المقالة المضافة: إبتداء المقالة المضافة إلى ما اختصر من كتاب المجسطى مما ليس يدل عليه المجسطى

قال الشيخ الرئيس إنه يلزمنا أن نطابق بين المذكور فى المجسطى وبين المعقول من العلم الطبيعى ونعرف كيفية وقوع هذه الحركات وأن نورد من الفوائد ما أدرك بعد المجسطى لكنا نطابق بذلك وضع المجسطى فأول ذلك أن نعرف كيفية إمكان دور كرة فى حشو كرة دورها الخاص مع اتباعها الكرة المحيطة بها فى الحركة فنقول أما إذا كان محوراهما واحدا فمن المستحيل أن تدور الكرة الداخلة دورها وتدور أيضا بالعرض مع الكرة المحيطة بها دورة ترى مخالفة لدورة نفسها فى الجهة بل إنما يمكن ذلك بأن يكون المحوران متخالفين إما متقاطعين على المركز وإما غير متقاطعين ويكون طرفا المحور من الداخل وهما القطبان يلزمان نقطتين من الكرة الخارجة لزوما لا يفارقانها فتكون الكرة الداخلة تتحرك على محورها لكن يعرض لقطبيها الحركة اتباعا لحركة النقطتين اللتين يلزمانها فيدور القطبان مع تلك النقطتين حول قطب الكرة الخارجة فيعرض للقطبين أن يطلعا على الأفق وأن يغربا عنه فيعرض أن ترى الكرة الجوفية وقد زالت مع القطبين إلى جهة حركة ما يشملها وأما إن كان المحور غير مقاطع فذلك أظهر كما يعرض أن يكون رحا صغيرة أو كرة صغيرة مضمونة فى رحا كبيرة أو كرة كبيرة ومودعة فيها فى جهة ومركزها مخالف فتدور على نفسها وتدور أيضا بالعرض حول مركز المحيطة فهكذا ينبغى أن يتصور حال الكرة التى للبروج عند الكرة التى للكل لكنه قد وجد الميل الذى لهذه الكرة فى زمان المأمون أقل مما وجده بطليموس ووجدت حركات الثوابت أسرع أما مبلغ الميل فوجد (كح له) وكان ما وجده بطليموس (كج نا) ثم وجد بعد رصد المأمون وقد تناقض دقيقة ورصدناه نحن بعد ذلك فوجدناه أنقص أيضا بقريب من نصف دقيقة بعد نقصان دقيقة فنسبته أن يكون ذلك لخلل فى آلة بطليموس وخصوصا التفاوت الذى بعد ذلك فلأن الآلات تخل إخلالا كثيرا ونسبته ألا يكون أبرخس قد احتاط فى أمر الثوابت فإن لم يكن كذلك فنسبته أن يكون ما قاله بعضهم حقا وهو أن من شأن كرة الثوابت التى لها الميل أن يقل ميلها وأن يكثر فيعرض من ذلك اختلاف الميل وظهور سرعة حركة الثوابت بعد بطء وهذا إنما يمكن إذا كان بين كرة الكل وكرة الثوابت كرة أخرى يدور قطباها حول قطبى حركة الكل وتكون كرة الثوابت يدور أيضا قطباها حول قطبى تلك الكرة فيعرض لقطبيها تارة أن تصير إلى جهة الشمال منخفضة وتارة إلى جهة الجنوب مرتفعة بدورها فيلزم من ذلك أن يضيق الميل تارة ويتسع أخرى وقد خمن فيه شىء آخر وهو أن تكون للشمس فى كرة تدويرها حركة بطيئة نحو القطبين ولكنها تلزم فلك خارج المركز يديرها إلى المشرق والأول أشد مطابقة لسائر الاختلافات التى وجدت فى مقدار زمان السنة وظهور حركة الأوج للشمس بعد خفائها ومما يتعلق بأمر الميل وما يتبع الميل مما أدرك بعد فإنه يمكن الدلالة على القسى المطلوبة من الميل والمطالع وسعة المشرق وغير ذلك بشكل لا نحتاج فيه إلى تأليف النسبة ويتم بنسبة واحدة وقد تصرف فيه من قرب من زماننا ومن فى زماننا ولنا فى ذلك وجوه منها وجه واحد وهو أن نقول إذا تقاطع دائرتان من الدوائر الكبار مثل أ ب، أ ج على أ وتعلم أن إحديهما نقطتان مثل