الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - باب العز والذل والهيبة

باب العز والذل والهيبة

بين سليمان بن عبد الملك ويزيد بن المهلب أبو حاتم عن الأصمعي قال: حدّثنا عمر بن السكن قال: قال سليمان بن عبد الملك ليزيد ابن المهلب: فيمن العز بالبصرة فقال: فينا وفي حلفائنا من ربيعة. فقال عمر بن عبد العزيز: ينبغي أن يكون العز فيمن تحولف عليه يا أمير المؤمنين.

لقريبة قالت قريبة: إذا كنت في غير قومك فلا تنس نصيبك من الذلة.

بين شيخ من قريش ورجل طلب إليه أن يعلمه الحلم قال رجل من قريش لشيخ منهم: علمني الحلم، قال: هويا بن أخي الذل، أفتصبر عليه .

للأحنف وقال الأحنف: ما يسرني بنصيبي من الذل حمر النعم، فقال له رجل: أنت أعز العرب، فقال: إن الناس يرون الحلم ذلاً، فقلت ما قلت على ما يعلمون.

من كتاب الهند وقرأت في كتاب للهند أن الريح العاصف تحطم دوح الشجر ومشيد البنيان ويسلم عليها ضعيف النبت للينه وتثنيه.

ويقال في المثل: تطأطأ لهم تخطئك .

لزيد بن عليّ بن الحسين حين خرج من عند هشام وشعر تمثل به وقال زيد بن عليّ بن الحسين حين خرج من عند هشام مغضبا: ما أحب أحد قط الحياة إلا ذل ؛ وتمثل :

شرده الخـوف وأزرى بـه

 

كذاك من يكره حر الجـلاد

منخرق الخفين يشكو الوجى

 

تنكبه أطراف مـروٍ حـداد

قد كان في الموت لـه راحة

 

والموت حتم في رقاب العباد

شعر للمتلمس وقال المتلمس:

إن الهوان، حمار البيت يعرفه

 

والمرء ينكره والجسرة الأجد

ولا يقيم بدار الذل يعـرفـهـا

 

إلا الحمار حمار الأهل و الوتد

وللزبير بن عبد المطلب وقال الزبير بن عبد المطلب :

ولا أقـيم بـدار لا أشـد بـهـــا

 

صوتي إذا ما اعترتني سورة الغضب

وقال آخر:

إذا كنت في قومٍ عداً لست منهم

 

فكل ما علفت من خبيثٍ وطيب

 

للعباس بن مرداس، وغيره وقال العباس بن مرداسٍ:

أبلغ أبا سلم رسـولاً نـصـيحة

 

فإن معشر جادوا بعرضك فابخل

وإن بوءوك منزلا غـير طـائل

 

غليظا فلا تنزل بـه وتـحـول

ولا تطعمن ما يعلفونـك إنـهـم

 

أتوك على قربانهم بالمـثـمـل

أراك إذن قد صرت للقوم ناضحا

 

يقال له بالغرب أدبـر وأقـبـل

وقال آخر:

فأبلغ لديك بني مـالـكٍ

 

على نأيها وسراة الرباب

بأن امرأ أنتـم حـولـه

 

تحفون قبته بالقـبـاب

يهين سراتكـم عـامـدا

 

ويقتلكم مثل قتل الكلاب

فلو كنتم إبلا أملـحـت

 

لقد نزعت للمياه العذاب

ولكنكم غنم تصطـفـى

 

ويترك سائرهم للـذئاب

وقال آخر:

تالله لولا انكسار الرمح قد علموا

 

ما وجدوني ذليلا كالـذي أجـد

قد يحطم الفحل قسراً بعد عزته

 

وقد يرد على مكروهه الأسـد

وقال بعض العبديين:

ألا أبلغا خـلـتـي راشـداً

 

وصنوي قديماً إذا ما اتصل

بأن الدقيق يهيج الـجـلـيل

 

