الكتاب الثالث: الأمراض الجزئية - الفن السادس: أحوال الفم واللسان

الفن السادس

أحوال الفم واللسان

وهو مقالة واحدة: فصل في تشنج اللسان: الفم عضو ضروري في إيصال الغذاء إلى الجوف الأسفل، ومشارك في إيصال الهواء إلى الجوف الأعلى، ونافع في قذف الفضول المجتمعة في فم المعدة إذا تعقر، أو عسر دفعها إلى أسفل، وهو الوعاء الكلي لأعضاء الكلام في الإنسان، والتصويت في سائر الحيوانات المصوتة من النفخ. واللسان عضو منه هو من آلات تقليب الممضوغ، وتقطيع الصوت وإخرج الحروف، وإليه تمييز الذوق. وجلدة سطحه الأسفل متصلة بجلدة المريء، وباطن المعدة. وجلدة النطع مقسومة منصّفة بحذاء الدرز السهمي، وبينهما مشاركة في أربطة واتصال. وقد عرفت عضلة المحرّكة والمحبسة. وأفضل الألسنة في الإقتدار على جودة الكلام، المعتدل في طوله وعرضه، المستدق عند أسَلَته. وإذا كان اللسان عظيماً عريضاً جداً، أو صغيراً كالمتشنج، لم يكن صاحبه قديراً على الكلام.

وجوهر اللسان لحم رخو أبيض، قد اكتنفته عروق صغار مداخلة دموية أحمرّ لونه بها، ومنها أوردة، ومنها شريانات، وفيه أعصاب كثيرة متشعبة من أعصاب أربعة ناتئة قد ذكرناها في تشريح الأعصاب، وفيه من العروق والأعصاب فوق ما يتوقّع في مثله، ومن تحته فوهتان يدخلهما الميل هما منبع اللعاب يفضيان إلى اللحم الغددي الذي في أصله المسمى مولد اللعاب. وهذان المنبعان يسقيان ساكبي اللعاب، يحفظان نداوة اللسان. والغشاء الجاري عليه متصل بغشاء جملة الفم، وإلى المريء، والمعدة، وتحت اللسان عرقان كبيران أخضران يتوزع منهما العروق الكثيرة، يسقيان الصُرَدين.

فصل في أمراض اللسان: قد يحدث في اللسان أمراض تحدث آفة في حركته، إما بأن تبطل، أو تضعف، أو تتغير. وقد يحدث له أمراض تحدث آفة في حسّه اللامس، والذائق، بأن يبطل، أو يضعف، أو يتغيّر. وربما بطل أحد حسيه دون الآخر كالنوق، دون اللمس لاقتدار المرض على إحلال الآفة بأضعف القوّتين، وقد يكون المرض سوء مزاج، وقد يكون آلياً من عظم، أو صغر، أو فساد شكل، أو فساد موضع، فلا ينبسط، أو لا ينقبض، أو من انحلال فرد، وقد يكون مرضاً مركّباً كأحد الأورام. وربما كانت الآفة خاصة به، وربما كانت لمشاركة الدماغ وحينئذ لا يخلو عن مشاركة الوجنتين، والشفتين في أكثر الأمر، وربما شاركه سائر الحواس إذا لم تكن الآفة في نفس شعبة العصب الذي يخصّه، وقد يألم أيضاً بمشاركة المعدة، وأحياناً بمشاركة الرئة والصدر، وقد يستدل على أمزجة المزاج من جهة اللون الأبيض، والأصفر، والأحمر، والأسود، ومن جهة لمسه، ومن جهة الطعم الغالب عليه من إحساس شبه حموضة، أو حلاوة، أو تفه، أو مرارة، أو بشاعة تتولد عن عفونة، أو عفوصة وقبض.

على أن الاستدلال من لونه، وما يجده من أطعم، قد يتعداه إلى أعضاء أخرى، فإن حمرته، وخصوصاً مع الخشونة قد تدل على أورام دموية في نواحي الرأس، والمعدة، والكبد. وبياضه قد يدل على برد فم المعدة، والكبد، وبلغمية الرأس. وربما دلّ على اليرقان، وإن كان لون البدن بالخلاف، وطعمه يدل الغالب من الأخلاط على البدن كله، أو على المعدة والرأس.

وقد يستدلّ عليه من جهة رطوبته، ويبوسته. واليبوسة تحسّ على وجهين: أحدهما مع صفاء سطح اللسان، وهذا هو اليبوسة الحقيقية، والثاني مع سيلان خلط غروي لزج عليه قد جففه الحرّ، وهذا لا يدلّ على يبوسة في جوهره، بل على رطوبة لزجة تجتمع عليه، إمّا من نزلة، وإما من أبخرة غليظة ثخينة، وهذا مما يغلط فيه الأطباء إذا تعرّفوا من المريض حال جفاف الفم فلم يميزوا بين الضرب الذي قبله، وبينه. والخشونة تتبع الجفاف، والملاسة تتبع الرطوبة.

