قال أبو اليقظان: هو صخر بن قيس بن معاوية بن حصن بن عباد بن مرة بن عبيد بن تميم ورهطه بنو مرة بن عبيد الذين بعثوا بصدقات أموالهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم مع عكراش بن ذؤيب وقال غيره: اسمه الضحاك بن قيس، وكان الأحنف يكنى أبا مالك وقتله بنو مازن في الجاهلية، وكان الأحنف يكنى أبا بحر وأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم قومه يدعوهم إلى الإسلام فلم يجيبوا، فقال الأحنف: إنه ليدعوكم إلى الإسلام وإلى مكارم الأخلاق وينهاكم عن ملائمها، فأسلموا وأسلم الأحنف ولم يفد، فلما كان زمن عمر وفد إليه وشهد مع علي رضي الله عنه صفين ولم يشهد الجمل مع أحد من الفريقين، واسم أمه حبيّ بنت قرط وأخوها الأخطل بن قرط من الشجعان. وقال الأحنف يوم الجفرة ومن له خال مثل خالي. وولد الأحنف ملتزق الأليتين حتى شق ما بينهما، وكان الأحنف أعور. وقال غيره: أمه حبي بنت عمرو بن ثعلبة من بني أود من باهلة. قال أبو اليقظان: كان عم الأحنف يقال له المتشمس بن معاوية يفضل على الأحنف في حلمه وأتى هو والأحنف مسيلمة فسمعا منه، فلما خرجا قال للأحنف: كيف تراه قال: أراه كذاباً. قال: ما يؤمنك أن أرجع إليه أخبره بمقالتك؟ قال: إذاً أخبره أنك قلت وأحالفك يريد أحلف وتحلف. ثم أسلم المتشمس وحسن إسلامه.وعمه الأصغر صعصعة بن معاوية وكان سيد بني تميم في خلافة معاوية، وفرسه الطرة اشتراها بستين ألف درهم وبقي الأحنف إلى زمان مصعب بن الزبير فخرج معه إلى الكوفة فمات وقد كبر جداً. قال الأصمعي: دفن الأحنف بالكوفة بالقرب من قبر زياد بن أبي سفيان وقبر زياد عند الثوية. فولد الأحنف بحراً وكان مضعوفاً، وكان لا يرى جارية أبيه إلا قال: يا فاعلة! قالت: لو كنت كما تقول أتيت أباك بمثلك. وقيل له: ما يمنعك أن تجري في بعض أخلاق أبيك؟ فقال: الكسل. فولد بحر جارية فماتت ولا عقب للأحنف، وكان يقال: ليس لبني تميم حظ سيدهم بالكوفة محمد بن عمر بن عطارد بن حاجب بن زرارة، ولا عقب له، وسيدهم بالبصرة الأحنف ولا عقب له. وكان عمر وجهه إلى خراسان فبيتهم العدو ليلاً فكان أول من ركب الأحنف وهو يقول:
إن على كل رئيس حـقـاً |
|
أن يخضب الصعدة أو تندقا |
ثم حمل عليهم فقتل صاحب الطبل وانهزم القوم ومضوا في آثارهم حتى فتحوا مرو الروز في خلافة عثمان رضي الله تعالى عنه.
هو عبيدة بن قيس السلماني من مراد، قال ابن سيرين: قال عبيدة: أسلمت قبل وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بسنتين فصليت، ولم ألق رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومات سنة اثنتين وسبعين وصلى عليه الأسود.
هو من أود وأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم وحج ستين من بين حجة وعمرة، ومات سنة أربع وسبعين.
هو عبد الرحمن بن مل من قضاعة وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم ولم يره، وتوفي في أول ولاية الحجاج العراق بالبصرة، وكان من ساكني الكوفة، فلما قتل الحسين رضي الله عنه تحول إلى البصرة فنزلها، وقال: لا أسكن بلداً قتل فيه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو عثمان: صحبت سلمان اثنتي عشرة سنة، وقال أيضاً: أتت علي ثلاثون ومائة سنة وما بقي شيء إلا وقد أنكرته خلا أملي فإني أجده كما هو، وشهد فتح القادسية وجلولاء وتستر ونهاوند واليرموك وأذربيجان.
هو سعد بن إياس، وكان يقول: أذكر أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أرعى إبلاً لأهلي بكاظمة، وعاش مائة وعشرين سنة.
ويكنى أبا مريم، وكان أعرب الناس، وكان عبد الله بن مسعود يسأله عن العربية، وكان أسنّ من أبي وائل، وعاش مائة وعشرين سنة.
هو المسور بن مخرمة بن نوفل بن عبد مناف بن زهرة، أمه أخت عبد الرحمن بن عوف، وكان يعدل بالصحابة وليس منهم، وقد روى قوم عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "إن بني هشام بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن" وكان يقول: أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولدت عام الفيل، وكان فال إن يزيد بن معاوية يشرب الخمر فبلغه ذلك فكتب إلى أمير المدينة فجلده الحد، فقال المسور:
أيشربها صرفاً يفك ختامها |
|
أبو خالد ويجلد الحد مسور |
قبض النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثماني سنين ومات سنة أربع وستين، وكان مع ابن الزبير بمكة فأصابه حجر فمات، فولد المسور عبد الرحمن بن المسور أمه بنت شرحبيل بن حسنة من حي من اليمن تحولوا في الإسلام إلى زهرة، ويكنى أبا المسور، ومات سنة تسعين فولد عبد الرحمن أبا بكر بن عبد الرحمن، وكان شاعراً وهو القائل:
بينما نحن من بلاكـث فـالـقـا |
|
ع سراعاً والعيش تهـوي هـويا |
خطرت خطرة على القلب من ذك |
|
راك وهنا فما استطعت مـضـيا |
قلت لبيك إذ دعاني لـك الـشـو |
|
ق وللحـاديين كـراالـمـطـيا |
ومخرمة بن نوفل أبو المسور: وبلغ مائة وخمسة عشر سنة وكف بصره.
هو قديم ولكنه تأخر إسلامه ولم يبلغنا أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم ولا روى عنه شيئاً وقد روى عن عمر وعثمان ومات بالمدينة سنة اثنتين وسبعين.
أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ووفد إليه فوجده قد قبض، فصحب أبا بكر ومن بعده، وشهد مع علي صفين ويكنى أبا أمية وتوفي بالكوفة سنة اثنتين وثمانين وقد بلغ مائة وسبعاً وعشرين سنة، وكان يقول: أنا لدة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولدت عام الفيل.
اسمه عمران بن تيم ويقال: عطارد بن برز، ويقال: عمران بن عبد الله ولد قبل الهجرة بإحدى عشرة سنة وهو من عطارد ابن عوف بن كعب بن سعد بن زيد بن تميم، ويقال أيضاً: إنه مولى لهم، وقال أبو رجاء: لما بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أخذ في القتل هربنا فأصبنا شلو أرنب دفيناً فاستثرناه وقصرنا عليه وألقينا عليه من بقول الأرض فلا أنسى تلك الأكلة.
حدثنا الرياشي عن الأصمعي عن أبي عمر بن العلاء قال: قلت لأبي رجاء ما تذكر؟ قال: أذكر قتل بسطام بن قيس على الحسن، والحسن جبل رمل، وأنشدني أبو محمد:
وخر على الالاءة لم يوسد |
|
كأن جبينه سيف ثـقـيل |
هو كعب بن مانع، ويكنى أبا إسحاق وهو من حمير من آل ذي رعين، وكان على دين يهود وينزل اليمن فأسلم هناك ثم قدمه المدينة في إمرة عمر، ثم خرج إلى الشام فسكن حمص حتى توفي بها سنة اثنتين وثلاثين في خلافة عثمان. ونوف البكالي ابن امرأة كعب وبثيع أيضاً ابن امرأته ويكنى أبا عتل، ويقال يكنى أبا عامر.
هو من الأزد بعثه عمر قاضياً لأهل البصرة حين استحسن حكمه بين المرأة وزوجها وحكم لها في كل أربع ليال بليلة، وخرج مع عائشة يوم الجمل ناشر المصحف يمشي بين الصفين، فجاءه سهم غرب فقتله، وكان معروفاً بالصلاح وليس له حديث.
هو عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث الذي نسب إليه المقداد بن الأسود بن عبد يغوث، وكان عبد الرحمن من خيار المسلمين يعدل بالصحابة وليس منهم، وكان أبوه الأسود من المستهزئين.
وروى الهيثم عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة، أنه رفع إلى أبي بكر، عن الأسود شيء ذكره. فقال أبو بكر: أي مثلة كانت في العرب أشد. قال: الحرق بالنار. فقتله، ثم حرقه، فقال عبد الرحمن بن حسان لبعض ولده:
ما حرق الصديق جدي ولا أبي |
|
إذا المرء ألهاه الخنا عن جلائله |
هو عوف بن مالك بن نضلة من جشم بن معاوية وقتله الخوارج أصحاب قطري بن الفجاءة، وقد روى أبوه عن النبي صلى الله عليه وسلم.
هو علقمة بن قيس من النخع رهط إبراهيم النخعي ويكنى أبا شبل، ولم يولد له قط وأخوه يزيد بن قيس أبو الأسود بن يزيد صاحب عبد الله، ومات علقمة سنة اثنتين وستين.
قال الشعبي: كان الأسود صواماً قواماً، وكان علقمة مع البطيء وهو يسبق السريع.
