الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - باب اللباس

باب اللباس

لابن عباس حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا ابن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاوس عن ابن عباس، قال: كل ما شئت والبس ما شئت إذا ما أخطأك شيئان: سرفٌ أو مخيلةٌ.

قال: حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا المنهال بن حماد عن خارجة بن مصعب عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن أبيه، قل: كانت ملحفة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم التي يلبس في أهله مورسة حتى إنها لتردع على جلده.

لعليّ ولابن عباس في لباس عمر بن الخطاب حدّثني أبو الخطاب، قال: حدّثنا أبو عتاب قال: حدّثنا المختار بن نافعٍ عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن عليّ، قال: رأيت لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما إزاراً فيه إحدى وعشرون رقعة من أدم ورقعةٌ من ثيابنا. حدّثنا الزيادي قال: حدّثنا عبد الوارث بن سعيد عن الجريري عن ابن عباس، قال: رأيت عمر بن الخطاب يطوف بالبيت وإزاره مرقوع بأدمٍ.

بين معاوية والنخار العذري

نظر معاوية إلى النخار العذري الناسب في عباءة فازدراه في عباءة، فقال: يا أمير المؤمنين إن العباءة لا تكلمك وإنما يكلمك من فيها .

شعر لسحيم، وغيره قال سحيم بن وثيل:

ألا ليس زين الرحل قطعاً يمزق

 

ولكن زين الرحل يا مي راكبه

وقال آخر:

إياك أن تزدري الرجال فمـا

 

يدريك ماذا يكنه الـصـدف

نفس الجواد العتـق بـاقـيةٌ

 

يوماً وإن مس جسمه العجف

والحر حر وإن ألم به الـض

 

ر وفيه العفـاف والأنـف

وقال آخر من المحدّثين:

تعجبت در من شيبي فقلـت لـهـا

 

لا تعجبي قد يلوح الفجر في السدف

وزادها عجباً أن رحت في سـمـلٍ

 

وما درت در أن الدر في الصـدف

ابن عون ومعاذة العدوية وابن سيرين في برنس لابن عون حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ أن ابن عون اشترى برنساً من عمر بن أنس بن سيرين فمر على معاذة العدوية، فقالت: أمثلك يلبس هذا! قال: فذكرت ذلك لابن سيرين فقال: ألا أخبرتها أن تميماً الداري اشترى صلة بألفٍ يصلي فيها.

بعض ما كان يلبس الرسول صلى الله عليه وسلم حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا مصعب بن عبد الله من ولد عبد الله بن الزبير عن أبيه، قال: أخبرني إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه، قال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عليه ثوبان مصبوغان بالزعفران: رداءٌ وعمامةٌ.

مثل من ترف ابن الحنفية حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا عليّ بن عاصم قال: أخبرنا أبو إسحاق الشيباني قال: رأيت محمد ابن الحنفية واقفاً بعرفات على برذونٍ عليه مطرف خزٍ أصفر.

لحفص بن الفرافصة عن لباس وجوه أهل البصرة حدّثنا الرياشيّ عن الأصمعي عن حفص بن الفرافصة قال: أدركت وجوه أهل البصرة، شقيق بن ثور فمن دونه وآنيتهم في بيوتهم الجفان والعسسة فإذا قعدوا بأفنيتهم لبسوا الأكسية وإذا أتوا السلطان ركبوا ولبسوا المطارف.

كلام حماد بن أبي سليمان لفرقد السبخي في ثوب صوف لفرقد قدم حماد بن أبي سليمان البصرة فجاءه فرقدٌ السبخي وعليه ثياب صوف فقال حماد: ضع نصرانيتك هذه عنك، فلقد رأيتنا ننتظر إبراهيم فيخرج عليّنا وعليه معصفرة ونحن نرى أن الميتة قد حلت له.

من ترف ابن عباص وروى زيد بن الحباب عن الثوري عن ابن جريج عن عثمان بن أبي سليمان أن ابن عباس كان يرتدي رداءً بألفٍ.

بين معمر وأيوب السختياني في قميص لأيوب قال معمر: رأيت قميص أيوب يكاد يمس الأرض، فكلمته في ذلك فقال: إن الشهرة فيما مضى كانت في تذييل القميص وإنها اليوم في تشميره.