وقد يستدل على اللسان من حاد حركته عند الكلام، ومن حال ضموره وخفّته، ومن حال غلظه حتى ينعضّ كل وقت، وتثقل حركته عند الكلام، فيدل على امتلاء من دم، أو رطوبة، وقد يستدل عليه من الأورام والبثور التي تعرض فيه، وأنت يمكنك أن تبسط وجوه الاستدلالات من هذا المأخذ بعد إحاطتك بأصول كلية سلفت، وجزئية تليها.

واللسان قد يألم بانفراده، وقد يألم بمشاركة الدماغ، أو المعدة. ولما كانت عصبة اللسان متّصلة بعدة أعصاب لم يخل، إما أن تكون تلك الأعصاب مواتية لها في الحركة لا تعاوقها وتواتيها، فيكون حال أصحاء الكلام، وإما أن تعاوقها ولا تواتيها بسهولة، فيكون التمتمة ونحو ذلك، وربما وقعت التمتمة من الحبسة بسبب أن العصبة تستقي القوّة من عصب آخر، فينحبس إلى أن يتجه.

في معالجات اللسان: قد تكون معالجته بمشاركة مع رأس، أو معدة بما يصلحها مما علمت كلاً في بابه، وقد تكون معالجته معالجة خاصة بالمشروبات المستفرغة بالإسهال، وهي أنفع من المقيّئة والمبدلة للمزاج، أو القابضة، أو المحلّلة المقطّعة الملطفة التي إذا أشربت تأدّت قوتها إليه، وأولى ما يشرب أمثالها أن يشرب بعد الطعام. وقد يعالج بالمضمضات، وبالدلوكات، وبالغراغر، وبالأدهان تمسك في الفم، وبالحبوب الممسكية في الفم المتخذة من العقاقير التي لها القوى المذكورة بحسب الحاجة. والأجود أن تتخذ مفرطحة، ويجب أن يحترس في استعمال أدوية الفم واللسان إذا كانت من جنس ما يضرّ الحلق والرئة كيلا يتحلّب شيء من سيلاناتها إليها.

فصل في فساد الذوق: الآفة تدخل في الذوق على الوجوه الثلاثة المعلومة، وكل ذلك قد يكون بمشاركة، وقد يكون لمرض خاص من سوء مزاج، أو مرض آلي، أو مشترك، فيستدلّ عليه بما أشرنا إليه. العلاج: علاجه، إن كان بمشاركة، فأن تتعرف حال الدماغ فتصلحه بما عرفناكه في باب علل الدماغ، أو حال المعدة، وإن كان من غير مشاركة اشتغل باللسان نفسه. وإذا كان السبب امتلاء، وخلطاً رديئاً، فيجب أن يستفرغ، فإن كان حاداً، استفرغ بمثل أيارج فيقرا، وحب القوقايا، أو حبوب متخذة من السقمونيا، وشحم الحنظل، النفطي. وإن كان خلطاً غليظاً، فيجب أن يستفرغ بالايارجات، ويستعمل الغراغر المذكورة في باب استرخاء اللسان، ويطعم صاحبه الأغذية الحريفة، كالبصل، والخردل، والثوم، والخلّ.

فصل في استرخاء اللسان وثقله والخلل الداخل في الكلام: استرخاء اللسان من جملة أصناف الاسترخاء المذكورة فيما سلف والسبب المعلوم. وقد يكون من رطوبة دموية مائية، وقد يكون لسبب في الدماغ، وقد يكون لسبب في العصبة المحرّكة له، أو الشعبة الجائية منها إليه. وأنت تعلم ما يكون بشركة من الدماغ، وما يكون عن غير شركة، بما تجد عليه الحال في سائر الأعضاء المستقية من الدماغ حساً وحركة، وقد يدل على أن المادة دموية، حمرة اللسان وحرارته، وقد يدلّ على أن المادة رقيقة مائية، كثرة سيلان اللعاب الرقيق، وقلّة الانتفاع بالمحلّلات، والانتفاع بما فيه قبض. وقد يبلغ الاسترخاء باللسان إلى أن يعدم الكلام، أو يتعسر، أو يتغيّر، ومنه الفأفاء والتمتام. ومن الصبيان من تطول به مدة العجز عن الكلام، ومن المتعتع في كلامه من إذا عرض له مرض حار انطلق لسانه لذوبان الرطوبة المتعتعتة للسان المحتبسة في أصول عصبه، ولمثل هذا ما يكون الصبي ألثغ، فإذا شبّ واعتدلت رطوبته عاد فصيحاً.