هو الأسود بن يزيد بن قيس من النخع ويكنى أبا عبد الرمن ومات سنة أربع وسبعين، ويقال: سنة خمس وسبعين وابنه عبد الرحمن بن الأسود من الخيار، وهو صلى على إبراهيم النخعي وهو القائل في تلبيته: لبيك أنا الحاج ابن الحاج، وكان أبوه حج ثمانين ما بين حجة وعمرة، وكان للأسود بن يزيد أخ يقال له عبد الرحمن بن يزيد من الخيار، وابنه محمد بن عبد الرحمن بن يزيد يكنى أبا جعفر ويقال له: الكيس لتلطفه في العبادة.
هو من بني أسد وبلغ مائة وعشرين سنة ولم يشب.
هو مسروق بن الأجدع من همدان ويكنى أبا عائشة ومات سنة ثلاث وستين، وقال أبو عمرو بن العلاء: كان أبوه الأجدع بن مالك شاعراً وهو القائل في وصف الخيل:
وكأن صرعاها كعاب مقـامـر |
|
ضربت على شزن فهن شواعي |
هو أول قاض قضى لعمر بن الخطاب بالعراق وأول من ميز بين العتاق والهجن، شهد القادسية فقضى بها ثم قضى بالمدائن وقتل سلمان ببلنجر من أرض الترك في خلافة عثمان، ويقال: إن بلنجر من أرمينية، ويقال: إن عظامه عند أهل بلنجر في تابوت إذا احتبس عليهم المطر أخرجوه فاستسقوا به فسقوا، قال أبو جمانة الباهلي:
إن لنا قبرين قـبـر بـلـنـجـر |
|
وقبراً بأعلى العين يا لك من قبر |
فهذا الذي بالصين عمت فتـوحـه |
|
وهذا الذي بالترك يسقى به القطر |
وأراد بالقبر الذي بالصين قبر قتيبة بن مسلم، قال أبو اليقظان: قبر قتيبة بفرغانة فجعله الشاعر في الصين.
هو شريح بن الحرث الكندي استقضاه عمر على الكوفة ولم يزل بعد ذلك قاضياً خمساً وسبعين سنة لم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين امتنع فيها من القضاء في فتنة ابن الزبير، فاستعفى شريح الحجاج من القضاء فأعفاه فلم يقض بين الناس حتى مات وكان شريح يكنى أبا أمية ومات سنة تسع وسبعين، ويقال: سنة ثمانين وهو ابن مائة وعشرين سنة، وكان مزاحاً تقدم إليه رجلان في شيء فأقر أحدهما بما ادعى عليه الآخر وهو لا يعلم فقضى شريح فقال له: أتقضي عليّ بغير بينة؟ فقال: قد شهد عندي ثقة، قال: من هو؟ قال: ابن أخت خالتك. وقال له آخر: أين أنت أصلحك الله؟ قال: بينك وبين الحائط. قال: إني رجل من أهل الشام. قال: مكان سحيق. قال: وتزوجت امرأة. قال: بالرفاه والبنين. قال: وولدت غلاماً؟ قال: ليهنك الفارس. قال: وشرطت لها داراً؟ قال: الشرط أملك. قال أقض بينا. قال: قد فعلت. قال: ثم قال: حدث امرأة حديثين فإن أبت فأربع.
هو عبيد بن عمير بن قتادة من كنانة من بني جندع بن ليث، وكان قاضي أهل مكة، وكان موته قريباً من موت ابن عباس سنة ثمان وستين، ومات ابنه عبد الله بن عبيد بن عمير سنة ثلاث عشرة ومائة.
هو ظالم بن عمرو بن جندل بن سفيان بن كنانة، وأمه من بني عبد الدار بن قصي، وكان عاقلاً حازم بخيلاً وهو أول من وضع العربية وكان شاعراً مجيداً وشهد صفين مع علي رضوان الله عليه، وولي البصرة لابن عباس وفتح البصرة ومات بها وقد أسن، فولد عطاء وأبا حرب، وكان عطاء ويحيى بن يعمر العدواني يعجا العربية بعد أبي الأسود، ولا عقب لعطاء.
وأما أبو حرب بن أبي الأسود فكان عاقلاً شاعراً وولاه الحجاج جوخى فلم يزل عليها حتى مات الحجاج.
وقد روي عن أبي حرب الحديث وله عقب بالبصرة وعدد، وهو القائل لولده: لا تجاودوا الله فإنه أجود وأمجد ولو شاء أو يوسع على الناس كلهم حتى لا يكون محتاج لفعل، ولا تجهدوا أنفسكم في التوسعة فتهلكوا هزلاً. وسمع رجلاً يقول: من يعشي الجائع فعشاه ثم ذهب القائل، ليخرج، فقال: هيهات على أن لا تؤذي المسلمين الليلة ووضع رجله في الأدهم.
هو من عبد القيس وكان من خيار الناس وولي الولايات زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكان علي عبد القيس يتوج يوم قتل شهرك زمن عمربن الخطاب رضي الله تعالى عنه.
هو حمران بن أبان بن عبد عمرو ويكنى أبا زيد، وكان سباه المسيب بن نجبة الفزاري زمن أبي بكر رضي الله عنه من عين التمر وأمير الجيش خالد بن الوليد فوجده مختوناً، وكان يهودياً اسمه طويد فاشترى لعثمان ثم اعتقه وصار يكتب بين يديه، ثم غضب عليه فأخرجه إلى البصرة فكان عاملة بها، وهو كتب إليه في عامر بن عبد القيس حين سيره.
ولما قتل مصعب وثب حمران فأخذ البصرة ولم يزل كذلك حتى قدم خالد بن عبد الله فعزله. فلما قدم الحجاج البصرة أذاه وأخذ منه مائة ألف درهم، فكتب إلى عبد الملك بن مروان يشكوه، فكتب عبد الملك: إن حمران أخو من مضى وعم من بقي فأحسن مجاورته ورد عليه ماله، وتزوج حمران امرأة من بني سعد وتزوج ولده في العرب.
هو مطرف بن عبد الله بن الشخير من بني الحريش بن كعب بن ربيعة ويكنى أبا عبد الله، وكانت لأبيه صحبة، وكان ينزل ماء يقال له الشخير على ثلاث ليال من البصرة، ويأتي البصرة يوم الجمعة فيقال: إنه كان ينور له في سوطه، ومات عمر ومطرف ابن عشرين سنة كأنه كان ولد في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وله عقب بالبصرة وبرستاق من نيسابور يقال له: خواف. ومات في خلافة عبد الملك بن مروان بعد سنة سبع وثمانين، وأخوه يزيد بن عبد الله بن الشخير أبو العلاء مات سنة إحدى عشرة ومائة.
هو سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب من بني عمران بن مخزوم وأمه سليمة ويكنى أبا محمد، وكان جده حزن أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: أنت سهل؟ قال: بل أنا حزن ثلاثاً. قال: فأنت حزن. قال سعيد: فما زلنا نعرف تلك الحزونة فينا. وكان أبو المسيب يتجر بالزيت ولم يزل سعيد مهاجراً لأبيه ولم يكلمه حتى مات.
وكان سعيد أفقه أهل الحجاز وأعبر الناس للرؤيا، قال له رجل: رأيت كأن عبد الملك بن مروان يبول في قبلة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم أربع مرات، فقال: إن صدقت رؤياك قام من صلبه أربعة خلفاء.
وقال له آخر: رأيت كأني أخذت عبد الملك بن مروان فأضجعته إلى الأرض ثم بطحته فأوتدت في ظهره أربعة أوتاد، فقال: ما أنت رأيتها ولكن رآها ابن الزبير، ولئن صدقت رؤياه ليقتلنه عبد الملك بن مروان ويخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة. وقال له آخر: رأيتني أبول في يدي، فقال: تحتك ذات محرم فنظر فإذا امرأته بينها وبين رضاع، وكانت ابنة أبي هريرة تحت سعيد بن المسيب، وكان جابر بن الأسود بالمدينة فدعاه إلى البيعة لابن الزبير فأبى فضربه ستين سوطاً، وضربه أيضاً هشام بن إسماعيل ستين سوطاً، وطاف به بالمدينة في تبان من شعر وذلك أنه دعاه إلى البيعة للوليد وسليمان بالعهد فلم يفعل، وكان مولد سعيد لسنتين مضتا من خلافة عمر بن الخطاب ووفاته بالمدينة سنة أربع وتسعين فولد سعيد محمداً وكان نسابة فنفى قوماً من المخزوميين فرفع ذلك إلى الوليد فجلده الحد والذين نفاهم آل عنكشة، وكان لسعيد أيضاً غيره من الولد وله عقب باق بالمدينة. وبرد مولاه وقال له: يا برد إياك وإن تكذب عليّ كما يكذب عكرمة على ابن عباس. فقال: كل حديث حدثكموه برد ليس معه غير مما تنكرون فهو كذب.
