المقلد العقيلي

أبو حسان المقلد بن المسيب بن رافع بن المقلد بن جعفر بن عمرو بن المهنا عبد الرحمن بن بريد- بالتصغير- ابن عبد الله بن زيد بن قيس بن جوثة بن طهفة بن حزن بن عقيل بن كعب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوزان، العقيلي، الملقب حسام الدولة، صاحب الموصل.

كان أخوه أبو الدواد محمد بن المسيب أول من تغلب على الموصل وملكها من أهل هذا البيت، وذلك في سنة ثمانين وثلثمائة. وتزوج بهاء الدولة أبو نصر ابن عضد الدولة بن بويه الديلمي ابنته. فلما مات أبو الدواد في سنة سبع وثمانين قام أخوه المقلد المذكور بالملك من بعده، وكان أعور. وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه أن ذلك في سنة ست وثمانين، وأن أبا الدواد لما توفي طمع المقلد في الملك، فلم يساعده بنو عقيل، وقدموا أخاه علياً لكبر سنه، ثم توصل بالخديعة حتى ملك، وأطال القول في ذلك فاختصرته، وهذا حاصله.

وقال غير ابن الأثير: إنه كان فيه عقل وسياسة وحسن تدبير، فغلب على سقي الفرات واتسعت مملكته. ولقبه الإمام القادر بالله وكناه، وأنفذ إليه باللواء والخلع فلبسها بالأنبار. واستخدم من الديلم والأتراك ثلاثة آلاف رجل وأطاعته خفاجة، وكان فيه فضل ومحبة لأهل الأدب، وينظم الشعر.

حكى أبو الهيجاء بن عمران بن شاهين قال: كنت أساير معتمد الدولة أبا المنيع قرواش بن المقلد المذكور ما بين سنجار ونصيبين، فنزلنا، ثم استدعاني بعد الزوال، وقد نزل بقصر هناك يعرف بقصر العباس بن عمرو الغنوي، وكان مطلاً على بساتين ومياه كثيرة، فدخلت عليه فوجدته قائماً يتأمل كتابه على الحائط، فقرأتها فإذا هي:

يا قصر عبـاس بـن عـم

 

رو كيف فراقك ابن عمرك

قد كنت تغـتـال الـدهـو

 

ر فكيف غالك ريب دهرك

واها لعزلـك بـل لـجـو

 

دك بل لمجدك بل لفخـرك

 

وتحتها مكتوب "وكتب علي بن عبد الله بن حمدان بخطه في سنة إحدى وثلاثين" قلت: وهذا الكاتب هو سيف الدولة بن حمدان ممدوح المتنبي، وقد تقدم ذكره - قال الراوي: وكان تحت ذلك مكتوب:

يا قصر ضعضعك الزما

 

ن وحط من علياء فخرك

ومحا محاسـن أسـطـر

 

شرفت بهن متون جدرك

واهاً لكاتبهـا الـكـري

 

م وقدره الموفي بقدرك

 

وتحت الأبيات مكتوب "وكتب الغضنفر بن الحسن بن علي بن حمدان بخطه في سنة اثنتين وستين وثلثمائة " - قلت: وهذا الكاتب هو عدة الدولة بن ناصر الدولة الحسن بن عبد الله بن حمدان ابن أخي سيف الدولة، وقد سبف ذكر والده أيضاً في حرف الحاء- وتحت ذلك مكتوب:

يا قصر ما فعل الألى

 

ضربت قبابهم بعقرك

أخنى الزمان علـيهـم

 

وطواهم بطويل نشرك

واهاً لقاصر عمـر مـن

 

يختال فيك وطول عمرك

 

وتحته مكتوب "وكتب المقل بن المسيب بن رافع بخطه فيسنة ثمان وثمانين وثلثمائة " - قلت: وهذا الكاتب هو المقلد المذكور صاحب هذه الترجمة - وتحت ذلك مكتوب:

يا قصر ما صنع الـكـرا

 

م الساكنون قديم عصـرك

عاصرتهـم فـبـذذتـهـم

 

وشأوتهم طراً بصـبـرك

ولقد أثـار تـفـجـعـي

 

يا ابن المسيب رقم سطرك

وعلـمـت أنـي لاحـق

 

بك دائب في قفـو أثـرك

 

وتحته مكتوب "وكتب قرواش بن المقلد بن المسيب بخطه في سنة إحدى وأربعمائة" قال الراوي: فعجبت من ذلك، وقلت لقرواش: الساعة كتبت هذا؟ فقال: نعم، ولقد هممت بهدم القصر فإنه مشؤم قد دفن الجماعة، فدعوت له بالسلامة وانصرفت، ورحلت بعد ثلاثة أيام، ولم يهدم القصر.