المعالجات: يجب أن ينقى البدن بالأيارج الصغير، ثم بالأريارجات الكبار، ثم يقصد ناحية الرأس بالأدوية الخاصة به، وإن ظنّ أن مع الرطوبة غلبة دم، فصد عروق اللسان، وحجم الذقن، ثم عولج بالغراغر، والدلوكات اللسانية، وبإدامة تحريكه بعد الاستفراغ، والبابان الأولان، فقد وقفت عليهما في تدبير أمراض الرأس. وأما الأدوية الخاصة بالموضع، فالذي في أكثر الأمر هو بالدلك بالمحلّلات المقطّعات، والتغرغر بمياهها، والتمضمض بها، وهي مثل السعتر، والحاشا، والخردل، والعاقر قرحا، وقشور أصل الكبر، بل مثل الخردل والكندس، كل ذلك بمثل المري، وبمثل خلّ العنصل. وقد ينتفع بدلك اللسان بالنوشادر مع الرخبين أو المصل حتى يسيل منه لعاب كثير. والسكنجبين العنصلي إذا استعمل غرغرة ومضمضة نفع جداً. والوج جيد جداً لاسترخاء اللسان وثقله، وإذا اشتد الاسترخاء، وامتنع الكلام، فيؤخذ شيء من الأوفربيون، وكندس، ويدام ذلك اللسان وأصله به.

ويجب أن توضع هذه الأدوية وأمثالها على الرقبة أيضاً، وقد يتخذ من هذه الأدوية وأمثالها حبوب تعجن بما يمنعها من سرعة الانحلال، مثل اللاذن، والعنبر، والراتينج، والصموغ اللزجة. نسخة حبّ يمسك تحت اللسان: ينفع من استرخائه ودلعه علك الأنباط درهمان، حلتيت درهم، يتخذ منه حبّ كالحمص، ويمسك تحت اللسان. ومما جرب في هذا الباب غرغرة من النوشادر، والفلفل، والعاقر قرحا، والخردل، والبورق، والزنجبيل، والميويزج، والصعتر، والشونيز، والمرزنجوش اليابس، والملح النفطي، يدقّ وينخل ويتغرغر بها في ماء أياماً تباعاً. ومن الجوارشنات التي تذكرها الهند لهذا الشأن.

صفة الجوارشن: يؤخذ كمّون أسود، كمون كرماني، قرفة ملح هندي، من كل واحد نصف مثقال، دار فلفل مائة عدداً، فلفل مائتان عدداً، سكّر ثمانية أساتير والأستار ستة دراهم ونصف، يستفّ منه كل وقت، فإذا لم تنجع المحللات، وحدست أن الرطوبة رقيقة سيّالة، استعنت بالمحللات القابضة، مثل الدارشيشعان مخلوطاً بالورد، ومثل فقاح الأذخر بالطباشير، وكثيراً ما ينفعه تدليك اللسان بالحوامض القابضة، فإنها تشدّ مع تحليل الريق وإسالته بسبب الحموضة، مثل المصل، والحصرم، والفواكه التي لم تنضج.

وإذا أبطأ الصبي بالكلام وجب أن يدام تحريك لسانه ودلكه وتسييل اللعابات منه، وينفع في ذلك خصوصاً إذا استعمل في دلكه العسل، والملح الدارّاني، ويمنع ما قيل في علاج رطوبة اللسان، ومما يحرّك لسانهم ويطلقه إجبارهم على الكلام. قد يكون تشنّج اللسان من رطوبة لزجة تمدد عضله عرضاً، وقد تكون من سوداء مقبضة، وقد تكون في الأمراض الحادة إذا أحدثت تشنجاً في عضلة اللسان على طريق التجفيف، والتشويه. والتشنج قد يظهر أيضاً ضرراً في الكلام.

المعالجات: ليس يبعد علاج تشنّج اللسان في القانون من علاج التشنج الكلي المذكور في الفن الأول من هذا الكتاب. وأما على طريق الأخص، فإن علاجه على ما حد من جملة ذلك: التكميدات لأصل العنق، بمثل البابونج، وإكليل الملك، والرطبة، والمرزنجوش. والشبث أفراداً ومجموعة، وكذلك الغرغرة بأدهانها، واحتساؤها ملء الفم وهي فاترة، ثم إمساكها فيه مدة، واستعمال أخبصة متخذة من أدهان حارة، وحلاوات محللة، وبزور كالحلبة وما يشبهها.

وإذا كان في الحميات، فلتكن الأدهان اسمتعملة، مثل دهن البنفسج، ودهن القرع والخلاف مفتّراً، ويجب أن ينطل المواضع المذكورة بالماء الفاتر والعصارات الرطبة مفترة.

فصل في عظم اللسان: قد يكون عظم اللسان من دم غالب، وقد يكون من رطوبة كثيرة بلغمية مرخية مهيجة، وقد يعظم كثيراً حتى يخرج من الفم ولا يسعه الفم وهذا العظم قد أفردنا ذكره من باب الورم لمن هو مختص به من اللرق.

المعالجات: أما الدموي والكائن من مادة حارة، فيعالج بأن يدام دلكه بالمقطعات الحامضة والقابضة، مثل الريباس وحماض الأترج، والكائن عن الرطوبات، فبأن يدام دلكه بالنوشادر والملح، مع مصل وخل بعد الإستفراغات، أو يؤخذ زنجبيل، وفلفل، ودار فلفل، وملح أندراني، يدق جيداً، ويدلك منه اللسان، فيعود إلى حجمه، ويدخل الخارج منه واسترخاء اللسان إذا عرض للصبيان، كفى المهم فيه الحمية والتغذية بالعصافير والنواهض. وقد احتجم إنسان فضرب المبضع ليف عصيب في جوار الغشاء المتصل باللسان، فأرخى اللسان.

