الكتاب الثالث: الأمراض الجزئية - الفن الثاني عشر: الثدي وأحواله

الفن الثاني عشر

الثدي وأحواله

فصل في تشريح الثدي: نقول الثدي عضو خلق لتكوين اللبن ليغتذي منه المولود في عنفوان مولده إلى أن يستحكم، وتنمو قوته، ويصلح لهضم الغذاء القويّ الكثيف، وهو جسم مركب من عروق، وشرايين، وعصب يحشو خلل ما بينهما لحم غددي لا حس له أبيض اللون، ولبياضه إذا تشبه الدم به أبيضّ ما يغذوه، وابيض ما ينفصل عنه لبناً، وقياسه إلى اللبن المتولّد من الدم قياس الكبد إلى الدم المتولّد من الكيموس في أن كُل واحد يحيل الرطوبة إلى مشابهته في الطبع، واللون. فالكبد يحمِّر الكيموس الأبيض دماً والثدي يبيض الدم الأحمر لبناً، والعروق والشرايين والعصب المبثوثة في جوهر الثدي تتشعب فيه إلى آخر الثقبة، ويكون لها فيه التفافات واستدارات كثيرة، وأما مشاركة الثدي الرحم في عروق تشنّج بينهما فأمر قد وقفت معه خصوصاً من التشريح تشريح العروق.

فصل في تغزير اللبن: اعلم أن اللبن يكثر مع كثرة الدم الجيد، وإذا قل فسببه بعض أسباب قلة الدم، أو فقدان جودته. والسبب في قلة الدم، إما من جهة المادة، وإما من جهة المزاج. والذي يكون سبب المادة، فأن يكون الغذاء قليلاً، أو يكون مضاداً لتولد الدم عنه ليبسه وبرده المفرط، أو يكون قد انصرف إلى جهة أخرى من نزف، أو ورم، أو غير ذلك. وأما من جهة المزاج، فأن يكون البدن أو الثدي مجففاً للرطوبة، أو يكون مليناً لها، فلا يتولد عنها الدم لفرط مائيتها وبعدها عن الاعتدال الصالح للدموية، أو غير ذلك. وأما السبب الذي يفقد به جودة الدمّ، ويفسد ما يتولد منه، فلا يكون صالحاً لأن يتولد منه دم اللبن إذا كان اللبن إنما يتولّد من الدم الجيد، فهو غلبة أحد الأخلاط الثلاثة الصفراء، أو البلغم، أو السوداء. ونتبين الصفراء في صفرة لون اللبن، ورقته، وجذبه. والبلغم في شدة بياضه، وميله إلى الحموضة في ريحه، وطعمه. والسوداء في شدة ثخته، وقلته، وكثرة قوته، ولا يبعد أن يكون الدم لشدّة كثرته يستعصي على فعل الطبيعة، فلا ينفعل عنها، ويعرض للطبيعة العجز عن إحالته لضغطه إياها، وهذا مما لا تخفى علاماته. وقد يعرض من جفاف المني واللبن أن يخرجا كالحيط، فيجعل الدم، وإن غزر غير محمود الجوهر، ولا صالحاً لأن يتولد منه اللبن الغزير، ويكون الذي يتوّلد منه من اللبن غير محمود، وإذ قد عرفت السبب، فأنت بصير بوجه قطعه. واعلم أنه كل ما غَزَّر المني، فإنه يغزر في أكثر الأبدان اللبن مثل التودرين، وبزر الخشخاش، وضرع الماعز، والضأن ونحوه، كما أن كل ما يجفف المني، ويقلّله، ويمنع تولّده، فإنه يقلّل اللبن أيضاً مثل الشهدانج.