ب، د وقام عليهما قوسان من الكبار تقطعان الأخرى مثل ب ح، د ه ومعلوم أنهما من الكبار لأنهما قائمتان على أ ب فيخرجهما من قطب أ ب فنقول إن نسبة جيب أ ج إلى جيب أ ه مثل نسبة جيب ب ج إلى جيب د ه برهان ذلك ليكن ر مركز الكرة ونصل ج ه فإن كان موازيا لخط أ ر الخارج من المركز فبين أن جيب أ ج وجيب أ ه متساويان والنسبة واحدة وإن التقيا فليكن عند ح ولنصل ر ب، ر د ونخرج ح ط عمودا على د ب و: ه ك عمودا على ر د وهما جيبا قوسى ج ب، د ه ولأنهما عمودان على فضل مشترك بين سطحين قائم أحدهما على الآخرين أعنى سطح دائرة أ ب وسطح دائرة ب ج ودائرة ه د وهما عمودان على السطح ومتوازيان ونصل ط ك فى سطح دائرة أ ب ونصل ك ح ونبين أنه خط مستقيم بمثل ما بين فى الشكل القطاع فيكون مثلث ج ط ح واقعا فيه ه ك موازيا للقاعدة فنسبة ح ح، ه ح أعنى جيب أ ج ألى جيب أ ه كنسبة ط ح، ه ك وهما الجيبان الآخران فإذا تقرر هذا فلك أن تستخرج الميول الجزئية بأن تقول فى ذلك الشكل بعينه نسبة جيب قوس ه ح المعلومة إلى جيب قوس ط ح المجهولة كنسبة جيب قوس ط ر المعلومة إلى جيب قوس أ ب المعلومةوتستخرج المطالع فى الكرة المنتصبة من ذلك الشكل بعينه فإن نسبة جيب ر ح المعلوم إلى جيب ح ب المعلوم كنسبة جيب ر ط المعلوم إلى جيب ط أ المجهول ف: ط أ المعلوم نسقطه من ه أ الذى هو (ص) يبقى ه ط وهو مطالع ه ح معلوما وكذلك قد نعلم به سعة المشرق من عرض البلد فإن نسبة جيب ه ط المجهول وهو سعة المشرق إلى جيب ط ح المعلوم وهو ميل الدرجة كنسبة جيب أ ه المعلوم ر هو (ص) إلى ه د وهو تمام عرض البلد وكذلك تعلم عرض البلد من ذلك لأن الرابع وهو تمام عرض البلد يكون هو المجهول وكذلك تعلم تعديل نهار كل درجة شئنا فإن نسبة جيب قوس تمام ميل الدرجة إلى جيب تمام سعة مشرقها كنسبة جيب القوس التى من قطب معدل النهار المنتظم من تمام الميل والميل وجميع ذلك معلوم إلى تمام تعديل النهار المجهول وإذا علمت تعديل نهار الدرجة فى عرض ما فقد علمت مطالعها فى ذلك العرض فإن نقصته أو زدته على مطالع الكرة المنتصبة خرجت المطالع المطلوبة وأنت يمكنك أن تستخرج العرض من تعديل النهار وتعديل النهار من العرض وتستخرج سعة المشرق منهما وبعضها من بعض على القانون المعلوم وقد يمكنك أن تستخرج بذلك حال الزوايا وبعد الكوكب عن معدل النهار ودرجة ممره لكنه يحوج إلى توسيط معلوم يعلم غير المعلومات المذكورة فيكون الحساب فى ذلك أطول من الحساب فى المعنى لأنه يحوج إلى معرفة ذلك المعلوم وهو إما عرض الدرجة وإما ظلها فلا يكون ذلك اختصارا بحسب الكتاب قد رصد بعد بطليموس الأوج فلم يوجد أوج الشمس حيث كان وجده بطليموس بل وجد زائلا نحو المشرق مثل زوال الكواكب الثابتة ووجدت الكواكب الثابتة زائلة أيضا زوالا يوجب أن يكون فى كل ست وستين سنة درجة وإذا كان كذلك فإن كرة الشمس التى تحركها إلى المشرق لا يكون عودة الشمس فيها وعودتها فى فلك البروج فى زمان واحد لتقدم الأوج فلم يكن الصواب أن تشتغل فى استخراج وسط الشمس بعودتها إلى النقط بل بعودتها إلى بعد بعينه من بعض الثوابت إذ لو كان الأوج ثابتا لكان اعتبار عودتها إلى الثوابت متقدمة على درجته وكذلك إذا كان متحركا فاعتبار عودته إلى