فصل في قصر اللسان: قد يعرض لاتصال الرباط الذي تحته برأس اللسان وطرفه، فلا يدع اللسان ينبسط، وقد يعرض على سبيل التشنج.

المعالجات: أما الكائن بسبب التشنج، فقد قيل فيه. وأما الكائن بسبب قصر الرباط، فعلاجه قطع ذلك الرباط من جانب طرفه قليلاً، وتدارك الموضع بالزاج المسحوق ليقطع الدم، ومبلغ ما يحتاج إليه من قطعه في إطلاق اللسان أن ينعطف إلى أعلى الحنك، وأن يخرج من الفم، وإن لم يجسر على قطعه بالحديد تقية وخوفاً من انفجار دم كثير، جاز أن يدخل تحت الرباط إبرة بخيط خارم فيخرم من غير قطع، ويجعل على العضو ما يمنع الالتصاق، وهي الأدوية الكاوية الحادة، وإن رفق في قطعه مع تعهد العروق التي تحت اللسان كي لا يصيبها قطع لم يصبها سيلان دم مفرط.

فصل في أورام اللسان: قد يعرض للسان أورام حارة، وأورام بلغمية، وأورام ريحية، وأورام صلبة، وسرطان. وعلامات جميع ذلك ظاهرة إذا رجعت إلى ما قيل في علامات الأورام. وقد يرم اللسان لشرب السموم مثل الفطر والأفيون.

المعالجات: أما الأورام الحارة، فتعالج أولاً بالفصد، والإسهال، وذلكخير في أورام اللسان من القيء، وربما لم يستغن عن فصد العرق الذي تحت اللسان، ثم يمسك في الفم عند ابتدائها عصارة الهندبا، وعصارة الخس خاصة، عصارة عنب الثعلب، واللبن الحامض، وخاصة ماء الورد، وماء ورد طبخ فيه الورد، وعصارة عصا الراعي، وقشور الرمان، ويدلك بالجوخ الرطب، فإنه شديد النفع من ذلك. فإذا لم يتحلل ولم ينفتح، احتيج في آخره إلى المنضجات المحللة يتغرغر بها، مثل العسل باللبن، ومثل طبيخ أصل السوس، ومثل طبيخ التين، والحلبة، وطبيخ الزبيب والرزيانج، وشرب أيارج فيقرا ليسهّل المادة الغليظة عن فم المعدة، ويجعل الأغذية من جنس ما ينضج، ويحلل مثل الكرنبي والقطفي بدهن الخلّ.

فإن تقيح، استعمل القوابض في الفم مثل طبيخ السماق، والآس، والعدس، وورق الزيتون، والشواب العفص. ومما ينفع من ذلك، مرهم يتخذ من عصارة عنب الثعلب ودهن الورد، والعدس المقشر، والورد.

وإن كان الورم رخواً بلغمياً، فقد ينفع منه س من الورم الحار فيه البالغ منتهاه، أن يحرق أصل الرازيانج، ويلصق عليه. وقد يسعطون في أمثالها، وفي بعض الأورام الحارة التي فيها غلظ هذا الدواء. وصفته: يؤخذ من الزعفران وأيارج فيقرا من كل واحد جزء، ومن الكافور والمسك من كل واحد ثلث جزء، ومن السكر الطبرزذ جزء ونصف، يحلّ من الجملة وزن دانقين في لبن جارية ويسعط به. قال جالينوس: ورم لسان إنسان ورماً عظيماً، وكان ابن ستين سنة، ولم يكن له عهد بالفصد، فلم أفصده، وسقيته القوقاي، وأردت أن أغلف لسانه في الضمّادات الباردة، وكان عشاء فخالف طبيب، فرأى في الرؤيا ليلته تلك أن يمسك في فمه عصارة الخس فبرأ برأً تاماً، وكان ذلك وفق مشورتي. وأما إن كان الورم صلباً، فينبغي أن تلطف التدبير وتجود الغذاء، وتستفرغ الأخلاط الغليظة بالأيارجات الكبار المذكورة في أبواب سلفت، ويستعمل الغراغر الملطفة، ويمسك في الفم نقيع الحلبة وطبيخها بالتين، وحبّ الغار مع الزبيب المنقى، ويمسك في الفم لبن النساء، أو الأتن، أو الماعز، وأيضاً طبيخ التمر والتين بالنبيذ الحلو، أو برب العنب، أو بغسل الخيارشنبر، ويدام تليين الطبيعة بمثل الأيارج الصغير، أو الخيار شنبر.