وإذا كان السبب في قلة اللبن قلة الغذاء، كثرت الغذاء، ورفهت فيه، وجعلته من جنس الحار الرطب المحمود الكيموس. وإذا كان السبب فساد الغذاء، أصلحته، ورددته إلى الجنس المذكور. وإذا كان السبب كثرة الرياضة، قلّلت منها ورفّهت، وإن كان السبب قلة الدم لنزف ونحوه، حبسته إن كان منزفه في الأسافل إلى الأعالي. وإن كان منزفه في الأعالي جذبته إلى الأسافل. وأما إن كان سببه فساد مزاج ساذج، جعلت الأغذية مقابلة لذلك المزاج مع كونها غزيرة الكيموس. وإن كان السبب خلطاً فاسداً غالباً، استفرغته بما يجب في كل خلط، وجعلت غذاء الصفراوية المزاج من النساء بما يميل إلى برد ورطوبة. ومما ينفعهن ماء الشعير بالجلاب، وأيضاً بزر الخيار حقنة، وبزر القثاء، وتناول الأدمغة، وشرب لبن البقر، والماعز، والسمك الرضراضي، ولحم الجدي، والدجاج المسمّنة، والاحساء المتخذة من كشك الشعير باللبن، ومرق الخبازي البستاني، وجعلت تدبير البلغمية المزاج بالأغذية، والأدوية التي فيها تسخين في الأولى إلى الثانية مع ترطيب، أو قلة تجفيف. ومن هذا القبيل الجزر، والجرجير، والرازيانج، والشبث، والكرفس الرطب، والسمرنيون، وخاصة الرطب دون اليابس، فإنه مجفف مسخن، والحسو المتخذ من دقيق الحنطة مع الحلبة، والرازيانج.

وإذا كان اللبن يخرج متخيطاً لغلظه ويبسه، فالعلاج التنطيل بما يرطب جداً، وتناول المرطبات، وكذلك في المني، وقصرت تدبير السوداوية المزاج على الأدوية والأغذية التي فيها فضل تسخين قريب مما ذكرنا، وترطيب بالغ، وتتعرف أيضاً جنس السوداء الغالب، وتدبّر بحسبه. ومن الأدوية المعتدلة المغزرة للبن، أن يؤخذ من سلى النخل ثلاثون درهماً، ومن ورق الرازيانج عشرون درهماً، ومن الرطبة خمسة عشر درهماً، ومن الحنطة المهروسة خمسة وعشرون درهماً، ومن الحمص المقشر، ومن الشعير الأبيض المرضوض، كل واحد ثمانية عشرة دراهماً، ومن التين الكبار عشر عدداً يغلي في ثلاثين رطلاً من الماء، إلى أن يعود إلى ثمانية أرطال فما دونه. والشربة خمس أواق مع نصف أوقية دهن اللوز الحلو، وأوقية ونصف سكر سليماني، والسمك المالح مما يغزر اللبن.

ومن الأدوية المغررة اللبن، أن يؤخذ طحين السمسم، ويمرس في شراب صرف، ويصفى، ويشرب مصفاه، ويضمد الثدي بثقله، وأيضاً يؤخذ من جوف الباذنجان قدر نصف قفيز، ويسلق في الماء سلقاً شديداً مهرياً، ثم يترس مرساً شديداً، ويصفّى، ويؤخذ من مصفاه، ويجعل عليه أوقية من السمن، ويشرب، أو يؤخذ نقيع الحمص، ويشرب على الريق أياماً، وخصوصاً نقعه في اللبن، وماء الشعير مع العسل، أو الجلاب، أو يؤخذ بزر الرطبة جزء، الجلّنار جزءان، والشربة منه قمحة في ماء حار، أو يشرب من حب البان وزن درهمين بشراب.

ومن الأدوية الجيدة أن يؤخذ من سمن البقر أوقية، ومن الشراب قدح كبير، ويسقى على الريق قضبان الشقائق، وورقه مطبوخاً مع حشيش الشعير حسواً، أو يؤخذ الفجل والنخالة، ويغليان في الشراب، ويصفى ذلك الشراب، ويشرب. أو يؤخذ بزر الخشخاش المقلو مع السويق أجزاء سواء بسكنجبين، أو ميبختج، بعد أن ينقع في أيهما كان ثلاثة أيام، فذلك أجود، ويسقى الشونيز بماء العسل، أو يؤخذ من بزر الشبث، وبزر الكراث، وبزر الحندقوقي، من كل واحد أوقية، ومن بزر الحلبة، وبزر الرطبة أجزاء سواء، يخلط بعصارة الرازيانج، ويشرب وإن مزج بعسل وسمن فهو أفضل.

فصل في تقليل اللبن ومنع الدرور المفرط: إن اللبن إذا أفرطت كثرته آلم وورم وجلب أمراضاً، وقد يجتمع اللبن في الثدي من غير حبل، وخصوصاً إذا احتبس الطمث، فانصرفت المادة التي لا تجد قوة اندفاع من الرحم لقلتها وحصلت في الضرع فصارت لبناً.