النقط متأخرة وقد وجد أيضا جرم الشمس أصغر مما وجده بطليموس لأن فى حساب بطليموس ورصده شيئا من التساهل وفى حساب هؤلاء استقصاء والطريق واحد. يجب أن تكون كرة الشمس الكبرى تلتئم من عدة أكر إحداها الكرة التى لأجلها تتحرك الحركة اليومية وتسمى المحركة وهى الكرة المحيطة والثانية الكرة التى لأجلها يتحرك أوجها حركة الثوابت وتسمى الشبيهة ويكون وضعها من المحركة وضع كرة الثوابت من الكرة الأولى والثالثة كرة الأوج المختلف الثخن يكون مركز سطحها الخارج مركز البروج ومخالفا لمركز سطحها الباطن وهى التى تحركها الشبيهة والرابعة الكرة التى تحركها إلى المشرق وهى الخارجة المركز فيلزمها بسبب خروج المركز والمحور حركة الشبيهة اللازمة إياها وحركة المحركة وتكون تحت الخارجة المركز كرة سطحها الباطن مركز الأرض وسطحها الخارج مخالف ليتم به الثخن ثم تكون تحتها محركة الزهرة وكذلك يجب أن يكون لكل كوكب ويكون لعطارد والقمر كرة يحيط بخارجهما تتحرك إلى المغرب وتنقل الأوج وتكون أيضا خارجة المركز وتكون كرة أخرى تحرك أوجها البطىء فيكون لها أوج وفيها أوج فتنقل هى الأوج الأسفل بسرعة حركتها وتنتقل الشبهية أوجها ببطء ولا يبعد أن يكون للزهرة وعطارد كرة لأجلها ينطبق عرضها ويجاوز من جهة قطب إلى جهة قطب آخر ويكون حالها حال الكرة المظنونة بين الثوابت والكرة الأولى على أن الحركة السماوية إرادية ولا يمتنع فيها أن لا تتم الدائرة يجب أن تعلم أن حال كرة التدوير فى الخمسة أنها ملتئمة من أكر تلزمها حركات الأقطاب يكون بها الميول المختلفة للأقطاب المشار إليها فتكون كرة باطنة تفعل حركة الكواكب على مركزها وكرة يميل قطبى هذه على ما تقتضيه حركة أحد القطبين وكرة بميل نقطتى هذه المميلة إلى ما تقتضيه حركة القطر الثانى من الالتواء والانحراف واعلم أن الرصد الحديث أخرج مقادير الخطوط الواصلة ونسب أولى أفلاك التداوير مخالفة بشىء يسير لما أوجبه بطليموس لكنا من وراء أن يتحقق ذلك برصد نحاوله نرجو أن نبلغ فى استقصائه ما لم يبلغ من قبلنا بعون الله وحسن توفيقه.خرج المطالع فى الكرة المنتصبة من ذلك الشكل بعينه فإن نسبة جيب ر ح المعلومإلى جيب ح ب المعلوم كنسبة جيب ر ط المعلوم إلى جيب ط أ المجهول ف: ط أ المعلوم نسقطه من ه أ الذى هو (ص) يبقى ه ط وهو مطالع ه ح معلوما وكذلك قد نعلم به سعة المشرق من عرض البلد فإن نسبة جيب ه ط المجهول وهو سعة المشرق إلى جيب ط ح المعلوم وهو ميل الدرجة كنسبة جيب أ ه المعلوم ر هو (ص) إلى ه د وهو تمام عرض البلد وكذلك تعلم عرض البلد من ذلك لأن الرابع وهو تمام عرض البلد يكون هو المجهول وكذلك تعلم تعديل نهار كل درجة شئنا فإن نسبة جيب قوس تمام ميل الدرجة إلى جيب تمام سعة مشرقها كنسبة جيب القوس التى من قطب معدل النهار المنتظم من تمام الميل والميل وجميع ذلك معلوم إلى تمام تعديل النهار المجهول وإذا علمت تعديل نهار الدرجة فى عرض ما فقد علمت مطالعها فى ذلك العرض فإن نقصته أو زدته على مطالع الكرة المنتصبة خرجت المطالع المطلوبة وأنت يمكنك أن تستخرج العرض من تعديل النهار وتعديل النهار من العرض وتستخرج سعة المشرق منهما وبعضها من بعض على القانون المعلوم وقد يمكنك أن تستخرج بذلك حال