فصل في الخلل في الكلام: قد ذكرنا بعض ما يجب أن يقال فيه في باب استرخاء اللسان، وأما الآن فنقول أن الخرس وغيره من آفات الكلام، قد يكون من آفة في الدماغ، وفي مخرج العصب الجائي إلى اللسان المحرك له، وقد يكون في نفس الشعبة وقد يكون في العضل أنفسها. وذلك الخلل، إما تشنّج، وإما تمدّد، أو تصلّب، أو استرخاء، أو قصر رباط، أو تعقّد عن جراحة اندملت، أو ورم صلب. وقد يكون ذلك كما تعلم من رطوبة في الأكثر، وقد يكون من يبوسة، وقد تكون الآفة في الكلام من جهة أورام وقروح تعرض في اللسان ونواحيه. وقد يعرض السرسام لاندفاع العضل من الدماغ إلى الأعصاب، وفي الحمّيات الحارة لشدّة تجفيفها، ويكون اللسان مع ذلك ضامراً متشنّجاً، وهو قليلاً ما يكون. وهذه من الآفات العرضية الغير الأصلية، وقد تكون الآفة في الكلام لسبب في عضل الحنجرة، إذا كان فيها تمدّد، أو استرخاء.

فبما كان الإنسان يتعذّر عليه التصويت في أول الأمر، إلا أنه يعنف في تحريك عضل صدره وحنجرته تعنيفاً لا تحتمله تلك العضلة، فتعصى، فإذا يبس في أول كلمة ولفظة استرسل بعد ذلك. ومثل هذا الإنسان يجب أن لا يستعدّ للكلام بنفس عظيم، وتحريك للصدر عظيم، بل يشرع فيه بالهويني، فإنه إذا اعتاد ذلك سهل عليه الكلام، واعتاد السهولة فيه. وأما سائر الوجوه، فقد ذكرت معالجاتها في أبوابها. والكائن بعد السرسام، فقد ينفع منه فصد العرقين اللذين تحت اللسان جداً.

فصل في الضفدع: هو شبه غدّة صلبة تكون تحت اللسان شبيهة اللون المؤتلف من لون سطح اللسان والعروق التي فيه بالضفدع، وسببه رطوبة غليظة لزجة.

المعالجات: يجرّب عليه الأدوية الأكّالة المقطّعة المحللة، والتي فيها أفضل تجفيف، مثل النوشادر، والخلّ، والملح، والدلك بالزنجار والزاج. فإن لم ينجع، استعملت الأدوية الحادة، مثل دواء أبيرون، ودواء اسفارون، ودواء البيض الرطب المذكور في الأقراباذين، واستعمال الفصد تحت اللسان، وأدوية القَلاع القوي، فإن لم ينجع لم يكن بدّ من عمل اليد.

ومن الأدوية الممدوحة فيه، أن يؤخذ الصعتر الفارسي، وقشور الرمان، والملح، ويدلك به لسان الصبي المضفدع، فإنه يبرئه. ومما جرّب فيه الزاج المحرق، والسورنجان، يجمعان بياض البيض، ويوضع تحت اللسان.

فصل في حرقة اللسان: قد يكون ذلك بسبب حرارة في فم المعدة، أو الدماغ، لا يبلغ أن يكون حمّى، أو بسبب تناول أشياء حريفة، ومالحة، ومرّة، وحلوة، والعطش الشديد. ويكون لأسباب أعظم من ذلك مثل الحميات الحارة، والأورام الباطنة. وعلاج ذلك في الجملة، أنه يجب أن يمنع من يشكو ذلك وخصوصاً من المرضى، أن ينام على القفا، ومن أن يديم فغر الفم، ويلزم استعمال الحبوب المتخذة من حبّ البطيخ، والقثاء، والخيار، القرع، والترنجبين، والنشا، وما أشبه ذلك، ويمسك في الفم نوى الإجاص، والتمرة الهندية، وسكّر الحجاز، والألعبة المعلومة، والعصارات المبردة المرطّبة، ويمسح عليه، إن كان هناك خلط لزج ودهن، ثم يتعهّد بأن يدهن ويمضمض بالأدهان، والموم، ودوغنات، والألعبة، والعصارات، وشحوم الطير. ومن الناس من يعالج ذلك بدلكه بالنعناع.

فصل في علاج الشقوق في اللسان: لعاب بزرقطونا يمسكه في الفم، ويتجرعه، وتناول الأكارع، والبيض النيمبرشت. ومما جرب فيه الزبد الحادث من تدلك قطع القثاء والسبستان.

فصل في دلع اللسان: قد يكون لأورامه العظيمة، وقد يكون عند الخوانيق، فتدلع الطبيعة، أو الإرادة اللسان ليتسع مجرى التنفّس.

فصل في البثور في الغم: أكثر ما يتبثر الفم يكون لحرارة في نواحي المعدة والرأس وبخارات، وقد يكون في الحمّيات. وقد قيل إذا ظهر في الحمّيات الحادة بثور سود في اللسان، مات العليل في اليوم الثاني.

