الكتاب الثاني: كتاب الحرب - باب البغال والحمير

باب البغال والحمير

لمسلمة في البغال

قال مسلمة: ما ركب الناس مثل بغلة قصيرة العذار طويلة العنان.

وكتب رجل إلى وكيله: آبغني بغلة حصّاء الذنب طويلة العنق سوطهم عنانهم وهواهم أمامهم .

بين الفضل بن الربيع وبعض بني هم شم في ركوب البغلة

عاتب الفضل بن الربيع بعض بني هم شم في ركوبه بغلة، فقال له: هذا مركب تطأطأ عن خيلاء الخيل ولآرتفع

عن ذلّة الحمار وخير الأمور أوساطهم .

حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: أخبرنا أبو عمرو بن العلاء، قال: دفع أبو سيّارة بأهل المزدلفة أربعين سنة على حمار لايعتلّ، فقال العرب: " أصح من عير أبي سيّارة".

إيثار الفضل الرقاشي ركوب الحمير على سواهم

قال رجل للفضل الرّقاشي وهو جدّ معتمر لأمّه: إنك لتؤثر الحمير على جميع المركوب، فلم ذلك قال: لأنهم أكثرهم مرفقا. قال: وما ذاك قال: لاتستبدل بالمكان على قدر اختلاف الزمان، ثم هي أقلهم داء وأيسرهم دواء وأسلم صريعا وأسهل تصريفاً وأخفض مهوىً وأقل جماحاً وأشهر فارهم وأقل نصيرا ويزهى راكبه وقد تواضع بركوبه، ويكون مقتصداً وقد أسرف في ثمنه.

لخالد بن صفوان في وصف حمار

وقال خالد بن صفوان في وصف حمار: قد أركبه عيرا من بنات الكداد أصحر السّربال محملج القوائم يحمل الرّجلة ويبلغ العقبة ويمنعني أن أكون جبّاراً عنيداً.

لرجل يطلب حماراً

وقال رجل لنخّاسٍ: اطلب لي حماراً ليس بالكبير المشتهر ولا القصير المحتقر ولا يقدم تقحّماً ولا يحجم تبلّداً، يتجنب بي الزحام والرّجام والإكام. خفيف اللجام إذا ركبته هم م وإذا ركبه غيري قام، إن علفته شكر، وإن أجعته صبر. فقال له النخاس: إن مسخ اللّه القاضي زياداً حماراً رجوت أن أصيب لك حاجتكن إن شاء اللّه.

لرجل يوصي رجلاً

وقال رجل لآخر يوصيه: خذ من الحمار شكره وصبره ومن الكلب نصحه لأهله ومن الغراب كتمانه للسّفاد.

جرير بن عبد اللّه عن أبيه قال: لا تركب حماراً فإنه إن كان فارهم أتعب يديك وإن كان بليداً أتعب رجليك.