الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - الدين

الدّين

لثابت بن عقلة في الدّين

قال ثابت قطنة: الدّين عقلة الشريف.

شعر دليم

وقال دليم:

اللّه لـقّـى مـن عـرابة بـبـيعةً

 

على حين كاد النّقد يعسرعاجـلـه

ولوّى بنان الكـف يسـب ربـحـه

 

ولم يحسب المطل الذي أنا ماطلـه

سيرضى من الرّبح الذي كان يرتجي

 

برأس الذي أعطى وهل هو قابلـه

بين عمر وابن جريج وقد تقنّع تستراً من دائنيه

عبد الرزاق عن ابن جريج قال: رآني عمر وأنا متقنّع، فقال: يا أبا خالد، إن لقمان كان يقول: القناع بالليل ريبة وبالنهار مذلّة. فقلت. إن لقمان لم يكن عليه دينٌ.

محمد بن النضر الحارثي لبعض العباد

كتب يعقوب بن داود إلى بعض العباد يسأله القدوم عليه، فأتى محمد بن النضر الحارثي فاستشاره وقال: لعل اللّه يقضي ديني. فقال محمد بن النضر: لأن تلقى اللّه وعليك دين ولك دين خير من أن تلقاه وقد قضيت دينك وذهب دينك.

لعياض بن عبد اللّه في مضار الذين

قال عياض بن عبد اللّه: الذين راية اللّه في أرضه فإذا أراد أن يذل عبداً جعلها طوقاً في عنقه.

خالد القسري يعرّض بعتبة بن عمرو ورد عتبة عليه

دخل عتبة بن عمرو على خالد القسري. فقال خالد يعرض به: إنّ ههنا رجالاً يدّانون في أموالهم فإذا فنيت ادّانوا في أعراضهم. فقال عتبة: إن رجالاً تكون مروءاتهم أكثر من أموالهم فيدانون على سعة ما عند اللّه. فخجل خالد وقال: إنّك منهم ما علمت.

شعر لأعرابيّ يذكر غرماء له

وقال أعرابيّ يذكر غرماء لها:

جاءوا إليّ غضاباً يلغطون مـعـا

 

يشفي أذاتهم أن غاب أنـصـاري

لما أبوا جهـرةً إلا مـلازمـتـي

 

أجمعت مكرم بهم في غير إنكار

وقلت إني سيأتيني غداً جـلـبـي

 

وإنّ موعدكم دار ابـن هـبّـار

وما أواعـدهـم إلا لأربـثـهـم

 

عني فيحرجني نقضي وإمراري

وماجلبت الـيهـم غـير راحـلةٍ

 

تخدي برحلي وسيفٍ جفنه عاري

إن القضاء سيأتـي دونـه زمـنٌ

 

فاطو الصحيفة واحفظها من الفار

مثله لآخر

وقال آخر لغرمائه:

ولو علّقتمـونـي كـلّ يوم

 

برجلي أو يدي في المنجنيق

لما أعطيتـكـم إلا تـرابـا

 

يطيّر في الخيااشم والحلوق

وقال آخر:

إذا جئت الأمير فقـل سـلامٌ

 

عليك وركة اللّـه الـرحـيم

وأما بعد ذلك فـلـي عـريمٌ

 

من الأعراب قبّح من غـريم

له ألفٌ عليّ ونصـف ألـفٍ

 

ونصف النصف في صكٍ قديم

دراهم ما انتفعت بها ولـكـن

 

وصلت بها شيوخ بني تمـيم

بين الحارث بن عبد اللّه ورجل من بني مخزوم

حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ، قال: جاء رجل من بني مخزوم إلى الحارث بن عبد اللّه ابن نوفل وهو يقضي عن أخيه دينا فقال: إن لي على أخيك حقاً. قال: ثبّت حقّك تعطه. قال: أفمن ملاءة أخيك ووفائه ندّعي عليه ما ليس لنا فقال: أمن صدقك وبرّك نقبل قولك بغير بينةٍ لأعرابيّ يوصي سهل بن هارون بالتواري عن غرمائه

 

لزم سهل بن هارون دين كثير، فقال أعرابيّ يوصيه بالتّواري عن غرمائه:

انزل أبا عمرو على حـدّ قـريةٍ

 

تربّع إلى سهل كثير الـسّـلائق

وخذ نفق اليربوع فآسلك طريقـه

 

ودع عنك إنّي ناطقٌ وابن ناطق

وكن كأبي قطب على كـلّ رائع

 

له باب دار ضيق العرض سامق

وأبو قطبة خناق كان بالكوفة مولى لكندة.

في الأنظار وإرجاء دفع الدّين

حدّثني محمد بن عبيد، قال: حدّثني سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عبيد بن عمير أن رجلاً كان يبايع الناس ويداينهم ، وكان له كاتب ومتجرٌ، فيأتيه المعسر والمستنظر فيقول لكاتبه: أكليء وآستنظر وتجاوز ليوم يتجاوز اللّه عنا فيه. فمات لايعمل عملاً غيره فغفر اللّه له.

