محمد بن عبد الله بن طاهر

أبو العباس محمد بن عبد الله بن طاهر الخزاعي؛ كان شيخاً فاضلاً وأديباً شاعراً، وهو أمير ابن أمير، ولي إمارة بغداد في أيام المتكل، وكان مألفاً لأهل العلم والدب؛ وقد أسند حديثاً عن أبي الصلت.

قال أحمد بن يزيد المهلبي: كانت لأبي حاجة إلى محمد بن عبد الله بن طاهر فكتب إليه:

ألا مبلغ عني الأمير مـحـمـداً

 

مقالاً له فضل على القول واسع

لنا حاجة إن أمكنتك قضـيتـهـا

 

وإن هي لم تمكن فعذرك واسع

فأنت وإن كنت الجواد بـعـينـه

 

فلست بمعطي الناس ما الله مانع

فإن يور زند الطاهري فبالحرى

 

وإلا فقد تنبو السيوف القواطـع

وقيل: كان الحسن بن وهب عند محمد بن عبد الله بن طاهر فعرضت لها سحابة ومطرت، فقال كل من حضر فيها شيئاً، فقال الحسن:  

هطلتنا السماء هطـلاً داركـاً

 

عارض المرزمان فيها السماكا

قلت للبرق إذ تـوقـد فـيهـا

 

يا زناد السمـاء مـن أوراكـا

أحببت نـأيتـه فـجـفـاكـا

 

فهو العارض الذي استبكاهـا

أم تشبهت بالأمير أبي الـعـب

 

اس في جوده، فلست هنـاكـا

 

قال إبراهيم بن عرفة: في سنة ثلاث وخمسين ومائتين لإحدى عشرة ليلة خلت من ذي القعدة انكسف القمر في أول الليل حتى ذهب أكثره فلما انتصف الليل مات محمد بن عبد الله بن طاهر، وكان به خراج في حلقه واشتد حتى عولج بالفتائل؛ وفي وفاته يقول أخوه عبد الله بن عبد الله بن طاهر:

 

هد ركن الخلافة الموطـود

 

زال عنها السرادق الممدود

كسف البدر والأمير جميعاً

 

وانجلى البدر والأمير عميد

ودفن في مقابر قرش رحمه الله تعالى.