بين سيار ومالك بن دينار حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال أخبرني بعض أصحابنا قال: جاء سيار أبو الحكم إلى مالك بن دينار في ثياب اشتراها مالكٌ، فقال له مالك: ما هذه الشهرة فقال له سيار: أتضعني عندك أم ترفعني قال: بل تضعك. قال: أراك تنهاني عن التواضع. فنزل مالك فقعد بين يديه.

بين جعفر بن يحيى والأصمعيّ وشعر لنصيب قال أبو يعقوب الخريمي: أراد جعفر بن يحيى يوماً حاجة كان طريقه إليهم على باب الأصمعي فدفع إلى خادم كيساً فيه ألف دينارٍ وقال: إني سأنزل في رجعتي إلى الأصمعي وسيحدّثني ويضحكني فإذا ضحكت فضع الكيس بين يديه. فلما رجع ودخل عليه رأى حبًا مكسور الرأس وجرة مكسورة العنق وقصعة مشغبة وجفنةً أعشاراً، ورآه على مصلى بالٍ وعليه بركان أجرد، فغمز غلامه ألا يضع الكيس بين يديه ولم يدع الأصمعيّ شيئاً مما يضحك الثكلان إلا أورده عليه فما تبسم وخرج، فقال لرجل كان يسايره: من استرعى الذئب ظلم، ومن زرع سبخةً حصد الفقر، فإني واللّه لو علمت أن هذا يكتم المعروف بالفعل لما حفلت نشره له باللسان، وأين يقع مدح اللسان من مدح آثار الغنى، لأن اللسان قد يكذب والحال لا تكذب. ولله در نصيبٍ حيث يقول:

فعاجوا فأثئوا بالذي أنت أهله

 

لو سكتوا أثنت عليك الحقائب

ثم قال له: أعلمت أن ناووس أبرويز أمدح لأبروبز من شعر زهير لآل سنان.

ربيعة بن أبي عبد الرحس في بضع مشايخ المدينة قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: رأيت مشيخةً بالمدينة في زي الفتيان لهم الغدائر وعليهم المورد والمعصفر وفي أيديهم المخاصر وبهم أثر الحناء، ودين أحدهم أبعد من الثريا إذا أريد دينه.

ابن التوأم يذم رجلاً ذم ابن التوأم رجلاً فقال: رأيته مشحم النعل درن الجورب مغضن الخف دقيق الخزامة.

شعر لابن الأعرابي أنشد ابن الأعرابي :

فإن كنت قد أعطيت خزا تجره

 

تبدلته مـن فـروةٍ وإهـاب

فلا تأيسن أن تملك النسا إتنـي

 

أرى أمةً قد أدبرت لذهـاب

 للنبي صلى الله عليه وسلم وفي الحديث المرفوع: "إن الله إذا أنعم على عبدٍ نعمةً أحب أن يرى أثرها عليه" لحبيب بن أبي ثابت قال حبيب بن أبي ثابت: أن تعز في خصفةٍ خيرٌ لك من أن تذل في مطرفٍ، وما اقترضت من أحد خير من أن أقترض من نفسي.

شعر لعمرو بن معد يكرب، ولابن هرمة قال عمرو بن معد يكرب:

ليس الجمال بمـئزرٍ

 

فاعلم وإن رديت بردا

إن الجمال مـعـادن

 

وموارث أورثن مجدا

وقال ابن هرمة:

لو كان حولي بنـو أمـية لـم

 

ينطق رجال إذا هم نطـقـوا

إن جلسوا لم تضق مجالسهـم

 

أو ركبوا ضاق عنهم الأفـق

كم فيهـم مـن أخ وذي ثـقةٍ

 

عن منكبيه القميص منخـرق

تجهـم عـوذ الـنـسـاء إذا

 

ما احمر تحت القوانس الحدق

فريحهم عند ذاك أندى من آل

 

مسك وفيهم لخـابـطٍ ورق

بين أحمد بن إسماعيل وأبي سعد المخزرمي قال: حدّثني أحمد بن إسماعيل قال: رأيت على أبي سعد المخزومي الشاعر كردوانياً مصبوغاً بسواد، فقلت له: يا أبا سعد، هذا خز فقال: لا، ولكنه رعي على دعي.

