الكتاب الأول: كتاب السلطان - الكتاب والكتابة

الكّتاب والكتابة

للرسول عليه الصلاة والسلام

حدّثنا إسحاق بن راهويه عن وهب بن جرير عن أبيه عن يونس بن عبيد عن الحسن عن عمرو بن ثعلب عن النبيّ قال: "من أشراط الساعة أن يفيض المال ويظهر القلم وتفشو التجارقال عمرو: إن كنا لنلتمس في الحواء العظيم الكاتب، ويبيع الرجل البيع فيقول: حتى استأمن تاجر بني فلان.


حدّثنا أحمد بن الخليل عن اسماعيل بن آبان عن عنبسة بن عبد الرحمن القرشيّ عن محمد بن زاذان عن أمّ سعد عن زيد بن ثابت قال: دخلت على رسول اللّه وهو يملي في بعض حوائجه فقال: "ضع القلم على أذنك فإنه أذكر للمملى به".

عن وهب قال ادريس عليه السلام أول من خط بالقلم

وحدّثني عبد الرحمن بن عبد المنعم عن أبيه عن وهب قال: "كان إدريس النبيّ عليه السلام أوّل من خطّ بالقلم وأوّل من خاط الثياب ولبسهم وكان من قبله يلبسون الجلود".

بين عمر بن الخطاب وأبي موسى الأشعريّ

حدّثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرنا جرير عن يزيد بن أبي زياد عن عياض بن أبي موسى أن عمر بن الخطّاب قال لأبي موسى: ادع لي كاتبك ليقرأ لنا صحفاً جاءت من الشأم.

فقال أبو موسى: إنه لا يدخل المسجد. قال عمر: أبه جنابة قال: لا، ولكنّه نصراني. قال: فرفع يده فضرب فخذه حتى كاد يكسرهم ثم قال: ما لك! قاتلّك اللّه! أما سمعت قول اللّه عز وجل "ياأيّها الّذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنّصارى أولياء"! ألا اتخذت رجلاً حنيفياً! فقال أبو موسى: له دينه ولي كتابته. فقال عمر: "لا أكرمهم إذ أهانهم اللّه ولا أعزّهم إذ أذلّهم اللّه ولا أدنيهم إذ أقصاهم اللّه".

لعمر بن الخطاب في عدم اتخاذ بطانة من دون المؤمنين

حدّثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرنا عيسى بين يونس قال: حدّثنا أبو حيّان التّيمي عن أبي زنباع عن أبي الدّهقانة قال: ذكر لعمر بن الخطّاب غلام كاتب حافظ من أهل الحيرة وكان نصرانياً، فقيل له: لو اتخذته كاتباً. فقال "لقد اتخذت إذاً بطانةً من

دون المؤمنين".

أول من وضع كتابة العربية

حدّثني أبو حاتم قال: مرامر بن مروة من أهل الأنبار وهو الذي وضع كتابة العربيّة، ومن الأنبار انتشرت في الناس.

بين الرسول صلى الله عليه وسلم والزبير بن العوام

حدّثني أبو سهل عن الطّنفاسي عن المنكدر بن محمد عن أبيه محمد بن المنكدر قال: جاء الزّبير بن العوّام إلى النبيّ فقال: كيف أصبحت جعلني اللّه فداك! قال: "ما تركت أعرابيّتك بعد".

وصية عبد الملك بن مروان لأخيه عبد العزيز

قال عبد الملك بن مروان لأخيه عبد العزيز حين وجّهه إلى مصر: "تفقّد كاتبك وحاجبك وجليسك، فإن الغائب يخبّره عنك كاتبك، والمتوسّم يعرفك بحاجبك، والداخل عليك يعرفك بجليسك".

بين عمر بن عبد العزيز وعبد الحميد بن الخطاب

ابن أبي الزّناد عن أبيه قال: كنت كاتباً لعمر بن عبد العزيز فكان يكتب إلى عبد الحميد ابن عبد الرحمن بن زيد بن الخطّاب في المظالم فيراجعه، فكتب إليه: "إنه ليخيّل إلي أني لو كتبت إليك أن تعطي رجلاً شاة لكتبت إليّ: أضأن أم ماعز، ولو كتبت إليك بأحدهما لكتبت: أذكر أم أنثى، ولو كتبت إليك بأحدهما لكتبت: أصغير أم كبير. فإذا أتاك كتابي هذا فلا تراجعني في مظلمة".