وأما المفردات النافعة في البثور في أول الأمر إذا احتيج إلى تبريد وتجفيف، فهو مثل الأملج، والعفص، وبزر الورد، والنشا، وثمر الطرفاء، وشياف ماميثا، والجلنار، والكثيراء، والصندلين، والورد، والطباشير، والسقاق، والعدس، والطين الأرمني، وأقماع الرمان، وجفت البلوط، وقليميا، وفوفل، والعصارات الباردة، مثل عصارة الخس، وعنب الثعلب، وعصا الراعي، والبقلة الحمقاء، وأطراف الكرم. وكثير من الصبيان من يعالج بثور أفواههم بالشكّر الطبرزذ، والكافور.

وأما الحارة المحتاج إليها في آخر الأمر، فمثل الماميران، والدارشيشعان خاصة، وقشور جوزبوا، والسعد، والزعفران، وجوز السرو، ولسان الثور، وعاقرقرحا، وقرنفل، وفوتنج، والسك من الأدوية القذرة خرء الكلب، وربما احتيج في المتقرّح منها إلى الزرنيخ.

وقد جرب للغليظ منها طبيخ الدارشيشعان أوقية، عروق نصف أوقية، ماميران ربع أوقية، صبر وزن درهمين، زعفران مثقال، وكذلك ما طبخ فيه القرنفل، وجوزبوا، والدارشيشعان أجزاء سواء، أو متقاربة. وإذا أخذت البثور تتقيّح، فيجب أن يقرب منها اللعابات المتخذة من مثل بزر الكتان، وبزر المرو، والشاهسفرم، وبزر الخطمي، وهذه البزور أنفسها، ودقيق الشعير، ولبن الأتن وحده، أو مع شيء من هذه. وربما احتيج إلى طبيخ بزر كتان بالتين، والسمن، ودقيق الحنطة، والنعناع والحلبة. قال بعض محصلي الأطباء أنه لا شيء أبلغ في علاج بثور الفم من إمساك دهن الأذخر فاتراً في الفم.

فصل في القلاع والقروح الخبيثة: القلاع قرحة تتكوّن في جلدة الفم واللسان مع انتشار واتساع وقد يعرض للصبيان كثيراً، بل أكثر ما يعرض لهم إنما يعرض لرداءة اللبن، أو سوء انهضامه في المعدة، وقد يعرض من كل خلط ويتعرف بلونه، والأبيض منه بلغمي، وتولده من بلغم مالح في الأكثر، والأصفر صفراوي ويكون أشد تلقباً من غيره، والأسود سوداوي، والأحمر الناصع دموي. وأخبث الجميع هو السوداوي.

وقد يكون من أصناف القلاع ما هو شديد التآكل، ويكون منه ما هو أمكن، وقد يكون مع ورم، وقد يكون مفرداً، وكل قرحة تحدث في سطح الفم، فإنها تسرع إلى الإنبساط لما لا ينفك عنه من حرارة لازمة، وجلدته رطبة لينة. ومن عادة جالينوس أن يسمّيها قلاعاً ما دامت في السطح، فإذا تعفّنت وغاصت لم يسمّها قلاعاً، بل قروحاً خبيثة، وهي التي تحتاج إلى أدوية كاوية، وقد يكثر القلاع إذا كثرت الأمطار، ويكثر في الحمّيات الوبائية.

العلاج: يجب أن يقصد أولاً الخلط الغالب الفاعل للقُلاع، فيستفرغ من البدن كله إن كان غالباً، ثم من العرق الذي تحت الذقن ومن الجهارك خاصة، فإن فصده نافع في جميع أمراض الفم الحارة المادية. ثم يستعمل الأدوية البثرية المذكورة، على أن يعالج القوي الكثير الرطوبة والصديد والمدّة بالقوي، والمعتدل بالمعتدل، والضعيف بالضعيف. إذا كاد القرح يبلغ العظم، فيحتاج إلى القوية جداً مثل الفلفلموية بأقاقيا كثير، ويجب أن يجتنب الأدهان كلها حتى الزيت.

وأما الأدوية: فتلتقط من أدوية البثور الباردة والحارة التي ذكرناها في الباب الأول، وما كان من أحمر دموياً، فأوفق أدويته في الأول ما فيه قبض يسير وتبريد، ثم من بعد ذلك ما يحلل، وما كان منه إلى الشقرة والصفرة، فيجب أن يزاد في تبريد الدواء. وأما غير ذلك فيحتاج أولاً إلى ما يجفف ويجلو وبكيفية معتدلة في أول الأمر، ثم إلى ما يجفف ويحلل بقوة ويراعى السن في جميع ذلك.

