الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - باب الحياء

باب الحياء

للنبي  في معنى هذا العنوان

حدّثنا أبو مسعود الدارمي، قال: حدّثني جدي خراش عن أنس أن رسول اللّه قال: "الحياء شعبة من الإيمان" .

وروى ابن نمير عن الأحوص بن حكيم، قال: حدّثني أبو عون المدني قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: قال رسول اللّه : "قنة الحياء كفرا.

لابن عمر في الحياء والإيمان

وروى جرير بن حازم عن يعلى بن حكيم عن رجل عن ابن عمر، قال: الحياء والإيمان مقرونان جميعأ فإذا رفع أحدهما آرتفع الأخر.

وكان يقال: أحيوا الحياء بمجالسة من يستحيا منه.

لبعض الأعراب في وصف حيي

ذكر أعرابيٌّ رجلا فقال: لا تراه الدهر إلا وكانه لا غنى به عنك لان كنت إليه أحوج، فإن أذنبت غفر وكانه المذنب، لان أسات إليه أحسن وكانه المسيء.

شعر لليلى الأخيلية في مثله

وقالت ليلى الأخيلية:

ومقدرعنه القميص تـخـالـه

 

وسط البيوت من الحياءسقيمـا

حتى إذا رفع الـلـواء رأيتـه

 

تحت اللواءعلى الخميس زعيما

ونحوه قول الاخر إلا أنه في التواضع:

يبدو فيبدوضعيفامن تواضعه

 

ويكفهرّفيلفى الأسود اللّحما

شعر لأبي دهبل الجمحي

وقال أبو دهبل الحجمحي:

إن البيوت معادنٌ فنجاره

 

ذهبٌ وكل جدوده ضخم

متهلل بنعم للاء مجانـب

 

سيان منه الوفر والعـدم

نزرالكلام من الحياءتخاله

 

ضمنا وليس بجسمه سقم

عقم النساءفل ايلدن شبيهه

 

إن النسطء بمثله عقـم

لابن مسعود عن أخر ما حفظ من كلام النبوة

حدّثنا أبو الخطاب قال: حدّثنا المعتمر، قال. سمعت ليث بن أبي سليم يحدّث عن واصل بن حتان عن أبي وائل عن ابن مسعود، قال: كان آخر ما حفظ من كلام النبوة "إذا لم تستح فاصنع ماشئت.

لبعض الشعراء قال الشاعر:

تخالهم للحلم صما عن الـخـنـا

 

وخرساً عن الفحشاء عند التهاجر

ومرضى إذا لوقوا حياء وعـفة

 

وعند الحفاظ كالليوث الخـوادر

وقال آخر:

عليه من التقوى رداء سكينةٍ

 

وللحق نور بين عينيه ساطع

للشعبي فيما يتعايش به الناس وقال الشعبي: تعايش الناس زماناً بالدين والتقوى، ثم رفع ذلك فتعايشوا بالحياء والتذمم، ثم رفع ذلك فما يتعايش الناس إلا بالرغبة والرهبة، وأظنه سيجيء ما هو أشد من هذا.