هو عامر بن عبد الله بن عبد القيس من ولد كعب بن جندب من بني العنبر ويكنى أبا عبد الله، وكان خيراً فاضلاً ورآه عثمان يوماً في دهليزه فرأى شيخاً ثطاً أشعى في عباءة فأنكر مكانه ولم يعرفه، فقال: يا أعرابي! أين ربك؟ فقال: بالمرصاد. وسيره عبد الله بن عامر إلى الشام بأمر عثمان فمات هناك ولا عقب له، ورهطه أيضاً قليل، وكان سبب تسييره أن حمران بن أبان كتب فيه أنه لا يأكل اللحم ولا يغشى النساء ولا يقبل الأعمال، فعرض بأنه خارجي، فكتب عثمان إلى ابن عامر أن ادع عامراً فإن كانت فيه الخصال فسيره، فسأله فقال: أما اللحم فإني مررت بقصاب يذبح ولا يذكر اسم الله فإذا اشتهيت اللحم اشتريت شاة فذبحتها، وأما النساء فإن لي عنهن شغلاً، وأما الأعمال فما أكثر من تجدونه سواي. فقال له حمران: لا أكثر الله فينا أمثالك. فقال له عامر: بل أكثر الله فينا من أمثالك كساحين وحجامين.
من أهل الشام اسمه عبد الله بن ثوب، وهو الذي دخل على معاوية فقال له: السلام عليك أيها الأجير، وكلمه بكلام في الرعية وتوفي في خلافة يزيد بن معاوية.
حدثني: أبو حاتم السجستاني، قال: حدثني الأصمعي، قال: حدثني عمران بن جدير عن رجل من أهل الشام، قال: قال كعب الأحبار لقوم من أهل الشام كيف رأيكم في أبي مسلم؛ قالوا: ما أحسن رأينا فيه وأخذنا عنه. قال: إن أزهد الناس في العالم أهله، وإن مثل ذلك مثل الحمة تكون في القوم فترغب فيها الغرباء ويزهد فيها، فينا ذلك غار ماؤها فأصاب هؤلاء منفعتها وبقي هؤلاء يتفكنون أي يتندمون.
هو الحسن بن أبي الحسن واسم أبيه يسار مولى الأنصار، واسم أمه خيرة مولاة لأم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، قالوا: كانت خيرة أمه ربما غابت فيبكي فتعطيه أم سلمة ثديها تعلله به إلى أن تجيء أمه فيدر ثديها فيشربه، فيرون أن تلك الحكمة والفصاحة من بركة ذلك، ونشأ الحسن بوادي القرى.
وحدثني: عبد الرحمن والرياشي عن الأصمعي عن حماد بن زيد وحماد بن مسلمة عن علي بن زيد بن جدعان، قال: ولد الحسن على العبودية.
وحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي عن جدعان عن قتادة أن أم الحسن كانت مولاة لأم سلمة، وقال أبو اليقظان: أبو الحسن البصري وأبو محمد بن سيرين من سبي ميسان، وكان المغيرة افتتحها زمن عمر بن الخطاب لما ولاه البصرة.
وقال آخرون: يسار من أهل نهر المرأة، وكان الحسن من أجمل أهل البصرة حتى سقط عن دابته فحدث بأنفه ما حدث. وحدثني عبد الرحمن عن الأصمعي عن أبيه قال: ما رأيت أعرض زنداً من الحسن كان عرضه شبراً وكان تكلم في شيء من القدر ثم رجع عنه، وكان عطاء بن يسار قاصاً ويرى القدر، وكان لسانه يلحن فكان يأتي الحسن هو ومعبد الجهني فيسألانه ويقولان: يا أبا سعيد! إن هؤلاء الملوك يسفكون دماء المسلمين، ويأخذون الأموال ويفعلون، ويقولون: إنما تجري أعمالنا على قدر الله. فقال: كذب أعداء الله. فيتعلق عليه بهذا وأشباهه، وكان يشبه برؤبة بن العجاج في فصاحة لهجته وعربيته، وكان مولده لسنتين بقيتا من خلافة عمر، ومات سنة عشر ومائة وفيها مات محمد بن سيرين بعده بمائة يوم، ولم يشهد ابن سيرين جنازته لشيء كان بينهما، وكان الحسن كاتب الربيع بن زياد الحارثي بخراسان، وقيل ليونس بن عبيد: أتعرف أحداً يعمل بعمل الحسن؟ فقال: والله لا أعرف أحداً يقول بقوله فكيف يعمل بعمله، ثم وصفه فقال: إذا أقبل فكأنه أقبل من دفن حميمه، وإذا جلس فكأنه أمر بضرب عنقه، وإذا ذكرت النار فكأنها لم تخلق إلا له.
كان سيرين أبوه عبداً لأنس بن مالك كاتبه على عشرين ألفاً وأدى الكتابة، وكان من سبي ميسان، وكان المغيرة افتتحها ويقال: كان من سبي عين التمر، وكانت أمه صفية مولاة أبي بكر الصديق رضي الله عنه طيبها ثلاث من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، ودعون لها وحضر إملاكها ثمانية عشر بدرياً فيهم أبي بن كعب يدعو وهم مؤمنون، وكان سيرين يكنى أبا عمرة وولد ثلاثة وعشرون ولداً من أمهات أولاد شتى. وكانت لسيرين أرض بجرجرايا وصارت في يد محمد ويد أخ يقال له يحيى، ومن ولده: معبد بن سيرين وهو أسن من محمد، ويحيى ومات بجرجرايا، وأنس بن سيرين وكان له أخوات منهن عمرة وحفصة وسودة بنات سيرين، وكان محمد بزازاً ويكنى أبا بكر وحبس بدين كان عليه وكان أحتم، وولد له ثلاثون ولداً من امرأة واحدة كان تزوجها عربية ولم يبق منهم غير عبد الله بن محمد وولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان، قال ذلك أنس بن سيرين، قال: وولدت أنا لسنة بقيت من خلافته وتوفي سنة عشر ومائة بعد الحسن بمائة يوم وهو ابن سبع وسبعين سنة، وقضى عنه ابنه عبد الله ثلاثين ألف درهم، فما مات عبد الله حتى قوم ماله سبعين ألف درهم، وكان محمد بن سيرين كاتب أنس بن مالك بفارس.
حدثني: سهل بن محمد عن الأصمعي، قال: الحسن سيد سمح، وإذا حدثك الأصم يعني ابن سيرين بشيء فاشدد يدك به، وقتادة حاطب ليل.
اسمه كيسان، وكان مملوكاً لرجل من بني جندع وكاتبه على أربعين ألفاً وشاة لكل أضحى فأداها، وكان منزله عند المقابر، فقيل: المقبري.
وقد روى عن عمر وتوفي في سنة مائة في خلافة عمر بن عبد العزيز، ويقال: توفي في خلافة الوليد بن عبد الملك.
يكنى أبا محمد وهو من كنانة أنفسهم، روى عنه الزهري وتوفي سنة سبع ومائة، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة.
هو عطاء بن أسلم من ولد الجند وأمه سوداء تسمى بركة، وكان نشأ بمكة وعلم الكتاب بها وكان مولى لبني فهر ويكنى أبا محمد، وكان أسود أعور أفطس أشل أعرج ثم عمي بعد ذلك ومات سنة خمس عشرة ومائة وهو ابن ثمان وثمانين سنة، وابنه يعقوب بن عطاء.
هو مجاهد بن جبر، وكان مولى لقيس بن السائب المخزومي، وقال مجاهد: في مولاي قيس بن السائب نزلت: "وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين" البقرة: 184" فافطر وأطعم كل يوم مسكيناً، وكان مجاهد يكنى أبا الحجاج، ومات بمكة وهو ساجد سنة ثلاث ومائة وهو ابن ثلاث وثمانين سنة.
قال أبو اليقظان: هو مولى لبني والبة من بني أسد ويكنى أبا عبد الله وكان أسود، وكتب لعبد الله بن عتبة بن مسعود، ثم كتب لأبي بردة وهو على القضاء وبيت المال، وخرج مع ابن الأشعث فلما انهزم أصحاب ابن الأشعث من دير الجماجم هرب سعيد بن جبير إلى مكة، فأخذه خالد بن عبد الله القسري وكان والي الوليد بن عبد الملك على مكة فبعث به إلى الحجاج فأمر الحجاج فضربت عنقه فسقط رأسه إلى الأرض يتدحرج وهو يقول: لا إله إلا الله فلم يزل كذلك حتى أمر الحجاج من وضع رجله فيه فسكت. حدثني: أبو الخطاب، قال: حدثنا أبو داود عن عمارة بن زادان، قال: حدثنا أبو الصهباء قال: قال الحجاج لسعيد بن جبير اختر أي قتلة شئت؟ فقال له: بل اختر أنت لنفسك، فإن القصاص أمامك، قال له: يا شقي بن كسير، ألم أقدم الكوفة وليس يؤم بها إلا عربي فخعلتك إماماً. قال: بلى. قال: ألم أولك القضاء؟ فضج أهل الكوفة وقالوا: لا يصلح القضاء إلا لعربي فاستقضيت أبا بردة وأمرته أن لا يقطع أمراً دونك. قال: بلى. قال: أو ما جعلتك في سماري؟ قال: بلى. قال: أو ما أعطيتك كذا وكذا من المال تفرقه في ذي الحاجة، ثم لم أسألك عن شيء منه؟ قال: بلى. قال: فما أخرجك عليّ؟ قال: كانت بيعة لابن الأشعث في عنقي. فغضب الحجاج ثم قال: كانت بيعة أمير المؤمنين عبد الملك في عنقك قبل، والله لأقتلنك، وقتله الحجاج سنة أربع وتسعين وهو ابن تسع وأربعين سنة وله ابنان عبد الله بن سعيد وعبد الملك بن سعيد يروى عنهما.
هو عبد الله بن زيد الجرمي، وكان ديوانه بالشام، ومات بداريا سنة أربع ومائة أو خمس ومائة.