وأما الصبيان فيجب أن تكون أدويتهم أضعف، وأن يصلح لبنهم. وأما الكبار. فيجب أن تكون أدويتهم أقوى. والصبيان ربما نفعتهم الأغذية وحدها، فإن لم يكونوا يأكلون وجب أن تطعمها المرضع. وأما الأدوية الصالحة للحار من القلاع، فمثل مضغ ورق العليق، ومثل العدسبالخلّ. وجميع المخاخ إذا خلطت بالسفرجل كانت نافعة، وخصوصاً مخ الأيل، والعجل، والتفاح القابض، والكمثري القابض، والزعرور، والسفرجل، والعنّاب، وأطراف الكرم، والخبازي البستاني جافاً، ودقيق العدس، ودقيق الأرز. وأقوى من ذلك الذرور والمتخذ من العفص، والطباشير، والورد، والأقاقيا، ونحو ذلك.

وللماميران مع القوابض قوة عجيبة في القُلاع، والكافور شديد المنفعة في القُلاع. وأما الباردات فاستعن عليها بالجوالي المجفّفة، وخصوصاً على البلغمي منها، وبالمحلّلات القوية التحايل والتجفيف، خصوصاً السوداوي، مثل دقيق الكرسنّة. والعسل مع عفص، ومرارة الرقّ شديد المنفعة في ذلك، وخصوصاً للصبيان إذا خلط بالخلّ، وللخبيث زاج بخلّ، وإذا كانا أكّالين رديئين، فلا بد من استعمال الزنجار مع القلقطار والعفص في الميبختج، أو عفص وشبّ وجلّنار سواء واستعمال أقراص موشاس، أو كحل طرخماطيقون بعصارة قابضة، مثل عصارة الحصرم. ومن الأدوية المشتركة الشبّ والعفص المسحوقان، كالذرور والغابر يدلك به الفم دلكاً ناعماً.

والعفص نافع من كل قُلاع خبيث. وخصوصاً إذا طبخ بخلّ وملح، ويمضمض به في قلاع الصبيان. ولرماد المازريون خاصية في القُلاع الرديء، وهو من الأدوية المشتركة لأصناف القلاع، وكذلك البستان أفروز بالماء النحاسي، والمردي المحرق. وأما القلاع السوداوي الأسود فينفع منه أن يطلى بعسل عجن به زبيب منزوع العجم وأنيسون، فإن كان هناك ورم أيضاً، فاستعمل هذا المرهم، وصفته: يؤخذ ماء الباذروج سكرجة، دهن الورد نصف سكرجة، عدس نصف سكرجة، زعفران وزن مثقالين يتخذ منه مرهم.

فصل في كثرة البصاق واللعاب وسيلانه في النوم: قد يعرض هذا من كثرة الحرارة والرطوبة، وخصوصاً في المعدة، وقد يكون لاستيلاء الحرارة وحدها كما يعرض للصائم، ولمقل الغذاء، أو فاقده من البصاق الدائم حتى يطعم فيهدأ ذلك منه، وقد يعرض من بلغم، أو من برد.

المعالجات: إن كان من حرارة، فيجب أن يفصد الباسليق أوَّلاً، ويستعمل الربوب الحامضة، والفواكه الباردة القابضة، والنبيذ الغير العتيق بمزاج كثير، ويجعل الغذاء من السمك واللحمان الخفيفة، مثل لحم الجداء والطير، ويدام التمضمض بالسلاقات القابضة المتخذة من العدس، والسماق، ومثله. وإن كان من برد وبلغم، استعمل القيء بما تعلمه في كل أسبوع مرتين، أو ثلاثة، ويسقى في كل أسبوع مرة من هذا الدواء نحن واصفوه. ونسخته: أيارج فيقرا درهمان، ملح هندي دانقان، أنيسون نانخوا، من كل واحد دانق يسقى بالسكنجبين العسلي، أو البزوري، ويستعمل بعد ذلك الترياق والجوارشنات الحارة، وأما غذاؤه فالفراخ المطجّنة بالأفاوية، والثوم والخردل، والتناول في العشيّات الكعك بالمري النبطي، ثم يتجرع الماء الحار، ويستاك قبيل النوم. ومن المعالجات المشتركة الجيدة، أن يتناول كل يوم درهم ملح جريش بالهندبا الطري، ثم يستعمل الأطريف الصغير، ويديم استعمال السواك الطويل، وقد جربت الفارة المشوية فوجدت نافعة، وخصوصاً للصبيان.

فصل في قطع الروائح الكريهة من المأكولات: ينفع من ذلك مضغ السذاب، ومضغ ورق العليق، والمضمضة بعدهما بخلّ العنصل، واستعمال السعد والزرنباد في الفم.

فصل في نزف الدم: إن كان خروجه من جوهر الفم وجلدته، فعلاجه بالقوابض المذكورة في باب البثور وغيرها، ولطبيخ قضبان الكرم وعساليجه منفعة عظيمة، وإن كان من موضع آخر، فنحن قد أفردنا له باباً بل أبواباً.

فصل في البخر: إما أن يكون مبدؤه اللثة لعفونة منها، أو لاسترخاء يعرض لها، أو عفونة في أصل الأسنان آذت نفس السن، وإما أن يكون مبدأه جلدة الفم لمزاج رديء فيها بغير الرطوبات.

