين من جمادى الأولى سنة أربع وثمانين وخمسمائة، بمدينة بغداد. ودفن في المقبرة الشونيزية إلى جانب سمنون بن حمزة مقابل قبر الجنيد، رضي الله عنه، بعد أن صلى عليه خلق كثير برحبة جامع القصر. وحمل إلى الجانب الغربي، فصلي عليه مرة أخرى، وفرق كتبه على أصحاب الحديث. وكانت ولادته في سنة ثمان - أوتسع - وأربعين وخمسمائة، بطريق همذان، وحمل إليها ونشأ بها، رحمه الله تعالى.

والحازميك بفتح الحاء المهملة وبعد الألف زاي مكسورة وبعدها ميم، هذه النسبة إلى جده حازم المذكور.