الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - مخايل السؤدد وأسبابه ومخايل السوء

مخايل السؤدد وأسبابه ومخايل السوء

للزبرقان في أبغض صبيانهم إليه وأحبّهم قال أبو محمد عبد اللّه بن مسلابن قتيبة رحمه اللّه: حدّثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن قريب عن عمه الأصمعيّ قال: أخبرنا جميع بن أبي غاضرة وكان شيخاً مسنّاً من أهل البادية وكان من ولد الزّبرقان بن بدر من قبل النساء، قال: كان الزبرقان يقول: أبغض صبياننا إليّ الأقيعس الذكر الذي كأنما يطّلع في حجره، وإن ساله القوم أين أبوك، هرّ في وجوههم وقال: ما تريدون من أبي. وأحبّ صبياننا إلي الطويل الغرلة السّبط الغرّة العريض الورك الأبله العقول الذي يطيع عمّه ويعصى أمه، وإن سأله القوم أين أبوك، قال: معكم.

 لمعاوية في السؤدد

قال: وقال الأصمعيّ قال معاوية: ثلاث من السودد: الصلع، واندحاق البطن، وترك الإفراط في الغيرة.

لم عرابي في خصال السودد

قال: وقيل لم عرابي: بم تعرفون سودد الغلم فيكم فقال: إذا كان سائل الغرّة طويل الغرلة ملتاث الأزرة، وكانت فيه لوثة فلسنا نشكّ في سودده.

 وقيل لآخر: أي الغلمان أسود قال: إذا رأيته أعنق أشدق أحمق فأقرب به من السودد.

وكان يقال: إذا رأيت الغلام الغلام غائر العينين ضيق الجبهة حديد الأرنبة كأنما جبينه صلم ية فلاترجه، آلا أن يريد اللّه أمرا فيبلغه.

 للأصمعي عن مدح قريش بالصلع

حدّثنا الرياشيّ عن الأصمعيّ قال: قريش تمدح بالصلع. وأنشد:

أن سعيداً وسعـيد فـرع

 

أصلع تنميه رجال صلع

 

لهند في ابنهم معاوية

ونظر رجل إلى معاوية وهو غلام صغير فقال: إني أظن هذا الغلام سيسود قومه. فقالت هند: ثكلته إن كان لايسود الأ قومه.

قول شبيب بن شيبة لبعض فرسان بني منقر

قال شبيب بن شيبة لبعض فرسان بني منقر: ما مطلت مطل الفرسان ولافتقت فتق السادة.

قول رجل لسنان بن سلمة

وقال آخر لسنان بن سلمة الهذليّ: ما أنت بأرسح فتكون فارساً ولابعظيم الرأس فتكون سيداً.

 ولبعض الشعراء

وقال بعض الشعراء:

فقبّلت رأساً لم يكن رأس سـيّد

 

وكفّا ككفّ الضّبّ أوهي أحقر

وقال آخر:

دعا ابن مطيع للبياع فجـئتـه

 

إلى بيعة قلبي لهم غير آلـف

فناولني خشناء لمّا لمسـتـهـم

 

بكفّي ليست من أكفّ الخلم ئف

من كتاب الهند في الفراسة والتوسّم

وقرأت في كتاب للهند أنه قد قيل في الفراسة والتّوسّم: إنه من صغرت عينه "و" دام اختلم جهم وتتابع طرفهم ومال أنفه إلى أيمن شقّيه وبعد ما بين حاجبيه وكانت منابت شعره ثلاثم ثلاثم وطال إكبابه إذا مشى، وتلفّت تارة بعد أخرى، غلبت عليه أخلم ق السوء.

 أربع خصال للسودد

كان يقال: أربع يسوّدن العبد: الأدب، والصّدق، والعفّة، والأمانة.

شعر لبعض الشعراء في النبي

وقال بعض الشعراء في النبي :

لو لم تكن فيه آيات مبيّنة

 

كانت بداهته تنبيك بالخبر

 لمعاوية في السيد

وقال معاوية: إني لم كره البكارة في السيد وأحب أن يكون عاقلامتغافلم.

 ولشاعر في هذا المعنى

وقال الشاعر في هذا المعنى:

ليس الغبي بسيّد في قومه

 

لكنّ سيّد قومه المتغابي

ويقال في مثل: "ليس أمير القوم بالحبّ الخدع".

 مثله شعر للفرزدق

وقال الفرزدق:

لم خير في خبّ من ترجى فواضله

 

فاستمطروا من قريش كل منخدع

كأن فيه إذا حـاولـتـه بـلـهـم

 

عن ماله وهو وافي العقل والورع

ولإياس بن معاوية، وابن شهم ب في الكريم

وقال إياس بن معاوية: لست بخبّ والخبّ لايخدعني.

وقال مالك بن أنس عن ابن شهم ب: الكريم لمّا تحكمه التجارب.

قال بعض الشعراء:

غير أني أراك من أهل بـيت

 

ما على المرء أن يسودوه عار

 لعمر بن الخطاب وعدي بن حاتم في صفات السيد

وقال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه: السيد الجواد حين يسأل، الحليم حين يستجهل، البارّ بمن يعاشر.

قال عديّ بن حاتم: السيد الذليل في نفسه، الأحمق في ماله، المطّرح لحقده، المعني بأمر عامّته.

سئل خالد بن صفوان عن الأحنف بم ساد، فقال: بفضل سلطانه على نفسه.

لقيس بن عاصم

وقيل لقيس بن عاصم: بم سدت قومك فقال: ببذل القرى وترك المرا ونصرة المولى.

لعليّ بن عبد اللّه بن عباس في الدنيا والآخرة

وقال عليّ بن عبد اللّه بن عباس: سادة الناس في الدنيا الأسخياء وفى الآخرة الأتقياء.

سلابن قتيبة لولده

وقال سلابن قتيبة لولده: إنكم لن تسودوا حتى تصبروا على سرار الشيوخ البخر.

وقال: الدنيا هي العافية، والصحّة هي الشباب، والمروءة الصبر على الرجال.

قال عمرو بن هدّاب: كنا نعرف سودد سلابن قتيبة بأنه كان يركب وحده ويرجع في خمسين.

للم حنف بن قيس في تسويد قومه له

وقال رجل للم حنف وأراد عيبه: بم سدت قومك قال: بتركي من أمرك ما لايعنيني كما عناك من أمري ما لايعنيك.

لابن مطاع العنزي يجيب

عبد الملك بن مروان عن مالك بن مسمع

وقال عبد الملك بن مروان لابن مطاع العنزيّ: أخبرني عن مالك بن مسمع. فقال له: لو غضب مالك لغضب معه مائة ألف لايسألونه في أي شيء غضب. فقال عبد الملك: هذا وأبيك السّودد. ولم يل شيئاً قط. وكذلك أسماء بن خارجة لم يل شيئاً قط.

لعرابة في تسود قومه له

قيل لعرابة الأوسيّ: بم سدت قومك فقال بأربع: أنخدع لهم عن مالي، وأذلّ لهم في عرضي، ولاأحقر صغيرهم، ولاأحسد رفيعهم.

ومثله شعر للمقنّع الكندي

وقال المقنّع الكنديّ وهو محمد بن عميرة:

ولاأحمل الحقد الـقـديأعـلـيهـم

 

وليس رئيس القوم من يحمل اسقدم

وليسوا إلى نصري سراعاً وإن هم

 

دعوني إلى نصر أتيتـهـم شـدّا

إذا أكلوا لحمى وفرت لحومـهـم

 

وإن هدموا مجدي بنيت لهم مجدا

يعيرني بالدّين قـومـي وإنـمـا

 

ديوني في أشياء تكنسبهم حـمـدا

وقال آخر:

هينون لـينـون أيسـار ذوويسـر

 

سوّاس مكـرمة أبـنـاء أيسـاره

لاينطقون على الفحشاء إن نطقـوا

 

ولايمارون إن ماروا بـإكـثـم ر

من تلق منهم تقل لم قيت سـيّدهـم

 

مثل النجوم التي يسري بهم الساري

وقال آخر:

وإن ســـــيادة الأقـــــــوام فـــــــاعـــــــلـــــــم

 

لهـــم صـــعـــداء مـــطـــلـــعـــهـــم طــــــويل

وقال رجل من العرب: نحن لانسوّد إلا من يوطّئنا رحله ويفرّشنا عرضه ويمكننا ماله.

للنبي في السيد وفي الحديث المرفوع: "من بذل معروفه وكفّ أذاه فذلك السيد".