شعر للقضاعي

قال شقران القضاعي:

لوكنت مولى قيس عيلان لم تجد

 

عليّ لإنسان من الناس درهما

ولكنني مولى قضاعة كلـهـا

 

فلست أبالي أن أدين وتغرمـا

بين عبد الرحمن بن عوف

وعمر بن الخطاب رضي اللّه عنه وقد أرسل يستلف منه

بلغنى عن يحيى بن أيّوب عن الأعمش عن إبراهيم، قال: أرسل عمر إلى عبد الرحمن بن عوف يستسلفه أربعمائة درهم، فقال عبد الرحمن: أتستسلفني وعندك بيت المال، الا تأخذ منه ثم تردّه فقال عمر: إني أتخوف أن يصيبني قدري، فتقول أنت وأصحابك: اتركوا هذا لأمير المؤمنين. حتى يؤخذ من ميزاني يوم القيامة، ولكني أتسلّفها منك لما أعلم من شحّك فإذا مت جئت فاستوفيتها من ميراثي.

بين أبي عبّاد المهلبي وصديق له اعتذر عن تسليفه

كتب أبو عبّاد المهلّبي إلى صديق له مكثرٍ يستسلفه مالاً، فاعتلّ عليه بالتعذر وضيق الحال، فكتب إليه ابن عبّاد: إن كنت كاذباً فجعلك اللّه صادقاً وإن كنت ملوماً فجعلك اللّه معذوراً.

لأبي اليقظان في الفضل بن العباس

أبو اليقظان قال: كان الفضل بن العبّاس بن عتبة بن أبي لهب الشاعر يعين الناس فإذا حلت دراهمه ركب حماراً له يقال له شارب الريح فيقف على غرمائه ويقول:

بني عمّنا ردوا الدراهم إنمـا

 

يفرّق بين الناس حبّ الدراهم

وكان رجل من بني الدّيل عسر القضاء فإذا تعلق به غرماؤه فرّ منهم وقال:

فلوكنت الحديد لكسّروني

 

ولكني أشدّ من الحط يد

فعيّنه الفضل، فلما كان قبل المحلّ جاء فبنى معلفاً على باب داره، وكان يقال للرجل عقرب، فلقي كل واحد من صاحبه شّدةً، فهجاه الفضل فقال:

قد تجرت في دارنا عقربٌ

 

لامرحباً بالعقرب التاجره

إن عادت العقرب عدنا لهم

 

وكانت النّعل لهم حاضره

كل عدوّ يتّقـى مـقـبـلاً

 

وعقربٌ تخشى من الدّابره

إن عدوا كيده في آسته لغيرذي كيد ولا نائره قال بعضم : ثلاثة من عازهم عادت عزته ذلة : السلطان ، والوالد ، والغريم .

للنبي لنهض وفي الحديث الفرفوع : "لصاحب الحق اليد واللسان.

لبعفرخلفاء بني أمية وقد رأى غريما له المدائني قال . ساير بعض خلفاء بني أمية رجلا وهو يحادثه ثم قطع حديثه وآصفر لونه ، فقال له الرجل : ما هذا الذي رأيت منك  قال . رأيت غريما لي .

قال الشاعر: إذا ما أخذت الدين بالذين لم يكن قضاء ولكن كان غرما على غرم وقال آخر أخذت الدين أدفع عن تلادي واخذ الدين أهلك للتلاد شعر لباهلي مديون ليحصبي كان لرجل من يحصب على رجل من باهلة دين ، فلما حل دينه هرب الباهل! وأنشا يقول !ذا حل دين اليحصبي فقل له : تزود بزاد وآستعن بدليل سيصبح فوقي أقتم الرأس واقعا بقالي قلاأو من وراء دبيل قال المحذث بهذا : فحذثني من رآه بقالي قلا أو بدبيل وهو مصلوب وقد وقعت عليه عقاب .

أبو فرعون الأعرابي وقوم استقرضهم فابوا وقف أبو فرعون الأعرابي على باب قوم يسالهم ، فحلفوا له : ما عندهم شيء يعطونه ، فقال: استقرضوا لنا شيئاً. فقالوا: ما يقرضنا أحد شيئاً. فقال أبو فرعون: ذلك لأنكم تأخذون ولاتعطون، أو قال ولاتقضون.

في الأعتذار من التسليف

أتى قومٌ عباديّاً فقالوا: نحبّ أن تسلف فلاناً ألف درهم وتؤخره بها سنة. قال: هاتان حاجتان وسأقضي لكن إحداهما، وإذا أنا فعلت فقد أنصفت، أنا أؤخرّه ما شاء.

كتاب عمر بن عبد العزيز إلى رجل له عليه دين

كتب عمر بن عبد العزيز إلى رجل له عليه دينُ: قد آن للحقّ الذي عندك أن يرجع إلى أهله، وتستغفر اللّه تعالى من حبسه.

اختلاف الهمم والشهوات والأماني

اجتمع عبد اللّه بن عمر وعروة بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان بفناء الكعبة، فقال لهم مصعب: تمنوا. فقالوا: ابدأ أنت. فقال: ولاية العراق وتزوج سكينة ابنة الحسين وعائشة بنت طلحة بن عبيد اللّه. فنال ذلك وأصدق كل واحدة خمسمائة ألف درهم وجهزّها بمثلهم. وتمنى عروة بن الزبير الفقه وأن يحمل عنه الحديث فنال ذلك. وتمنى عبد الملك الخلافة فنالها. وتمنى عبد اللّه بن عمر الجنة.