بين أبي جعفر المنصور وسلم بن قتيبة في صفات الكاتب

وكتب أبو جعفر إلى سلم بن قتيبة يأمره بهدم دور من خرج مع إبراهيم وعقر نخلهم. فكتب إليه: بأي ذلك نبدأ بالنخل أم بالدّور فكتب إليه أبو جعفر: "أما بعد، فإني لو أمرتك بإفساد ثمرهم لكتبت إليّ تستأذن في أيّه تبدأ أبالبرنيّ أم بالشّهريز" وعزله، وولى محمد بن سليمان. وكان يقول: "للكاتب على الملك ثلاثة، رفع الحجاب عنه، واتّهم م الوشاة عليه، وإفشاء السرّ إليه".

للعجم في صفات الكاتب

كانت العجم تقول:"من لم يكن عالماً بإجراء المياه وبحفر فرض الماء والمسارب وردم المهاوي ومجاري الأيام في الزيادة والنقصان واستهلال القمر وأفعاله ووزن الموازين وذرع المثلّث والمربّع والمختلف الزّوايا ونصب القناطر والجسور والدّوالي والنواعير على المياه وحال أدوات الصنّاع ودقائق الحساب كان ناقصاً في حال كتابته".

لميمون بن ميمون

قال ميمون بن ميمون: "إذا كانت لك إلى كاتب حاجةٌ فليكن رسولك إليه الطمع وقال: "إذا آخيت الوزير فلا تخش الأمير".

من كتاب الهند في الوزير

وفي كتاب للهند: "إذا كان الوزير يساوي الملك في المال والهيبة والطاعة من الناس فليصرعه الملك، وإن لم يفعل فليعلم أنه هو المصروع".

بين عبيد اللّه بن زياد وكاتب أبيه

 المدائني قال: خلا زياد يوماً في أمر ينظر فيه وعنده كاتب له يكتب وابنه عبيد اللّه، فنعس زياد فقال لعبيد اللّه: تعهّد هذا لا يكتب شيئاً. ونام، فوجد عبيد اللّه مسّا من البول فكره أن يوقظ أباه وكره أن يخلّي الكاتب فشدّ إبهاميه بخيط وختمه وقام لحاجته.
قال أبو عبّاد الكاتب: ما جلس أحد قط بين يدي إلا تخيّل إليّ أني جالس بين يديه.