وهذا العباس بن عمرو الغنوي من أهل تل بن سيار الذي بين الرقة ورأس عين بالقرب من حصن مسلمة بن عبد الملك بن مروان الحكمي، وكان يتولى اليمامة والبحرين، وسيره المعتضد بالله لحرب القرامطة في أول أمرهم، فقاتلوه وكسروه وأسروه، ثم أطلقوا فرجع إلى المعتضد ودخل بغداد ليلة الأحد لإحدى عشرة ليلة مضت من شهر رمضان سنة سبع وثمانين ومائتين. وقال أبو عبد الله العظيمي الحلبي في تاريخه الصغير: مات العباس بن عمرو الغنوي في سنة خمسين وثلثماثة، ومن العجائب أنه توجه إليهم في عشرة آلاف، فقتل الجميع وسلم وحده، وعمرو بن الليث الصفار حارب إسماعيل بن أحمد صاحب خراسان وهو في خمسين ألفاً، فأخذوه ونجا الباقون.


وكان بين ما كتبه سيف الدولة وبين ما كتبه قرواش سبعون سنة؛ وقد سبق نظير هذه الحكاية في ترجمة عبد الملك بن عمير وما جرى له مع عبد الملك ابن مروان، فلينظر هناك.


وبينما المقلد المذكور في مجلس أنسه وهو بالأنبار إذ وثب عليه غلام تركي فقتله، وذلك في صفر سنة إحدى وتسعين وثلثمائة، ويقال: إنه مدفون على الفرات بمكان يقال له شيفيا بين الأنبار وهيت، وحكي أن هذا التركي سمعه وهو يقول لرجل ودعه وهو يريد الحج: إذا جئت ضريح رسول الله صلى الله عليه وسلم فقف عنده وقل له عني: لولا صاحباك لزرتك؛ ولما مات رثاه الشريف الرضي بقصيدتين ورثاه جماعة من الشعراء.


وكان ولده معتمد الدولة أبو المنيع قرواش غائباً عنه، ثم تقلد الأمر من بعده وكان له عمان ينازعانه في الأمر: أحدهما ابو الحسن ابن المسيب، والآخر أبو مرح مصعب بن المسيب، فتوفي أبو الحسن سنة اثنتين وتسعين، وتوفي أبو مرح سنة سبع وتسعين، فتفرد قرواش بالملك واستراح خاطره منهما، وكانت له بلاد الموصل والكوفة والمدائن وسقي الفرات، وخطب في بلاده للحاكم صاحب مصر- وسيأتي ذكره - في سنة إحدى وأربعمائة، ثم رجع عن ذلك، ووصلت الغز إلى الموصل ونهبوا دار قرواش، وأخذوا منها ما يزيد على مائتي ألف دينار، فاستنجد بنور الدولة أبي الأغر دبيس يبن صدقة - المقدم ذكره - فانجده واجتمعا على محاربة الغز فنصروا عليهم وقتل الكثير منهم.


ومدحه أبو علي ابن الشبل البغدادي الشاعر المشهور بقصيدة ذكر فيها هذه الواقعة، فمنها قوله:

نزهت أرضك عن قبور جسومهم

 

فغدت قبورهم بطون الأنـسـر

من بعد ما وطئوا البلاد وظفروا

 

من هذه الدنيا بكـل مـظـفـر

فضوا رتاج السد عن يأجـوجـه

 

ولقوا ببأسك سطوة الإسكـنـدر

 

وكان قرواش المذكور يلقب مجد الدين، وهو ابن أخت الأمير أبي الهيجاء الهذباني صاحب إربل، وكان أديباً ظريفاً، وله أشعار سائرة، فمن ذلك ما أورده له أبو الحسن الباخزري في أول كتاب "دمية القصر" وهو قوله:

لله در النـائبـات فـإنـهـا

 

صدأ اللئام وصقيل الأحـرار

ما كنت إلا زبرة فطبعنـنـي

 

سيفاً وأطلق صرفهن غراري

 

وأورد له أيضاً:

من كان يحمد أو يذم مـورثـاً

 

للمـال مـن آبـائه وجـدوده

فأنا امرؤ لله أشـكـر وحـده

 

شكراً كثيراً جالـياً لـمـزيده

لي أشقر ملء العنان مـغـاور

 

يعطيك كا يرضيك من مجهوده

ومهند عـضـب إذا جـردتـه

 

خلت البروق تموج في تجريده

ومثقف لدن السنـان كـإنـمـا

 

أم المنايا ركبـت فـي عـوده

وبذا حويت المال إلا أننـي

 

سلطت جود يدي على تبديده

 

ما أحسن هذا الشعر وأمتنه! ومن المنسوب إليه أيضاً:

وآلفه للـطـيب لـيسـت تـغـبـه

 

