المقالة الثامنة: جداول

ثم افتتح في المقالة الثامنة منه بجداول مثل هذه ولكن اللواتي في النصف الجنوبي من الكرة ثم اخذ يبين هيئة المجرة ويسميها الدائرة اللبنية ويعرف ما فيها وفي حدودها من الكواكب المعدودة حتى استوفاها ثم اخذ مايعرف كيف تتخذ كرة مصمتة يرى فيها هذه الكواكب وصورها والمجرة وغير ذلك مما ذكره في الجداول فامر ان تتخذ كرة شبيهة اللون بلون حون الليل اعني لا زوردية اللون ويرسم فيها قطبان للبروج وترسم بينهما دائرة البروج وترسم دائرة معدل النهار بالميل المعلوم على قطبين آخرين ودائرة نصف النهار تمر بقطبيها وتقسم دائرة البروج بثلثمائة وستين درجة والدرجة بالدقائق على ما يسهل وتطبق عليها حلقة تماسها وتدور عليها اكبر منها قليلا وعلى طول كل واحدة منهما في بسيطها المحدب دائرة تقسم عرض ذلك البسيط بنصفين ثم تنصف هذه الدائرة فيها وتقسم كل نصف بالمائة وثمانين قسما نهايتاهما مركز القطبين وتجعل الحلقة الصغرى مركوزة في قطبي البروج والكبرى مشتملة عليها وعلى الكرة ومركزها من الكرة في قطبي معدل النهار فلأن الحلقة الصغرى مقسومة في العرض فانا أذا وضعناها على أي برج شئنا في أي طول شئنا أمكننا أن نأخذ موضع كل كوكب معلوم الطول والعرض منها فنثبته في الكرة ولايزال يفعل ذلك حتى يصير الكرة مصورة بالكواكب كالسماء ونخط الصورة بخطوط خفية لئلا يتشوش وجه الكرة ويجعل لهذه الكرة مع حلقيتها حاملة تكون مكان الافق وتجعل أرتفاع القطب الشمالي عنها كما في الاقليم ثم تسد ما يماس الافق بمسمار كما للقطب ثم أخذ يعرف تشكيلات الكواكب الثابتة لا التي يعتبر لها من أنفسها وهي التشكيلات المحفوظة فيما بينها ولايزول بل التشكيلات الزائلة التي لها بعضها بالقياس الى المتحيرة والنيرين وأجزاء فلك البروج وبعضها بالقياس الى الارض وحدها وبعضها بالقياس الى الارض وفلك الاولين معا فالقسم الاول يكون أما على العموم فاذا صارت معا في دائرة واحدة من المارة بقطبي فلك البروج أو صارت على مختلفتين الا انهما على تثليث أو تربيع أو تسديس أو غير ذلك بحسب الزاويتين الحادثتين عنهما عند القطب قائمة كانت أو أكثر أو أقل بثلث أو ربع وأما على الخصوص فهي التي تكون في منشور البروج الذي يرسمه مسيرات الكوكب المتحيرة في العرض أما عند الكواكب المتحيرة الخمسة فبالمقارنة والستر وأما عند الشمس والقمر فبالاستسرار وهو أن يتوجه الى النير فيدخل في شعاع النير حتى يختفي ثم يجتمع معه ثم يشرق وهو أن يخرج من الشعاع نحو المشرق وأما التي عند الارض وحدها فبأربعة أنواع وهي أن تكون طالعة وغاربة ومتوسطة للسماء من فوق أو من تحت وهذه التشكيلات أما في خط الاستواء فقد توجد كلها لكل كوكب في أزمنة متساوية أما حيث يكون القطب على سمت الرأس فلايكون لشيء من الثابتة شئ من الاحوال المذكورة البتة ولا لواحد منها وأما بين هذين فيكون لبعض الكواكب كلها لبعض الكواكب بعضها دون بعض فأما مايلي القطبين ويكون بينه وبين القطب دون أرتفاع الكتب فيكون طالعا أبدا أو دونا أنخفاض فيكون خفيا أبدا وأما في خط الاستواء فتكون أزمنة التشكيلات الاربعة لجميع الكواكب متساوية وأما في العرض فتختلف الا ما كان منها على خط معدل النهار وما سواه فان الاميل الى جهة أرتفاع القطب وان كان في درجة واحدة من البروج فقد يطلع أسرع ويخفا أبطأ لكنها قد تتوسط السماء معا وذلك اذا كانت في الدائرة المارة بالاقطاب ولايلزم أن يكون ما يطلع معا يتوسط السماء معا الا في معدل النهار فيطلع ويغرب معا ماكان يتوسط السماء معا وأما الكائن بحسب الارض والسموات فالعام من ذلك مايكون للثابتة وللمتحيرات ولأجزاء البروج بالقياس الى الارض