أقوال أخر في السيد

ويقال: لاسودد مع انتقام.

والعرب تقول "سيد معمّم" يريدون أنّ كل جناية يجنيهم أحد من عشيرته معصوبة برأسه.

ويقال: بل السيد منهم كان يعتمّ بعمامة صفراء لايعتم بهم غيره. وإنما سمّي الزّبرقان بصفرة عمامته. يقال: زبرقت الشيء إذا صفّرته، وكان اسمه حصينا.

لابن هبيرة في سيّد الناس في وقته

قيل لابن هبيرة: من سيد الناس اليوم قال: الفرزدق، هجاني ملكاً ومدحني سوقةً. شعر لعامر بن الطفيل في سودد الرجل بنفسه

وقال عامر بن الطّفيل:

إني وإن كنت ابن سـيد عـامـر

 

وفارسهم المشهور في كل موكب

فما سوّدتني عـامـر عـن وراثة

 

أبى اللّه أن أسـمـو بـأمّ ولاأب

ولكنّني أحمي حماهـم وأتّـقـي

 

أذاهم وأرمي من رماهم بمنكـب

هذا نحو قول الأخر:

نفس عصام سوّدت عصاما

 

وعلّمته الكرّ والأقدم مـا

وصيّرته ملكا هماما وعصام عبد كان للنعمان بن المنذر. وله يقول النابغة:

فإنّي لاألوم علـى دخـول

 

ولكن ما وراءك يا عصام

الكمال والتناهي في السّودد

للم حنف بن قيس عن الرجل الكامل

حدّثني أبو حمزة الأنصاريّ عن العتبيّ قال: قال الأحنف: الكامل من عدت هفواته.

زياد بن أبيه يكتب إلى معاوية في الأحنف

وكتب معاوية إلى زياد: أنظر رجل يصلح لثغر الهند فولّه، فكتب إليه: إن قبلي رجلين يصلحان لذلك: الأحنف بن قيس، وسنان بن سلمة الهذلي. فكتب إليه معاوية: بأيّ يومي الأحنف نكافيه: أبخذلم نه أمّ المؤمنين، أم بسعيه عليّنا يوم صفّين فوجّه سنانا. فكتب إليه زياد: إن الأحنف قد بلغ من الشرف والحلم والسودد ما لاتنفعه الولاية ولايضره العزل.

لأبي نواس في مدح رجل

وقال أبو نواس يمدح رجلاً:

أوحده اللّه فما مـثـلـه

 

لطالب ذاك ولانـاشـد

وليس لله بمسـتـنـكـر

 

أن يجمع العالا في واحد

مثله لأبي نواس أيضاً في مدح محمد الأمين ابن الرشيد

وقال أيضا في نحو هذا:

يا ناق لاتسأمي أو تبلغـي رجـلاً

 

تقبيل راحتـه والـرّكـن سـيّان

متى تحطّي إليه الرّحل سـالـمة

 

تستجمعي الخلق في تمثم ل إنسان

محمد خير من يمشي علـى قـدم

 

ممن برا اللّه من إنس ومن جان

ننازع الأحمدان الشّبه فاشتبـهـم

 

خلقا وخلقا كما قدّ الـشّـراكـان

سيّان لافرق في المعقول بينهمـا

 

معناهما واحد والـعـدّة اثـنـان

شعر للطائي

وقال الطائي:

لو أنّ إجماعنا في فضـل سـودده

 

في الدين، لم يختلف في الملة اثنان

وقال أيضاً:

فلو صورت نفسك لم تزدهم

 

على مافيك من كرم الطباع

لخالد بن صفوان في الأحنف

وقال خالد بن صفوان: كان الأخنف يفرّ من الشرف والشرت يتبعه.

المنذر بن الجارود والأحنف بن قيس

حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: وفد الأحنف والمنذر بن الجارود على معاوية، فتهيأ المنذر وخرج الأحنف على قعود وعليه بتّ، فكلما مرّ المنذر قال الناس هذا الأحنف، فقال المنذر: أراني تزيّنت لهذا الشيخ.

بين الأحنف وبني تميم

وقالت بنو تميم للم حنف: ما أعظم منّتنا عليك! فضّلناك وسوّدناك. فقال: هذا شبل بن معبد ، من سوّده ولير بالحضرة بجليّ غيره أو قال بالبصرة.

عبد اللّه بن عبد الأعلى يرد على عبد الملك

عن أكرم العرب وخير الناس

قال عبد الملك بن مروان لعبد اللّه بن عبد الأعلى الشاعر الشّيباني: من أكرم العرب أو من خير الناس قال: من يحبّ الناس أن يكونوا منه، ولايحب أن يكون من أحد، يعني بني هم شم. قال: من الأم الناس قال: من يحب أن يكون من غيره، ولايحب غيره أن يكونوا منه.

قول لرجل من أشراف العجم لشريف عربي

قال رجل من أشراف العجم لرجل من أشراف العرب: إن الشرف نسب مفرد، فالشريف من كل قوم نسيب.

وكان يقال: أكرم الصّفايا أشدّهم ولهم إلى أولم دهم ، وأكرم الإبل أحنّهم إلى أوطانهم ، وأكرم الأفلم ء أشدّهم ملازمة لإمهم تهم ، وخير الناس آلف الناس للناس.

السّيادة والكمال في الحداثة

لم لأحنف بن قيس في السودد

قال الأحنف: السّودد مع السواد. يريد أنه يكون سيداً من أتته السيادة في حداثته وسواد رأسه ولحيته، وقد يذهب بمعناه إلى سواد الناس وعامّتهم، يراد أن السّودد يكون بتسويد العامّة.

شعر في سؤدد محمد بن القاسم الثقفي


وقال أبو اليقظان: ولّى الحجاج محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم الثقفي قتال الأكراد بفارس فأباد منهم، ثم ولم ه السّند فافتح السند والهند وقاد الجيوش وهو ابن سبع عشرة سنة، فقال فيه الشاعر:

إن السماحة والمرؤة والنّـدى

 

لمحمد بن القاسم بن محمـد

قاد الجيوش لسبع عشرة حجّة

 

يا قرب ذلك سودداً من مولد!

ويروى: يا قرب ذلك سورة من مولد السّورة: المنزلة الرفيعة.

قال أبو اليقظان: وهو جعل شيراز معسكراً ومنزلاً لولاة فارس.

شعر لحمزة بن بيض لمخلّد بن يزيد بن المهلّب

وقال حمزة بن بيض لمخلّد بن يزيد بن المهلّب:

بلغت لعشر مضت من سني

 

ك ما يبلغ السيّد الأشـيب

فهمّك فيهم جسام الأمـور

 

وهمّ لداتكن أن يلـعـبـوا

سؤال الحطيئة عن ابن عبّاس ورد ابن مسعود

نظر الحطيئة إلى ابن عباس يتكنلم في مجلس عمر، فقال: من هذا الذي نزل عن الناس في سنه وعلم هم في قوله! وقال ابن مسعود: لو بلغ أسناننا ما عشره منّا رجل.

قول رجل في أبي دلف

ونظر رجل إلى أبي دلف في مجلس المأمون فقال: إن همته ترمي به وراء سنه.

في ولاية عبيد اللّه بن زياد خراسان

وولي عبيد اللّه بن زياد خراسان وهو ابن ثلاث وعشرين سنة، وليهم لمعاوية. وقيل لزياد عند موته: استخلف عبيد اللّه، فقال: إن يكن فيه خير فسيولّيه عمّه. فلما مات زياد شخص عبيد اللّه إلى عمه معاوية فقال له: ما منع أباك أن يوليّك أما إنه لو فعل فعلت. فقال عبيد اللّه: يا أمير المؤمنين، لايقولنّهم أحد بعدك: ما منع أباه وعمه أن يكونا استعملاه. فرغب فيه فاستعمله على خراسان.

فيمن ولي أمراً وهو شاب لم يكتهل

وولي معاذ اليمن وهو ابن أقل من ثلاثين سنة.

وحمل أبو مسلم أمر الدبى لة والدعوة وهو ابن إحدى وعشرين سنة.

وحمل الناس عن إبراهيم النّخعي وهو ابن ثماني عشرة سنة.

وولى رسول اللّه عتاب بن سيد مكة وهو ابن خمس وعشرين سنة.

وسوّدت قريش أبا جهل ولم يطّر شاربه فأدخلته مع الكهول دار النّدوة.