حدثني: أبو حاتم عن الأصمعي عن حماد بن زيد عن أيوب قال: أوصى أبو قلابة أن تدفع إلي كتبه فجيء بها من الشام فدفعت إليّ فخلطت عليّ بعض ما سمعته منه.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدثني أصحاب أيوب عن أيوب، قال: كان أبو قلابة يحثني على الاحتراف ويقول: إن الغنى من العافية.
هو مولى الحضرميين وكان عابداً متخلياً، وروى عن سعد بن أبي وقاص وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري وغيرهم، ورافق الفرزدق فركبا في محمل فعجب الناس، وكان يقول: ما رأيت رفيقاً خيراً من الفرزدق، ويقول الفرزدق مثل ذلك فيه، ومات في خلافة عمر بن عبد العزيز سنة مائة ولم يدع كفناً.
هو من خزاعة ويكنى أبا إسحاق، وكان على خاتم عبد الملك بن مروان، وكان الزهري يروي عنه، وهو أدخل الزهري على عبد الملك فوصله وفرض له، وتوفي قبيصة بالشام سنة ست وثمانين أو سبع وثمانين ولا أعلم له عقباً.
هو يزيد بن شجرة الرهاوي وقتل هو وأصحابه في البحر سنة ثمان وخمسين.
هو من الأشعريين، وكان ضعيفاً في الحديث، حدثنا إسحاق بن راهويه عن النضر بن شميل قال: ذكر شهر عند ابن عون فقال: إن شهراً تركوه ومات سنة ثمان وتسعين، ويقال: سنة اثنتي عشرة ومائة ودخل بيت المال فأخذ خريطة، فقال قائل:
لقد باع شهر دينه بـخـريطة |
|
فمن يأمن القراء بعدك يا شهر |
فإنه من شيبان ويكنى أبا عيسى ومات سنة ثمان وأربعين ومائة.
كان ميموناً مكاتباً لبني نصر بن معاوية فعتق، وكان ابنة عمرو بن ميمون مملوكاً لامرأة من الأزد من ثمالة يقال لها أم نمر فأعتقته، فلم يزل بالكوفة حتى كان هيج الجماجم فتحول إلى الجزيرة، وكان ميمون والياً لعمر بن عبد العزيز على خراج الجزيرة، وابنه عمرو بن ميمون على الديوان، وكان ميمون بزازاً فكان يجلس في حانوته وهو يتولى الخراج، ومات سنة سبع عشرة ومائة، ومات عمرو ابنه سنة خمس وأربعين ومائة.
هو شقيق بن سلمة الأسدي، وكانت أمه نصرانية، وكان له خص يكون فيه هو وفرسه، فكان إذا غزا نقضه وإذا رجع أعاده.
روى حماد بن زيد عن عاصم بن أبي النجود، قال: أدركت أقواماً يتخذون هذا الليل حملاً إن كانوا ليشربون الجر أي نبيذ الجر ويلبسون المعصفر لا يرون بذلك بأساً، منهم: أبو وائل وزر بن حبيش ومات أبو وائل في زمن الحجاج بعد الجماجم، قال أبو محمد: الجر النبيذ.
اسمه المنذر بن مالك من العوقة، وهم بطن من عبد القيس وتولى ولاية عمر بن هبيرة وصلى عليه الحسن البصري.
هو عامر بن شراحيل بن عبد الشعبي، وهو من حمير وعداده في همدان، ونسب إلى جبل باليمن نزله حسان بن عمرو الحميري، هو وولده ودفن به، فمن كان بالكوفة منهم قيل لهم شعبيون، ومن كان منهم بمصر والمغرب قيل لهم الأشعوب، ومن كان منهم بالشام قيل شعبانيون، ومن كان منهم باليمن قيل لهم آل ذي شعبين، ويكنى الشعبي أبا عمرو وكان ضئيلاً نحيفاً. وقيل له: ما لنا نراك نحيفاً؟ قال: إني زوحمت في الرحم، وكان ولد هو وأخ له في بطن واحد، وقيل لأبي إسحاق؟ أنت أكبر أم الشعبي؟ فقال: هو أكبر مني بسنتين.
حدثنا: الرياشي عن الأصمعي أن أم الشعبي كانت من سبي جلولاء، قال: وهي قرية بناحية فارس، وكان مولده لست سنين مضت من خلافة عثمان، وكان كاتب عبد الله بن مطيع العدوي، وكاتب عبد الله بن يزد الخطمي عامل ابن الزبير على الكوفة وكان مزاحاً.
حدثني: أبو مرزوق عن زاجر بن الصلت الطاحي، عن سعيد بن عثمان، قال: قال الشعبي لخياط مر به: عندنا حب مكسور تخيطه. فقال الخياط: إن كانت عنك خيوط من ريح.
قال أبو محمد: وحدثني بهذا الإسناد أن رجلاً دخل عليه ومعه في البيت امرأة، فقال: أيكما الشعبي؟ فقال: هذه.
قال الواقدي: مات سنة خمس ومائة وهو ابن سبع وسبعين سنة، ويقال توفي سنة أربع ومائة، وقد روي عنه أيضاً أنه قال: ولدت سنة جلولاء، فإن كان هذا صحيحاً فإنه مات وهو ابن ست وثمانين سنة، لأن جلولاء كانت سنة تسع عشرة في خلافة عمر رضي الله عنه.
هو سليمان بن أبي سليمان مولى لهم، وتوفي سنة تسع وعشرين ومائة، وكان يقول: لو كان هذا الحديث من الخبز لنقص.
هو عمرو بن عبد الله من بطن من همدان يقال لهم السبيع، وقال شريك: ولد أبو إسحاق السبيعي في سلطان عثمان لثلاث سنين بقين منه، ومات سنة سبع وعشرين ومائة وله خمس وتسعون سنة.
حدثني: عبد الرحمن عن عمه عن إسرائيل عن أبي إسحاق قال: رفعني أبي حتى رأيت علي بن أبي طالب يخطب على المنبر، أبيض الرأس واللحية، وابنه يونس بن أبي إسحاق توفي سنة تسع وخمسين ومائة، وابنه عيسى بن يونس يكنى أبا عمرو، وتحول من الكوفة إلى الثغر فنزل بالحدث ومات بها سنة إحدى وتسعين ومائة.
هو مولى لأشجع، وكان له أخوة قد روى عنهم الحديث: عبيد وعمران وزياد ومسلم بنو أبي الجعد. قالوا: كان لأبي الجعد ستة بنين، فكان منهم اثنان يتشيعان واثنان مرجئان واثنان يريان رأي الخوارج. أبوهم يقول لهم يا بني لقد خالف الله بينكم. وتوفي سالم سنة مائة أو إحدى ومائة، وكان مغيرة لا يعبأ بحديث سالم بن أبي الجعد ولا بحديث خلاص ولا بصحيفة عبد الله بن عمر. وقال: كانت له صحيفة يسميها الصادقة ما يسرني إنها لي بفلسين.
قال الواقدي: هو من كابل مولى لامرأة من هذيل. وقال ابن عائشة: كان مكحول الشامي مولى لامرأة من قيس، وكان سندياً لا يفصح. قال نوح بن قيس: سأله بعض الأمراء عن القدر فقال: أساهر أنا يريد ساحراً. وكان يقول بالقدر. وقال معقل بن عبد الأعلى القرشي: سمعته يقول لرجل: ما فعلت تلك الهاجة. ومات سنة ثلاث عشرة ومائة.
حدثني سهل عن الأصمعي. قال مكحول وأبو العالية حميلان، وكان هذا فصيحاً يروي عن بن عمر.
قال الواقدي: هو من الأزد ويكنى أبا الشعثاء، وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي قال: أبو الشعثاء جوفي من اليمن وكان أعور، ومات سنة ثلاث ومائة.
قال أبو اليقظان: هو يشكر بن وائل من بني يشكر، وكانوا أتوا به مسيلمة وهو صبي، فمسح وجهه فعمي، فكني أبا بصير على القلب، كما قيل للغراب أعور لحدة بصره. وكان يروي عنه وعمّر، حتى بقي إلى زمن خالد بن عبد الله القسري.
أخبرني أبو عبد الله البجلي أن أبا العالية كان مولى لبني رياح أعتقته امرأة منهم واسمه رفيع وابنه حرب بن أبي العالية حج ستاً وستين حجة، ومات أبو العالية سنة تسعين، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: أبو العالية ومكحول حميلان يعني مكحولاً الأزدي، وكان أبو العالية مزاحاً.
حدثني أحمد بن الخليل قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم عن أبي خالدة قال: سألت أبا العالية عن قتل الذر فجمع منهن شيئاً كثيراً. وقال: مساكين ما أكيسهن، ثم قتلهن وضحك.
قال هو طاوس بن كيسان مولى بحير الحميري، وحدثني سهل عن الأصمعي، قال: طاوس مولى لأهل اليمن وأمه مولاة لحمير وكان يكنى أبا عبد الرحمن، وتوفي بمكة سنة ست ومائة قبل التروية بيوم وصلى عليه هشام بن عبد الملك وابنه عبد الله بن طاوس، كان يروي عنه، ومات في خلافة أبي العباس.
كان عبداً لابن عباس ومات وعكرمة عبد، فباعه علي بن عبد الله بن عباس على خالد بن يزيد بن معاوية بأربعة آلاف دينار، فأتى عكرمة علياً فقال له: ما خير لك بعت علم أبيك بأربعة آلاف دينار، فاستقاله فأقاله وأعتقه، وكان يكنى أبا عبد الله.