وربما اجتمع اللبن في أثداء الرجال، وخصوصاً المراهقين حين يفلّك ثديهم. وقد علمت مما سلف ذكره أسباب قلة اللبن، والعمدة فيها كل ما يجفف شديداً بنشفه، أو شدة تحليله وتسخينه، وجميع ما يبرّد أيضاً، والمرطبات الشديدة الترطيب المائي، أيضاً تقلّل الدم من المبلغمين، وجميع الأدوية المقللة للمني مقللة للبن.

أما الباردة منها، فمثل بزر الخسّ، والعدس، والطفشيل. ومن الأطلية عصارة شجرة البزرقطونا، ولعابه، والخسّ، ونحوه، ودقيق الباقلا بدهن الورد والخلّ. وأما الحارة فمثل السذاب، وبزره، وخصوصاً السذاب الجبلي. ومثل الفنجنكشت وبزره، والشربة البالغة إلى درهمين، والأصحّ من أمر الباذروج أنه مقلّل من اللبن، وإن قال بعضهم أنه يغزر اللبن. والكمون خاصة الجبلي، مجفف للبن أيضاً. وأيضاً إن طلي به بالخلّ.
ومن الأطلية الحارة الأشق بالشراب ومما جرّب في هذا المعنى طلاء جيد، يؤخذ أصول الكرنب، فيدقّ، ويعجن، ويضمَّد به. أو دقيق العدس، والباقلى، والزعفران، والكوز كندم، والملح يطلى بماء الورد. وأيضاً يطلى بعصارة الحلبة، أو بالكّ، والمرتك، ودهن الورد. ومما يجري مجرى الخاصية، أن يطلى الثدي بالسرطان البحري المسحوق، أو بالسرطان النهري المحرق.

فصل في اللبن المحرق المتجبّن في الثدي: إن اللبن يتجبن في الثدي لحرارة مجففة، وقد يتجبن لبرودة مجمّدة. وأنت تعلم مما سلف ذكره لك علامة كل واحد من الأمرين. والأدوية المائعة من التجبّن، الطلاء بالشمع في بعض الأدهان اللطيفة، مثل دهن الخيري، ودهن النعناع، ونحوه. والطلاء بالنعناع المدقوق المختص، والطلاء على الحار بقيروطي، من اللعابات الباردة، والأدهان الباردة، والشمع المصفّى، والكرنب، والرطبة، والبقلة الحمقاء شديدة في النفع من ذلك ضماداً. ومن الأدوية المحللة للتجبّن الحار، خلّ خمر مضروباً بدهن مسخّن، يطلى به، أو ورق عنب الثعلب مدقوقاً يضمّد به، أو ورق الكاكنج، وورق عنب وورق الكرنب، أو عصاراتها، وخصوصاً إذا خلط بها مر، وزعفران، وأيضاً خل خمر، ودهن بنفسج، وقليل حلبة يتخذ منه طلاء.

ومن الأدوية المحللة للتجبّن البارد دوام التنطيل بماء، ويمنع منه طبخ الرازيانج، وتناول بزر الرازيانج، والشبث، وجميع الأدوية التي تدر اللبن مما طبخ فيه البابونج والشبث، والنمام، والحلبة، والقيسوم، والجندبيدستر. ومن الأدهان دهن السوسن، ودهن النرجس، أو دهن القسط.

ومن الأدوية المعتدلة الجيدة، أن يؤخذ الخبز الواري، ودقيق الشعير، والجرجير، والحلبة، والخطمي، وبزر الكتان المدقوق حفنة حفنة، ويتخذ منه ضماد. ومما ينفع التورّم بعد التجبن، أن يوضع عليه إسفنج مغموس في ماء وخلّ فاترين، أو تمر مع خبز يجمع بماء وخل، والنعناع بالخلّ والخمر جيد، والمرقشيثا المسحوق كالغبار بدهن الورد وبياض البيض. ومما ينفع تفتح سدة اللبن في الثدي، أن يطلى بالخراطين، أو ماء المر بماء الفوتنج، والأنيسون، ودقيق الحمص، وورق الغار، وبزر الكرفس، والكمّون النبطي، والقاقلة بماء عصا الراعي، وكذلك ماء السلق، والحنطة، والشونيز، وأيضاً الكندر بمرارة الثور، أو يؤخذ عسل اللبني، ويخلط بدهن البنفسج، ويمسح به الثدي، فيحل التجبن والورم، ويحسى ماء الكرنب، فإنه نافع في ذلك.

