يحيى بن تميم الصنهاجي

أبو طاهر يحيى بن تميم بن المعز بن باديس الحميري الصنهاجي صاحب إفريقية وما والاها - قد تقدم ذكر والده ورفعت نسبه هناك، وتقدم ذكر جماعة من أجداده في هذا الكتاب.

وكانت ولاية الأمير يحيى المذكور بالمهدية خلافةً عن أبيه تميم يوم الجمعة لأربع بقين من شهر ذي الحجة سنة سبع وتسعين وأربعمائة والطالع الدرجة السابعة من الجدي، ثم استقل بالأمر يوم وفاة والده، وقد سبق ذلك في ترجمته.

وكان عمر الأمير يحيى يوم الاستقلال ثلاثاً وأربعين سنة وستة أشهر وعشرين يوماً، وركب على العادة، وأهل دولته محتفون به، ورجع إلى قصره فغير لباس أهل الدولة من الخواص والجند بخلع سنية، وكانوا قد غيروا لباسهم لموت أبيه، ووهب للأجناد والعبيد أموالاً كثيرة، ووعدهم مواعد سارة.

ورأيت في كتاب " الجمع والبيان في أخبار القيروان " الذي ألفه ولد أخيه عز الدين أبو محمد عبد العزيز بن شداد بن تميم بن المعز بن بادي، أن الأمير تميماً قبل وفاته بمدة يسيرة ودعا ولده يحيى المذكور، وكان في دار الإمارة مع خاصته وجلسائه، فمضى يحيى ومن معه إليه، فوجدوا تميماً في بيت المال، فأمرهم بالجلوس ثم قال لأحدهم: قم فادخل ذلك البيت وخذ منه الكتاب الذي صفته كذا في مكان كذا، فقام وأتى به، فإذا هو كتاب ملحمة، فقال له: عد من أوله كذا وكذا ورقة، واقرأ الصفحة التي تنتهي إليها، فقرأها وإذا فيها " الملك المغدور، وهو الطويل القامة الذي على ورطه الأيمن خال وفي جنبه الأيسر شامة " فقال الأمير تميم: أطبق الكتاب واردده إلى موضعه، ففعل، ثم قال تميم: أما العلامتان فقد رأيتهما، وبقيت علي الثالثة، قم أنت يا شريف وأنت يا فلان حتى تحققا عندي خبر العلامة الثالثة، فقاموا وقام يحيى معهم إلى موضع مستور عن تميم، فكشف لهم عن جسمه، فرأوا شامة على جنبه الأيسر هلالية الشكل، فأتوا تميماً فعرفوه، فقال: لم أعطه أنا شيئاً، الله تعالى الذي أعطاه، ثم قال: إني أخبركم بحديث عجيب، وذلك أنه عرض علي النخاس والدته، فاستحسنتها ومالت نفس إليها فاشتريتها، وسلمتها إلى خدام القصر، وأمرت النخاس أن يرجع إلى قبض الثمن، ثم دبرت في مال طيب حلال أخرج ثمنها منه، فبينما أنا مفكر في ذلك إذ سمعت السائل يصيح ويرفع صوته في الإذن على مطالعتي، فأخرجت رأسي من الطاق وقلت له: ما شأنك؟ فقال: كنت الساعة أحفر في قصر المهدي إذ وجدت صندوقاً عليه قفل، فتركته على حاله وجئت مطالعاً بأمره، فأنفذت معه من أثق به، فإذا فيه أثواب مذهبات الأعلام قد أفناها الدهر، فأمرت بسبك أعلامها، فلم تزد ولم تنقص عن ثمن الجارية، فتعجب الحاضرون من ذلك ودعوا له، ثم أمر لهم بدنانير وكساء وانصرفوا. قال عبد العزيز المذكور: وقد أدركت هذا الكتاب المشار إليه عند السلطان الحسن، رحمه الله تعالى، يعني الحسن بن علي بن يحيى المذكور.

وحكى عن الكتاب أموراً وقضايا ذكر أنها ستكون، وكانت كما ذكر.

رجعنا إلى حديث يحيى: ولما جلس الملك قام بالأمر وعدل في الرعية وفتح قلاعاً لم يتمكن أبوه من فتحها، قال عبد العزيز المذكور في تاريخه: وفي أيامه - يعني يحيى - وصل إلى المهدية محمد بن تومرت - المقدم ذكره - قادماً من الحج، فنزل بمسجد قبلي مسجد السبت، فاجتمع إليه جماعة من أهل المهدية وقرأوا عليه كتباً في علم أصول الدين، وشرع في تغيير المنكر، فرفع أمره إلى يحيى فأحضره وجماعة من الفقهاء، فرأى ما هو عليه من الخشوع والتقشف والعلم، فسأله الدعاء فقال له: أصلحك الله لرعيتك، ونفع بها ذريتك، وأقام مدة يسيرة بالمهدية ثم انتقل إلى المنستير فأقام بها مدة، ثم انتقل إلى بجاية - وقد تقدم في ترجمة والده الأمير تميم أن محمد بن تومرت المذكور اجتاز بتلك البلاد في أيامه، والله تعالى أعلم أي ذلك كان.