نصيحة أبرويز لكاتبه

وقرأت في التاج أن أبرويز قال لكاتبه: "أكتم السرّ واصدق الحديث واجتهد في النصيحة واحترس بالحذر، فإن لك عليّ أن ألا أعجل بك حتى أستأني لك ولا أقبل عليك قولاً حتى أستقين ولا أطمع فيك أحداً فيغتالك. واعلم أنك بمنجاة رفعة فلا تحطّنهم وفي ظل مملكة فلا تستزيلنه، وقارب الناس مجاملة عن نفسك وباعد الناس مشايحةً من عدوّك واقصد إلى الجميل ادّراعاً لغدك وتحصّن بالعفاف صوناً لمروءتك وتحسّن عندي بما قدرت عليه من حسن ولا تشرعنّ الألسنة فيك ولا تقبّحنّ الأحدوثة عنك. وصن نفسك صون الدّرّة الصافية وأخلصهم إخلاص الفضّة البيضاء وعاتبهم معاتبة الحذر المشفق وحصّنهم تحصين المدينة المنيعة. لا تدعنّ أن ترفع إليّ الصغير، فإنه يدل على الكبير، ولا تكتمنّ الكبير فإنه ليس شاغلي عن الصغير. هذّب أمورك ثم القني بهم وأحكم لسانك ثم راجعني به ولا تجترئنّ عليّ فأمتعض ولا تنقبض مني فأتّهم ولا تمرّضنّ ما تلقاني به ولا تخدجنّه. وإذا فكرت فلا تعجل وإذا كتبت فلا تعذر، ولا تستعينن بالفضول فإنهم علاوة على الكفاية ولا تقصرن عن التحقيق فإنهم هجنة بالمقالة ولا تلبسنّ كلاماً بكلام ولا تباعدنّ معنى عن معنى. أكرم كتابك عن ثلاث: خضوع يستخفّه، وانتشار يثبّجه، ومعانٍ تقعد به، واجمع الكثير مما تريد في القليل مما تقول، وليكن بسطة كتابك على السّوقة كبسطة ملك الملوك على الملوك، ولا يكن ما تملك عظيماً وما تقول صغيراً فإنما كلام الكاتب على مقدار الملك فاجعله عالياً كعلوّه وفائقاً كفوقه. واعلم أن جمّاع الكلام كله خصال أربع: سؤالك الشيء، وسؤالك عن الشيء، وأمرك بالشيء، وخبرك عن الشيء. فهذه الخلال دعائم المقالات إن التمس لهم خماس لم يوجد وإن نقص منهم رابع لم تتم، فإذا أمرت فأحكم وإذا سألت فأوضح وإذا طلبت فأسجح وإذا أخبرت فحقّق فإنك إذا فعلت ذلك أخذت بحزامير القول كله فلم يشتبه عليك وارده ولم يعجزك منه صادره. أثبت في دواوينك ما أدخلت وأحص فيهم ما أخرجت وتيقّظ لما تأخذ وتجرّد لما تعطي، لا يغلبنك النسيان عن الإحصاء ولا الأناة عن التقدّم ولا تخرجنّ وزن قيراط في غير حقّ، ولا تعظّمن إخراج الكثير في الحق، وليكن ذلك كله عن مؤامرتي".

لرجل في زيّ الكتّاب

قال رجل لبنيه: "يا بني تزيّوا بزي الكتاب فإن فيهم أدب الملوك وتواضع السّوقة".

 بين أعرابي والكسائي

قال الكسائي: "لقيت أعرابياً فجعلت أسأله عن الحرف بعد الحرف وعن الشيء بعد الشيء أقرنه بغيره فقال: يا اللّه! ما رأيت رجلاً أقدر، على كلمة إلى جنب كلمة أشبه شيء بهم وأبعد شيء منهم ، منك!".

لابن الأعرابي

وقال ابن الأعرابي: "رآني أعرابي وأنا أكتب الكلمة بعد الكلمة من ألفاظه فقال إنك لحتف الكلمة الشرود".

ولرجل من أهل المدينة في بغداديين

وقال رجل من أهل المدينة: "جلست إلى قوم ببغداد فما رأيت أوزن من أحلامهم ولا أطيش من أقلامهم".

من كاتب إلى صديق له

وكتب بعض الكتاب إلى صديق له: "وصل إليّ كتابك فما رأيت كتاباً أسهل فنوناً ولا أملس متوناً ولا أكثر عيوناً ولا أحسن مقاطع ومطالع ولا أشّد على كل مفصل حزًّا منه. أنجزت فيه عدة الرأي وبشرى الفراسة وعاد الظن بك يقيناً والأمل فيك مبلوغاً".

ويقال: "عقول الرجال في أطراف أقلامهم ".

ويقال: "القلم أحد اللسانين وخفة العيال أحد اليسارين وتعجيل اليأس أحد الظّفرين وإملاك العجين أحد الريّعين وحسن التقدير أحد الكاسبين واللّبن أحد اللحمين وقد يقال: المرق أحد اللحمين.

في الكتابة، وفي وصف الكتّاب

قيل لبعضهم: إن فلاناً لا يكتب، فقال: تلك الزّمانة الخفية.


وقرأت في بعض كتب العجم أن موبذان موبذ وصف الكتّاب فقال: "كتّاب الملوك عيبتهم المصونة عندهم وآذانهم الواعية وألسنتهم الشاهدة، لأنه ليس أحد أعظم سعادة من وزراء الملوك إذا سعدت الملوك، ولا أقرب هلكة من وزراء الملوك إذا هلكت الملوك، فترفع التّهمة عن الوزراء إذا صارت نصائحهم للملوك نصائحهم لأنفسهم، وتعظم الثقة بهم حين صار اجتهادهم لأنفسهم فلا يتّهم روح على جسده ويتهم جسد على روحه لأن زوال ألفتهما زوال نعمتهما، وأن التئام ألفتهما صلاح خاصّتهما".