منعمة الطـراف لـينة الـلـمـس

إذا ما دخان النذ من جـيبـهـا عـلا

 

على وجهها أبصرت غيما على شمس

 

وذكر الباخرزي المذكور في "دمية القصر" أيضاً لأبي جوثة ابن عم الأمير قرواش المذكور:

قوم إذا اقتحموا العجاج رأيتهم

 

شمساً وخلت وجوههم أقمـار

لا يعدولن برفدهم عـن سـائل

 

عدل الزمان عليهم أو جـارا

وإذا الضريح دعاهم لـلـمـلة

 

بذلوا النفوس وفارقوا الأعمارا

وإذا زناد الحرب أخمد نارهـا

 

قدحوا بأطراف الأسنة نـارا

 

ومن جملة شعراء "دمية القصر" أيضاً الطاهر الجزري، وقد مدح قرواشاً المذكور بقوله، وهو في نهاية الحسن في باب الاستطراد:

وليل كوجه البرقعيدي ظلـمةً

 

وبرد أغانيه وطول قـرونـه

سريت ونومي فـيه مـشـردٌ

 

كعقل سليمان بن فهد ودينـه

على أولقٍ فيه مضاء كـأنـه

 

أبو جابر في طيشه وجنونـه

إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه

 

سنا وجه قرواش وضوء جبينه

 

ولشرف الدين ابن عنين الشاعر المقدم ذكره على هذه الأسلوب في فقيهين كانا بدمشق ينبز أحدهما بالبغل والآخر بالجاموس:

البغل والجاموس في جدليهمـا

 

قد أصبحا عظمةً لكل مناظـر

برزا عشية ليلة فـتـبـاحـثـا

 

هذا بقرنيه وذا بـالـحـافـر

ما أتقنا غير الصباح كـأنـمـا

 

لقنا جدال المرتضى بن عساكر

لفظ طويل تحت معنى قاصـر

 

كالعلقل في عبد اللطيف الناظر

اثنان ما لهما وحقـك ثـالـث

 

إلا رقاعة مدلولية الشـاعـر

 

ولقد حكى لي بعض الصحاب أنه سأل ابن عنين عن أبيات الطاهر الجزري واستحسن بناءه عليها، فحلف أنه ما كان سمعها، والله أعلم.


ومدلويه المذكور: لقب كان ينبز به الرشيد أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن بدر بن الحسن بن المفرج بن بكار الشاعر المعروف بابن النابلسي، وكان مقيماً بدمشق، ولابن عنين فيه عدة مقاطيع هجو. وتوفي في منتصف صفر سنة تسع عشرة وستمائة بدمشق المحروسة، ودفن بباب الصغير، رحمه الله تعالى.


وذكر في كتاب "الدمية" أيضاً للطاهر الجزري المذكور أبياتاً لطيفة أحببت ذكرها، وهي:

انظر إلى حظ ابن شبل في الهوى

 

إذ لا يزال لكل قلـب شـائقـا

شغل النساء عن الرجال، وطالما

 

شغل الرجال عن النساء مراهقا

عشقوه أمرد والتحى فعـشـقـه

 

الله أكبر ليس يعـدم عـاشـقـا

ثم وجدت في كتاب "الخريدة" في ترجمة أبي نصر ابن النحاس الحلبي البيتين الأخيرين من هذه الأبيات الثلاثة وقال: أورده أبو الصلت في "الحديقة" له،يعني لابن النحاس، والله أعلم.

رجعنا إلى حديث الأمير قرواش: وكان كريماً وهاباً نهاباً جارياً على سنن العرب، نقل أنه جمع بين أختين في النكاح، فلامته العرب على ذلك فقال: خبروني ما الذي نستعمله مما تبيحه الشريعة؟ وكان يقول: ما في رقبتي غير خمسة أو ستة من أهل البادية قتلتهم، فأما الحاضرة فما يعبأ الله بهم. ودامت إمارة قرواش مدة خمسين سنة فوقع بينه وبين أخيه بركة بن المقلد، وكان خارج البلد فقبض بركة عليه في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة، وقيده وحبسه في الجراحية إحدى قلاع الموصل، وتولى مكانه.

ولقب بركة بزعيم الدولة وأقام في الإمارة سنتين، وتوفي في ذي الحجة سنة ثلاث وأربعين.

فقام مقامه ابن أخيه أبو المعالي قريش بن أبي الفضل بدران بن المقلد، وكان بدران المذكور صاحب نصيبين، وتوفي في رجب سنة خمس وعشرين وأربعمائة، فأول ما فعل قريش أنه قتل عمه قرواشاً المذكور في محبسه في مستهل رجب سنة أربع وأربعين وأربعمائة، ودفن بتل توبة شرقي الموصل، وكان فصيحاً شاعراً كريماً شجاعاً.