ثم قال عبد العزيز: وفي سنة سبع وخمسمائة أتى إلى المهدية قوم غرباء، فقصدوا يحيى بمطالعة زعموا فيها أنهم من أهل الصناعة الكبيرة من الواصلين إلى نهايتها، فأذن لهم بالدخول عليه، فلما مثلوا بين يديه طالبهم بأن يظهروا له من الصناعة ما يقف عليه فقالوا: نحن نزيل من القصدير التدخين والصرير حتى يرجع لا فرق بينه وبين الفضة، لمولانا من السروج والقصب والبنود والأواني قناطير من الفضة يجعل عوضاً منها ما يريده ويستعمل جميع ذلك في مهماته، وسألوه أن يكون ذلك في خلوة، فأجابهم وأحضرهم للعمل، ولم يكن عند الأمير يحيى سوى الشريف أبي الحسن علي والقائد إبراهيم قائد الأعنة، وكانوا هم ثلاثة، وكانت بينهم أمارة، فأمكنتهم الفرصة، فقال أحدهم: دارت البوتقة، فتواثبوا وقصد كل واحد منهم واحداً بسكاكينهم، فأما الذي قصد الأمير يحيى فقال: أنا سراج، وكان يحيى جالساً على مصطبة، فضربه فجاءت على أم رأسه، فقطعت طاقات في العمامة، ولم تؤثر في رأسه، واسترخت يده بالسكين على صدره فخدشته، وضربه يحيى برجله، فألقاه على ظهره، فسمع الخدم الجلبة ففتحوا باب القصر من عندهم، فدخل يحيى وأغلق الباب دونهم، وأما الشريف فلم يزل به الذي قصده حتى قتله، وأما القائد إبراهيم فإنه شهر سيفه، ولم يزل يقاتل الثلاثة، وكسر الجند الباب الذي كان بينهم، ودخلوا فقتلوهم، وكان زيهم زي أهل الأندلس، فقتل في البلد جماعة ممن يلبس ذلك الزي، وخرج الأمير يحيى في الحال ومشى في البلد وسكن الفتنة.

وكان يحيى عادلاً في دولته ضابطاً لأمور رعيته عارفاً بخرجه ودخله، مدبراً في جميع ذلك على ما يوجبه النظر العقلي ويقتضيه الرأي الحكمي، ونعته في الملاحم " الملك المغدور " وتحقق له هذا النعت بهذه الواقعة التي ذكرناها. وكان كثير المطالعة لكتب الأخبار والسير عارفاً بها، رحيماً للضعفاء شفيقاً على الفقراء، يطعمهم في الشدائد فيرفق بهم، ويقرب أهل العلم والفضل من نفسه، وساس العرب في بلاده فهابوه وانكفت أطماعهم، وكان له نظر حسن في صناعة النجوم والأحكام، وكان حسن الوجه على حاجبه شامة، أشهل العينين مائلاً في قده إلى الطول دقيق الساقين، وكان عنده جماعة من الشعراء قصدوه ومدحوه، وخلدوا مديحه في دواوينهم، ومن جملة شعرائه أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت الشاعر - المقدم ذكره - أقام تحت كنفه بعد أن جاب الأرض، وتقاذفت به البلدان، وله صنف الرسالة المشهورة التي وصف فيها مصر وعجائبها وشعراءها وغير ذلك، وله فيه مدائح كثيرة أجاد فيها وأحسن، وله أيضاً مدائح في ولده أبي الحسن علي وولد ولده الحسن بن علي، ومن جملة قوله من مديحه قصيدة:

وارغب بنفسك إلا عن ندىً وغنـىً

 

فالمجد أجمع بين البأس والـجـود

كدأب يحيى الذي أحيت مـواهـبـه

 

ميت الرجاء بإنجـاز الـمـواعـيد

معطي الصوارم والهيف النواعم وال

 

جرد الصلادم والبزل الجـلاعـيد

أشم أشوس مضـروب سـرادقـه

 

على أشم بفرع النجـم مـعـقـود

إذا بدا بسرير الملـك مـحـتـبـياً

 

رأيت يوسف في مـحـراب داوود

من أسرةٍ تخذوا الماذي لـبـسـهـم

 

واستوطنوا صهوات الضمر القـود

محسدون على أن لا نظـير لـهـم

 

وهل رأيت عظيماً غير محـسـود

وإن تكن جمعتكم أسـرة كـرمـت

 

فليس في كل عود نفـحة الـعـود

أقول للراكب المزجـي مـطـيتـه

 

يطوي به الأرض من بيد إلى بـيد

لا تترك الماء عداً في مـشـارعـه

 

وتطلب الري من صم الجـلامـيد

هذي موارد يحيى غـير نـاضـبة

 

وذا الطريق إليها غـير مـسـدود

حكم سيوفك فيما أنـت طـالـبـه

 

فللسيوف قـضـاء غـير مـردود

 

وله فيه غير ذلك.


