ابن الدبيثي

أبو عبد الله محمد بن أبي المعالي سعيد بن أبي طالب بن أبي الحسن علي ابن الحجاج بن محمد بن الحجاج، المعروف بابن الدبيثي، الفقيه المؤرخ الواسطي؛ سمع الحديث كثيرا وعلق تعاليق مفيدة، وكانت له محفوظات حسنة، وكان يوردها ويستعملها في محاوراته،وكان في الحديث وأسماء رجاله والتاريخ من الحفاظ المشهورين والنبلاء المذكورين، وصنف كتابا جعله ذيلا على تاريخ أبي سعد عبد الكريم ابن السمعاني الحافظ - المقدم ذكره - المذيل على تاريخ بغداد للخطيب، وذكر فيه مالم يذكره السمعاني ممن أغفله أو كان بعده، وهو في ثلاث مجلدات وما أقصر فيه، وصنف تاريخا لواسط، وصنف غير ذلك. ذكره ابن المستوفي في تاريخ إربل فقال: ورد علينا في ذي القعدة سنة إحدى عشرة وستمائة، وهو شيخ حسن، وقال: أنشد لنفسه:

خبرت بني الأيام طرا فلـم أجـد

 

صديقا مسعـدا فـي الـنـوائب

وأضيفتهم مني الوداد فقـابـلـوا

 

صفاء ودادي بالقذى والشـوائب

وما اخترت منهم صاحبا وارتضيته

 

فأحمدته في فعله والـعـواقـب

ولم يزل أبو عبد الله المذكور على اجتهاده وتعليقه إلى أن توفي.

وكانت ولادته يوم الاثنين السادس والعشرين من رجب سنة ثمان وخمسين وخمسمائة بواسط.

وتوفي يوم الاثنين لثمان خلون من شهر ربيع الآخر سنة سبع وثلاثين وستمائة ببغداد، رحمه الله تعالى، ودفن بالوردية من الغد.

 والدبيثي: بضم الدال المهملة وفتح الباء الموحدة وسكون الياء المثناة من تحتها وبعدها ثاء مثلثة هذه النسبة إلى دبيثى، وهي قرية بنواحي واسط، وأصله من كنجة، وقدم جده علي من دبيثي وسكن واسط وبها توالدوا.

وتوفي والده أبو المعالي سعيد ليلة عيد النحر سنة خمس وثمانين وخمسمائة بواسط، ومولده بها في السابع والعشرين من صفر سنة سبع وعشرين وخمسمائة.