قصص قوم جرى المثل بأسمائهم

قوس حاجب

هو حاجب بن زرارة وكان أتى كسرى في جدب أصابهم بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم فسأله أن يأذن له ولقومه أن يصيروا إلى ناحية من نواحي بلده حتى يحيوا فقال له كسرى: إنكم معشر العرب قوم غدر حرصاء فإن أذنت لكم أفسدتم البلاد وأغرتم على الرعية وآذيتموهم، قال حاجب: فإني ضامن للملك أن لا يفعلوا، قال: فمن لي بأن تفي أنت؟ قال أرهنك قوسي! فضحك من حوله، فقال كسرى: ما كان ليسلمها أبداً فقبلها منه وأذن لهم أن يدخلوا الريف، وأحيا الناس بدعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وقد مات حاجب، فارتحل عطارد بن حاجب إلى كسرى يطلب قوس أبيه فردها عليه وكساه حلة، فلما وفد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بني تميم وأسلم أهدى الحلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقبلها، فباعها بأربعة آلاف درهم من رجل من اليهود. وقال أبو اليقظان: القوس اليوم عند ولد جعفر بن عمير بن عطارد بن حاجب لأنهم أكبر ولده.

باقل

الذي يضرب به المثل بعينه: هو من بني قيس بن ثعلبة، وكان اشترى عنزاً بأحد عشر درهماً فقالوا له: بكم اشتريت العنز؟ ففتح كفيه وفرق أصابعه وأخرج لسانه يريد أحد عشر، فلما عيروه بذلك قال:

يلومون في حمقه باقـلاً

 

كأن الحماقة لم تخـلـق

فلا تكثروا العذل في عيه

 

فللعي أجمل بـالأمـوق

خروج اللسان وفتح البن

 

ان أحب إلينا من المنطق

قرط مارية

يقال: هي مارية بنت ظالم بن وهب بن الحرث بن معاوية الكندي، وأختها هند الهنود امرأة حجر آكل المرار الكندي، وابنها الحرث الأعرج الذي ذكره النابغة في قوله:

والحرث الأعرج خير الأنام

وإياها عنى حسان بن ثابت بقوله:

أولاد جفنة عند قبـر أبـيهـم

 

قبر ابن مارية الكريم المفضل

خريم الناعم

هو خريم بن عمرو من بني مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان وابنه عدي بن خريم، وابناه عثمان وأبو الهندام عمارة، وقيل له: الناعم لأنه كان يلبس الخلق في الصيف والجديد في الشتاء.

أسرع من نكاح أم خارجة

هي أم خارجة بنت قراد من بجيلة كانوا يقولون لها خطب فتقول نكح، وولدت لبكر بن عبد مناة الليث والدول وعريجاً وهي أم العنبر والهجيم وأسيد، وولدت أيضاً في بني القين من اليمن يقال لهم بنو لحوة، وولدت في بهراء وخارجة ابنها لا يعلم ممن هو.

حجام ساباط

قال الأصمعي: ساباط كسرى بالعجمية بلاس أباذ، وبلاس اسم رجل وإنما ضربوا به المثل في الفراغ، لأنه كان يمر به الجيوش فيجمعهم من الكساد بنسيئة حتى يرجعوا.

شقائق النعمان

قال أبو محمد: شقائق النعمان منسوبة إلى النعمان بن المنذر، وكان خرج إلى الظهر وقد اعتم نبته ما بين أحمر وأخضر وأصفر، وإذا فيه من هذه الشقائق شيء كثير، فقال: ما أحسنها احموها، فحموها فسميت: شقائق النعمان.

حديث خرافة

حدثني أبو سفيان الغنوي، قال: حدثنا سعيد بن عبد الله السلمي، قال: حدثنا علي بن ابي سارة عن ثابت عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة: إن اصدق الأحاديث حديث خرافة، وكان رجلاً من بني عذرة سبته الجن فكان يكون معهم، فإذا استرقوا السمع أخبروه، فيخير به أهل الأرض فيجدونه كما قال.