 ولما كان يوم الأربعاء، وهو عيد النحر سنة تسع وخمسمائة، توفي يحيى فجأة، وذلك أن منجمه قال يوماً له: إن تسيير مولدك في هذا النهار عليك عكساً فلا تركب، فامتنع عن الركوب، وخرج أولاده ورجال دولته إلى المصلى، فلما انقضت الصلاة حضر رجال الدولة على ما جرت به العادة للسلام، وقرأ القرآن وأنشد الشعراء، وانصرفوا إلى الإيوان فأكل الناس، وقام يحيى إلى مجلس الطعام، فلما وصل إلى باب المجلس أشار إلى جارية من حظاياه فاتكأ عليها، فما خطا من باب البيت سوى ثلاث خطوات حتى وقع ميتاً.


وكان ولده علي نائبه على سفاقس، وهي بلدة من أعمال إفريقية، "وللشعراء فيها شعر فمن ذلك قول بعضهم وهو علي بن حبيب يصف بحرها في مده وجزره:

سقياً لأرض سفـاقـس

 

ذات المصانع والمصلى

بلد يكـاد يقـول حـي

 

ن وروده أهلاً وسهـلا

وكأن ماء البـئر حـي

 

ن تراه ينضب ثم يمـلا

صب يريد زيارة

 

فإذا رأى الرقباء ولى"

فأحضر وعقدت له الولاية، ودفن يحيى في القصر على ما جرت به العادة، ثم نقل بعد سنة إلى قصر السيدة بالمنستير- وهي بلدة إفريقية أيضاً - وخلف ثلاثين ولداً ذكوراً.

وأما علي المذكور القائم مقام أبيه يحيى فإن مولده بمدينة المهدية صبيحة يوم الأحد لخمس عشرة ليلة خلت من صفر سنة تسع وتسعين وأربعمائة، وكان أبوه قد ولاه سفاقس، فلما مات أبوه اجتمع أعيان دولته على كتاب كتبوه عن أبيه يأمره بالوصول إليه مسرعاً، فوصله الكتاب ليلاً فخرج لوقته ومعه طائفة من أمراء العرب، وجد في السير فوصل الظهر من يوم الخميس الثاني من العيد، ودخل القصر ولم يقدم شيئاً على تجهيز أبيه والصلاة عليه ودفنه، وفي صبيحة يوم الجمعة ثالث عشر ذي الحجة جلس للناس، فدخلوا عليه وسلموا بالإمارة، ثم ركب في جيوشه وجموعه ثم عاد إلى قصره.

وفي أيامه توجه أخوه أبو الفتوح ابن يحيى إلى الديار المصرية ومعه زوجته بلارة بنت القاسم وولده العباس الصغير على الثدي، فوصل إلى الإسكندرية، فأنزل وأكرم بأمر الآمر صاحب مصر يومئذ، فأقام بها مدة يسيرة وتوفي، فتزوجت بعده زوجته بلارة بالعادل بن السلار واسمه علي - المقدم ذكره في هذا الكتاب في حرف العين - وشب العباس وقدمه الحافظ صاحب مصر، وولي الوزارة بعد العادل المذكور.

وذكر شيخنا ابن الأثير في تاريخه في حوادث سنة اثنتين وخمسمائة حديث الثلاثة الذين جاؤوا إلى يحيى في معنى الكيمياء، فقال: كان مجيئهم في هذه السنة، وأنهم لما وثبوا على يحيى وجرى ما ذكرته قبل هذا صادف ذلك مجيء أبي الفتوح المذكور وأصحابه إلى القصر وعليهم السلاح، فمنعوا من الدخول، وثبت عند يحيى أن ذلك كان باتفاق بينهم، فأخرج أبو الفتوح وزوجته وهي ابنة عمه إلى قصر زياد، ووكل بهما إلى أن مات يحيى وملك ابنه علي فسيرهما في البحر إلى الديار المصرية، فوصلا إلى الإسكندرية. انتهى كلامه.

ولم تزل أمور علي بن يحيى جارية على السداد، إلى أن توفي يوم الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة خمس عشرة وخمسمائة، ودفن في القصر بعد أن فوض الأمر من بعده إلى ولده أبي يحيى الحسن بن علي بن يحيى.