فصل في جمود اللبن في الثدي وعفونته والامتداد الذي يعرض له والمرض الذي يصيبه: علاج ذلك، أن يؤخذ السلق، ويطبخ حتى يتهرّى، ثم يجمع لباب الخبز، ودقيق الباقلا، ودهن الشيرج، أو يضمد بالخبز، وحشيشة تسمى بردنقياس الرطبة، مع الشمع ودهن الورد، أو خبز، وماء، وزيت مع عسل، أو سمسم، أو شراب، أو ميبختج، يكرر التضميد بأيها كان في اليوم مرتين، أو ثلاثة. وكذلك السمسم مع عسل، وسمن، وعسل، فإن خلط به الخشكار، أو دقيق الباقلا، كان نافعاً.

والتكميد بالماء الحار، وإكباب الثدي على بخاره، وخصوصاً إذا طبخ به بزر كتان، وحلبة، وخطمي، وبزورها، وبابونج. والتنطيل بها أيضاً نافع لمن لم يحتمل الضمّادات، فإن عرض ذلك مع رض انتفع بهذا الضماد. ونسخته: ماش، وعجم الزبيب، فيدقان ويعجنان بماء السرو، وماء الأثل، وإذا تجبن الدم في الثدي، فليدم تمريخه بدهن البنفسج، ثم يصبّ عليه ماء حار، ثم يضمد بالأضمدة المذكورة في أول الباب، فإنه نافع.

فصل في أورام الثدي الحارة وأوجاع الثندوة: أما في ابتدائه، فاستعمال الرادعات المعروفة، وهو العلاج، وليخلط بها قليل ملطّفات، وذلك مثل التكميد بخل خمر مع ماء حار، أو قليل دهن ورد ودقيق الباقلا بالسكنجبين، وورق عنب الثعلب بدهن ورد، فإذا جاوز الابتداء قليلاً، فليعالج بأضمدة ذكرت في باب الامتداد وجمود الدم. ومما هو جيد بالغ النفع دواء بهذه الصفة. ونسخته: أن يؤخذ دقيق الباقلا، وإكليل الملك مسحوقين، ودهن السمسم يتخذ منه طلاء بماء عذب. وأيضاً يؤخذ خبز مدقوق، ودقيق الشعير، والباقلا، والحلبة، والخطمي، ومح البيض، والزعفران، والمرّ يضمّد به. وأيضاً يتخذ طلاء من بزر الكتان المدقوق بالخل، وكثيراً ما ينحل البرسام إلى ورم في الثندوة، فيكون موضع أن يخاف ذات الجنب، فاحتل أن تجمع ببزرقطونا وضعاً على رأس الورم دون حواليه، وتضع حوالي أسفله الرواح، ولا تكمد في أول الوجع، فتحلل الرقيق، ويبقى الغليظ، فهو خطأ، وإذا وِجعت الحلمة، فليفصد، ولينطل بمثل الصندل والأقاقيا حتى لا يحدث السرطان.

فصل في أورام الثدي الباردة البلغمية: ينفع منها أن يدقّ الكرفس، ويوضع عليها البابونج المدقوق وإكليل الملك.

فصل في صلابة الثدي والسلع والغدد فيه وما يعرض من تكعب عظيم عند المراهقة: فإن مال الورم الظاهر بالثدي إلى الصلابة، فما ينفع في الابتداء أن يضمد بأرز منقع في شراب، أو يمرخ بقيروطي من دهن البنفسج، وصفرة البيض، وكثيرا، فإن كان الورم صلباً طلي بقيروطي من الشمع، ودهن الورد، والقطران، وماء الكافور، وربما جعلوا فيه مرارة الثور، وقد يعالج بورق العفص، وربما جعلوا دردي المطبوخ العتيق، أو دردي المطبوخ العتيق، أو درديّ الخل يطلى به.

وأما السلع، والغمد فيه، فأجود دواء له، أن يؤخذ ورق الخوخ الرطب، وورق السذاب الرطب، يدقان جميعاً، ويضمد بهما. وإن كان ذلك بقية عن تكعب المراهقة، أو كان حادثاً بعد ذلك وعاصياً عن تحليل الأدوية، فمن الواجب أن تبط حتى يبلغ الشحمة، ثم يخرج وتخيط.

