الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - وصف السرور

وصف السرور

قال قتيبة بن مسلم لحصين بن المنذر: ما السّرور قال: امرأةٌ حسناء، ودارٌ قوراءا، وفرسٌ مرتبطٌ بالفناء.

وقيل لضرار بن الحسين. ما السّرور قال: لواءٌ منشور، وجلوسٌ على السرير، والسلام عليك أيها الأمير.

أيضا لعبد الملك بن صالح

وقيل لعبد الملك بن صالح: ما السرور فقال:

كلّ الكرامة نلتها

 

إلّا التحية بالسلام

يريد أنه لم يسلّم عليه بالخلافة.

وأخذه من قول الأخر:

من كل ما نال الفتى

 

قد نلته إلا التحـيه

يريد الملك.

قيل لعبد الملك بن الأهتم: ما السّرور فقال: رفع الأولياء، وحطٌ الأعداء، وطول البقاء، مع القدرة والنماء.

وقال آخر:

أطيب الطّيبات قتل الأعادي

 

واختيالٌ على متون الجـياد

وأيادٍ حبوتـهـنّ كـريمـاً

 

إن عند الكريم تزكو الأيادي

قيل للفضل بن سهل: ما السرور فقال: توقيع جائز وأمرٌ نافذ.

ليزيد بن أسد في أسرّ شيء للقلوب

وقال يزيد بن أسد يوماً. أفي شيء أسر للقلوب فقالوا: رجل هوي زمانا ثم قدر، فقال: إن هذا السّرور.

وقال آخر: رجل طلب الولد زماناً فلم يولد له ثم بشر بغلام، فقال يزيد: أسرّ من هذا كلّه قفلةٌ على غفلة.

أماني لبعض الحكماء

قيل لبعض الحكماء: تمنّ. فقال: محادثة الأخوان، وكفاف من عيش يسدّ خلّتي ويستر عورتي، والانتقال من ظلّ إلى ظل.

 

قيل لآخر. ما بقي من ملاذك قال: مناقلة الأخوان الحديث على التّلاع العفر في الليالي القمر.

لامريء القيس في أطيب عيش الدنيا

قيل لامرىء القيس. ما أطيب عيش الدنيا فقال: بيضاء رعبوبة، بالطّيب مشوبة، الشحم مكروبة.

مثله لطرفة بن العبد ، والأعشى

وقيل لطرفة مثل ذلك فقال: مطعنمُ شهيّ وملبسُ دفيّ، ومركبٌ وطيّ.

وقيل للأعشى مثل ذلك، فقال: صهباء صافية، تمزجها ساقية، من صوب غادية.

شعر لطرفة بن العبد

وقال طرفة:

ولولا ثلاث هنّ من عيشة الفتـى

 

وجدّك لم أحفل متى قام عـودي

فمنهن سبقي العاذلات بـشـربة

 

كميتٍ متى ما تعل بالماء تزبـد

وتقصير يوم الدّجن والدجن معجبٌ

 

ببهكنةٍ تحت الطّراف المعـمّـد

وكرّي إذا نادى المضاف محنبـاً

 

كسيد الغضا نبهته الـمـتـورد

مثله لأبي نواس في طيب العيش

وقال أبو نواس:

قلت بالقفص ليحيي

 

ونـدامـاي نـيام

يارضيعي ثـدي أمٍّ

 

ليس لي عنه فطام

إنما العيش سمـاعٌ

 

ومـداتـم ونـدام

فإذا فـاتـك هـذا

 

فعلى العيش السلام

ولسحيم

وقال سحيم:

تقول حدراء: ليس فيك سوى ال

 

خمر معـابٌ يعـيبـه أحـد

فقلت: أخطأت، بل معاقرتي ال

 

خمر وبذلي فيهم الـذي أجـد

هو السّناء الذي سمـعـت بـه

 

لاسبـدٌ مـحـتـدي ولالـبـد

ويحك لولا الخمورلم أحفـل ال

 

عيش ولا أن يضمنـي لـحـد

هي الحيا والحياة واللّـهـو لا

 

أنـت ولاثـروة ولا ولـــد

شعر لأبي الهندي في ترك الخمور

وقال أبو الهندي:

تركت الخمور لأربابـهـم

 