ومولد الحسن المذكور بمدينة سوسة في رجب سنة اثنتين وخمسمائة، فكان عمره يوم ولايته اثنتي عشرة سنة وتسعة أشهر، ولما كان ثاني يوم وفاة أبيه خرج للناس فسلموا عليه وهنئوه بما صار إليه، ثم ركب والجيوش محتفة به.

صاحب صقلية أخذ طرابلس الغرب عنوة بالسيف في يوم الثلاثاء سادس المحرم سنة إحدى وأربعين وخمسمائة، وقتل أهلها وسبى الحريم والأطفال وأخذ الأموال، ثم شرع في عمارتها وتحصينها بالرجال والعدد، ثم أخذ المهدية يوم الاثنين ثاني عشر صفر سنة ثلاث وأربعين وخمسمائة، وذلك أن الحسن بن علي لما علم عجزه عن مقاومته خرج من المهدية هارباً، وقد استصحب ما خف عليه حمله من النفائس، وخرج أهل البلد أيضاً هاربين، إلا من أقعده العجز عن الهرب، فدخل إليه الفرج وملكوه، وصادفوا فيه من الأموال والذخائر ما لا يعد ولا يحصى. وكان عدة من ملك من أهل بيتهم، وأولهم زيري - المقدم ذكره في حرف الزاي - إلى هذا الحسن بن علي تسعة ملوك، ومدة ولايتهم مائتا سنة وثمان سنين، وانقرضت دولة بني باديس. ثم إن الحسن بن علي توجه نحو المعلقة - وهي قلعة حصينة بإفريقية تجاور تونس، وكان صاحبها أبا محفوظ محرز بن زياد أحد أمراء العرب، فأقام عنده قليلاً ثم ظهر له منه الضجر والسآمة، فعزم على قصد الديار المصرية ليكون عند الحافظ العبيدي صاحبها يومئذ، فنمي خبره إلى نائب رجار بالمهدية، فجعل عليه العيون وعمل عشرين شينياً ليمسكه في البحر، فبلغ الحسن ذلك، فرجع عن هذا الرأي ثم قصد أن يتوجه إلى جهة عبد المؤمن بن علي بمراكش، وأنفذ ثلاثة من أولاده إلى صاحب بجاية، وهي آخر أعمال إفريقية، ليستأذنه في الوصول إليه، وبعد ذلك يتوجه إلى عبد المؤمن، فأضمر له الغدر وخاف من اجتماعه بعبد المؤمن أن يتفقا على ما فيه ضرره، فكتب إليه كتاباً على يد أولاده يقول له: لا حاجة لك في الرواح إلى عبد المؤمن، ونحن نفعل معك ونصنع، وأجزل له من المواعيد الحسنة، فتوجه إليه، فلما قرب من بجاية لم يخرج للقائه وعدل به إلى الجزائر، وهي بلدة فوق بجاية من جهة الغرب، وأنزلوه بها في مكان لا يليق بمثله، ورتبوا له من الإقامة ما لا يصلح لبعض أتباعه، ومنعوه من التصرف، وكان وصوله إلى الجزائر في المحرم سنة أربع وأربعين وخمسمائة.

ثم إن عبد المؤمن فتح بجاية في سنة سبع وأربعين وهرب صاحبها إلى القسطنطينية.

ثم إن رجار صاحب صقلية هلك في العشر الأخير من ذي الحجة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة.

ولما هلك رجار ملك بعده ابنه غنيم بن رجار، وعليه قدم أبو الفتوح نصر الله بن قلاقس الشاعر - المقدم ذكره - ومدحه وأجازه، وذلك في سنة ثلاث وستين وخمسمائة.

ولما هلك غنيم ملكت ابنته، وهي أم الأنبرور ملك ألمانية في زماننا، ثم هلكت أم الأنبرور وخلفته صغيراً فملك واستمر ملكه، وكان عاقلاً فاضلاً، وبينه وبين الملك الكامل صاحب مصر مراسلات وغيرها.

ثم إن عبد المؤمن وصل إلى المهدية وملكها بعد جهد جهيد، وكان دخوله إليها بكرة يوم عاشوراء سنة خمس وخمسين وخمسمائة، فولى بها نائباً، وكان الحسن بن علي قد وصل صحبته، فرتبه مع النائب لتدبير أمورها لكونه عارفاً بأحواله وأقطعه بها ضيعتين وأعطاه دوراً سكنها هو وأولاده وأتباعه. ولم أقف على تاريخ وفاة الحسن بن علي المذكور.

ثم قتل محرز بن زياد في وقعة سطيف يوم الخميس في العشر الأوسط من ربيع الآخر سنة خمس وخمسين وخمسمائة.

وهذا الحسن بن علي هو الذي صنف له أبو الصلت أمية بن عبد العزيز بن أبي الصلت كتاب " الحديقة ".