وقرواش: بكسر القاف وسكون الراء وفتح الواو وبعد الأف شين معجمة، وهو فعوال من القرش، وهو في اللغة الكسب والجمع، وبه سميت قريش أيضاً لأنها كانت تعاني التجارة. واجتمع قريش مع أرسلان البساسيري المقدم ذكره على نهب دار الخلافة، ثم إن الإمام القائم بأمر الله جرى على سجيته في الحلم، وكتب إلى السلطان طغرلبك المقدم ذكره في المحمدين ليرضى عنه، وورد الخبر بعد ذلك بموته، أعني قريش بن بدران في سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة في أوائلها بالطاعون بمدينة نصيبين، وكان عمره إحدى وخمسن سنة.

وولي بعده إمارة بني عقيل ولده أبو المكارم مسلم بن قريش الملقب شرف الدولة، وكان قد طمع في الاستيلاء على بغداد بعد وفاة السلطان طغرلبك السلجوق، المقدم ذكره ثم رجع عن ذلك، واستولى على ديار ربيعة ومضر وملك حلب وأخذ الأتاوة من بلاد الروم، وقصد دمشق وحاصرها وكاد يأخذها، فبلغه أن حران عصى عليه أهلها فرحل إليهم وحاربوه، ففتحها وقتل خلقاً كثيراً من أهلها، وذلك في سنة ست وسبعين وأربعمائة، واتسعت له المملكة، ولم يكن من أهل بيته من ملك مثله، وكانت سيرته من أحسن السير وأعدلها، وكانت الطرقات آمنة في بلاده.

ومن جملة ما نقل عنه أن ابن حيوس الشاعر، المقدم ذكره مات عنده وخلف أكثر من عشرة آلاف دينار، فحمل ذلك على خزانته فرده وقال: لا يتحدث عني أحد أنني أعطيت شاعراً مالاً ثم شرهت فيه وأخذته، وأنه دخل خزانتي مال جمع من أوساخ الناس. وكان يصرف الجزية في جميع بلاده إلى الطالبين ولا يأخذ منها شيئاً، وهو الذي عمر سور الموصل، وكان ابتداء عمارته يوم الحد ثالث شوال سنة أربع وسبعين، وفرغ من عمارته في ستة أشهر؛ وأخباره كثيرة.

وجرى بينه وبين سليمان بن قتلمش السلجوقي صاحب الروم مصاف، قتل فيه على باب أنطاكية في خامس عشر صفر سنة ثمان وسبعين وأربعمائة، يوم الجمعة، وعمره خمس وأربعون سنة وشهور، هكذا قاله محمد بن عبد الملك الهمداني في كتابه الذي سماه "المعارف المتأخرة"؛ وذكر أيضاً ابن الصابي في تاريخه أن مولد مسلم بن قريش يوم الجمعة الثالث والعشرين من رجب سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة، والله أعلم؛ وذكر المأموني في تاريخه أنه وثب عليه خادم من خواصه فخنقه في الحمام، وذكر له واقعة في ذلك، وذلك في سنة أربع وسبعين، والله أعلم بالصواب.

ورتب السلطان ملكشاه السلجوقي، المقدم ذكره ولده أبا عبد الله محمداً في الرحبة وحران وسروج وبلد الخابور، وزوجه أخته زليخا بنت السلطان ألب أرسلان، وكان والده مسلم بن قريش اعتقل أخاه أبا سالم إبراهيم ابن قريش بقلعة سنجار مدة أربع عشرة سنة، فلما هلك مسلم وتقرر أمر ولده محمد في الإمارة اجتمع أهله على إبراهيم المذكور فأخرجوه وقدموه عليهم، ثم اعتقله ملكشاه وولي ابن أخيه محمداً المذكور، فلما مات مكشاه أطلق، وجمع إبراهيم للعرب وحارب تاج الدولة تتش السلجوقي، المذكور في حرف التاء بمكان يعرف بالمصنع وقتله تاج الدولة تتش صبرا في سنة ست وثمانين وأربعمائة.

ومن أمراء بني عقيل أيضاً أبو الحارث مهارش بن المجلي بن عليب ابن قيان بن شعيب بن المقلد الأكبر بن جعفر بن عمرو بن المهنا المذكور في أول هذه الترجمة؛ ومهارش المذكور هو صاحب الحديثة، وهو الذي نزل عليه الإمام القائم في قصة البساسيري لما خرج من بغداد، وبالغ في إكرامه وإجلاله والإحسان إليه، وأقام عنده سنة، وهي واقعة مشهورة فلا حاجة إلى شرحها.

وكان مهارش المذكور كثير الصدقة والصلوات، ملازم الجمع والجماعات، وتوفي في صفر سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وعمره ثمانون سنة، رحمهم الله أجمعين.