وأكثر هذا المزاج حار، وإما أن يكون مبدؤه فم المعدة لخلط عفن في فمّ المعدة، إما صفراوي أو بلغمي، وقد تكون من نواحي الرئة كما يعرض لأصحاب السل.

المعالجات: أما ما كان مَن اللثة والعمور، فيجب أن يعتنى بتنقية الأسنان دائماً وغسلها بالخلّ والماء، فإن نجع ذلك فبها ونعمت، وإن لم ينجع، بل كان هناك فضل عفونة، فيجب أن يمضغ بعد ذلك تمرة الطرفاء، والعاقرقرحا، والسذاب، والسادج، والعود، والمصطكي، وقشر الأترج، والقرنفل، وأن يجعل على اللثة الصبر، والمرّ ونحوهما، وأن يتمضمض بخل العنصل، وأن يتدلك بالأنيسون والطلي، أو النبيذ الحلو، وإن كان أقوى من ذلك مضغ الميويزج، وتفل الريق. فإن لم ينجع، وظهرت العفونة ظهوراً بيناً، أخذ من الزاج المحرق جزءاً، ومن أصل السوسن والزعفران من كل واحد نصف جزء، ويعجن بعسل ويقرّص، ويستعمل ويتمضمض بعده بالخل صرفاً، أو ممزوجاً بماء الورد، أو يؤخذ دواء أقوى من هذا، وهو من القرطاس المحرق ثلاثة دراهم، ومن الزرنيخ درهمان ونصف، وسكّ وسماق وزنجبيل وفلفل محرق، أقراص فلدفيون من كل واحد درهمان، يتخذ منه دلوكاً ولصوقاً، ويجعل عليه خرقة كتان. والقلي وحده إذا استعمل على العفونة قلعها وأسقطها وأنبت لحماً جيداً.

ومما جرب: أقاقيا زرنيخ أحمر، زرنيخ أصفر، نورة، شب، يتخذ منه أقراص بخلّ، ثم يسحق بماء العسل، أو طبيخ الأبهل. أما إن كانت العفونة في نفس السن، فدواؤه حكها إن كانت في الطرف، أو بردها بالمبرد، أو قلع السن إن كانت العفونة تلي أصل السن.

وإن كان هناك استرخاء اللثة، وكان السبب حدوث العفونة، فعلاجها شدها بما نذكر في باب استرخاء اللثة. وإن كان الخلط صفراوياً عفن في المعدة أو في جلدة الفم، فلا شيء أنفع له من المشمش الرطب على الريق، وكذلك البطيخ، أو الخيار، أو الخوخ. وإذا لم يحضر المشمش أو الخوخ الرطب، استعمل نقوع القديد منهما على الريق، وخصوصاً قديد المشمش. ومما ينفع من ذلك استعمال السويق بالسكر، وماء الثلج، واستعمال حبوب صبريه، ذكرناها في الأقراباذين. ويجعل غذاءه كل غسّال مبرد غير مستحيل إلى الصفراء، وإن كان الخلط بلغمي استعمل القيء أولاً، واستعمل الأيارجات المنقّية لفم المعدة المذكورة في باب المعدة، واستعمل الأطريفل الصغير، والزنجبيل المربى، والصحناة خاصة، ويجعل غذاءه المطجّنات، ويقلّ شرب الماء الكثير، ويهجر الفواكه، والبقول الرطبة، ويتخذ مساويكه من الأشجار المرّة المقطّعة، مثل الأراك والزيتون. ومما ينفعهم من الأدوية أن تأخذ كل بكرة من ورق الآس مع مثله زبيباً منزوع العجم كالجوزة، ومثل ذلك من جوز السرو، والابهل، والزبيب، وينفعهم حب الصنوبر، وأيضاً حب الفوفل، قرنفل، خولنجان، من كل واحد نصف درهم، مسك، كافور، من كل واحد دانق، عاقر قرحاً درهم، صبر ثلاثة دراهم، خردل درهم، يتخذ حباً بالطلي. والأدوية البسيطة المجرّبة، فهي مثل الكندر، والعود الهندي، والقرفة، وقشور الأترج، والورد، والكافور، والصندل، والقرنفل، والكبابة، والمصطكي، والبسباسة، وجوزبوا، وأصل الأذخر، والأرمال، والأشنة، وأظفار الطيب، والقاقلة، والفلنجمشق، وورق الأترج، والسنبل، والنارمشك، والزنجبيل، وسائر ما تجده في الألواح المفردة، ومما يعجن به الأدوية الميبة، والميسوسن، وعصارة الأترج.

فصل في بقاء الفم مفتوحاً: الفم يبقى مفتوحاً، إما لشدّة الحاجة إلى التنفس العظيم، أو للالتهاب الملهب، أو للضيق والخناق، أو لضعف عضل الفم، فلا تعمل عملها في النوم، وذلك في الأمراض الحادة رديء، وأما ألوان اللسان فأولى المواضع بتفصيلها مواضع أخرى، وعند ذكر الأمراض الحادة.