الكتاب الثاني: الأدوية المفردة - الجملة الثانية: ألواح وقواعد في بيان الأدوية المفردة (قسمناها إلى عدة ألواح وإلى بيان قاعدة في بيان الأدوية المفردة) - القسم الثاني: الأدوية المفردة على ترتيب جيد - الفصل السادس: حرف الواو

الفصل السادس

حرف الواو

وسمة: الاختيار: أحسنه الخراساني.

الماهية: هو ورق النيل .

الطبع: أميل في آخر الأولى إلى الحرارة وفي الثانية إلى اليبس.

الأفعال والخواص: فيه قبض وجلاء.

الزينة: يخضّب الشعر.

ورد: الماهية: معروف مركب من جوهر مائي أرضي، وفيه حرافة وقبض ومرارة مع قبض وقليل حلاوة، وفي مائيته انكسار حرارة بسبب الشيء الذي لأجله حلا ومر، وفيه لطافة، فينفع قبضه، وكثيراً ما يحدث الزكام، والقوة المرّة فيه تثبت ما دام طرياً، فإذا يبس قلت مرارته ولذلك يسهل طريه إذا شرب منه وزن عشرة دراهم، والمسمى منه بالورد المنتن حار، وأصله كالعاقر قرحا محرقاً.

الطبعٍ : قال جالينوس: اب الورد ليس بشديد البرد بالقياس إلينا، ويقول يجب أن يكون باردا في الأولى. أقول: ويبسه في أول الثانية لا سيما في الجاف. وقال بولس: إنه مركب من حرارة وقبض وقال "ابن ماسويه: الورد في الأولى يابس في الثانية، بل في آخر الثانية.

الأفعال والخواص: تجفيفه أقوى من قبضه لأن مرارته أقوى من قبض طعمه، وهو مفتح جلآء، ويسكن حركة الصفراء. وبزره أقوى ما فيه قبضاً، وكذلك الزغب الذي في وسطه، وفي جميعه تقوية للأعضاء الباطنة، ولا يجاوز قبضه منع التحليل. واليابس أقبض وأبرد، وقد يدّعى أن فيه قوّة جذب للسلاء والشوك. وعصارته الجيدة هي عصارة مقلومي الأظفار إلى البياض ويجفف في الظل ويربى.

الزينة: يصلح نتن العرق إذا استعمل في الحمام ويتخذ منه غسول على هذه الصفة، وهو أن يؤخذ الورد الذي لم يصبه نداوة ويترك حتى يضمر، ويؤخذ منه أربعون مثقالاً، ومن سنبل الطبيب خمس مثاقيل، ومن المرست مثاقيل يعمل أقراصاً صغاراً، وربما زادوا فيها من القسط، والسوسن درهمين درهمين، وربما جعلها النساء في المخانق، وغسلاً لذفر العرق، وقال قوم: إنه يقطع الثآليل كلها إذا استعمل مسحوقاً.

الجراح والقروح: ينفع من القروح لا سيما للسحجية بين الأفخاذ،. وفي المغابن، وينبت اللحم في العميقة، وادعى قوم أنه يخرج السلاء والشوك مسحوقاً.

أعضاء الرأس: يسكن الصداع رطبه وطبيخ مائه أيضاً. ودهن الورد معطس بل شمّه.

قال قوم: تعطيسه لحبسه البخار، ولعل ذلك لتضاد قوته الجالبة المانعة في الأدمغة الدقيقة الفضول، ونفسه معطس لمن هو حار الدماغ، وبزره يشدّ اللثة، وكذلك سلاقته بمطبوخ، وينفع أيضاً أوجاع الأذنين.

أعضاء العين: يسكن وجع العين من الحرارة، وكذلك طبيخ يابسه صالح لغلظ الجفون إذا اكتحل به، وكذلك دهنه وعصارته نافعان، وإنما ينفع من الرمد إذا أقطع منه زوائده البيض. أعضاء النفض: ماء الورد إذا تجرع ينفع من الغشي، وعصارته وماء أغصانه جيّد لنفث الدم، وكذلك أقماعه.

أعضاء الغذاء: الورد جيّد للكبد والمعدة. ويقوّي مرباه بالعسل المعدة، وهو الجلنجبين ، ويعين على الهضم. والورد وعصارته نافعان من بلة المعدة، ودهن الورد يطفىء التهاب المعدة، وكذلك طلاء المعدة بالورد نفسه وشرابه نافع لمن في معدته استرخاء.

أعضاء النفس: يسكّن وجع المقعدة طلياً عليها بريشة ووجع الرحم من الحرارة، وكذلك طبيخ يابسه، وهو نافع لأوجاع المعي المستقيم، ويحتقن بطبيخه لقروح الأمعاء، وكذلك شرابه يشرب لذلك. والنوم على المفروش منه يقطع الشهوة، والطري ربما أسهل وزن عشرة دراهم منه عشرة مجالس، ويابس لا يسهل، ودهن الورد يسهل البطن.