قال الكميت:

رفعت إليك وما ثـغـر

 

ت عيون مستمع وناظر

ورأوا عليك ومنك في ال

 

مهد النّهى ذات البصائر

بين عمر بن عبد العزيز وفتى في وفد قدم عليه من العراق

قال: قدم وفد على عمر بن عبد العزيز من العراق، فنظر إلى شاب منهم يتحوّز يريد الكلم م، فقال عمر: كبّروا كبّروا. فقال الفتى: يا أمير المؤمنين إن الأمر ليس بالسن، ولو كان كذلك كان في المسلمين من هو أسنّ منك. قال: صدقت فتكنلّم.

 لشاعر في أن الأمر يجب أن يكون لكهل

قال الشاعر في خلاف هذا المعنى:

إنما الهلك أن يساسوا بغرّ

 

لم تعره الأيام رأيا وثيقا

ولآخر مثله

وقال آخر:

آلا قالت الحسنـاء يوم لـقـيتـهـم

 

كبرت، ولم تجزع من الشيب مجزعا

رأت ذا عصاً يمشي عليهـم وشـيبة

 

تقنّع منهم رأسـه مـاتـقـنّـعـا

فقلت لهم: لم تهزئي بي فـقـلّـمـا

 

يسود الفتى حتى يشيب ويصـلـعـا

وللقارح اليعـبـوب خـير عـلاية

 

من الجذع المجرى وأبعد منـزعـاً

شعر لبكير بن الأخنس في المهلّب

رأى بكير بن الأخنس المهلّب وهو غلام فقال:

خذوني به إن لم يسد سرواتهم

 

ويبرع حتى لم يكون له مثل

الهمّة والخطار بالنفس

لدكين وقد أتى عمر بن عبد العزيز يستنجزه وعداً

قال: أخبرنا خالد بن جويرية عن محمد بن ذؤيب الفقيميّ وهو العمانيّ الراجز عن دكين الراجز قال: أتيت عمر بن عبد العزيز بعد ما استخلف أستنجز منه وعدا كان وعدنيه وهو وإلى المدينة، فقال لي: يا دكين ان لي نفساً توّاقة، لم تزل تتوق إلى الأمارة، فلما نلتهم تاقت إلى الخلافة، فلما نلتهم تاقت إلى الجنة. وما رزأت من أموال المسلمين شيئاً، وما عندي إلا ألفا درهم، فاختر أيّهما شئت. وهو يضحك. فقلت: يا أمير المؤمنين، قليلك خير من كثير غيرك، ويقال قليلك خير من كبير غيرك، فاختر لي أنت. فدفع إليّ ألفا وقال: خذهم بارك اللّه لك فيهم. فابتعت بهم إبلاً وسقتهم إلى البادية، فرمى اللّه في أذنابهم بالبركة بدعوته حتى رزقني اللّه ما ترون.

لمعاوية في طلب أمرٍ عظيم

قال معاوية لعمرو بن العاص حين نظر معسكر عليّ عليه السلم م: من طلب عظيماً خاطر بعظيمته.

وكان عمرو يقول: عليكم بكل أمر مزلقةٍ مهلكةٍ. أي عليكم بجسام الأمور.

شعر لكعب بن زهير في بعد الهمة والمخاطرة بالنفس

وقال كعب بن زهير:

وليس لمن لم يركب الهول بغـيةُ

 

وليس لرحل حطّه اللّه حـامـل

إذا أنت لم تقصر عن الجهل والخنا

 

أصبت حليما أو أصابك جـاهـل

من كتاب الهند في أشياء لاتنال إلا ببعد الهمّة

وفي كتاب للهند: ثلاثة أشياء لاتنال إلا بارتفاع همّة وعظيم خطر: عمل السلطان، وتجارة البحر، ومناحرة العدوّ.

وفيه أيضاً: لاينبغي أن يكون الفاضل من الرجال إلا مع الملوك مكرّماً أو مع النّسّاك متبتلاً، كالفيل لايحسن أن يرى إلا في موضعين: في البريّة وحشيّاً أو للملوك مركبا.

وفيه أيضاً: ذو الهمة ان حطّ فنفسه تأبى إلا علوّاً كالشّعلة من النار يصوّبهم صاحبهم وتأبى إلا ارتفاعاً.

وقال عبد اللّه بن أبي الشّيص:

أظنّ الدهر قد آلـى فـبـرّا

 

بأن لايكسب الأموال حـرّا

لقد قعد الزمان بكـل حـرّ

 

ونقّض من قواه المستمـرّا

كأن صفائح الأحـرار أردت

 

أباه فحارب الأحرارا طـرّا

فأصبح كلّ ذي شرف ركوبا

 

لم عناق الدجى برّا وبحـرا

فهتكن جيب درع الليل عنـه

 

إذا ما جيب درع الليل زرّا

يراقب للغنى وجهم ضحوكا

 

ووجهم للمنيّة مكـفـهـرّا

ومن جعل الظلم م له قعـودا

 

أصاب به الدجى خيرا وشرّا

وكان يقال: من سرّه أن يعيش مسروراً فليقنع، ومن أراد الذكر فليجهد.

للعتابي في رجل بعيد الهمة

قيل للعتّابيّ: فلم ن بعيد الهمة. قال: إذن لايكون له غاية دون الجنة.

لبعض الحكماء في أسوأ الناس حالاً

وقيل لبعض الحكماء. من أسوأ الناس حالاً قال: من اتّسعت معرفته وضاقت مقدرته وبعدت همّته.

وقال عديّ بن الرّقاع:

والمرء يورث جوده ابـنـاءه

 

ويموت آخر وهو في الأحياء

للحجاج عندما ولي البالة فرجع عنهم

أبو اليقظان قال: كان أوّل عمل وليه الحجّاج تبالة، فسار إليهم فلما قرب منهم قال للدليل: أين هي وعلى أيّ سمت هي قال: تسترهم عنك هذه الأكمة. قال: لاأراني أميراً إلا على موضع تستر منه أكمة! أهون بهم ولاية! وكرّ راجعاً. فقيل في المثل: "أهون من البالة على الحجاج ".

شعر للطائي، وغيره، في ضرورة التغرّب

وقال الطائيّ:

وطول مقام المرء في الحيّ مخلقُ

 

لديباجتيه فاغـتـرب تـتـجـدّد

فإني رأيت الشمس زيدت محـبّة

 

إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد

وقال رجل لآخر: أبوك الذي جهل قدره وتعدّى طوره فشقّ العصا وفرّق الجماعة، لاجرم لقد هزم ثم أسر ثم قتل ثم صلب. قال الأخر: دعني من ذكر هزيمة أبي ومن صلبه، أبوك ما حدّث نفسه بشيء من هذا قطّ.

قال حاتم طيء:

لحى اللّه صعلوكاً مـنـاه وهـمّـه

 

من العيش أن يلقى لبوسا ومطعمـا

 

يرى الخمص تعذيبا وإن يلق شبـعة

 

يبت قلبه من قلّة الهمّ مـبـهـمـا

 

واللّه صعـلـوكٌ يسـاور هـمّـه

 

ويمضي على الأهوال والدهر مقدما

 

يرى قوسه أو رمحـه ومـجـنّـه

 

وذا شطبٍ لدن المهزّة مـخـذمـا

 

وأحناء سرج قاتر ولـجـامـه

 

معدّا لدي الهيجا وطرفا مسوّما

فذلك إن يهلك فحـيٌّ ثـنـاؤه

 

وإن يحي لم يقعد لئيما مذمّمـا

           

وقال آخر:

لم يمنعنّك خفض العيش تطلبه

 

نزاع شوق إلى أهل وأوطان

تلقى بكلّ بلم د إن حللت بهـم

 

أهلاً بأهل وجيرانا بجـيران

ويقال: ليس بينك وبين البلدان نسبٌ فخير البلاد ما حملك.

شعر لعروة بن الورد

وقال عروة بن الورد:

لحى اللّه صعلوكاً إذا جنّ ليلـه

 

مصافي المشاش آلفا كلّ مجزر

يعدّ الغنى من دهره كـلّ لـيلة

 

أصاب قراهم من صديق ميسّر

ينام عشاء ثم يصـبـح قـاعـدا

 

يحتّ الحصامن جنبه المتعفّـر

يعين نساء الحيّ لم يستـعـنّـه

 

ويمسي طليحا كالبعيرالمحسّـر

واللّه صعلوكٌ صفيحةٌ وجـهـه

 

كضوء شهم ب القابس المتنوّر

مطلّ على أعدائه يزجـرونـه

 

بساحتهم زجر المنيح المشهّـر

وقال آخر:

تقول سليمى: لو أقمت بأرضنا!