وأصبحت أشرب ماء قراحا

وقد كنت حينا بهم معـجـبـا

 

كحبّ الغلام أالفتاة الرّداحـا

وما كان تركي لهـم أنـنـي

 

يخاف نديمي عليّ افتضاحـا

ولكن قولـي لـه مـرحـبـاً

 

وأهلاً مع السّهل وآنعم صباحا

ولآخر في شرب الخمر

وقال آخر:

اسقني بالكبير إنـي كـبـير

 

إنما يشرب الصغير الصغير

لايغرنك يا غبيد خشـوعـي

 

تحت هذا الخشوع فسق كثير

شعر لابن عائشة

كان ابن عائشة ينشد:

لما رأيت الحظ حظ الجاهل

 

ولم أر المغبون غير العاقل

رحلت عنسا من كروم بابـل

 

فبنت من عقلي على مراحل

وقال آخر:

شربنا من الداذي حتى كانـنـا

 

ملوك لهم بر العراقين والبحر

فلما آنجلت شمس النهار رأيتنا

 

تولى آلغنى عنا وعاودنا الفقر

لبعضهم في العيش

قال بعضهم: العيش كله في كثرة المال وصحة البدن وخمول الذكر.

وكان يقال: ليس السرور للنفس بالجدة، إنما سروز النفس بالأمل.

ليزيد بن معاوية في ما يخلق العقل

قال يزيد بن معاوية: ثلاث تخلق العقل وفيهم دليل على الضعف: سرعة الجواب، وطول التمني، والأستغراب في الضحك.

وكان يقال: المنى والخلم أخوان.

وسئل ابن أبي بكرة: أي شيء أدوم إمتاعا فقال: المنى.

شعر في التمني

وقال الشاعر:

إذا تمنيت بت الليل مغتبـطـاً

 

إن المنى رأس أموال المفاليس

وقال آخر:

ما فاتني منك فإن المنى

 

تدنيه مني فكأنا معـا

وقال آخر:

وإن لوّا ليس شيئاً سوى

 

تسلية اللّوماء بالباطل

شعر لبعض الأعراب

وقال بعض الأعراب:

منى إن تكن حقا تكن أحسن المنى

 

والأ فقد عشنا بهم زمنـا رغـدا

أماني من سعدى عذابا كـانـمـا

 

سقتكن بهم سعدى على ظمأ بردا

لبشار والمجنون

وقال بشار:

كررنا أحاديث الزمان الذي مضى

 

فلذ لنا محمودهـم وذمـيمـهـم

وقال المجنون:

أيا حرجات الحي حيث تحملـوا

 

بذي سلـم لاجـادكـن ربـيع

وخيماتكن اللم تي بمنعرج اللوى

 

بلين بئى لم تبـلـهـن ربـوع

فقدتكن من نفس شعاع فطالمـا

 

نهيتكن عن هذا وأنت جـمـيع

فقربت لي غير القريب وأشرفت

 

إليك ثغايخا ما لهـن طـلـوع

شعر لابن أبي الدمنية

وقل ابن أبي الدمينة:

يا اليتنا فردا وحش نـدور مـعـا

 

نرعى المتان ونخفى في نواحيها

أو ليت كدر القطا حلقن بي وبهـا

 

ذون السماء فعشنا في خوافيهـا

أكثرت من ليتنا لو كان ينفعـنـي

 

ومن منى النفس لو تعطى أمانيهم

لكثير عزة

وقال كثير:

فياليتنـا يا عـز مـن غـير ريبة

 

بعيران نرعـى فـي الـفـلـم ة

ونعزب نكون لذي مال كثير يضيغنا

 

فلاهو يرعانا ولانحن نـطـلـب

مثله لجران العؤد ومالك بن أسماء

وقال جران العود :

الأ ليتنا طارت عغلام س! لنا معا

 

لهم سبب عند المجرة أو وكـر

وقال مالك بن أسماء:

ولما نزلنا منزلاطله الندى

 

أنيقا وبستانا من النور حاليا

أجذ لنا طيب المكان وحسنه

 

منى فتمنينا فكنت الأمانـيا

وأنشدنا الرياشيّ:

نهم ري نهم ر الناس حتى إذا دجا

 

لي الليل متتني هناك المضاجـع

أقضي نهم ري بالحديث وبالمنى

 

ويجمعي والهتأباللـيل جـامـع

وأنشد أبو زيد:

كأني إذ أسعى لم ظفر طـائر

 

مع النجم في جو السماء يطير

فتى متلهى بالمنى في خـلائه

 

وهن وإن حسنتهـن غـرور

لشيخ من بني القحيف

أبو حاثم عن الأصمعيّ قال: زعأشيخ من بني القحيف قال: تمنيت دارا فمكثت أربعة أشهر مغتما للذرجة أين أضهم .