وج: الماهية: أصول نبات كالبردي ينبت أكثره في الحياض، وفي المياه وعلى هذه الأصول عقد إلى البياض، فيها رائحة كريهة، وقليل طيب، وهو حاد حريف، وجالينوس، يقول: لا يستعمل إلا أصله، وقوّته قريبة من قوّة الزراوند والإيرسا. قال دسقوريدوس: ورقه يشبه ورق الإيرسا، غير أنه أطول وأدقّ. وأصوله ليست ببعيدة في الشبه من أصوله، غير أنها مشتبكة بعضها ببعض، وليست بمستقيمة، ولكنها معوجّة، وفي ظاهرها عقد لونها إلى البياض ما هو، حريفة ليست بكريهة الرائحة والذي على هذه الصفة يجلب من بلاد يقال لها جلقيش، وهي قنسرين وقال أيضاً: أخبرنا يوسف الأندلسي أن النوع الآخر من الوج الذي يقال له أرغالاطيا يجلب من بلاد الأندلس.

الاختيار: أجوده أكنفه وأملؤه وأطيبه رائحة. وقال ديسقوريدوس: أجود الوجّ ما كان أبيض كثيفاً غير متأكل ولا متخلخل ممتلئاً طيب الرائحة.

الطبع: حارة يابسة في أول الثانية وإلى الوسط.

الأفعال والخواص: محلل للنفخ والرياح ملطف يجلو بلا لذع مفتح، وعند جالينوس، أن له رائحة ليست غير طيبة، وهي بحسب إحساسنا غير طيبة.

الزينة: يصفي اللون وينفع من البهق والبرص.

آلات المفاصل: نافع من التشتج وشدخ العضل وطبيخه أيضاً نطولاً ومشروباً.

أعضاء الرأس: ينفع من وجع السن وهو جيد لثقل اللسان.

أعضاء العين: يدقق غلظ القرنية، وينفع من البياض، وخصوصاً فيهما عصارته، ويجلو ظلمة البصر.

أعضاء الصدر: طبيخه جيد لوجع الجنب والصدر.

أعضاء الغذاء: ينفع من وجع الكبد البارد ويقويها ويقوي المدهن، وينفع من صلابة الطحال بل يضمر الطحال جداً، وينقّي المعدة.

أعضاء النفض: ينفع من المغص والفتق. وطبيخه نافع لوجع الرحم، ويدرّ البول والطمث، وينفع من تقطير البول فيما ذكره قوم، ويزيد في الباه، ويهيّج شهوتها، وينفع وجع المعي وسحجها من البرد.

السموم: ينفع من لسع الهوام.

الأبدال: بدله في طرد الرياح، ومنفعته للكبد والطحال، وزنه كموناً مع ثلث وزنه ريوند.

وَرْس : الماهية: شيء أحمر قانىء يشبه سحيق الزعفران، وهو مجلوب من اليمن، ويقال أنه ينحت من أشجاره.

الطبع: حار يابس في الثانية.

الأفعال والخواص: قابض.

الزينة: ينفع من الكلف والنمش، وإذا شرب نفع من الوضح.

الأورام والبثور: ينفع من البثور.

الجراح والقروح: ينفع من الجرب والحكّة والسعفة والقوباء.

وسخ: الطبع: وسخ الكور مسخن في آخر الثانية، وأجوده الأخضر، ووسخ الحمام الذي يكون في حيطانه يسخن باعتدال، ووسخ المصارعين أيضاً قريب من وسخ الحمام، ووسخ المصارعين صنفان: أحدهما، وهو الذي يجتمع على أبدانهم وقد ادهنوا بالزيت، ويخالطه الغبار. والثاني الذي يجتمع على الحيطان من الأبخرة، وعروقهم، والذي يجتمع على أرض الملعب.

الأفعال والخواص: كلاهما يحلل وينضج باعتدال، ووسخ الكور يجلو باعتدال ويجذب جداً، وكله يجذب السلاء والشوك.

الزينة: ينفع وسخ الأذن من الداحس ويطلى على شقاق الشفة.

الأورام والبثور: يحلّل الخراجات، ووسخ المصارعين جيّد لأورام الثدي، ووسخ الحمام للتنفّط.

الجراح والقروح: وسخ حيطان الصراع لقروح المشايخ والشجوج، ووسخ الكور يجلو القوبا جداً.

آلات المفاصل: وسخ أبدان المصارعين نافع من عرق النساء إذا وضع سخناً على المرهم، وينفع تحجّر البراجم.

وَرَشان: أعضاء العين: دم الورشان نافع لجراحات العين.

أعضاء الغذاء: دمه عسير الهضم.

أعضاء النفض: دمه يعقل البطن. الماهية: هو العظيم من أشكال الوزغ وسوام أبرص الطويل الذنب الصغير الرأس، وهو غير الضب، والضب لا يكون، أو قلما يكون إلا في البادية، ورأسه وبدنه وذنبه يخالف الورل، وربما قاربه في طبائعه.

الطبع: حار اللحم جداً.

الزينة: زبله نافع من الكلف والنمش، ومسمن بقوة شحمه ولحمه طبقات من النساء.

الأفعال والخواص: فيه قوّة جذب السلاء والشوك.

الأورام والبثور: مسحوق زبله يقلع الثآليل.

أعضاء العين: زبله مثل زبل الضب ينفع من بياض العين فيما يقال.

ال ودع: الماهية: هو الصدف.

الخواص: جاذب السلاء والشوك.

الزينة: مسحوقه يقلع الثآليل المركوزة والمتعلقة. فهذا آخر الكلام من حرف الواو، وجملة ذلك ثمانية أشياء من الأدوية.