 

ولم تدر أني للمقـام أطـوف

 

وقال الطائي في نحوه:

آلفة النّحيب كم افـتـراقٍ

 

الأفكان داعية اجتـمـاع

وما إن فرحة الأوبـات الأ

 

لموقوفٍ على ترح الوداع

لروح بن حاتم على باب المنصور

نظر رجل إلى روح بن حاتم واقفاً في الشمس على باب المنصور فقال له. قد طال وقوفك في الشمس. فقال روح: ليطول مقامي في الظل.

شعر لخداج بن زهير

وقال خداش بن زهير:

ولن أكون كمن ألقى رحـالـلّـه

 

على الحمار وخلّى صهوة الفرس

 

وقال آخر:

لاأنت قصّرت عن مجدٍ ولاأنـا، إذ

 

أسمو إليك بنفسي، قصّرت هممي

قول لعمر بن الخطاب

قال عمر بن الخطاب: أشنعوا بالكنى فإنهم منبّهة.

دخل عبيد اللّه بن زياد بن ظبيان التيميّ على أبيه وهو يجود بنفسه فقال له: ألا أوصي بك الأمير فقال عبيد اللّه: إذا لم يكن للحيّ إلاّ وصيّة الميت فالحيّ هو الميت.

وقال الشاعر في نحوه:

إذا ما الحي عاش بعظم ميتٍ

 

فذاك العظم حيٌّ وهو ميت

بين عمرو بن سعيد ومعاوية

وقال معاوية لعمرو بن سعيد وهو صبيّ: إلى من أوصى بك أبوك قال: أوصى إليّ ولم يوص بي.

نظر أبو الحارث حمير إلى برذونٍ يستقى عليه، فقال: المرء حيث يجعل نفسه، لو هملج هذا لم يبل بما ترون. قال الطائيّ:

وقلقل نابي من خراسان جاشـهـم

 

فقل أطمئني أنضر الرّوض عازبه

وركب كأطراف الأسنّة عـرّسـوا

 

على مثلهم ، والليل تسطو غياهبه

لأمرٍ عليهـم أن تـتـمّ صـدوره،

 

وليس عليهم أن تتـمّ عـواقـبـه

وقال آخر:

وعش ملكاً أومت كريماً، وإن تمت

 

وسيفك مشهور بكفـك تـعـذر

شعر لامريء القيس في السعي للمجد

والمشهور في هذا قول امرىء القيس:

فلو أن ما أسعى لأدنى معـيشةٍ

 

كفاني ولم أطلب قليلٌ من المال

ولكنّما أسعى لمـجـد مـؤثّـلٍ

 

وقد يدرك المجد المؤثّل أمثالي

وقوله:

بكى صاحبي لما رأى الدرب دونه

 

وأيقن أنّا لاحقـان بـقـيصـرا

فقلت له: لا تبك عينـك، إنـمـا

 

نحاول ملكا أو نموت فنـعـذرا

لأبي نواس في طلب الغنى

وقال أبو نواس:

أبغي الغنى إمّا جليس خليفةٍ

 

نقوم سواءً، أو مخيف سبيل

في ارتفاع همة يزيد بن المهلّب

وقيل ليزيد بن المهلّب: ألاّ تبني دارأ فقال: منزلي دار الإمارة أو الحبس.

للحطيئة في التخاذل وسقوط الهمة

والمشهور في سقوط الهمة قول الحطيئة:

دع المكارم لا ترحل لبغيتـهـم

 

واقعد فإنك أنت الطاعم الكاسي

شعر لمالك بن الرّيب

وقال مالك بن الّريب:

فإن تنصفونا آل مروان نقـتـرب

 

إليكـم وإلا فـأذنـوا بـتـعـادي

 

فإنّ لنا عنكم مراحـأ ومـرحـلا

 

بعيسٍ إلى ريح الفـلاة صـوادي

 

وفي الأرض عن دار المذلّة مذهبٌ

 

وكلّ بلاد أوطـنـت كـبـلادي

 

فماذا عسى الحجاج يبلغ جـهـده

 

إذا نحن جاوزنـا حـفـير زياد

فبآست أبي الحجاج وآست عجوزه

 

عتّيّد بهـم يرتـعـي بـوهـم د

فلولا بنو مروان كان ابن يوسـف

 

كما كان عبد اً مـن عـبـيد إياد

زمان هو المقري المقـرّ بـذلّةٍ

 

يراوح غلمان القـرى ويغـادي

           

بين ينحاب وابن عائشة المحدّث

بعث ينحاب خليفتهم إلى ابن عائشة المحدّث وهو عبيد اللّه بن محمد بن حفص التّيمي، فأتاه في حلقته في المسجد فقال له: أبو من قال: هلاّ عرفت هذا قبل مجيئك! قال: أريد أن تخليني. قال: في حاجة لك أم في حاجة لي قال: في حاجة لي. قال: فالقني في المنزل. قال: فإن الحاجة لك. قال: ما دون إخواني سرّ.

شعر لمالك بن حريم وكان لصاً

وقال بعض لصوص همدان، وهو مالك بن حريمٍ:

كذبتم وبيت اللّه لاتأخـذونـهـم

 

مراغمةً ما دام للسّـيف قـائم

متى تجمع القلب الذكيّ وصارماً

 

وأنفاً حميًّا تجتنبك المـظـالـم

ومن يطلب المال الممنّع بالقنـا

 

يعش مثرياً أو تخترمه المخارم

وكنت إذا قومٌ غزوني غزوتهـم

 

فهل أنا في ذا يال همدان ظالم

شعر لأبي النشناش، وكان لصاً أيضاً

وقال أبو النّشناش، من اللصوص:

إذا المرء لم يسرح سواماً ولم يرح

 

سواماً ولم تعطف عليه أقـاربـه

فللموت خيرٌ للفتى مـن حـياتـه

 

فقيراً ومن مولًى تدبّ عقـاربـه

وسائلةٍ بالغـيب عـنّـي وسـائلٍ

 

ومن يسأل الصّعلوك أين مذاهبه

وطامسة الأعلام ماثلة الـصّـوى

 

سرت بأبي النشناش فيهم ركائبـه

فلم أر مثل الفقر ضاجعه الفتـى

 

ولا كسواد الليل أخفق صاحـبـه

وشعر للص آخر

وقال آخر من اللصوص:

وأنّي لأستحي مـن الـلّـه أن أرى

 

أطوف بأرض ليس فـيه بـعـير

وأن أسأل المرء الـلـئيم بـعـيره

 

وبعران ربّي في البـلاد كـثـير

فللّيل إن واراني الـلـيل حـكـمةٌ

 

وللشمس إن غابت عـلـيّ تـدور

عوى الذّئب فاستأنست للذئب إذ عوى

 

وصوّت إنسـانٌ فـكـدت أطـير

رأى اللّه إنّي للأنـيس لـشـانـيءٌ

 

وتبغضهم لي مـقـلةٌ وضـمـير

شعر للنمّر بن تولب في المخاطرة بالنفس

وقال النمّر بن تولب:

خاطر بنفسك كي تصيب غنيمةً

 

إنّ الجلوس مع العيال قبـيح

فالمال فيه تجـلّةٌ ومـهـم بةٌ

 

والفقر فيه مـذلّة وقـبـوح

مثله لآخر

وقال آخر:

تقول ابنتي: إن انطلاقك واحدا

 

إلى الرّوع يوماً تاركي لا اباليا

ذريني من الإشفاق إن قّمي لنا

 

من الحدّثان والمـنـيّة واقـيا

ستتلف نفسي أو سأجمع هجمةً

 

ترى ساقييهم يألمان التّراقـيا

لمثله أيضاً لأوس بن حجر

وقال أوس بن حجر:

ومن يكن مثلي ذا عيالٍ ومقـتـراً

 

من المال يطرح نفسه كلّ مطرح

ليبلي عذراً أو لـيبـلـغ حـاجةً

 

ومبلغ نفسٍ عذرهم مثل منـجـح

 

وقال آخر:

رمى الفقر بالأقوام حتى كأنّهم

 

بأطرار آفاق البلاد نـجـوم

لكسرى في صولة الكريم واللئيم

قال كسرى: احذروا صولة الكريم إذا جاع، واللئيم إذا شبع.