وروى جرير عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الله بن الحرث، قال: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة موثق على باب كنيف، فقلت: أتفعلون هذا بمولاكم؟ قال: إن هذا يكذب على أبي.
حدثني: ابن الحلال، قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: قدم عكرمة البصرة فأتاه أيوب وسليمان التيمي ويونس، فينا هو يحدثهم سمع صوت غناء فقال عكرمة: اسكتوا فنسمع. ثم قال: قاتله الله لقد أجاد، أو قال: ما أجود ما غنى.
فأما سليمان ويونس فلم يعودا إليه، وعاد أيوب، قال يزيد: وقد أحسن أيوب. حدثني الرياشي عن الأصمعي عن نافع المدني قال: مات كثير الشاعر وعكرمة في يوم واحد. قال الرياشي: فحدثني ابن سلام أن الناس ذهبوا في جنازة كثير، وكان عكرمة يرى رأي الخوارج وطلبه بعض الولاة فتغيب عند داود بن الحصين حتى مات عنده، ومات عكرمة سنة خمس ومائة وقد بلغ ثمانين سنة.
هو من مزينة مضر وكانت أم بكر بن عبد الله موسرة ولها زوج كثير المال وكان بكر حسن اللباس جداً، وروى عفان عن معتمر عن أبيه أن بكر بن عبد الله كانت قيمة كسوته أربعة آلاف درهم. وقال غيره: اشترى بكر طيلساناً بأربعمائة درهم فأراد الخياط أن يقطعه فذهب ليذر عليه تراباً علامة لموضع القطع، فقال له بكر: لا تعجل. وأمر بكافور فسحق ثم ذره عليه، ومات سنة ثمان ومائة وحضر الحسن جنازته وكان لجد بكر صحبة ولا عقب لبكر باق.
هو من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصة رهط زينب زوج النبي صلى الله عليه وسلم، ويكنى أبا القاسم، وولد لسنتين وقد أثغر وكان معلماً وأتى خراسان فأقام بها ومات سنة اثنتين ومائة.
هو صفوان بن محرز بن زياد من غسان تميم، وقد انقرضت غسان التي من تميم، وكان صفوان من أصحاب أبي موسى الأشعري ومات بالبصرة سنة أربع وسبعين في إمرة بشر من مروان ولا عقب له، وهو القائل: إذا دخلت بيتي فأكلت رغيفي وشربت عليه من الماء فعلى الدنيا العفاء.
كان يكنى أبا حمزة، وروى عبد الله بن مغيث أو ابن معتب عن أبي بردة عن جده، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: سيخرج من الكاهنين رجل يدرس القرآن دراسة لا يدرسها أحد من بعده، فكان يقال: إنه محمد بن كعب والكاهنان قريظة والنضير.
حدثني: أبو حاتم عن الأصمعي، قال: كتب محمد بن كعب فانتسب فقال القرظي: فقيل له أو الأنصاري؟ فقال: أكره أن أمنّ على الله بما لم أفعل. وكان يقص فسقط عليه وعلى أصحابه مسجده فقتلهم، ويقال: إنه مات سنة ثمان ومائة، ويقال سنة سبع عشرة أو ثماني عشرة ومائة.
هو من أبناء الفرس الذين بعث بهم كسرى إلى اليمن ويكنى أبا عبد الله، وقال: قرأت من كتب الله اثنين وسبعين كتاباً، وكان له أخوة، منهم: همام بن منبه وكان أكبر من وهب وروى عن أبي هريرة ومات قبل وهب، ومنهم: معقل بن منبه وعمر بن منبه، وقد روى عنهما أيضاً، ومات وهب بصنعاء سنة عشر، ويقال سنة أربع عشرة ومائة.
قال أبو اليقظان: كان يسار مولى ميمونة الهلالية زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وولد يسار: عطاء وسليمان ومسلم وعبد الملك بنو يسار وكلهم فقهاء. قال غيره: وكان عطاء قاصاً ويرى القدر ويكنى أبا محمد، ومات سنة ثلاث ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة، ومات سليمان سنة سبع ومائة وله ثلاث وسبعون سنة، وكان يكنى أبا أيوب، ومات عبد الملك سنة عشر ومائة.
وهو مولى عبد الله بن الحرث بن نوفل بن الحرث بن عبد المطلب، وإنما قيل له مولى ابن عباس للزومه إياه وانقطاعه إليه وروايته عنه، ويكنى أبا القاسم وقد روى عن أم سلمة سماعاً منها رضي الله تعالى عنها.
هو صالح بن أبي صالح مولى التؤمة، واسم أبي صالح نبهان والتؤمة هي ابنة أمية بن خلف الجمحي وولدت مع أخت لها في بطن فسميت تلك باسم، وسميت هذه التؤمة، وهي أعتقت أبا صالح وكان أبو صالح هذا قديماً. وروى عن أبي هريرة وبقي حتى توفي بالمدينة سنة خمس وعشرين ومائة، وله أحاديث يسيرة، وهو ضعيف في حديثه.
يكنى أبا عبد الله، وكان من أهل أبر شهر أصابه عبد الله في غزاته وهلك سنة سبع عشرة ومائة، وكان له من الولد: عمر بن نافع وأبو بكر بن نافع وعبد الله بن نافع.
حدثني: سهل، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثنا العمري عن نافع، قال: دخلت مع عمر على عبد الله بن جعفر فأعطاه بي اثني عشر ألف درهم، فأبى أن يبيعني فأعتقني أعتقه الله تعالى.
هو محمد بن المنكدر بن هدير من بني تيم قريش رهط أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، وكان للمنكدر أخ يقال له ربيعة بن هدير من فقهاء الحجاز. وقيل له: أي الأعمال أفضل؟ قال: إدخال السرور على المؤمن. وقيل له: أي الدنيا أحب إليك؟ قال: الأفضال على الأخوان. ومات محمد بن المنكدر سنة ثلاثين ومائة أو إحدى وثلاثين ومائة وله عقب بالمدينة، وكان لمحمد أخوان فقيهان عابدان: أبو بكر بن المنكدر وعمر بن المنكدر، ومن موالي آل المنكدر الماجشون.
هو الماجشون بن أبي سلمة واسمه يعقوب ينسب إلى ذلك ولده وبنو عمه، فقيل لهم بنو الماجشون، وكان يعقوب الماجشون فقيهاً وابنه يوسف بن يعقوب، وكان للماجشون أخ يقال له عبد الله بن أبي سلمة وابنه عبد العزيز بن عبد الله يكنى أبا عبد الله توفي ببغداد في خلافة المهدي وصلى عليه المهدي ودفنه في مقابر قريش وذلك في سنة أربع وستين ومائة. ومن موالي آل المنكدر ربيعة الرأي، وهو ربيعة بن أبي عبد الرحمن، وسنذكره مع أصحاب الرأي والفتوى.
هو قتادة بن دعامة سدوسي وأبوه ولد بالدعامية إعرابياً وأمه سريرة من مولدات الأعراب، قال الشاعر:
أمست دعامية الأنقاء موحشة |
|
وقد تكون عليها أمكلـثـوم |
ويكنى قتادة أبا الخطاب، ومات سنة سبع عشرة ومائة.
حدثنا: أبو حاتم عن الأصمعي عن شعبة، قال: كان قتادة إذا حدث بالحديث الجيد ثم ذهب يجيء بالثاني عدوت وراءه لئلا ينسى الأول لأنه كان يحفظ ولا يكتب.
هو إبراهيم بن يزيد من النخع من اليمن رهط علقمة والأسود. قال أبو سفيان بن العلاء: اختلفنا في إبراهيم النخعي عن محمد بن سليمان، فأرسل يسأل عنه فقالوا: هو مولى النخع. وقال أبو عبيدة عن يونس: وقد ولدته العرب وكان يكنى أبا عمران وحمل عنه العلم وهو ابن ثماني عشرة سنة، ومات وهو ابن ست وأربعين، وكان مزاحاً. قيل له: إن سعيد بن جبير يقول: كذا. قال: قل له يسلك وادي النوكي، وقيل لسعيد إن إبراهيم يقول: كذا، قال: قل له يقعد في ماء بارد.
وقال الأعمش: عادني إبراهيم فرأى منزلي، فقال: إنك لتعرف في منزله أنه ليس بابن عظيم القريتين، ومات وهو ابن ست وأربعين سنة.
حدثني سهل عن الأصمعي إن إبراهيم مات سنة ست وتسعين في أشهر ابن أبي مسلم، قال: وقال أبو عون: كنت في جنازة إبراهيم فما كان فيه إلا سبعة أنفس، وصلى عليه عبد الرحمن بن الأسود بن يزيد وهو ابن خاله.
هو مولى لكندة، ويكنى: أبا عبد الله. ويقال: أبا محمد. وكان هو وإبراهيم النخعي لدة عام واحد، وتوفي بالكوفة سنة عشر ومائة قال ابن إدريس: ولدت سنة مات الحكم بن عتيبة، وكان له أخوه. حدثنا سهل: قال: حدثنا الأصمعي عن ابن عون، قال: قال لي النخعي: لا تجالس بني عتيبة فإنهم كذابون. يعني أخوة الحكم.
هو عبد الله بن ذكوان مولى رملة بنت شيبة بن ربيعة، وكانت رملة تحت عثمان بن عفان، وكان أبو الزناد يكنى أبا عبد الرحمن فغلب عليه أبو الزناد.