وقال:

لئن ذهبت إلى الحجّاج يقتلنـي

 

إني لأحمق من تخدي به العير

مستحقباً صحفاً تدمى طوابعهم

 

وفي الصحائف حيّات مناكير

لبعض الشعراء في القلم

وقال بعض الشعراء في القلم:

عجبت لذي سنّين في الماء نبته

 

له أثر في كل مصرٍ ومعمر

وقال بعض المحدّثين في القلم:

ضئيل الرّواء كثـير الـغـنـاء

 

من البحر في المنصب الأخضر

كمثل أخي العشق في شخصـه

 

وفي لونه من بني الأصـفـر

يمر كـهـيئة مـرّ الـشـجـا

 

ع في دعص محنـيةٍ أعـفـر

إذا رأسه صحّ لـم ينـبـعـث

 

وجاز السبـيل ولـم يبـصـر

وإن مـديةٌ صـدعـت رأسـه

 

جرى جري لا هم ئب مقصـر

يقـضّـي مـآربـه مـقـبـلاً

 

ويحسمهـم هـيئة الـمـدبـر

تجود بـكـفّ فـتـى كـفّـه

 

تسوق الثّراء إلى المـعـسـر 

لأبي تمام يصف القلم

وقال حبيب الطائي يصف القلم:

لك القلم الأعلى الـذي بـشـبـاتـه

 

يصاب من الأمر الكلى والمفـاصـل

لعاب الأفاعي القـاتـلات لـعـابـه

 

وأري الجنى اشتارتـه أيدٍ عـواسـل

له ريقه طـلٌّ ولـكـنّ وقـعـهـم

 

بآثاره في الشرق والـغـرب وابـل

فصيح إذا استنطقتـه وهـو راكـبٌ

 

وأعجم إن خاطبـتـه وهـو راجـل

إذا ما امتطى الخمس اللطاف وأفرغت

 

عليه شعاب الفكر وهـي حـوافـل

أطاعته أطراف القنـا وتـقـوّضـت

 

لنجواه تقويض الخيام الـجـحـافـل

تراه جليلاً شـأنـه وهـو مـرهـفٌ

 

ضنًى وسمينا خطبه وهـو نـاحـل

أيضاً لمحمد عبد الملك في وصف القلم

وقال محمد عبد الملك بن صالح الهاشمي يصف القلم:

وأسمر طاوي الكشح أخرس ناطقٍ

 

له ذملانٌ في بطون المـهـارق

إذا استعجلته الكفّ أمطر خـالـه

 

بلا صوت إرعادٍ ولا ضوء بارق

كأنّ اللآلي والزبرجد نـطـفـه

 

ونور الخزامى في بطون الحدائق

في مدح كاتب

وقال بعض المحدّثين يمدح كاتباً:

وإذا تألق في النديّ كلامـه ال

 

منظوم خلت لسانه من عضبه

وإذا دجت أقلامه ثم انتـجـت

 

برقت مصابيح الدّجى في كتبه

باللفظ يقرب فهمه في بـعـده

 

منا ويبعد نيلـه فـي قـربـه

حكم فسائحهم خلال بـنـانـه

 

متدفق وقليبهم فـي قـلـبـه

كالروض مؤتلف بحمرة نوره

 

وبياض زهرته وخضرة عشبه

لسعيد بن حميد يصف العود، وللطائي في دواة

وقال سعيد بن حميد يصف العود:

وناطق بلسان لا ضـمـير لـه

 

كأنه فخذ نيطـت إلـى قـدم

يبدي ضمير سواه في الكلام كما

 

يبدي ضمير سواه منطق القلـم

بعث الطائي إلى الحسن بن وهب بدواة ابنوس وكتب إليه:

قد بعثـنـا إلـيك أمّ الـمـنـايا

 