فصل في دبيلة الثدي: وإذا عرض في الثدي ورم جامع، فمن الأدوية الجيدة في إنضاجها، أن يؤخذ بزر الكتان، وسمسم، وأصل السوسن، والميعة، وبعر المعز وزبل الحمام، والنطرون، والريتيانج أجزاء سواء، وعلى حسب ما توجبه المشاهدة لطوخ بالسيرج، ودهن الخيري، ومخ ساق البقر. وإن شئت جعلت فيه المبيختج، وإن احتجت إلى بط فعلت حسب ما تعلم.

فصل قي قروح الثدي والأكال فيه: يؤخذ النبيذ العفص وزن عشرين رطلاً، ويجعل فيه من سماق الدباغين رطل، ومن العفص غير النضيج نصف رطل، ومن السليخة نصف رطل، ومن جوز السرو رطل، ينقع ذلك في الشراب، ويترك عشرين يوماً، ثم يطبخ ويساط بخشب من السرو حتى يذهب النصف، ثم يمرس بقوة ويصفى ويعاد على النار حتى يثخن، ولتكن النار لينة جداً، ويحفظ في زجاجة. وهذا جيد لجميع القروح التي تعرض في الأعضاء الرخوة، كالفمّ واللسان، وغير ذلك، ويمنع من الأكال ويصلحه.

فصل فيما يحفظ الثدي صغيراً ومكسراً ويمنعه عن أن يسقط ويمنع أيضاً الخصي من الصبيان أن تكبر: من أرادت منهن أن تحفظ ثديها مكسراً قللت دخول الحمام، وكذلك الصبيان، وهذا الدواء الذي نحن واصفوه جيد في ذلك المعنى. ونسخته: أن يؤخذ من الاسفيداج، وطين قيموليا، من كل واحد درهمان، يعجن بماء بزر البنج، ويخلط بشيء من دهن المصطكي، ويطلى به، ويدام عليه خرقة كتان مغموسة بماء عفص مبرد، وخصوصاً إذا كان مسترخياً. وأيضاً مجربة النساء طين حر، وعسل، وإن جعل فيه أفيون وخبز بخل، كان أقوى في ذلك، وهذا الدواء الذي نحن واصفوه مما جرب. ونسخته: أن يؤخذ من الطين الحر وزن عشرين درهماً، ومن الشوكران وزن درهمين، يتخذ منه طلاء بالخل. أخرى: يؤخذ طين شاموس، وأقاقيا وأسفيداج يطلى بعصارة شجرة البنج، أو يؤخذ كندر، وودع ودقيق الشعير يعجن بخل ثقيف جداً، ويطلى به الثدي ثلاثة أيام.

أو يؤخذ: بيض القبج، والزنجار، والميعة، والقليميا، ويطلى بماء بزرقطونا، أو يطلى بحشيش الشوكران، كما هو يدق ويجمع بالخل، ويترك ثلاثة أيام، وإذا أراد أن يجف جعل عليه إسفنجة مغموسة في ماء وخل. أخرى: يؤخذ عصارة الطراثيث، وقشور الرمان، ورصاص محرق بالكبريت من كل واحد ثلاثة دراهم، شب يماني وأسفيداج الرصاص وعدس محرق من كل واحد درهم، حلزون محرق قيسوم من كل واحد ثلاثة دراهم، يعجن بماء لسان الحمل ويطلى، أو يؤخذ كمون مع أصل السوسن وعسل وماء ويترك على الثدي ثلاثة أيام، أو يؤخذ أشف وشوكران ويجعل عليه ثلاثة أيام، أو شوكران وحده تسعة أيام. ومن الدعاوي المذكورة في هذا الباب، أن يطلى بدم مذاكير الخنزير، أو دم القنفذ، أو دم السلحفاة فيما يقال، أو يؤخذ زيت وشب مسحوق، مثل الكحل، ويجعل في هاون من الأسرب حتى ينحل فيه الرصاص، ويدام التمريخ به، وكذلك الطين الحرّ والعفص الفج، يجمع بعسل، ويطلى به الثدي، وقشر الكندر، وقشر الرمان مدقوقين يطلى بالخل.