وهي كونها معا في الطلوع أو توسط السماء أو الغروب وأما التفصيل فهو الذي يكون بالقياس الى النيرين وهي تسعة (أ) فالنحو الاول هو الطلوع الصباحي وهو أن يكون الكوكب والشمس معا أو في زمانين متقاربين يصيران الى الافق وذلك اما التابع فلا يرى وهو أن يكون كما تطلع الشمس يطلع الكوكب بعدها واما المقارن فهو ظاهر واما المتقدم الذي يرى فهو الصباحي الذي يطلع أولا ويرى ثم تطلع الشمس (ب) والنحو الثاني يقال له توسط السماء الصباحي وهو أن يكون الكوكب قريبا من طلوع الشمس يتوسط السماء فوق الارض أو تحتها وهو أيضا اما التابع وهو الذي يتوسط السماء بعيد طلوع الشمس بلا لبث أو المقارن أو المقدم الذي يرى ان كان في وسط السماء الفوقاني (ح) والنحو الثالث يقال له الغروب الصباحي وهو اما التابع الذي لايرى وهو أن يكون انما يغرب بعيد ماتشرق الشمس بلا لبث واما المقارن واما المتقدم الذي يرى وهو الذي يغرب أولا ثم تطلع الشمس بلا لبث طويل. (د) والنحو الرابع الطلوع الظهيري وهو أن يطلع شمس متوسطة وذلك اما نهاري لايرى واما ليلي يرى وهو أن يطلع وقد توسطت الشمس السماء تحت الارض (ه) والنحو الخامس توسط السماء الظهيري وذلك يكون اذا توسطا معا وهو اما غير مرئي اذا توسطا معا من جهة واحدة أو توسط الكوكب تحت والشمس فوق واما مرئي اذا كانت الشمس في الوتد الاسفل والكوكب في الوتد الفوقاني (و) والنحو السادس هو الغروب الظهيري وهو أن يغرب الكوكب مع توسط الشمس السماء فوق الارض وهو اما غير مرئي اذا كان توسط الشمس السماء من فوق الارض واما مرئي اذا كان توسطها تحت الارض (ر) والنحو السابع يقال له الطلوع المسائي وذلك أن تكون الشمس في المغرب والكوكب يلي المشرق اما التابع الذي يرى وهو ان يطلع بعيد غروبها بلا لبث واما المقارن أو المتقدم الذي لايرى (ح) والنحو الثامن هو توسط السماء المسائي وهو أن يكون الكوكب يلى وسط السماء عندما تلي الشمس الافق وهذا أيضا ثلاثة أصناف تابع يرى ومقارن ومتقدم لايرى (ط) والنحو التاسع هو الغروب المسائي أن يليا المغرب معا اما التابع الذي يرى واما المقارن واما المتقدم الذي لايرى. يتوسط السماء بعيد طلوع الشمس بلا لبث أو المقارن أو المقدم الذي يرى ان كان في وسط السماء الفوقاني (ح) والنحو الثالث يقال له الغروب الصباحي وهو اما التابع الذي لايرى وهو أن يكون انما يغرب بعيد ماتشرق الشمس بلا لبث واما المقارن واما المتقدم الذي يرى وهو الذي يغرب أولا ثم تطلع الشمس بلا لبث طويل. (د) والنحو الرابع الطلوع الظهيري وهو أن يطلع شمس متوسطة وذلك اما نهاري لايرى واما ليلي يرى وهو أن يطلع وقد توسطت الشمس السماء تحت الارض (ه) والنحو الخامس توسط السماء الظهيري وذلك يكون اذا توسطا معا وهو اما غير مرئي اذا توسطا معا من جهة واحدة أو توسط الكوكب تحت والشمس فوق واما مرئي اذا كانت الشمس في الوتد الاسفل والكوكب في الوتد الفوقاني (و) والنحو السادس هو الغروب الظهيري وهو أن يغرب الكوكب مع توسط الشمس السماء فوق الارض وهو اما غير مرئي اذا كان توسط الشمس السماء من فوق الارض واما مرئي اذا كان توسطها تحت الارض (ر) والنحو السابع يقال له الطلوع المسائي وذلك أن تكون الشمس في المغرب والكوكب يلي المشرق اما التابع الذي يرى وهو ان يطلع بعيد غروبها بلا لبث واما المقارن أو المتقدم الذي لايرى (ح) والنحو الثامن هو توسط السماء المسائي وهو أن يكون الكوكب يلى وسط السماء عندما تلي الشمس الافق وهذا أيضا ثلاثة أصناف تابع يرى ومقارن ومتقدم لايرى (ط) والنحو التاسع هو الغروب المسائي أن يليا المغرب معا اما التابع الذي يرى واما المقارن واما المتقدم الذي لايرى.