وقال الشاعر:

خلقان لم أرضى اختلافهمـا

 

تيه الغنى، ومذلّة الفـقـر

فإذا غنيت فلا تكن بـطـراً

 

وإذا افتقرت فته على الدّهر

واصبر، فلست بواجدٍ خلقـاً

 

أدنى إلى فرجٍ من الصّبـر

شعر لأعرابي كان أبوه يمنعه من التصرّف خوفاً عليه

كان إعرابيّ يمنع ابنه من التصرف إشفاقاّ عليه، فقال شعراّ فيه:

إذا ما الفتى لم يبغ إلا لباسـه

 

ومطعمه، فالخير منه بعـيد

 

يذكّرني خوف المنايا، ولم أكن

 

لأهرب ممّا ليس منه محـيد

 

فلو كنت ذا مال لقرّب مجلسي

 

وقيل إذا أخطأت: أنت رشيد

 

رأيت الغنى قد صار في الناس سودداً

 

وكان الفتى بالمـكـرمـات يسـود

وإن قلت لم يسمع مقالـي وإنّـنـي

 

لمبدىء حـقٍّ بـينـهـم ومـعـيد

فذرني أجوّل في الـبـلاد لـعـلّـه

 

يسـرّ صـديقٌ أو يسـاء حـسـود

ألا ربّما كان الـشّـفـيق مـضـرّةً

 

عليك مـن الإشـفـاق وهـو ودود

           

شعر لباهلي في طلب الغنى

وقال أعرابي من باهلة:

سأعـمـل نـصّ الـعـيس حـتـى يكـفّـــنـــي

 

غنـى الـمـال يومـاّ أو غـنـى الـحـــدّثـــان

فلـلـمـوت خـيرٌ مـن حـــياة يرى لـــهـــم

 

علـى الـحـرّ بــالإقـــلال وســـم هـــوان

متـى يتـكـنـلّـم يلـغ حـســـن كـــلامـــه

 

وإن لـم يقــل قـــالـــوا: عـــديم بـــيان

كأنّ الغني عن أهله بورك الغنى بغير لسانٍ ناطقٌ بلسان

 

 

 

الشرف والسّودد بالمال وذم الفقر والحض على الكسب

شعر لابن الأعرابي في ذم الفقر وقلة المال

أنشد ابن الأعرابي:

ومن يفتقر في قومه يحمد الغنى

 

وإن كان فيهم ماجد العمّ مخـولا

يمنّون إن أعطوا يبخل بعضهـم

 

ويحسب عجزاً سكته إن تجمّـلا

ويزري بعقل المرء قلّة مـالـه

 

وإن كان أقوى من رجال وأحولا

من كتاب الهند في ما يمدح به الغني ويذم الفقير

وقرأت في كتاب للهند: ليس من خلّة يمدح بهم الغنيّ إلا ذمّ بهم الفقير، فإن كان شجاعاً قيل أهوج، وإن كان وقوراً قيل بليد، وإن كان لسنا قيل مهذارٌ، وإن كان زمّيتاً قيل عيّي.

 

شعر في ذم الفقر

وقال آخر:

الفقر يزري بأقوام ذوي حسبٍ

 

وقد يسوّد غير السيّد المـال

مثله لابن الأعرابي في الحض على الكسب

وأنشد ابن الأعرابي:

رزقت لبّا ولم أرزق مروءته

 

وما المروءة إلاّ كثرة المال

إذا أردت مساماةً يقعّـدنـي

 

عما ينوّه باسمي رقّة الحال

ولآخر في مدح الغنى

وقال آخر:

يغطّي عيوب المرء كثرة ماله

 

يصدّق فيما قال وهو كذوب

ويزري بعقل المرء قلّة ماله

 

يحمّقه الأقوام وهو لـبـيب

وقال آخر:

كم من لئيم الجدود سوّده ال

 

مال أبوه وأمّـه الـورق

وكم كريم الجدود ليس لـه

 

عيبٌ سوى أنّ ثوبه خلق

أدّبه سـادةٌ كـرام فـمـا

 

ثوباه إلا العفاف والخلـق

مثله للرياشي

وأنشد الرياشيّ:

غضبان يعلم أنّ المال ساق لـه

 

ما لم يسقه له دينٌ ولا خـلـق

لولا ثلاثون ألفا سقتهم بـطـراً

 

إلى ثلاثين ألفا ضاقت الطّرق

فمن يكن عن كرام الناس يسألني

 

فأكرم الناس من كانت له ورق

لأحيحة بن الجلاح في المعنى نفسه

وقال أحيحة بن الجلاح:

استغن أو مت ولا يغررك ذو نـشـب

 

من ابـن عـمّ ولا عـم ولا خــال

يلوون ما عندهم من حق أقـربـهـم

 

وعن صديقهم والمـال بـالـوالـي

ولا أزال على الزّوراء أعـمـرهـا

 

إن الكريم على الأخوان ذو الـمـال

كلّ الـنـداء إذا نـاديت يخـذلـنـي

 

إلا ندائي إذا ناديت يا ماليوقال حسّان :

ربّ حلـمٍ أضـاعـه عـدم الـمـا

 

ل وجهل غظى عـلـيه الـنـعـيم

وقال الهذليّ:

رأيت معاشرا يثنى عليهـم

 

إذا شبعوا وأوجههم قبـاح

يظلّ المصرمون لهم سجودا

 

ولولم يسق عندهم ضـياح

ويروى يلف.

لبعضهم في كسب المال

وقال بعضهم: وددت أنّ لي مثل أحد ذهبا لا أنتفع منه بشيء. قيل له: فما تصنع به قال: لكثرة من يخدمني عليه.
قال الصّلتان:

إذا قلت يوماً لمن قد تـرى:

 

أروني السّريّ، أروك الغني

وسرّك ما كان عند امـرىءٍ

 

وسرّ الثلاثة غير الخـفـي

وقال آخر:

لا تسألي النّاس: ما مجدي وما شرفي

 

الشأن في فضّتي والشأن في ذهبي

لولم يكن لي مـال لـم يطـر أحـد

 

بابي ولم يعرفوا مجدي ومجد أبـي

وقال آخر:

أجلّك قوم حين صرت إلى الغنى

 

وكلّ غنيّ في العيون جـلـيل

ولو كنت ذا عقل ولم تؤت ثروة

 

ذللت لديهم والـفـقـير ذلـيل

إذا مالت الدنيا على المرء رغّبت

 

إليه ومال الناس حـيث يمـيل

وليس الغنى إلا غنى زيّن الفتى

 

عشيّة يقـري أو غـداة ينـيل

وقال آخر:

وكلّ مقلٍّ حـين يغـدو لـحـاجةٍ

 

إلى كنلّ من يعدو ومن الناس مذنب

وكان بنو عمي يقولون مـرحـبـا

 

فلما رأوني معدماً مات مـرحـب

وقال آخر:

أبا مصلح أصلح ولا تك مفسـداً

 

فإنّ صلاح المال خيرٌ من الفقر

ألم تر أنّ المـرىء يزداد عـزّة

 

على قومه إن يعلموا أنه مثري

شعر لعروة بن الورد، وغيره

وقال عروة بن الورد:

ذريني للغنى أسعى فإنـي

 

رأيت النّاس شرّهم الفقير

وأبعدهم وأهونهم علـيهـم

 

وإن أمسى له حسب وخير

ويقصيه النّـديّ وتـزدريه

 

حليلته وينهره الصـغـير

وتلفي ذا الغنى وله جـلالٌ

 

يكاد فؤاد صاحبه يطـير

قليلٌ ذنبه والـذنـب جـمٌّ

 

ولكن للغني ربٌّ غفـور

وقال زيد بن عمرو بن نفيل:

ويكأن من يكن لـه نـشـبٌ يح

 

بب، ومن يفتقر يعش عيش ضرّ

وقال آخر:

ألم تر بيت الفقر يهجر أهله

 

وبيت الغنى يهدى له ويزار

وقال آخر:

إذا ما قلّ مالك كنت فردا

 

وأيّ الناس زوّار المقلّ

لعبد العزيز بن زرارة والطائي وغيرهم

وقال عبد العزيز بن زرارة:

وما لبّ اللبيب بـغـيرحـظّ

 

بأغنى في المعيشت من فتيل

رأيت الحظّ يستر عيب قـوم

 

وهيهات الحظوظ من العقول

وقال الطائيّ:

الصبر كاسٍ وبطن الكف عاريةٌ

 

