من كان على دين قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم

أرباب بن رئاب

هو من عبد القيس من شن وكان على دين عيسى وسمعوا قبل مبعث النبي صلى الله عليه وسلم منادياً ينادي خير أهل الأرض ثلاثة رئاب الشنى وبحيرا الراهب وآخر لم يأتِ بعد النبي صلى الله عليه وسلم فكان لا يموت أحد من ولد أو باب فيدفن إلا رأوا طشاً على قبره.

العزىّ

ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزىّ

هو ابن عم خديجة رضي الله عنهما، وكان رغب عن عبادة الأوثان وطلب الدين فتنصر وذكرت له خديجة شيئاً من أمر النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنه ليأتيه الناموس الأكبر الذي يأتي موسى.

زيد بن عمرو بن نفيل

هو أبو سعيد بن زيد أحد العشرة المسمين للجنة، وهو ابن عم عمر بن الخطاب، وكان رغب عن عبادة الأوثان وطلب الدين فأولع به عمر بن الخطاب وسلط عليه سفهاء مكة فآذوه فقتله النصارى بالشام وقال النبي صلى الله عليه وسلم إنه يبعث أمة وحده وهو القائل شعراً:

أسلمت وجهي لمن أسلمت

 

له المزن تحمل عذباً زلالا

وله يقول ورقة بن نوفل شعراً:

رشدت وأنعمت ابن عمرو وإنما

 

تجنبت تنوراً من النار حامـيا

أمية بن أبي الصلت

قال: وكان أمية قد قرأ الكتب ورغب عن عبادة الأوثان، وكان يخبر بأن نبياً يبعث قد أظل زمانه، فلما سمع بخروج النبي صلى الله عليه وسلم كفر حسداً له، ولما أنشد رسول الله صلى الله عليه وسلم شعره قال: آمن لسانه وكفر قلبه.

أسعد أبو كرب الحميري

قال: وكان أسعد آمن بالنبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يبعث بسبعمائة سنة وقال:

شهـدت عـلـى أحـمـد أنـه

 

رسول من الله باري الـنـسـم

فلو مد عمري إلـى عـصـره

 

لكنـت وزيراً لـه وابـن عـم

وألـزم طـاعـتـه كـل مـن

 

على الأرض من عرب أو عجم

وهو أول من كسا البيت الأنطاع والبرد.

قس بن ساعدة الأيادي

قال: وقس هو حكيم العرب وذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رآه يخطب بعكاظ على جمل أحمر، واقتص أبو بكر قصته وأنشد شعره.

أبو قيس صرمة بن أبي أنس

قال: وهو من بني النجار، وكان ترهب ولبس المسوح وفارق الأوثان وهمّ بالنصرانية ثم أمسك عنها، ودخل بيتاً له فاتخذه مسجداً لا يدخله طامث ولا جنب، وقال: أعبد رب إبراهيم فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة أسلم وحسن إسلامه وهو القائل في رسول الله صلى الله عليه وسلم:

ثوى في قريش بضع عشرة حجة

 

بمكة لا يلقى صديقـاً مـواتـيا

ويعرض في أهل المواسم نفسـه

 

فلم يرَ من يوفي ولم يرَ داعـيا

فلما أتانا أظـهـر الـلـه دينـه

 

وأصبح مسروراً بطيبة راضـيا

وأصبح لا يخشى من الناس واحداً

 

بعيداً ولا يخشى من الناس دانـيا

بذلنا له الأموال في كل ملكـنـا

 

وأنفسنا عند الوغى والـتـأسـيا

ونعلـم أن الـلـه لا ربّ غـيره

 

وأن رسول الله لـلـحـق رائيا

نعادي الذي عادى من الناس كلهم

 

جميعاً وإن كان الحبيبالمصافيا

وهو القائل في الجاهلية:

سبحوا الله شرق كل صباح

 

طلعت شمسه وكل هـلال

يا بني الأرحام لا تقطعوها

 

وصلوها قصيرة من طوال

يا بني النجوم لا تظلموهـا

 

إن ظلم النجوم داء عضال

خالد بن سنان بن غيث

هو من بني عبس بن يغيض، وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ذلك نبي أضاعه قومه ولما حضرته الوفاة قال لقومه إذا دفنت فإنه سيجيء عانة من حمير يقدمها عير أقمر فيضرب قبري بحافره فإذا رأيتم ذلك فانبشوا عني فإني سأخرج فأخبركم بجميع ما هو كائن بعد الموت وأحوال البرزخ والقبر. فلما مات رأوا ما قال وأرادوا أن يخرجوه فكره ذلك بعضهم، وقالوا نخاف أن نسب بأنّا نبشنا عن ميت لنا، وأتت ابنته رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته يقرأ: قل هو الله أحد، فقالت كان أبي يقول ذا.