فصل
في مقارنة الكواكب الثابتة للشمس في الطلوع أو في توسط السماء أو في الغروب

فلما فرغ من هذا أخذ يعرف وجه الوقوف على طلوع وغروب وتوسط السماء للشمس والكوكب اذا كان مقارنا بعد أن يتأمل مواضعها في البيت وأبتدأ يعرف ذلك من توسط السماء المقارن للشمس فبين بشكل كيف أنه يمكننا من معرفتنا موضع الكوكب أن نعرف أنه مع أي جزء من البروج ومن معدل النهار يتوسط السماء فقال لتكن دائرة أ ب ج د مارة بأقطاب البروج والمعدل و: ب ه د نصف دائرة البروج على قطب ح و: أ ه ح نصف معدل النهار وليكن ط الكوكب و:ح ط ك ل يمر بالكوكب وقطب البروج فتكون نقطة ك درجة الكوكب في الطول ولتكن ر قطب المعدل ولتمر عليه وعلى الكوكب ر ط م ن وظاهر أن نقط ط،م،ن تتوسط السماء معا فلانه قد تقاطع بين قوس أ ن، أ ح قوسي ح ر، ر ن المتقاطعان على ط فنسبة جيب ح أ الى جيب أ ر المعلومين بان ر أ ربع و: ح أ ربع وكل الميل أعني أرتفاع القطب مؤلفة من نسبة جيب ح ل الى جيب ل ط ومن نسبة جيب ن ط الى ن ر وقوسا ح ل، ل ط معلومان لأن ط ك عرض الكوكب معلوم من البيت و: ك ه معلوم لانه طول الكوكب من البروج وهو معلوم من البيت و: ه درجة المشرق الاعتدالية ولنا أن نعلمه فاذا جعلنا ك ه المعلوم مطالع صار ه ل درج السواء و: ك ل ميل درجة ولنا أن نعلمه فنعلم جميعه من الاصول المعلومة و: ك ل معلوم وان جعلنا ه ل مطالع وهو معلوم صار ك ل معلوما وصار ط ل معلوما و: ه ك معلوم لانه درج السواء لقوس ه ل المعلوم لو جعل مطالعا فيعلم وكذلك ل أ من ك ب فيعلم ن ط ونسبة جيب ن ل المجهول الى ل أ المعلوم مؤلفة كما تدري وكانت ط ر، ط ن، ح ر، ح أ معلومات فصار أن معلوما بقى ه ن معلوما فصار ه م، ه ن معلومين وجميع م ر أيضا فصار بعد م من ه ومن ك المعلومين معلوما وهي الدرجة التي تتوسط السماء مع ط من البروج وكذلك من معدل النهار ثم بين مثل ذلك في الطلوع والغروب فليكن أ ه ح نتصف دائرة المعدل في دائرة نصف النهار أ ب ح د وليكن نصف دائرة الافق ه د وليكن طلوع الكوكب على ح من ب ه د و: ر قطب المعدل ولنمر بنقطتي ر، ح ربع دائرة ر ح ط وقسى ر ح، ر ط، أ ه أرباع و: ر ب وهو أرتفاع القطب معلوم و: ط درجة ممره بوسط السماء معلوم و: ط ح بما عرفنا معلوم يبقى ر ح معلوما و: ه أ معلوم ونسبة جيب ر ب الى جيب ب أ مؤلفة مما تعلم فجيب ه ط معلوم و: ط معلوم ف: ه معلوم فالدرجة التي تطلع من المعدل معلومة فالتي من فلك البروج معلومة وكذلك التى للغروب معلومة ولتكن النقطة التي على المغرب التى من ذلك الجانب من ط نقطة ك ويكون ط ك مساويا د: ط ه ومغرب ك سعته كمشرق ه وزاويته القطبية كزاوية ه القطبية أعني مثل زاوية أ ر ح التي في الجانب وقد يسهل من ذلك معرفة أنه أي الكواكب تطلع مع جزء جزء من فلك البروج ويتوسط أو يغرب فيعلم أنه متى تصير الشمس الى مقارنته في تلك الحال وتسمى الموافيات.

