رضي الدين الإربلي

أبو الفضل يونس بن محمد بن منعة بن مالك بن محمد بن سعد بن سعيد بن عاصم بن عائد بن كعب بن قيس، الملقب رضي الدين الإربلي، والد الشيخين عماد الدين أبي حامد محمد، وكمال الدين أبي الفتح موسى - وقد تقدم ذكرهما - قلت: هكذا وجدت نسبه بخط بعض أصحابنا المتأدبين، ولم أعلم من أين له هذه الزيادة، والذي أعرفه من نسبه هو الذي ذكرته في ترجمة ولديه، والله أعلم.

كان الشيخ يونس المذكور من أهل إربل ومولده بها، وقدم الموصل فتفقه بها على تاج الإسلام أبي عبد الله الحسين بن نصر المعروف بابن خميس الكعبي الجهني - المقدم ذكره - وسمع عليه كثيراً من كتبه ومسموعاته، ثم انحدر إلى بغداد وتفقه بها على الشيخ أبي منصور سعيد بن محمد بن عمر المعروف بابن الرزاز مدرس النظامية، ثم أصعد إلى الموصل وتديرها وصادف بها قبولاً تاماً عند المتولي بها الأمير زين الدين أبي الحسن علي بن بكتكين والد الملك المعظم مظفر الدين صاحب إربل - المقدم ذكره في حرف الكاف - وفوض له تدريس مسجده المعروف به وجعل نظره إليه، فكان يدرس ويفتي ويناظر، وتقصده الطلبة للاشتغال عليه والمباحثة مع ولديه المذكورين، ولم يزل على قدم الفتوى والتدريس والمناظرة إلى أن توفي بالموصل يوم الإثنين سادس المحرم سنة ست وسبعين وخمسمائة. وسمعت بعض خواصهم يقول: توفي سنة خمس وسبعين. وأما ولده الشيخ كمال الدين فكان يقول: بل توفي سنة ست وسبعين، وهو أعلم بذلك. ودفن بتربته المجاورة لمسجد زين الدين المذكور، رحمه الله تعالى، وكان عمره ثمانيا وستين سنة.

وقد تقدم ذكر حفيده أيضاً شرف الدين أحمد بن الشيخ كمال الدين موسى بن يونس المذكور، رحمهم الله تعالى. وعلى الجملة فإنه خرج من بيتهم جماعة من الفضلاء، وانتفع بهم أهل تلك البلاد وغيرهم، وكانوا مقصودين من بلاد العراق والعجم وغيرها. رحمهم الله تعالى أجمعين.

وله شعر، فمن ذلك قوله:

لها زورةٌ في كل عـامٍ وتـارةً

 

تمر شهور الحول لا نتجمـع

وصالٌ وصدٌ لا لشيءٍ سوى أنها

 

على خلق الدنيا تجود وتمنـع

وله غير ذلك، والله أعلم.