شعر لأي البرق في أبي سعد وكان أبو سعد دعياً في بني مخزوم، وفيه يقول أبو البرق:

لما تاه على النـاس

 

شريفٌ يا أبا سعـد

فته ما شئت إذ كنت

 

بلا أصـلٍ ولا جـد

وإذ حظك في النسب

 

ة بين الحر والعبـد

إذا قاذفك الـمـفـح

 

ش في أمنٍ من الحد

بين عمر بن عبد العزيز ومؤدبه قال عمر بن عبد العزيز لمؤدبه: كيف كانت طاعتي إياك وأنت تؤدبني قال: أحسن طاعةٍ. قال: فأطعني الآن كما كنت أطيعك، خذ من شاربك حتى تبدو شفتاك، ومن ثوبك حتى يبدو عقباك لوكيع عن الأعمش وكيع قال: راح الأعمش إلى الجمعة وقد قلب فروةً جلدها على جلده وصوفها إلى خارج، وعلى كتفيه منديل الخوان مكان الرداء.

لأبي حصين عن الشعبي قال: حدّثني أبو الخطاب عن أبي داود عن قيس عن أبي حصين قال: رأيت الشعبي يقضي على جلدٍ.

للأحنف قال الأحنف: استجيدوا النعال فإنها خلاخيل الرجال.

بين قتيبة بن مسلم ومحمد بن واسع أبو الحسن المداثني قال: دخل محمد بن واسع على قتيبة بن مسلم في مدرعة صوف، فقال له قتيبة: ما يدعوك إلى لبس هذه فسكت، فقال له قتيبة: أكلمك فلا تجيبني؛ قال: أكره أن أقول زهداً فأزكي نفسي، أو أقول فقراً فأشكو ربي.

لابن السماك في لابس الصوف قال ابن السماك لأصحاب الصوف: والله إن كان لباسكم هذا موافقاً لسرائركم لقد أحببتم أن يطلع الناس عليهم ،وإن كان مخالفاً لهم فقد هلكتم.

شعر لبعض المحدّثين وقال بعض المحدّثين يعتذر من أطمارٍ عليه:

فما أنا إلا السيف يأكل جفنـه

 

له حليةٌ من نفسه وهو عاطل

التختم تختم النبي صلى الله عليه وسلم قال. حدّثني أبو الخطاب زياد بن يحيى الحساني قال: حدّثنا عبد الله بن ميمون قال: حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر بن عبد الله: أن النبي صلى الله عليه وسلم تختم في يمينه.

قال: حدّثني أبو الخطاب قال: حدّثنا سهل بن حماد قال: حدّثنا أبو خلدة خالد بن دينار قال: سألت أبا العالية ما كان نقش خاتم النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صدق اللّه ".

قال: فألحق الخلفاء بعد صدق الله "محمد رسول اللّه.

لابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال أبو الخطاب: حدّثنا عتاب قال: حدّثنا سالم بن عبد الأعلى عن نافع عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أراد أن يذكر الشيء أوثق في خاتمه خيطاً.

نقش خاتم عليّ كرم الله وجهه حدّثني أبو الخطاب قال: حدّثنا عبد اللّه بن ميمون قال: حدّثنا جعفر بن محمد عن أبيه أن خاتم عليّ كان من ورق نقشه نعم القادر اللّه نقش خاتم عليّ بن الحسين بن عليّ

كان على خاتم علي بن الحسين بن عليّ علمت فأعمل .

وخاتم صالح بن عبيد الله بن عليّ كان نقش ختم صالح بن عبيد اللّه بن عليّ تبارك من فخري باني له عبد ".

نقش خاتم شريح ونقش خاتم شريح الخاتم خير من الظن .

وطاهر ونقش خاتم طاهر وضع الخد للحق عز.

أبو النواس وخاتميه وكان لأبي نواس خاتمان: أحدهما عقيق مربع وعليه:

تعاظمني ذنبي فلما عـدلـتـه

 

بعفوك ربي كان عفوك أعظما

والآخر حديد صيني مكتوب عليه: الحسن يشهد أن لا إله إلا الله مخلصاً فأوصى عند موته أن يقلع الفص ويغسل ويجعل في فمه.