وحدثني سهل بن محمد عن الأصمعي عن أبي الزناد، قال: أصلنا من همدان وكان عمر بن عبد العزيز ولاه خراج العراق مع عبد الحميد بن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، ومات أبو الزناد فجأة في مغتسله في شهر رمضان سنة ثلاثين ومائة وهو ابن ست وستين سنة.
وابنه عبد الرحمن بن أبي الزناد يكنى أبا محمد ولي خراج المدينة وقدم بغداد ومات بها سنة أربع وسبعين ومائة وهو ابن أربع وسبعين سنة، وأخوه أبو القاسم بن أبي الزناد قد روى عنه، وابنه محمد بن عبد الرحمن كان بينه وبين أبيه في السن سبع عشرة سنة، وفي الوفاة إحدى وعشرون سنة، وكان لقي رجال أبيه ولم يحدث عنهم حتى مات أبوه، ومات ببغداد أيضاً ودفن هو وأبوه ببغداد في مقابر باب التين.
هو عبد الرحمن بن هرمز، ويكنى أبا داود مولي محمد بن ربيعة بن الحرث بن عبد المطلب، وخرج إلى الإسكندرية فأقام بها حتى توفي، وكانت وفاته سنة سبع عشرة ومائة.
هو من الأنصار كنيته اسمه، وتوفي بالمدينة سنة عشرين ومائة وهو ابن أربع وثمانين سنة.
هو صاحب السير والمغازي توفي سنة عشرين ومائة وانقرض عقبه فلم يبق منهم أحد، وكان جده قتادة بن النعمان من الصحابة ومن الرماة المذكورين، وكان آخر من بقي من عقبه عاصم ويعقوب ابنا عمر بن قتادة ودرجوا فلم يبق لهم عقب.
هو لاحق بن حميد بن سدوس بن شيبان، وكان ينزل خراسان وعقب بها، وكان عمر بن عبد العزيز بعث إليه فأشخصه ليسأله عنها، وقال قرة بن خالد: كان أبو مجلز عاملاً على بيت المال، وعلى ضرب السكة، وتوفي في خلافة عمر بن عبد العزيز قبل وفاة الحسن البصري.
كان من أهل البصرة من بني بكر بن وائل، ولقي ابن عمر وجابر وأنس بن مالك، وهرب من الحجاج فأتى مرو فسكن قرية منها ثم طلب بخراسان حين ظهرت دعوة ولد العباس فتغيب فخلص إليه عبد الله بن المبارك وهو مستخف فسمع منه أربعين حديثاً، وكان عبد الله يقول: ما يسرني بها كذا وكذا لشيء سماه ومات في خلافة أبي جعفر.
هو أياس بن معاوية بن قرة من مزينة مضر رهط عبد الله بن مغفل، ويكنى أبا واثلة، وكان لأياس جد أبيه صحبة، وولاه عمر بن عبد العزيز قضاء البصرة، وكان صادق الظن لطيفاً في الأمور، وكان لأم ولد ومنزله عن السي ومات بها سنة اثنتين وعشرين ومائة وله عقب بالبصرة وغيرها، وسئل معاوية بن قرة: كيف ابنك لك؟ فقال: نعم، الابن كفاني أمر دنياي ففرغني لآخرتي.
هو عمر بن سفيان من ذكوان سليم وأمه قرشية من بني سهم.
هو شيخة بن عبد الله بن قيس من ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وكان من أصحاب علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومات بالبصرة هرماً ولا عقب له.
هو نصر بن عمران بن واسع من ضبيعة بن ربيعة بن نزار ومات بالبصرة وله بها عقب.
هو يزيد بن حميد من بني بهثة، وكان من فقهاء البصرة ومات بها ولا عقب له.
هو من عنزة، وكان في سجن الحجاج، ثم أخرج بعد موت الحجاج، وكان من رؤوس المرجئة ومات بواسط ولا عقب له.
هو من بني شجنة من ضبيعة، وكان من أفقه أهل خراسان وأرضاهم عنده وعقبه بخراسان، وكان أبوه مصعب بن خارجة مع علي بن أبي طالب.
عمرو بن دينار هو مولى ابن باذان من فرس اليمن ويكنى أبا محمد، ومات سنة خمس وعشرون ومائة.
هو مولى لبني مخزوم ويكنى أبا يسار، وكان يقول بالقدر. وحدثنا البجلي قال: اسم أبي نجيح يسار وهو مولى لثقيف، ومات أبو نجيح سنة تسع ومائة، ومات عبد الله ابنه سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
هو عامر بن أسامة روى عنه أيوب وتوفي سنة اثنتي عشرة ومائة.
فأما أبو المليح الفزاري فهو الحسن بن عمر مولى لعمر بن هبيرة ومولده الرقة، ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.
هو أوس بن خالد وقال: جاورت ابن عباس في داره اثنتي عشرة سنة ما في القرآن آية إلا وقد سألته عنها، وخرج مع ابن الأشعث فقتل بدير الجماجم سنة ثلاث وثمانين.
هو مورق بن المشمرج ويكنى أبا المعتمر، وكان من العباد، وكان يفلي رأس أمه، وقال له رجل: أكلّ حالك صالح. فقال: وددت أن العشر منها كان صالحاً. وقال له رجل: أشكو إليك نفسي إني لا أستطيع أن أصلي ولا أصوم.فقال: بئس ما أثنيت على نفسك، أما إن ضعفت عن الخير فأضعف عن الشر فإني أفرح بالنومة أنامها، وكان ربما دخل على بعض إخوانه فيضع عندهم الدراهم فيقول: امسكوها حتى أعود إليكم، فإذا خرج قال: أنتم منها في حل، وتوفي مورق في ولاية عمر بن هبيرة على العراق.
هو مولى لبني سامة بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك ويكنى أبا يحيى، وكان يكتب المصاحف بالأجرة، ومات قبل الطاعون بيسير، وكان الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة.
هو عبد الله بن شبرمة من ضبة من ولد المنذر بن ضرار بن عمرو ويكنى أبا شرمة، كان قاضياً لأبي جعفر على سواد الكوفة، وكان شاعراً حسن الخلق جواداً ربما كسا حتى يبين من ثيابه، وله ابنا أخ يقال لهما عمارة ويزيد ابنا القعقاع بن شبرمة قد روى عنهما، وكان ابن شبرمة يقول لابنه، يا بني لا تمكن الناس من نفسك فإن أجراً الناس على السباع أكثرهم لها معاينة.
هو أيوب بن أبي تميمة، واسم أبي تميمة كيسان وكان أيوب يكنى أبا بكر وهو مولى بني عمار بن شداد، وكان عمار مولى لعنزة فهو مولى مولى، وكان يحلق شعره في كل سنة مرة، فإذا طال فرقه، قال حماد بن زيد: وكان قميص أيوب يشم الأرض، هروي جيد وله شعر وارد وشارب واف وطيلسان كردي جيد وقلنسوة متركة لو استسقاكم على النسك شربة من ماء ما سقيتموه، وقد رأى أنس بن مالك ومات بالبصرة في الطاعون سنة إحدى وثلاثين ومائة، وله يوم مات ثلاث وستون سنة وله عقب.
كان عبد العزيز مملوكاً وأبواه مملوكين وأجاز إياس بن معاوية شهادة عبد العزيز وحده.
هو محمد بن مسلم بن عبيد الله بن شهاب بن عبيد الله بن الحرث بن زهرة بن كلاب، وكان أبو جده عبد الله بن شهاب شهد مع المشركين بدراً، وكان أحد النفر الذين تعاقدوا يوم أحد لئن رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقتلنه أو ليقتلن دونه، وهم: عبد الله بن شهاب وأبي بن خلف وابن قمئة وعتبة بن أبي وقاص، وكان أبو مسلم بن عبيد الله مع ابن الزبير، ولم يزل الزهري مع عبد الله بن مروان ثم مع هشام بن عبد الملك، وكان يزيد بن عبد الملك استقضاه، وتوفي في شهر رمضان سنة أربع وعشرين ومائة ودفن بماله على قارعة الطريق ليمر مار فيدعو له، والموضع الذي دفن به آخر عمل الحجاز وأول عمل فلسطين وبه وضيعته. وأخو الزهري مع عبد الله بن مسلم كان أسن من الزهري ويكنى أبا محمد، وقد لقي ابن عمر وروى عنه وعن غيره ومات قبل الزهري.
هو من كندة ويكنى أبا المقدام ويقال يكنى أبا نصر، وقال جرير بن خازم: رأيت رجاء بن حيوة ورأيته أحمر ولحيته بيضاء ومات سنة اثنتين عشرة ومائة.
كان كثير الحديث ثقة وتوفي بالمدينة سنة إحدى وعشرين ومائة في خلافة هشام، وهو ابن أربع وسبعين سنة.
هو من لخم ويكنى أبا عمرو، وكان يلقب القبطي واستقصى على الكوفة الشعبي، وهو استعفى الحجاج بعد سنة فأعفاه واستقضى القاسم بن عبد الرحمن بعده، وعمر عبد الملك حتى بلغ مائة سنة وثلاث سنين وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة. وقال الهيثم بن عدي: أنا ردف في جنازته وكان قبيحاً جداً وله شعر فلقبه المخنثون منفر الغيلان.
