الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - باب المروءة

باب المروءة

للنبي صلى الله عليه وسلم في الحديث المرفوع: قام رجل من مجاشع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ألست أفضل قومي فقال: "إن كان لك عقل فلك فضل، وإن كان لك خلق فلك مروءة، وإن كان لك مال فلك حسب، وإن كان لك تقًى فلك دين ".

وفيه أيضاً: "إن الله يحب معالي الأمور ويكره سفسافها لعبد الملك بن عمير في المروءة روى كثير بن هشام عن الحكم بن هشام الثقفي قال: سمعت عبد الملك بن عمير يقول: إن من مروءة الرجل جلوسه ببابه.

للحسن قال الحسن. لا دين إلا بمروءة .

لابن هبيرة وغيره في المروءة قيل لابن هبيرة: ما المروءة قال: إصلاح المال، والرزانة في المجلس، والغداء والعشاء بالفناء.

قال إبراهيم: ليس من المروءة كثرة الالتفات في الطريق ولا سرعة المشي. ويقال: سرعة المشي تذهب بهاء المؤمن.

قال معاوية: المروءة ترك اللذة.

بين معاوية وعمرو بن العاص للنبي وقال لعمرو: ما ألذ الأشياء فقال عمرو: مر أحداث قريش أن يقوموا. فلما قاموا قال: إسقاط المروءة.

للنبي صلى الله عليه وسلم قال جعفر بن محمد عن أبيه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "وروا لذوي المروءات عن عثراتهم، فوالذي نفسي بيده إن أحدهم ليعثر وإن يده لفي يد اللّه " لعروة بن الزبير، وللأحنف كان عروة بن الزبير يقول لولده. يا بني العبوا، فإن المروءة لا لكون إلا بعد اللعب.

قيل للأحنف: ما المروءة فقال: العفة والحرفة لمحمد بن عمران التيمي قال محمد بن عمران التيمي. ما شيءٌ أشد حملا عليّ من المروءة قيل: وأي شيءٍ المرؤة قال: لا تعمل شيئاً في السر تستحي منه في العلانية.

شعر لزهير وقال زهير في نحو هذا:

الستر دون الفاحشات، ولا

 

يلقاك دون الخير من ستر

وقال آخر:

فسري كإعلاني، وتلك خليقتي

 

وظلمة ليلي مثل ضوء نهاريا

لعمر بن الخطاب رضي الله عنه قال عمر بن الخطاب: تعلمو العربية فإنها تزيد في المروءة، وتعلموا النسب فرب رحمٍ مجهولة قد وصلت بنسبها .

للأصمعي، ولابن ميمون قال الأصمعي: ثلاثة تحكم لهم بالمروءة حتى يعرفوا: رجل رأيته راكباً، أو سمعته يعرب، أو شممت منه رائحةً طيبة. وثلاثة تحكم عليهم بالدناءة حتى يعرفوا: رجل شممت منه رائحة نبيذ في محفل، أو سمعته يتكلم في مصرٍ عربي بالفارسية، أو رأيته على ظهر الطريق ينازع في القدر.

قال ميمون ابن ميمون: أول المروءة طلاقة الوجه، والثاني التودد، والثالث قضاء الحوائج. وقال: من فاته حسب نفسه لم ينفعه حسب أبيه.

لمسلمة بن عبد الملك، ولعمر بن الخطاب قال مسلمة بن عبد الملك: مروءتان ظاهرتان: الرياسة والفصاحة.
وقال عمر بن الخطاب: المروءة الظاهرة الثياب الطاهرة. قالوا: كان الرجل إذا أراد يشين جاره طلب الحاجة إلى غيره.
لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء:

نوم الغداة وشرٌ العشـيات

 

موكلان بتهديم المروءات