والعقل عارٍ إذا لم يكس بالنّشب

ما أضيع العقل إن لم يرع ضيعته

 

وفرٌ، وأي رحاً دارت بلا قطب

وقال آخر:

عش بجدٍّ ولا يضّرك نوكٌ

 

إنماعيش من ترى بالجدود

عش بجدّ وكن هبنّقة القي

 

سيّ نوكا أوخالدبـن يزيد

وقال الطائي:

ينال الفتى من عيشه وهو جـاهـلٌ

 

ويكدي الفتى في دهره وهو عالـم

ولو كانت الأرزاق تجري على الحجا

 

هلكن إذاً من جهلهـنّ الـبـهـائم

وقال المرّار:

إذا لم ترافد في الرّفاد ولم تسق

 

عدوّاً ولم تستغن فالموت أروح

وقال ابن الدمينة الثقفي:

أطعت العرس في الشهوات حتى

 

أعادتني عسيفاً عـبـد عـبـد

إذ ما جئتها قد بـعـت عـذقـا

 

تعانق أو تـقـبّـل أو تـفـدّي

وقال الأسعر الجعفيّ:

وخصاصة الجعفي مـا داينـتـه

 

لا ينقضي أبداً وإن قيل انقضـى

إخوان صدقٍ ما رأوك بـغـبـطة

 

فإن افتقرت فقد هوى بك ما هوى

وقال آخر:

إذا المرء لم يكسب معاشا لنفسـه

 

شكا الفقر أو لاقى الصدّيق فأكثرا

وصار على الأدنين كلاّ وأوشكـت

 

صلات ذوي القربى له أن تنكّـرا

فسر في بلم د اللّه والتمس الغنـى

 

تعش ذا يسار أو تموت فتـعـذرا

وما طالب الحاجات من حيث تبتغى

 

من الناس الأ من أجدّ وشـمّـرا

فلا ترض من عيشٍ بدونٍ ولا تنـم

 

وكيف ينام الليل من كان معسـرا

وقال آخر:

من يجمع المال ولا يثب به

 

ويترك العام لعام جـدبـه

يهن على الناس هوان كلبه

 

 

لأب

ي اليقظان في عتبة بن ربيعة

قال أبو اليقظان: ما ساد مملق قط الا عتبة بن ربيعة.

لعبد اللّه بن عمرو في عمل الدين والدنيا

حدّثني أبوحاتم قال: حدّثنا الأصمعيّ عن حمّاد بن سلمة عن عبيد اللّه بن العيزار عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال: أحرث لدنياك كأنّك تعيش أبدا وأحرث لآخرتك كأنك تموت غداً.

لأبي قلابة الرقاشي في الغنى

قال: حدّثني أبو حاتم قال: حدّثنا الأصمعيّ قال: حدّثني أصحاب أيوب عن أيّوب قال:

كان أبو قلابة يحثّني على الاحتراف ويقول: إن الغنى من العافية.

لأعري في الرجل الكامل

قال: وقال الأصمعيّ: سأل أعرابي عن رجل فقالوا: أحمق مرزوقٌ. فقال: ذاك واللّه الرجل الكامل.

في العمل وحفظ المال

وكان يقال: من حفظ ماله فقد حفظ الأكرمين: الدّين والعرض.

ويقال في بعض كتب اللّه: أطعني فيما آمرك ولاتعلمني بما ينفعك وآمدد يدك لباب من العمل أفتح لك باباً من الرزق.

وكان يقال: من غلى دماغه في الصيف غلت قدره في الشتاء.

ويقال: حفظ المال أشدّ من جمعه.

وللحسن

وقال الحسن: إذا أردتم أن تعلموا من أين أصاب المال فانظروا فيما ينفقه فإنّ الخبيث ينفق سرفاً.

ونحوه قولهم: من أصاب مالأ من نهاوش أذهبه اللّه في نهابر.

ويقال في مثل "الكدّ قبل المدّ"، يراد الطلب قبل العجاجة والعجز.

وللقيط في الغزو

وقال لقيط: "الغزو أدّر للّقاح وأحدّ للسلاح ".

شعر لأبي المعافى

وقال أبو المعافى:

وإن التواني أنكح العجز بنتـه

 

وساق إليها حين زوّجها مهرا

فراشاً وطيئاً ثم قال لها اتّكـي

 

قصاراهما لابدّ أن يلدا الفقرا

لزيد بن جبلة في الفقير

وقال زيد بن جبلة: لا فقير أفقر من غني أمن الفقر.

لعليّ بن أبي طالب رضي اللّه عنه في الغنى

 وروي عن عليّ بن أبي طالب كرم اللّه وجهه أنه قال: ما دون أربعة آلاف درهم نفقةٌ، وما فوقها كنز.

ويقال : القبرولا الفبر.

ويقال : ما سبق عيال مالا قظ إلا. كان صاحئه فقيرا .

لرجل من البصريين صاحب عيال وقيل لرجل من البصريين : ما لك لا ينمي مالك  قال : لأني اتخذت العيال قبل المال واتخذ الناس المال قبل العيال .

ويقال : العيال سوس المال .

وقيل لمديني : كيف حالك  قال . كيف يكرن حال من ذهب ماله وبقيت عادته .

ويقال : الغنى في الغربة وطن والفقر في الوطن غربة.

حدثني محمد بن يحعص باسناد ذكره قال : شكا نبب من الأنبياء إلى الشذة الفقر فاوحى الثه إليه : هكذا جرى أمرك عندي أفتريد من أجلك أن اعيد الدنيا .

ليونى بن حبيب قال . أبو حاتم قال : حذثنا العتي قال : سمعت يونس بن حبيب يقول : ما أجدب أهل البادية قظ حتى تسؤيهم السنة ثم جاءهم الخصب إلا عاد الننى إلى أهل الننى .

بين الأصمعي وأعرابية قال الأصمعف : رأيت أعرابية ذات جمال رائع تسال بمنى فقلت : يا أمة (لتسالين ولك هذا الجمال ! قال : قذر الكه فما اصنع  قلت . فمن أين معاشكم  قالت : هذا الحاخ نتقفمهم ونغسل ثيابهم . فقلت : فاذا ذهب الحاج فمن أين  فنظرت إلن وقالت : يا صلب الجبين ! لو كنا انما نعيش من حيث نعلم لما عشنا.

لشاعر في الإقلال وقال الشاعر". ( أتراني أرى من الدهريوسا لي فيه مطية غيبر رجلي لاذاكنت في جميع فقالوا قزبوا للرحيل قدمت نعلي حيثمانهنت لا أخلف رحلا من رآني .فقدرآني ورحلي لمديني ولأخرين في قلة ذات اليد قيل لمديني : ما عندك من آلة الحج  قال . التلبية .

وقيل لآخر: ما عندك من الة العصيدة قال: الماء.

وقيل لآخر: ما عندك من آلة القريس قال: الشتاء.

ذم الغنى ومدح الفقر

قال شريح: الجدة كنية البهل.

لأكثم بن صيفي في مدح الفقر

وقال أكثم بن صيفيّ: ما يسرّني أني مكفيُّ كلّ أمر الدنيا. قيل: وإن أسمنت وألبنت قال: نعم، أكره عادة العجز.

عيب الغنى

وكان يقال: عيب الغنى أنه يورث البله، وفضيلة الفقر أنه يورث الفكرة.

شعر لمحمد بن حازم في ذم الغنى

وقال محمد بن حازم الباهليّ:

ما الفقرعارٌ ولا الغنى شرف

 

وسخاء في طـاعةٍ سـرف

ما لك إلا شـيءٌ تـقـدّمـه

 

وكلٌّ شيء أخرتـه تـلـف

تركك مالاً لـوارثٍ يتـهـنّ

 

اه وتصلى بـحـرّه أسـف

مثله لابن مناذر

وقال ابن مناذر:

رضينا قسمة الرحمن فينا

 

لنا علمٌ وللثّقفـيّ مـالٌ

وما الثّقفيّ إن جادت كساه

 

وراعك شخصه إلا خيال

لمروان بن الحكم

وقال أنس بن مالك: لمّا خرج مرران من المدينة مرّ بماله بذي خشب فلما نظر إليه قال: ليس المال إلا ما أشرجت عليه المناطق. للمسيح عليه السلام في المال

وروي عن المسيح أنه قال: في المال ثلاث خصال، قالوا. وما هي يا روح اللّه قال: لا يكسبه من حلّه. قالوا: فإن فعل قال: يمنعه من حقّه. قالوا: فإن لم يفعل قال: يشغله إصلاحه عن عبادة ربه.

