بسم الله الرحمن الرحيم
محل السلطان وسيرته وسياسته
للنبي صلى الله عليه وسلم في الإمارة
حدّثنا محمد بن خالد بن خداش قال: حدّثنا سلابن قتيبة عن ابن أبي ذئب عن المقبريّ عن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه
صلى الله عليه وسلم: "ستحرصون على الإمارة ثم تكون حسرةً وندامةً يوم القيامة فنعمت المرضعة وبئست الفاطمة".
حدّثني محمد بن زياد الزيادي قال:حدّثنا عبد العزيز الدّاروردي قال: حدّثنا شريك عن عطاء بن يسار أن رجلاً قال عند النبي: بئس الشيء الإمارة. فقال النبي: "نعم الشيء الإمارة لمن أخذها بحقّها وحلها ".
حدّثني زيد بن أخزم الطائي قال: حدّثنا ابن قتيبة قال: حدّثنا أبو المنهال عن عبد العزيز ابن أبي بكرة عن أبيه قال: لما مات كسرى قيل ذلك للنبيّ فقال: "من استخلفوا" فقالوا: ابنته بوران، قال: "لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة".
لابن عباس رضي اللّه عنهما
حدّثني زيد بن أخزم قال: حدّثنا وهب بن جرير قال: حدّثنا أبي قال: سمعت أيّوب يحدّث عن عكرمة عن ابن عباس أنه قدم المدينة زمن الحرّة فقال: من استعمل القوم قالوا: على قريش عبد اللّه بن مطيع، وعلى الأنصار عبد اللّه بن حنظلة بن الراهب. فقال: أميران! هلك واللّه القوم.
للحسن عليه السلام
حدّثنا محمد بن عبيد قال: حدّثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق عن هشام بن حسّان قال: كان الحسن يقول: "أربعة من الإسلام إلى السلطان الحكم والفيء والجمعة والجهاد".
لكعب الأحبار
وحدّثني محمد قال: حدّثنا أبو سلمة عن حماد بن سلمة عن أيوب عن أبي قلابة قال: قال كعب: "مثل الإسلام والسلطان والناس مثل الفسطاط والعمود والأطناب والأوتاد، فالفسطاط الإسلام، والعمود السلطان، والأطناب والأوتاد الناس، لا يصلح بعضه إلا ببعض".
كلمة لأبي حازم في السلطان
حدّثني سهل بن محمد قال: حدّثني الأصمعيّ قال: قال أبو حازم لسليمان بن عبد الملك: "السلطان سوقٌ فما نفق عنده أتي به".
لابن المقفع
وقرأت في كتاب لابن المقفّع: "الناس على دين السلطان إلا القليل فليكن للبرّ والمروءة عنده نفاقٌ فسيكسد بذلك الفجور والدناءة في آفاق الأرض قرأت فيه أيضاً: "الملك ثلاثة ملك دين وملك حزم وملك هوى، فأما ملك الدين فإنه إذا أقام لأهله دينهم فكان دينهم هو الذي يعطيهم ما لهم ويلحق بهم ما عليهم، أرضاهم ذلك وأنزل الساخط منهم منزلة الراضي في الإقرار والتسليم. وأما ملك الحزم فإنه تقوم به الأمور ولا يسلم من الطعن والتسخّط ولن يضرّه طعن الضعيف مع حزم القوي. وأما ملك الهوى فلعب ساعة ودمار دهر".
للرسول
حدّثني يزيد بن عمرو عن عصمة بن صقير الباهلي قال: حدّثنا إسحاق بن نجيح عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: قال رسول اللّه: "إن اللّه حرّاساً فحرّاسه في السماء الملائكة وحراسه في الأرض الذين يأخذون الدّيوان".
حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثني سعيد بن سلم الباهلي قال: أخبرني شعبة عن شرقيٍّ عن عكرمة في قول الله عز وجل: "له معقباتٌ من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللّه" قال:"الجلاوزة يحفظون الأمراء".
"وقال الشاعر:
ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلةً |
|
خليًّا من اسم اللّه والبركات |
يعني باسم اللّه، وفيه قول اللّه: "يحفظونه من أمر اللّه" أي بأمر اللّه.
وقرأت في كتاب من كتب الهند: "شرّ المال لا ينفق منه، وشر الأخوان الخاذل،
وشر السلطان من خافه البرىء، وشر البلاد ما ليس فيه خصب ولا أمن".
وقرأت فيه: "خير السلطان من أشبه النّسر حول الجيف لا من أشبه الجيفة حولها النسور".
وهذا معنى لطيف وأشبه الأشياء به قول بعضهم: "سلطان تخافه الرعية خير للرعية من سلطان يخافها ".