والعطايا زنـجـيّة الأحـسـاب

في حشاهم من غير حرب حرابٌ

 

هي أمضى من مرهفات الحراب

في وصف الدواة والقلم

وقال ابن أبي كريمة يصف الدواة والقلم:

ومسودّة الأرجاء قد خضت ماءهـم

 

وروّيت من قعر لهم غير منـبـط

خميص الحشا يروى على كل مشرب

 

أميناً على سر الأمير الـمـسـلّـط

 

في تسمية الديوان

وقال بعض أهل الأدب: إنما قيل "ديوان" لموضع الكتبة والحسّاب لأنه يقال: للكتّاب بالفارسية "ديوان" أي شياطين، لحذقهم بالأمور ولطفهم، فسمّي موضعهم باسمهم. في معنى الوزير

وقال آخر: إنما قيل لمدير الأمور عن الملك "وزير" من الوزر وهو الحمل، يراد أن يحمل عنه من الأمور مثل الأوزار وهي الأحمال، قال اللّه عز وجل: "ولكنّا حمّلنا أوزاراً من زينة القوم" أي أحمالاً من حليهم، ولهذا قيل للأثم: وزر، شبّه بالحمل على الظهر، قال اللّه تبارك وتعالى: "ووضعنا عنك وزرك الذّي أنقض ظهرك".

شعر لأبي نواس وغيره في كاتب

وكان الناس يستحسنون لأبي النواس قوله:

يا كاتباً كتب الغداة يسـبـنّـي

 

من ذا يطيق براعة الكـتّـاب

لم ترض بالاعجام حين سببتني

 

حتى شكلت عليه بالإعـراب

وأردت إفهامي فقد أفهمتنـي

 

وصدقت فيما قلت غير محابي

وقال آخر:

يا كاتباً تـنـثـر أقـلامـه

 

من كفّه درجاً على الأسطر

وقال عديّ بن الرّقاع:

صلى الاله على امرىء ودعته

 

وأتم نعمته عـلـيه وزادهـم

ومنه أخذ الكتّاب: وأتم نعمته عليك وزاد فيهم عندك.

للطائيّ، ثم لجرير

وقال حاتم طيء في معنى قولهم متّ قبلك:

إذا ما أتى يوم يفرّق بينـنـا

 

بموت فكنت أنت الذي تتأخر

وقال جرير في معناه:

ردّي فؤادي وكوني لي بمنزلتي

 

يا قبل نفسك لاقى نفسي التف

 

لبعض الكتاب إلى ملكٍ رداً على كتابه

كتب بعض الملوك إلى بعض الكتّاب كتاباً دعا له فيه بأمتع اللّه بك، فكتب إليه ذلك الكاتب:

أحلت عما عهدت مـن أدبـك

 

أم نلت ملكاً فتهت في كتبـك

أم هل ترى أن في التواضع لل

 

أخوان نقصاً عليك في حسبك

أم كان ما كان منك عن غضب

 

فأيّ شيء أدناك من غضبـك

إنّ جفـاء كـتـاب ذي مـقة

 

يكتب في صدره: وأمتع بـك

للأصمعي في البرامكة

وقال الأصمعيّ في البرامكة:

إذا ذكر الشرك في مجلس

 

أنارت وجوه بني برمـك

وإن تليت عـنـدهـم آية

 

لأتوا بالأحاديث عن مروك

وقال آخر:

إن الفراغ دعـانـي

 

إلى ابتناء المساجـد

وإن رأيي فـيهــم

 

كرأي يحيى بن خالد

لابن المقفع في بيت النار

مرّ عبد اللّه بن المقفع ببيت النار، فقال:

يا بيت عاتكة الذي أتعـزّل

 

حذر العدا وبه الفؤاد موكّل

لدعبل في أبي عبّاد

وقال دعبل في أبي عبّاد:

أولى الأمور بضيعة وفساد

 

أمر يدبّره أبـو عـبّـاد

حنق على جلسائه بدواتـه

 

فمرمّل ومضمّخ بـمـداد

وكأنه من دير هرقل مفلتٌ

 

حردٌ يجرّ سلاسل الأقـيا