الزوايا وبعد الكوكب عن معدل النهار ودرجة ممره لكنه يحوج إلى توسيط معلوم يعلم غير المعلومات المذكورة فيكون الحساب فى ذلك أطول من الحساب فى المعنى لأنه يحوج إلى معرفة ذلك المعلوم وهو إما عرض الدرجة وإما ظلها فلا يكون ذلك اختصارا بحسب الكتاب قد رصد بعد بطليموس الأوج فلم يوجد أوج الشمس حيث كان وجده بطليموس بل وجد زائلا نحو المشرق مثل زوال الكواكب الثابتة ووجدت الكواكب الثابتة زائلة أيضا زوالا يوجب أن يكون فى كل ست وستين سنة درجة وإذا كان كذلك فإن كرة الشمس التى تحركها إلى المشرق لا يكون عودة الشمس فيها وعودتها فى فلك البروج فى زمان واحد لتقدم الأوج فلم يكن الصواب أن تشتغل فى استخراج وسط الشمس بعودتها إلى النقط بل بعودتها إلى بعد بعينه من بعض الثوابت إذ لو كان الأوج ثابتا لكان اعتبار عودتها إلى الثوابت متقدمة على درجته وكذلك إذا كان متحركا فاعتبار عودته إلى النقط متأخرة وقد وجد أيضا جرم الشمس أصغر مما وجده بطليموس لأن فى حساب بطليموس ورصده شيئا من التساهل وفى حساب هؤلاء استقصاء والطريق واحد. يجب أن تكون كرة الشمس الكبرى تلتئم من عدة أكر إحداها الكرة التى لأجلها تتحرك الحركة اليومية وتسمى المحركة وهى الكرة المحيطة والثانية الكرة التى لأجلها يتحرك أوجها حركة الثوابت وتسمى الشبيهة ويكون وضعها من المحركة وضع كرة الثوابت من الكرة الأولى والثالثة كرة الأوج المختلف الثخن يكون مركز سطحها الخارج مركز البروج ومخالفا لمركز سطحها الباطن وهى التى تحركها الشبيهة والرابعة الكرة التى تحركها إلى المشرق وهى الخارجة المركز فيلزمها بسبب خروج المركز والمحور حركة الشبيهة اللازمة إياها وحركة المحركة وتكون تحت الخارجة المركز كرة سطحها الباطن مركز الأرض وسطحها الخارج مخالف ليتم به الثخن ثم تكون تحتها محركة الزهرة وكذلك يجب أن يكون لكل كوكب ويكون لعطارد والقمر كرة يحيط بخارجهما تتحرك إلى المغرب وتنقل الأوج وتكون أيضا خارجة المركز وتكون كرة أخرى تحرك أوجها البطىء فيكون لها أوج وفيها أوج فتنقل هى الأوج الأسفل بسرعة حركتها وتنتقل الشبهية أوجها ببطء ولا يبعد أن يكون للزهرة وعطارد كرة لأجلها ينطبق عرضها ويجاوز من جهة قطب إلى جهة قطب آخر ويكون حالها حال الكرة المظنونة بين الثوابت والكرة الأولى على أن الحركة السماوية إرادية ولا يمتنع فيها أن لا تتم الدائرة يجب أن تعلم أن حال كرة التدوير فى الخمسة أنها ملتئمة من أكر تلزمها حركات الأقطاب يكون بها الميول المختلفة للأقطاب المشار إليها فتكون كرة باطنة تفعل حركة الكواكب على مركزها وكرة يميل قطبى هذه على ما تقتضيه حركة أحد القطبين وكرة بميل نقطتى هذه المميلة إلى ما تقتضيه حركة القطر الثانى من الالتواء والانحراف واعلم أن الرصد الحديث أخرج مقادير الخطوط الواصلة ونسب أولى أفلاك التداوير مخالفة بشىء يسير لما أوجبه بطليموس لكنا من وراء أن يتحقق ذلك برصد نحاوله نرجو أن نبلغ فى استقصائه ما لم يبلغ من قبلنا بعون الله وحسن توفيقه. آخر كتاب المجسطى مما اختصره الشيخ الرئيس أبو على الحسين بن عبد الله بن سينا رحمة الله عليه وحسبنا الله ونعم النصير وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين وسلامه.