وأن العـزيز إذا شـاء ذل

وأن الحزامة أن تصـرفـوا

 

لحي سوانا صدور الأسـل

فإن كنت سيدنـا سـدتـنـا

 

وإن كنت للخال فاذهب فخل

للبعيث وقال البعيث:

ولو ترمى بلؤم بني كـلـيب

 

نجوم الليل ما وضحت لساري

ولو لبس النهار بنـو كـلـيب

 

لدنس لؤمهم وضح النـهـار

وما يغدو عزيز بني كـلـيب

 

ليطلـب حـاجة إلا بـجـار

لابن سيابة وقوم أزعجوه، وقد جاورهم جاور ابن سيابة مولى بني أسد قوماً فازعجوه، فقال لهم: لم تزعجوني من جواركم  فقالوا: أنت مريب. فقال: فمن أذل من مريب ولا أحسن جواراً.

لعوانة أبو عبيدة عن عوانة قال: إذا كنت من مضر ففاخر بكنانة وكاثر بتميم والق بقيس، وإذا كنت من قحطان فكاثر بقضاعة وفاخر بمذحج والق بكلب، وإذا كنت من ربيعة ففاخر بشيبان وألق بشيبان وكاثر بشيبان.

كان يقال: من أراد عزا بلا عشيرة وهيبةً بلا سلطان فليخرج من ذل معصية الله إلى عز طاعة الله.

لرجل من العرب في السيد وقيل لرجل من العرب: من السيد عندكم قال: الذي إذا أقبل هبناه لاذا أدبر اغتبناه.

شعر لمسلم في معناه ونحوه قول مسلم:

وكم من معدٍ في الضمير لي الأذى

 

رآني فألقى الرعب ما كان أضمرا

وقال أيضاً:

يا أيها الشاتمي عرضي مسارقةً

 

أعلن به، أنت إن أعلنته الرجل

شعر في الهيبة ومن أحسن ما قيل في الهيبة:

في كفه خيزران ريحها عبـقٌ

 

من كف أروع في عرنينه شمم

يغضي حياءً ويغضى من مهابته

 

فما يكلم إلا حـين يبـتـسـم

 ليمدح المنصور وقال ابن هرمة في المنصور:

له لحظاتٌ عن حفافـي سـريره

 

إذا كرها فيها عـقـاب ونـائل

فأم الذي آمـنـت آمـنة الـردى

 

وأم الذي أوعدت بالثكل ثـاكـل

كريم له وجهان وجه لدى الرضـا

 

أسيلٌ، ووجه في الكريهة باسـل

وليس بمعطي العفو عن غير قدرة

 

ويعفو إذا ما أمكنته المـقـاتـل

لأخر في العفو عند المقدرة وقال آخر في العفو بعد القدرة:

أسدٌ علـى أعـدائه

 

ما إن يلين ولا يهون

فإذا تمكن مـنـهـم

 

فهناك أحلم ما يكون

لأخر يمدح مالك بن أنس وقال آخر في مالك بن أنس :

يأبى الجواب فما يراجع هيبةً

 

والسائلون نواكـس الأذقـان

هدي التقي وعز سلطان التقى

 

فهو المطاع وليس ذا سلطان

وقال آخر:

وإذا الرجال رأوا يزيد رأيتهـم

 

خضع الرقاب نواكس الأبصار

لأبي نواس وقال أبو نواس:

أضمر في القلب عتاباً له

 

فإن بدا أنسيت من هيبته

وصية ابن شبرمة لابنه

المدائني قال: قال ابن شبرمة القاضي لابنه: يا بني لا تمكن الناس من نفسك، فإن أجرأ الناس على السباع أكثرهم لهم معاينةً.

لأعرابي .قيل لأعرابي: كيف تقول: استخذأت أو استخذيت قال: لا أقوله. قيل: ولم قال: لأن العرب لا تستخذي .

وكان يقال: اصفح أو اذبح.