بين الوليد بن عبد الملك وبديح المغني

قال الوليد بن عبد الملك لبأيغ ألمغني: خذ بنا في التمن فواللّه لم غلبنك. قال: واللّه لاتغلبني أبدا. قال: بلى. قال بديح. فإني أتمنى كفلين من العذاب، وأن يلعنني اللّه لعنا كثيرا فخذ ضعفي ذلك. قال: غلبتني لعنك اللّه.

لمزبد في التمني

قيل لمزبد: أيسرك أن هذه الجنة لك قال: وأضرب عشرين سوطا. قالوا: وبأتقول هذا قال: لم نه لايكون شيء الأ بشيء.

لرجل كان يطلبه الحجاج

الأصمعيّ عن مبشر بن بشير أن رجلاً كان يطلبه الحجاج فمر بساباط فيه كلب بين خئيني يقطر عليه ماؤهم. فقال: يا ليتني مثل هذا الكلب. فما لبث ساعة أن مر بالكلب في عنقه حبل، فسأل عنه، فقالوا: جاء كتاب الحجاج يأمر فيه بقتل الكلم.

بين مديني وكوفي في مبلغ حب كل منهما للنبي ج!ز

قال مديني لكوفي: ما بلغ من حبك لرسول اللّه سعس!ظ فقال: وددت أني وقيته ولم يكن وصل إليه يوم أحد ولاغيره شيء من المكروه الأ كان بي دونه. قال المديني: وددت أن أبا طالب كان أسلم فسر به رسول اللّه جم!نه وأني كافر.

ابن أبي عتيق وجارته

تمنى ابن أبي عتيق أن يهدى له مسلوخ يتخذ منه طعامأ، فسمعته جارة له فظنت أنه قد أمر أن يشترى له، فانتظرت إلى وقت الطعاأثم جاءت تدق الباب، وقالت: شممت ريح قدورى فجئت لتطعموني. فقال ابن أبي عتيق: جيراني يشمون ريح الأماني.

من كتاب الهند الناسك وجزة العسل

وفي كتاب للهند أن ناسكا كان له عسل وسمن في جرة، ففئهريوما فقال: أبيع الجرة بعشرة دراهم ، وأشتري خمسة أعنبر فأويدهن في كل سنتن مرتين، ويبلغ النتاخأفي سنين مائتين، وأبتاع بكل أربع في، وأصيب بذرا فأزرع، وينمي المال في يدي، فآثخذ المساكن والعبيد والأماء والأهل ويولد لي ابن فاسميه كذا وآخذه بالأدب، فإن هو عصاني ضربت بعصاي رأسه، وكانت في يده عصا فرفعهم حاكيا للفرب، فاصاب الجرة فانكسرت، وانصب العسل والسمن على رأسه.

 

شعر كان ابن عمر بن الخطاب يتمثل به في حال سروره

ابن الكلبي قال: كان رجل من ولد عمر بن الخطاب مسرورا قال:

ليت أيامنا ببرقة خاخ

 

لياليك يا طويل تعود

له إذا كان مغتما

لي إذا كان مغتما قال .:

تر الشيء مما تتقي فتخافه

 

ا لاترى مما يقي اللّه أكثر

 زياد بن أبيه في أنعم لناس

الأصمعيّ عن أبيه قال: قال زياد: أي الناس أنعم قالوا: معاوية. قال: فأييئ ما يلقى من لناس ! قالوا: فأنت. قال: فاين ما ألقى من الثغور والخراج ! قالوا. فمن قال: شاب له سداد من عيش، وامرأة قد رضيهم ورضيته، لايعرفنا ولانعرفه، فإن عرفنا وعرفناه أفسدنا عليه دينه ودنياه.