هو المغيرة بن مقسم، ويكنى أبا هشام وهو مولى لضبة، وكان أعمى وتوفي سنة ست وثلاثين ومائة وفيها توفي عطاء بن السائب الثقفي أبو زيد، ولا عقب للمغيرة، وكان اختلط آخر عمره.
يكنى أبا عتاب، قال ابن عيينة: كان قد عمش من البكاء وصام ستين سنة وقامها. ةقال غيره: كان من الحبشة وكان يزيد بن عمر ولاه القضاء فقعد للناس وتقدموا إليه فجعل يقول: لا أحسن إلى أن عزل، وتوفي سنة اثنتين وثلاثين ومائة.
هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان التيمي من قريش رهط أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه، واسم أبي مليكة زهير، وذكر أبو اليقظان أن عبد الله بن جدعان كان عقيماً فادعى رجلاً فسماه زهيراً وكناه أبا مليكة، فولده كلهم ينسبون إلى أبي مليكة، وفقد أبو مليكة فلم يرجع وكان عمل عصيدة ثم خرج في حاجة فلم يرجع، فقيل في المثل: لا أفعل كذا حتى يرجع أبو مليكة إلى عصيدته. وله أخ يقال له أبو بكر بن عبيد الله قد روى عنه، وتوفي عبد الله بن أبي مليكة سنة سبع عشرة ومائة وابن عمه علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة من فقهاء أهل البصرة، ومات بموضع يقال له سيالة من بلاد ضبة ولا عقب له.
هو سليمان بن طهمان من موالي عمرو بن مرة بن عباد بن ضبيعة ويكنى أبا المعتمر، ونسب إلى بني تيم لأن منزله ومسجده فيهم، وكانت بنت الفضل بن عيسى الرقاشي القاص تحته فولدت له المعتمر بن سليمان ويكنى أبا محمد، هذا قول أبي اليقظان، وأخبرني أنه سليمان بن طرخان، قال: وكان طرخان مكاتباً لبني مرة وكانت امرأة طرخان مكاتبة لبني سليم، وكانت عتقت قبل طرخان وولدت سليمان وهي حرة، فصار سليمان مولى لبني سليم، وتوفي سليمان بالبصرة سنة ثلاث وأربعين ومائة وولد المعتمر بن سليمان سنة ست ومائة وتوفي سنة سبع وثمانين ومائة بالبصرة.
حدثني سهل: قال: سمعت الأصمعي يقول: أعبد الأربعة سليمان وأفقههم أيوب وأشدهم في الدراهم يونس وأضبطهم للسانه ابن عون.
هو ثابت بن أسلم وبنانة من قريش وهم بنو سعد بن لؤي وكانت بنانة أمهم فنسبوا إليها، وكانت منهم من أنفسهم ويكنى أبا محمد وتوفي في ولاية خالد بن عبد الله على العراق.
هو من الأزد وكان مع قتيبة بن مسلم بخراسان في جنده، وكان لا يقدم عليه أحد في زمانه في زهده وعبادته، ومات سنة عشرين ومائة وآذى ابن له رجلاً فقال له أبوه: أتؤذيه وأنا أبوك، وإنما اشتريت أمك بمائة درهم. وقيل له: ألا تجلس متكئاً؟ فقال: تلك جلسة الآمنين. وقال جعفر: كنت إذا أحسست من قلبي قسوة أتيت محمد بن واسع فنظرت إليه، وكنت إذا رأيته حسبت وجهه وجه ثكلى. وقيل له: إنك لترضى بالدون؟ قال: إنما الراضي بالدون من رضي بالدنيا.
هو مولى عنبسة بن أبي سفيان بن حرب ويكنى أبا بكر، وكان أبوه سليم من المجتهدين في العبادة في المسجد الجامع بالكوفة، فلما دخل شبيب الخارجي الكوفة أتى المسجد فبيت من فيه فقتلهم وقتل أبا سليم، فترك الناس التهجد في المسجد منذ ذلك. وكان ليث رجلاً صالحاً عابداً غير أنه يضعف في حديثه. وتوفي في أول خلافة أبي جعفر، وذكر عبد الرزاق عن معمر، قال: قيل لأيوب: ما لك لم تكثر عن طاوس؟ قال: كان بين ثقيلين قد أكنفاه: عبد الكريم بن أبي أمية وليث بن أبي سليم فلم يخف عليّ أن أجلس إليه.
هو جعفر بن حيان، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي قال: قال لي أبو الأشهب: ولدت عام الجفرة وذلك سنة سبعين. قال: وتوفي بالبصرة سنة خمس وستين ومائة.
اسمه ذكوان، ويقال أيضاً: الزيات وهو مولى جويرية امرأة من قيس، وكان له ابنان: عباد بن أبي صالح وسهيل بن أبي صالح، وقد روى عنهما، وكان عباد أسنهما، وقد روى سهيل عن أخيه عباد وتوفي سهيل في خلافة أبي جعفر.
هو أبو صالح مولى أم هانئ بنت أبي طالب أخت علي بن أبي طالب واسمه باذام، ويقال: باذان، وكان لا يحسن أن يقرأ القرآن.
حدثنا: أبو حاتم عن الأصمعي عن أبيه، قال: كان الشعبي يراه فيقعد ويقول له تفسر القرآن ولا تحسن أن تقرأه نظراً.
اسمه ماهان الحنفي روى عنه إسماعيل بن أبي خالد.
هو سلمة بن دينار مولى لبني ليث بن بكر بن عبد مناة وكان أعرج، وكان يقص في مسجد المدينة وكان له حمار يركبه إلى المسجد، وتوفي في خلافة أبي جعفر بعد سنة أربعين ومائة وابنه عبد العزيز بن أبي حازم يكنى أبا تمام ومات بالمدينة فجأة سنة أربع وثمانين ومائة.
يكنى أبا سعيد وقدم على أبي جعفر الكوفة وهو بالهاشمية فاستقضاه بالهاشمية ومات بها سنة ثلاث وأربعين ومائة، وأخوه عبد ربه بن سعيد توفي سنة تسع وثلاثين ومائة، وأخوه سعد بن سعيد توفي سنة إحدى وأربعين ومائة.
هو مولى لبني أحمس بن بجيلة ويكنى أبا عبد الله، وكان أصغر من إبراهيم النخعي بسنتين ورأى ستة ممن رأى النبي صلى الله عليه وسلم، منهم: أنس بن مالك وعمرو بن حريث، وتوفي سنة ست وأربعين ومائة.
هو جابر بن يزيد وكان ضعيفاً في حديثه ومن الرافضة الغالية الذين يؤمنون بالرجعة، وكان صاحب شبهة ونيرنجات، وقد روى عنه الثوري وشعبة وتوفي سنة ثمان وعشرين ومائة.
هو من عبد القيس ويقال إنه مولى لهم ويكنى أبا عبد الله، ومات سنة ثمان وثلاثين ومائة ويقال سنة أربعين ومائة.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي، قال: أعطى أبو العباس ناساً من أهل البصرة فأصاب يونس من ذلك ألف درهم، فقال يونس: ما أرى من مالي شيئاً أحل منها.
هو حميد بن طرخان مولى طلحة الطلحات الخزاعي ويكنى أبا عبيدة، ومات سنة اثنتين وأربعين ومائة، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي، قال: كان أياس بن معاوية يقول: حميد الطويل تمر ينتفع به العامة، والحجاج الأسود زق من عسل.
هو من بني عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة ويكنى أبا سلمة، توفي بالكوفة سنة اثنتين وخمسين ومائة وكان يقول: من أبغضني فجعله الله محدثاً.
هو مولى لبني قشير ويكنى أبا بكر واسم أبي هند دينار، وكان من أهل سرخس وبها عقبه. ومات في طريق مكة سنة تسع وثلاثين ومائة.
هو سعيد بن أياس من بني جرير ويكنى أبا مسعود واختلط في آخر عمره وتوفي سنة أربع وأربعين ومائة.
هو من قشير بن كعب وكان من خيار الناس.
هو من بني سامة، وكان على قضاء البصرة زمن أبي جعفر وهو يضعف في حديثه.
هو عمر بن عبيد بن باب مولى لأهل عرارة بن يربوع بن مالك ويكنى أبا عثمان، وكان عبيد أبوه يختلف إلى أصحاب الشر بالبصرة، فكان الناس إذا رأوا عمراً مع أبيه قالوا: خير الناس ابن شر الناس، فيقول عبيد: صدقتم هذا إبراهيم وأنا آزر وكان يرى رأي القدر ويدعو إليه واعتزل الحسن هو وأصحاب له فسموا المعتزلة.
حدثني: إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن عمرو بن النضر، قال: مررت بعمرو بن عبيد فذكر شيئاً من القدر فقلت: هكذا يقول أصحابنا، فقال: ومن أصحابك؟ قلت: أيوب وابن عوف ويونس والتيمي، فقال: أولئك أرجاس أنجاس أموات غير أحياء، ومات عمرو في طريق مكة ودفن بمران على ليلتين من مكة على طريق البصرة، وصلى عليه سليمان بن علي ورثاه أبو جعفر المنصور بأبيات فقال:
صلى الإله عليك من متوسـد |
|
قبراً مررت به على مـران |
قبراً تضمن مؤمناً متحقـقـاً |
|
صدق الإله ودان بالفرقـان |
فلو أن هذا الدهر أبقى صالحاً |
|
أبقى لنا حقاً أبا عـثـمـان |
كان قبطياً قدرياً لم يتكلم أحد قبله في القدر ودعا إليه إلا معبد الجهني، وكان غيلان يكنى أبا مروان وأخذه هشام بن عبد الملك فصلبه بباب دمشق وكانوا يرون أن ذلك بدعوة عمر بن عبد العزيز عليه.