ولابن عمر

قيل لابن عمر: توفّي زيد بن حارثة وترك مائة ألف درهم ، قال: لكنهم لاتتركه.

شعر للمعلوط في أن السؤدد للكريم

وقال المعلوط:

ولا سود المال الـدّنـيّ ولا دنـا

 

لذاك ولـكـنّ الـكـريم يسـود

متى ما ير الناس الغنـيّ وجـاره

 

فقيراً يقولوا عـاجـزٌ وجـلـيد

وليس الغنى والفقر من حيلة الفتى

 

ولكن أحاظٍ قسّـمـت وجـدود

فكم قد رأينا من غنـيّ مـذمّـمٍ

 

وصعلوك قومٍ مات وهوحـمـيد

إذا المرء أعيته المروءة نـاشـئاً

 

فمطلبها كهـلاً عـلـيه شـديد

وقال آخر:

ولا تهين الفقـيرعـلّـك أن

 

تركع يوماً والدهر قد رفعه

الأخفش قال: قال المبرّد: أريد النون الخفيفة في ولا تهين فاسقط التنوين لسكونه وسكون اللام.

وقال آخر:

ولست بنظّارٍ إلى جانب الغـنـى

 

إذا كانت العلياء في جانب الفقر

وإني لصبّارٌعلى ما ينـوبـنـي

 

لأنيّ رأيت اللّه أثنى على الصبر

لأعرابي يمدح قوماً

وقال أعرابي يمدح قوماً:

إذا افتقروا عضّوا على الصبر حسبةً

 

وإن أيسروا عادوا سراعاً إلى الفقر

يقول: يعطون ما عندهم حتى يفتقروا.

للحسن عن اليهود وتعييرهم عيسى عليه السلام بالفقر

قال الحسن: عيّرت اليهود عيسى بن مريم بالفقر فقال: من الغنى أتيتم.

وللحسن أيضأ في شرف الفقر

وقال: حسبك من شرف الفقر أنك لا ترى أحدا يعصي ليفتقر.

شعر لابن الأعرابي في ذم المال

أنشد ابن الأّعرابي:

المال يغشى رجالأ لا طباخ بهـم

 

كالسّيل يغشى أصول الدّندن البالي

وقال الطائي:

لا تنكري عطل الكريم من الغنى

 

فالسيل حرب للمكان العـالـي

لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه فيمن دخل على الأغنياء

قال عمر بن الخطاب: من دخل على الأغنياء خرج وهو ساخط على اللّه.

لأعرابي في الغنيّ والفقير وقال أعرابيّ: الغنيّ من كثرت حسناته، والفقير من قلّ نصيبه منها .

شعر لذي الأصبع

وقال ذو الأصبع:

لي ابن عمّ على ماكان من خلقٍ

 

مخالفٌ لي أقليه ويقـلـينـي

أزرى بنا أننا شالت نعامتـنـا

 

فخالني دونه بل خلتـه دونـي

وقال آخر:

إنّ الحرم غزيرةٌ حلـبـاتـه

 

ووجدت حالبة الحلال مصورا

قيل لأعرابي: إن فلاناً أفاد مالاً عظيماً. قال: فهل أفاد معه أياماً ينفقه فيها

من كتاب الهند في صاحب المروءة

وفي كتاب للهند: ذو المروءة يكرم معدماً كالأسد يهاب وإن كان رابضاً، ومن لا مروءة له يهان وإن كان موسراً كالكلب وإن طوّق وحلّي.

شعر لخداش بن زهير

وقال خداش بن زهير:

أعاذل إن المـال أعـلـم أنّـه

 

وجامعه للغائلات الـغـوائل

متى تجعليني فوق نعشك تعلمي

 

أيغني مكاني أبكري وأفائلـي

وقال آخر:

إذا المرء أثرى ثمّ قال لقومـه

 

أنا السيّد المقضي إليه المعظّم

ولم يعطهم خيراً أبوا أن يسودهم

 

وهان عليهم رغمه وهوأظلـم

لزبان بن سيّار

وقال زبان بن سيّار:

ولسنا كقوم محدثـين سـيادةً

 

يرى مالهم ولا يحسّ فعالها

مساعيهم مقصورةٌ في بيوتهم

 

ومسعاتنا ذبيان طرًّا عيالهـا

لأبي عبيد اللّه الكاتب في ذلة الفقر وعز الغنى

وقال أبو عبيد اللّه الكاتب: الصبر على حقوق المرؤة أشدّ من الصبر على ألم الحاجة، وذلّة الفقر مانعةٌ من عزّ الصبر كما أن عزّ الغنى مانع من كرم الإنصاف.

وقال بعض المتكلمين في ذمّ الغنى: ألم تر ذا الغنى ما أدوم نصبه، وأقلّ راحته، وأخسّ من ماله حظّه، وأشدّ من الأيام حذره، وأغرى الدّهر بثلمه ونقضه، ثم هو بين سلطان يرعاه، وحقوق تسترثيه، وأكفاء يتنافسونه، وولد يوذون فراقه، قد بعث عليه الغنى من سلطانه العناء، ومن أكفائه الحسد، ومن أعدائه البغي، ومن ذوي الحقوق الذتمّ، ومن الولد الملامة، لاكذي البلغة قنع فدام له السرور، ورفض الدنيا فسلم له الجسد، ورضي بالكفاف فتنكّبته الحقوق.

شعر لأعرابي فقير كثير العيال

ضجر أعرابيٌّ بكثرة العيال والولد مع الفقر وبلغه أن الوباء بخيبر شديد فخرج إليهم بعياله يعرضهم للموت، وأنشأ يقول:

قلت لحمّى خيبر استعـدّي

 

هاك عيالي واجهدي وجدّي

وباكري بـصـالـبٍ وورد

 

أعانك اللّه على ذا الجنـد

فأخذته الحمى فمات هو وبقي عياله.

عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه يوصي ابنه عبد اللّه

وكتب عمر بن الخطاب إلى ابنه عبد اللّه: يا بني، اتق اللّه، فإنه من اتقى اللّه وقاه، ومن توكل عليه كفاه، ومن شكره زاده، فلتكن التقوى عماد عينيك وجلم ء قلبك، وآعلم أنه لاعمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لا حسبة له، ولا مال لمن لا رفق له، ولا جديد لمن لا خلق له.

شعر لمحمود الورّاق في مدح الفقر

وقال محمود الورّاق:

يا عائب الفـقـرالأ تـزدجـر

 

عيب الغنى أكثر لو تعتـبـر

من شرف الفقر ومن فضـلـه

 

على الغنى إن صحّ منك النظر

أنك تعصي اللّه تبغي الغـنـى

 

ولست تعصي اللّه كي تفتقـر

وقال آخر:

ليس لي مالٌ سوى كرمي

 

فيه لي أمن من الـعـدم

لا أقول: اللّه أعدمـنـي

 

كيف أشكو غير متّـهـم

قنعت نفسي بما رزقـت

 

وتمطّت بالعلى هممـي

وجعلت الصبر سـابـغةً

 

فهي من قرني إلى قدمي

فإذا ما الدّهر عاتـبـنـي

 

لم يجدني كافراً نعـمـي

التجارة والبيع والشراء

للنبي

قال: حدّثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن ابن إسحق عمن حدّثه يرفعه قال: قال رسول اللّه : "بعثت مرغمةً ومرحمةً ولم ابعث تاجراً ولا زرّاعاً وإن شر هذه الأمة التًجار والزراعون إلاّ من شحّ عن دينه ".

وفي حديث آخر رواه أبو معاوية عن الأعمش عن وائل بن داود عن سعيد بن جبير. سئل النبي  أيّ الكسب أطيب قال: "عمل الرجل بيده وكلّ بيع مبرورٍ".

لعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه في التجارة

حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا عون بن عمارة عن هشام بن حسان عن الحسن أن عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه قال: من تجر في شيء ثلاث مرات فلم يصب فيه فليتحول منه إلى غيره.

وقال: فرّقوا بين المنايا، واجعلوا الرأس رأسين ولا تلثّوا بدار معجزةٍ.

وقال: إذا اشتريت بعيراً فاشتره عظيم الخلق فإن أخطأك خيرٌ لم يخطئك سوقٌ.

وقال: بع الحيوم ن أحسن ما يكون في عينك.