فصل

في ظهور الكواكب الثابتة للرؤية واختفائها عنها

ثم شرع في بيان ظهور الكواكب الثابتة للرؤية وأستسرارها قال ولما كان هذا يختلف بثلاثة أشياء باعظم الكواكب وبعروضها من نقطة البروج وبميل البروج على الافق لم يمكن أن يحكم فيها حكما كليا بطريق الخطوط فانها كلما كانت أصغر خفيت أشد وكلما كان العرض أقل خفيت أشد لدخولها في دائرة الشعاع وان فوضنا ذلك متشابها ثم كان في بعضها مثل البروج على الافق أشد كانت أخفى لصغر الزاوية الحادثة من الافق والبروج وقال فاذا كان الامر على هذا وجب أن يرصد في كل كوكب على أنه كم بعد عن الارض من الشمس وهي تحت الارض ترى وهذا البعد قطعة قوس من القسي القائمة على الافق وهي الارتفاعية فاذا علم ذلك حسب في ميل ميل وعرض عرض ونظر هل القوس الارتفاعية كذلك والكوكب هو بذلك المقدار أو أكثر منه أو اصغر على أن ذلك أيضا لايكفي في كل أقليم بل يحتاج في كل أقليم الى رصد جديد لاختلاف أهوية العروض في الكثافة واللطافة ثم حاوا أن يبين كيف يستخرج قوس الارتفاع للشمس وقوس أنخفاضها اذا كان الطالع معلوما فليكن دائرة أ ب ج د لمنتصف النهار و: ب ه د للافق و: أ ه ر ج من البروج و: ر جزء الشمس و: ر ه معلوم لان الطالع معلوم وتخرج نصف دائرة ك ر ط ح تمر بسمت الرأس وبالشمس ويطلب ر ط ف: ر ط معلوم لان نسبة جيب ر ط المجهول الى جيب ط ح المعلوم لانه تسعون لانه من الافق الى قطب الافق الاعلى أعني سمت الرأس مؤلفة من نسبة جيب ه ر المعلوم الى جيب ه أ المعلوم لانه يقابل جيب المعلوم وأنه درجة وسط السماء ويعلم مع علم الطالع ومن نسبة جيب ب أ المعلوم الى جيب ب ح المعلوم ثم بين أنه اذا كان ر ط معلوما ثم كان أختلاف الاهوية لايوجب أختلافا فانه يمكن أن نستخرج قوس ر ه في كل أقليم أنه كم يكون وذلك بين بهذه الطريقة لان نسبة جيب ر ط المعلوم الى جيب ط ح المعلوم مؤلفة من نسبة جيب ر ه المجهول الى جيب ه أ المعلوم ومن نسبة جيب ب أ المعلوم لانه غاية أنخفاض درجة معلومة الى جيب ب ح المعلوم واذا عرف في الظهور عرف في الاستسرار وعرف حال جهة المغرب ثم أعتذر بطليموس في أقتصاره على أعطاء القانون وترك البسيط اذا كان ذلك أمرا كثير الانتشار لكثرة الكواكب الثابتة ولتغيير الميول في أقليم أقليم وتعذر رصد الوقت الذي فيه لاقبله ولابعده يبتدئ في الظهور والاستسرار ولنقله الكواكب الثابتة عن أطوالها ولن المأخذ فيه تقريبا بعيدا عن التحديد.

تمت المقالة الثامنة بحمد الله تعالى.