حدثني: مهيار الرازي قال: سمعت عبد الله بن يزيد الدمشقي يقول: سمعت الأوزاعي يقول: أول من تكلم في القدر معبد الجهني ثم غيلان بعده.
يكنى أبا أيوب، وكان أبوه حليفاً لبني النجار ولا يدرى ممن هو، وكان مالك بن أنس لا يقدم عليه أحداً في الفضل وروي عنه، وكان عمارة يروي عن سعيد بن المسيب، وأبو عبد الله بن صياد هو الذي قيل فيه إنه الدجال لأمور كان يفعلها، وأسلم عبد الله وحج وغزا مع المسلمين وأقام بالمدينة، ومات ابنه عمارة في خلافة مروان بن محمد.
هو مسلم بن أبي مسلم روى عن ابن عمر وأبي هريرة وبقي حتى لقيه سفيان بن عيينة، وكان يسكن بالمدينة دار العطارين.
هو مولى لقريش ويكنى أبا محمد واسم أبيه ميسرة، وكان يقول: أنا حناط وخياط وخباط كلاً قد عالجت، وسمع من سعيد بن المسيب وقدم الكوفة في تجارة ولقي الشعبي فسمع منه وتوفي في خلافة المنصور.
هو محمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، واسم أبي ذئب هشام بن شعبة، وكان أبو ذئب أتى قيصر فعسى به فحبسه حتى مات في حبسه وهو من بني عامر ابن لؤي من أنفسهم.
هو أشعث بن عبد الملك مولي حمران بن أبان ويكنى أبا هانئ، وتوفي سنة ست وأربعين ومائة قبل عوف، وفي هذه السنة مات هشام بن حسان الفردوسي من الأزد.
وهو من ثقيف مولى لهم وكان يعالج الخشب وتوفي في أول خلافة أبي جعفر.
يكنى أبا محمد وولاؤه لامرأة مولاة لآل معيقب بن أبي فاطمة الدوسي، فهو مولى مولى، ومات بعد سنة أربعين ومائة.
كان يحدث عن محمد بن كعب القرظي وغيره، وكان سرياً يملأ المجلس إذا تحدث، وكان عنده جوار مغنيات فهن وضعنه عند الناس، وقدم الكوفة فسمع منه الكوفيون وأدرك المهدي. قال الهيثم: وسمعته يقول: أفقه الناس وضاح اليمن في قوله:
إذا قلت هاتي نوليني تبسـمـت |
|
وقالت معاذ الله من فعل ما حرم |
فما نولي حتى تضرعت عندهـا |
|
وأنبأتها ما رخص الله في اللمم |
هو منسوب إلى أمه وهو مولى لتيم قريش، وكان مع روايته الحديث شاعراً، وهو القائل:
وقد يحرم الله الفتى وهو عاقـل |
|
ويعطي الفتى مالاً وليس له عقل |
هو عبد الله بن عون بن أرطبان مولى لابن بزرة المزني، ويقال: مولى عبد الله بن مغفل المزني مزينة مضر، ويكنى عبد الله أبا عون ونكح عبد الله عربية فضربه بلال بن أبي بردة بالسياط. وعطاء بن فروخ هو ابن ابن أخي أرطبان، كان فروخ ابن أخيه وأم عون خراسانية.
حدثني سهل بن محمد، قال: حدثنا الأصمعي، قال: حدثني رجل كان يأتي ابن عون. أنه قال بشرّ بي أبي بهاصرى من المدائن حين خرج مصعب لقتال المختار، وكان مصعب بهاصرى سنة ست وستين، وقال حماد بن زيد: ولد ابن عون قبل الجارف بثلاث سنين ومات سنة إحدى وخمسين ومائة وقد رأى أنس بن مالك.
هو عبد الملك بن عبد العزيز بن جريح ويكنى أبا الوليد، وكان جريح عبداً لأم حبيب بنت جبير وكانت تحت عبد العزيز بن خالد بن أسد فنسب إلى ولائه، ولد سنة ثمانين عام الجحاف وهو سيل كان بمكة ومات سنة خمسين ومائة.
حدثني أبو حاتم عن الأصمعي عن أبي هلال، قال: كان ابن جريح أحمر الخضاب.
وروى الواقدي عن عبد الرحمن بن أبي الزناد، قال: شهد ابن جريح جاء إلى هشام بن عروة، فقال: يا أبا منذر! الصحيفة التي أعطيتها فلاناً هي حديثك؟ قال: نعم. قال الواقدي: فسمعت ابن جريح بعد هذا يقول: حدثنا هشام بن عروة ما لا أحصي، قال: وسألته عن قراءة الحديث عن المحدث فقال: ومثلك يسأل عن هذا إنما اختلف الناس في الصحيفة يأخذها ويقول: أحدث بما فيها ولم يقرأها، فأما إذا قرأها فهو والسماع واحد.
كان يفتي بالمدينة، ثم كتب إليه فقدم بغداد فولي قضاء موسى الهادي بن المهدي وهو ولي عهد، ومات ببغداد سنة اثنتين وستين ومائة في خلافة المهدي، فلما مات استقصى أبو يوسف مكانه. قال الواقدي: قال أبو بكر: قال لي ابن جريج: أكتب لي أحاديث من أحاديثك جياداً فكتبت له ألف حديث ودفعتها إليه فما قرأها عليّ ولا قرأتها عليه. قال الواقدي: ثم رأيت ابن جريج قد أدخل في كتبه أحاديث كثيرة من حديثه، يقول: حدثني أبو بكر بن عبد الله يعني ابن أبي سبرة.
هو سليمان بن مهران ويكنى أبا محمد مولى لبني كاهل من بني أسد، وذكروا أن أباه شهد مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما وأن الأعمش ولد يوم قتل الحسين بن علي، وذلك يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، وكان أبوه حميلاً فمات أخوه فورثه مسروق منه ومات الأعمش سنة ثمان وأربعين ومائة. قال وكيع: راح الأعمش إلى الجمعة وقد قلب فروة جلده وصوفها إلى خارج وعلى كتفيه منديل الخوان مكان الرداء. قال أبو بكر بن عياش سمعت الأعمش يقول: والله لا يأتون أحداً إلا حملوه على الكذب، والله ما أعلم من الناس شراً منهم فأنكرت هذه، قال: إنهم لا يشبعون. وذكر أبو بكر التدليس.
هو من بني سدوس بن شيبان ويكنى أبا مطرف، وولى قضاء الكوفة لخالد بن عبد الله القسري وتوفي في ولاية خالد الكوفة.
هو مولى للحرقة من جهينة، وكانت له سن وبقي إلى أول خلافة أبي جعفر. قال مالك: كانت عند العلاء صحيفة يحدث بما فيها فربما أراد الرجل أن يكتب بعضها فيقول له: إما أن تأخذها جميعاً أو تدعها جميعاً، وصحيفته بالمدينة مشهورة.
هو يعقوب بن مجاهد ويكنى أبا يوسف أحسبه مولى لبني مخزوم، وكان قاصاً وتوفي بالإسكندرية سنة تسع وأربعين ومائة أو خمسين ومائة.
اسمه يزيد بن عبيد من بني سعد بن بكر بن هوزان أظآر النبي صلى الله عليه وسلم، وكان شاعراً مجيداً كثير الشعر ولا يعلم فيمن حمل عنه الحديث مثله في الشعر، وتوفي بالمدينة سنة ثلاثين ومائة.
هو محمد بن إسحاق بن يسار مولى قيس بن مخرمة بن عبد مناف، ويذكرون أن يساراً كان من سبي عين التمر الذين بعث بهم خالد بن الوليد إلى أبي بكر بالمدينة وله أخوان يروي عنهما موسى بن يسار وعبد الرحمن بن يسار، وكان محمد أتى أبا جعفر بالحيرة فكتب له المغازي، فسمع منه أهل الكوفة بذلك السبب وكان يروي عن فاطمة بن المنذر بن الزبير وهي امرأة هشام بن عروة، فبلغ ذلك هشام فأنكره وقال: أهو كان يدخل على امرأتي؟ وحدثنا أبو حاتم عن الأصمعي عن المعتمر، قال: قال أبي لا تأخذن من ابن إسحاق شيئاً فإنه كذاب. وكان محمد بن إسحاق يكنى أبا عبد الله.
كان مالك بن أنس يروي عنه الفقه، وحدثني أبو حاتم عن الأصمعي، قال: كان عروة بن أذينة ثقة ثبتاً وقال قلوض وعروة هو القائل:
يا ديار الحي بالأجمة |
|
لم تبين دارها كلمه |
الشعر له وهو وضع لحنه وهو القائل:
قالت وأبثثتها وجدي فبـحـت بـه |
|
قد كنت عهدي تحب الستر فاستتر |
ألست تبصر من حولي فقلت لـهـا |
|
غطى هواك وما ألقى على بصري |
ووقفت عليه امرأة فقالت: أنت الذي يقال فيه الرجل الصالح وأنت تقول:
إذا وجدت أوار الحب في كبدي |
|
عمدت نحو سقاء القوم أبتـرد |
هذا بردت ببرد الماء ظاهـرة |
|
فمن لنار على الأحشاءتتقـد |
والله ما قال هذا رجل صالح قط.