وللحسن في الأسواق

وقال الحسن: الأسواق موائد اللّه في الأرض فمن أتاهم أصاب منهم .

للنبي

ابن المبارك عن معمر عن الزبيري قال: مر رسول اللّه برجل يبيع شيئاً، فقال: "عليك بالسّوم أول السوق فإن الرّباح مع السماح ".

وفي بعض الحديث المرفوع: "أمر رسول اللّه  الأغنياء باتخاذ الغنم والفقراء باتخاذ الدّجاج".

وقيل للزّبير: بم أبلغت ما بلغت من اليسار قال: لم أردّ ربحاً ولم أستر عيباً.

ولمعاوية في التجارة

دخل ناسٌ على معاوية فسألهم عن صنائعهم، فقالوا: بيع الرقيق. قال: بئس التجارة ضمان نفس ومؤونة ضرس.

بين رجل باع ضيعة ومشتريها

باع رجل ضيعة فقال للمشتري: أما واللّه لقد أخذتها ثقيلة المؤونة قليلة المنفعة. فقال: وأنت واللّه لقد أخذتهم بطيئة الاجتماع سريعة التفرّق.

واشترى رجل من رجل داراً فقال له المشتري: لو صبرت لم شتريت منك الذراع بعشرة.

فقال: وأنت لو صبرت بعتك الذراع بدرهم .

لعمر بن أبي زائدة في أبي سفيان بن العلاء يصفه بالحمق

حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ أن أبا سفيان بين العلاء باع غلاماً ما له بثلاثين ألفاً فقال عمر بن أبي زائدة: هذا أحمق، قالوا: كيف قال: لأنّه لم يبلغ ثلاثين ألفاً حتى اعطي قبل ذلك عشرون ألفاً فكيف انتظر ولم يغتنمها

عبد اللّه بن جعفر وقد رؤي يماكس

ورئي عبد اللّه بن جعفر يماكس في درهم فقيل له: أتماكس في درهم وأنت تجود من المال بما تجود به قال: ذلك مالي جدت به وهذا عقلي بخلته .

ولابن عمر

ابتاع ابن عمر شيئا فحثا له البائع على المكيال، فقال له ابن عمر: أرسل يدك ولا تمسك على رأسه فإنما لي ما يحمله المكيال.

كان جرير بن عبد اللّه إذا اشترى شيئاً قال لصاحبه: إن الذي أخذنا منك خيرٌ ممّا أعطيناك اذ أظنّ أنه كذلك فأنت بالخيار.

عمرو بن عبيد وقد اشترى إزاراً للحسن

اشترى عمرو بن عبيد إزاراً للحسن بستة دراهم ونصف فاعطاه سبعة دراهم فقال الرجل: إنما بعته بستة دراهم ونصف. فقال عمرو: إني اشتريته لرجل لايقاسم أخاه درهماً.

لأبي الزناد

قال: حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ عن أبي الزناد قال: إذا عزب المال قلّت فواضله، لا بلحة ولا بسرة ولا رطية ولا كرنافة.

ونحوه قول بعض الحجازيّين:

سأبـغـيك مـالاً بـالـمـدينة إنّـنــي

 

أرى عازب الأموال قلـت فـواضـلـه

 

بين سهل بن حنيف وعمر بن عبد الرحمن                      

 

 

قال عمر بن عبد الرحمن بن عوف. قسم سهل بن حنيف بيننا أموالنا وقال لي: يا بن أختي إني أؤثرك بالقرابة، اعلم أنه لامال لأخرق ولاعيلة على مصلح، وخير المال ما أطعمك لاما أطعمته، وإن الرقيق جمال وليس بمال.

قال زياد: ليس لذي ضعف مثل أرض عشر، وليس لذي جاه مثل خراج، وليس لتاجرٍ مثل صامتٍ.

بين رجل وتاجر

قال رجل لآخر: بكم تبيع الشاة تال. أخذتها بستة وهي خير من سبعة وقد أعطيت بها ثمانية فإن كانت من حاجتك بتسعة فزن عشرةً.

كان يقال: خير المال عين خرّارة، في أرض خوّارة، تفجّرها الفارة، تسهر إذا نمت، وتشهد إذا غبت، وتكون عقباً إذا متّ.

عبد الرزاق عن معمر عن الزهريّ عن سعيد بن المسيب قال: إن اللّه إذا أبغض عبداً جعل رزقه في الصّياح.

وقال الفضيل مثل ذلك، وقال: أما سمعت إلى أهل دار البطيخ والملاحين ودوّيهم .

ابن عمر والمماكسة

قال: حدّثنا أحمد بن الخليل قال: حدّثنا أحمد بن الحارث الهجيميّ قال: حدّثنا المبارك بن سعيد عن برد بن سنان عن نافع عن ابن عمر أنّه كان ل ايرى بالمكايسة والمماكسة في الشراء والبيع بأساً.

بين عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه وغلام له

قال: حدّثنى محمد قال: حدّثني الأصبهانيّ عن يحيى بن أبي زائدة عن مجالد عن أبي بردة، قال: أتى عمر غلام ما له يبيع الحلل، فقال له: إذا كان الثوب عاجزاً فانشره وأنت جالسٌ وإذا كان وساعا فانشره وأنت قائم. قال: فقلت له: اللّه اللّه يا عمر. قال: إنما هي السوق.

لعبد اللّه بن الحسين في الغلات

قال عبد اللّه بن الحسين: غلّة الدور مسكةٌ وغلّة النخل كقافٌ وغلّة الحب الغنى. قال أعرابيّ:

زيادة شيءٍ تلحق النفس بالمنـى

 

وبعض الغلاء في التجارة أربح

كتاب عتبة بن غزوان

ولما بلغ عتبة بن غزوان أن أهل البصرة قد اتخذوا الضّياع وعمروا الأرضين كتب إليهم: لا تنهكوا وجه الأرض فإن شحمتها في وجهها.

قال أعرابيّ:

وفي السّوق حاجاتٌ وفي النّقد قـلّةٌ

 

وليس بمقضي الحاجة غير الدّراهم

لميمون بن ميمون في الشراء بنعت أهل البضاعة

قال ميمون بن ميمون: من اشترى الأشياء بنعت أهلها غبن.

بين شكر الحرشي والحسن

حدّثني سهل بن محمد عن الأصمعيّ، قال: حدّثني شكر الحرشي قال: جاء الحسن بشاةٍ فقال لي: بعها وابرأ من أنّها تقلب المعلف وتنزع الوتد من قبل البيع لئلا يقولوا ندم.

قال الشاعر:

إذا ما تاجرٌ لم يوف كيلً

 

فصبّ على أنامله الجذام

شعر لابن الزيات في الطائي

ابن الزيات في الطائي:

رأيتك سهل البيع سمحاً وإنمـا

 

يغالي إذا ما ظنّ بالشيء بائعه

هو الماء إن أحميته طاب شربه

 

ويكدر يوماً أن تباح مشارعـه

حدّثت عن شيبان بن فروخ عن أبي الأشهب عن الحسن قال: كان رجل يتّجر في البحر ويحمل الخمر يأتي بهم قوماً، فعمد إليهم فمزجها نصفين وأتاهم بهم فباعهم بحساب الصّرف واشترى قرداً فحمله معه في السفينة، فلما لجّج في البحر لم يشعر إلا وقد أخذ القرد الكيس وعلاعلى الصّاري وجعل يلقي ديناراً في البحر وديناراً في السفينة حتى قسمه قسمين.

قال رجلٌ من الحاجّ: أتانا رجل من الأعراب بالرمل في طريق مكّة بغرارة فيهم كمأة، فقلنا له: بكم الغرارة فقال: بدرهمين. فقلنا: لك ذلك. فاخذناها ودفعنا إليه الثمن، فلما نهض قال له رجل منا: في است المغبون عود. فقال: بل عودان، وضرب الأرض برجله فإذا نحن على الكمأة قيامٌ.

قيل لأعرابيّ: ألا تشتري لابنك بطّيخةً. فقال: لا، أو يبلغ من كساده أن يكون إذا تناول من بين يدي البقال وأخذه وعدا رماه بأخرى ولم يعد خلفه.

لأعرابيّ وقد اشترى غلام ما بعيب فيه

اشترى أعرابيّ غلاماً فقال للبائع: هل فيه من عيب فقال: لا، غير أنه يبول في الفراش.

فقال: ليس هذا بعيب، إن وجد فراشا فليبل فيه.