برجان اللص

هو فضل بن برجان مولى لبني امرئ القيس، وكان له صاحبتان يقال لهما: سهم وسهام فقتلهما مالك بن المنذر فقال خلف بن خليفة:

إن كنت لم تسألي سهماً وصاحبـه

 

عن مالك فاسألي فضل بن برجان

يخبرك عنه الذي أوفى على شرف

 

حتى أناف علـى دور وبـنـيان

سحبان وائل

هو منسوب إلى وائل باهلة، وهو وائل بن معن بن أعصر وكان خطيباً، فضرب به المثل، قال الشاعر في ضيف نزل به:

أتانا ولم نعد له سحبان وائل

 

بياناً وعلماً بالذي هو قـائل

فما زال عنه اللقم حتى كأنه

 

من العي لما أن تكلم باقل

وابنه عجلان بن سحبان الذي يقول في طلحة الطلحات:

منك العطاء فاعطـنـي

 

وعلى مدحك في المشاهد

طفيل

الذي ينسب إليه الطفيليون: هو طفيل من أهل الكوفة من ولد عبد الله بن غطفان بن سعد، وكان يقال له طفيل العرايس لدخوله الأعراس وتتبعه لها.

كنز النطف

تقول العرب: لو كان عند فلان كنز النطف ماعداً وهو رجل من بني يربوع، كان فقيراً يحمل الماء على ظهره فينظف، أي يقطر، وكان أغار على مال بعث به باذان من اليمن إلى كسرى فأعطى منه يوماً حتى غابت الشمس فضربته العرب مثلاً.

ندامة الكسعي

هو رجل رمى فأصاب فظن أنه أخطأ فكسر قوسه. فلما علم ندم على كسر القوس، فضرب به المثل في كل أمر كان فيه ندم.

مواعيد عرقوب

كان عرقوب رجلاً من العماليق، فأتاه أخ له يسأله شيئاً فقال له عرقوب: إذ أطلع نخلي، فلما أطلع نخله أتاه فقال: إذا أبلح، فلما أبلح أتاه فقال: إذا أزهى، فلما أزهى أتاه فقال: إذا أرطب، فلما أرطب أتاه فقال: إذا صار تمراً فلما صار تمراً أخذه من الليل ولم يعط أخاه شيئاً، فضربت به العرب المثل في الخلف، قال الشاعر:

وعدت وكان الخلف منك سجية

 

مواعيد عرقوب أخاه بيتـرب

هكذا قرأته في كتاب سيبويه بالتاء وفتح الراء.

خفا حنين

كان حنين إسكافياً من أهل الحيرة ساومه أعرابي بخفين فاختلفا حتى أغضبه، فأراد أن يغيظ الأعرابي، فلما ارتحل أخذ حنين أحد الخفين فألقاه ثم ألقى الآخر في موضع آخر من طريقه، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا بخف حنين لو كان معه الآخر لأخذته ومضى، فلما انتهى إلى الآخر ندم على ترك الأول وأناخ راحلته فأخذه ورجع إلى الأول، وقد كمن حنين فعمد إلى راحلته فذهب بها وبما عليها، وأقبل الأعرابي ليس معه غير الخفين فقال له قومه: ما الذي أتيت به؟ قال: بخفي حنين. فضربته العرب مثلاً لمن جاء خائباً.

عطر منشم

قد اختلفوا في منشم، وأحسن ما سمعت فيه أنه امرأة كانت تبيع الحنوط في الجاهلية، فقيل للقوم: إذا تحاربوا دقوا بينهم عطر منشم، يراد طيب الموتى.

حمام منجاب

هو ينسب إلى منجاب بن راشد الضبي ولهج الناس بذكره لقول الشاعر:

يا رب قائلة يوماً وقد لـغـبـت

 

كيف الطريق إلى الحمام منجاب

خليف

الذي ينسب إليه الفالوذج الخليفية: هو خليف بن عقبة من بني ربيع بن الحرث، وهو مقاعس من بني تميم ويكنى أبا بكر، كناه بذلك محمد بن سيرين وكان من أصحابه، وكان من أظرف أهل البصرة وله بها عقب.

سليم

الذي ينسب إليه اصفر سليم: كان لعبيد الله بن أبي بكرة ثلاثة وكلاء يقال لهم سليم الناصح وسليم الغاش وسليم الساحر، وهذا هو الذي عمل أصفر سليم.

سعيد

الذي تنسب إليه الثياب السعيدية: هو سعيد بن العاص بن سعيد كان علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قتل أباه يوم بدر وابنه سعيد غلام، فكساه رسول الله صلى الله عليه وسلم جبة فيها سميت الثياب السعيدية، وكان سعيد أول من خش الإبل في العظم وولد له نحواً من عشرين ابناً وعشرين بنتاً، ومن ولده عمرو بن سعيد الأشدق الذي قتله عبد الملك بن مروان.

ابن رغبان

الذي ينسب إليه المسجد ببغداد: هو مولى حبيب بن مسلمة من قريش من محارب بن فهر، وكان حبيب عظيم القدر يلي الولايات زمن عثمان ومعاوية، وهو ممن يعد في المشهورين بالطول.