الكتاب الثالث: كتاب السؤدد - باب المزاح والرخص فيه

باب المزاح والرخص فيه

لعائشعة رضي الله عنها قال: حدّثنا محمد بن عبيد عن معاوية عن أبي إسحاق عن هشام بن عروة عن أبي سلمة قال: أخبرتني عائشة أنها سابقت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فسبقته، وسابقته في سفر آخر فسبقها وقال: "هذه بتلك "، لأبي رافع عن أبي هريرة حماد بن سلمة عن ثابت عن أبي رافع قال: كان أبو هريرة على المدينة خليفةً لمروان، فربما ركب حماراً قد شد عليه برذعةً وفي رأسه حليةٌ فيلقى الرجل فيقول: الطريق، قد جاء الأمير. وربما دعاني إلى عشائه بالليل فيقول: دع العراق للأمير، فأنظر فإذا هو ثريدٌ بزيت. مزاح الشعبي مع خياط مر به قال: حدّثني محمد بن محمد بن مرزوق عن زاجر بن الصلت الطاحي عن سعيد بن عثمان قال: قال الشعبي لخياط مر به: عندنا حبٌ مكسور تخيطه فقال الخياط: إن كان عندك خيوطٌ من ريح.

أيضاً للشعبي

وحدّثني بهذا الإسناد قال: دخل رجل على الشعبي ومعه في البيت امرأة فقال: أيكم الشعبي قال الشعبي: هذه.
وسئل الشعبي عن لحم الشيطان فقال: نحن نرضى منه بالكفاف. قال: فما تقول في الذبان قال: إن اشتهيته فكله.
بين خالد بن صفوان والفرزدق قال خالد بن صفوان للفرزدق وكان يمازحه: ما أنت يا أبا فراس بالذي لما رأينه أكبرنه و قطعن أيديهن. قال: ولا أنت يا أبا صفوان بالذي قالت فيه الفتاة لأبيها: يا أبت أستأجره إن خير من أستأجرت القوي الأمين ".

بين ابن سيرين وغالب وقد سأله عن هشام بن حسان حماد بن زيد عن غالب أنه سأل ابن سيرين عن هشام بن حسان قال: توفي البارحة، أما شعرت فجزع واسترجع، فلما رأى ابن سيرين جزعه قرأ الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها.

بين الشعبي وحمال سأله عن اسم امرأة إبليس مر بالشعبي حمالٌ على ظهره دن خل، فلما رآه وضع الدن وقال: ما كان اسم امرأة ابليس فقال الشعبي: ذاك نكاحٌ ما شهدناه.

لإبراهيم وهو يعود الأعمش حدّثني محمد بن عبد العزيز عن الأصبهاني عن يحيى بن أبي زائدة عن الأعمش قال: عادني إبراهيم فنظر إلى منزلي فقال: أما أنت فتعرف في منزلك أنك لست من أهل القريتين عظيم.

بين نعيمان وسويبط بن حرملة وقد خرجا في تجارة مع أبي بكر رضي الله عنه و روى وكيع عن ربيعة عن الزهري عن وهب بن عبد بن زمعة قال: قالت أم سلمة: خرج أبو بكر في تجارة ومعه نعيمان وسويبط بن حرملة، وكانا شهدا بدراً، وكان نعيمان على الزاد فقال له سويبط وكان مزاحاً: أطعمني. فقال: حتى يجيء أبو بكر. فقال: أما والله لأغيظنك. فمروا بقوم فقال لهم سويبط: أتشترون مني عبداً لي قالوا: نعم. قال: إنه عبدٌ له كلام وهو قائل لكم: إني حر، فإن كنتم إذا قال لكم هذه المقالة تركتموه فلا تفسدوا عليّ عبدي. فقالوا: بل نشتريه فك بعشر قلائص. ثم جاءوا فوضعوا في عنقه حبلاً وعمامة واشتروه، فقال نعيمان: إن هذا يستهزئ بكم وإني حر. قالوا: قد أخبرنا بخبرك. وانطلقوا به، وجاء أبو بكر فأخبروه فاتبعهم فرد عليهم القلائص وأخذه، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه فضحك هو وأصحابه منهما حولاً.

بين عدي بن أرطأة وشريح القاضي حدّثني محمد بن عبد العزيز قال: حدّثنا عبد اللّه بن عبد الوهاب الحجبي عن أبي عوانة عن قتادة أن عدي بن أرطاة تزوج امرأة بالكوفة وشرط لهم دارها فأراد أن ينقلها فخاصمته إلى شريح، فقال: أين أنت أصلحك الله قال: بينك وبين الحائط. قال: إني رجل من أهل الشام. قال: بعيد سحيق. قال: إني تزوجت امرأة. قال: بالرفاء والبنين. قال: وولدت غلاماً. قال: ليهنئك الفارس. قال: وشرطت لهم دارها. قال: الشرط أملك. قال: اقض بيننا. قال: قد قضيت. قال: بمه قال شريح: حدّث امرأة حديثين فإن أبت فأربع .

قال لي المحدّث: فأربعة، وإنما هو فأربع أي كف وأمسك.

قضاء شريح على رجل وقد أقر على نفسه وهو لا يعلم وتقدم رجلان إلى شريح في خصومة فأقر أحدهما بما يدعي الآخر عليه وهو لا يعلم، فقضى عليه شريح، فقال الرجل: أتقضي عليّ بغير بينة فقال: قد شهد عندي ثقة. قال: ومن هو قال: ابن أخت خالتك.

لابن سيرين كان ابن سيرين ينشد:

نبئت أن فتاة كـنـت أخـطـبـهـا

 

عرقوبها مثل شهر الصوم في الطول

وقال أيضاً:

لقد أصبحت عرس الفرزدق ناشزا

 

ولو رضيت رمح استه لاستقرت

وكان ابن سيرين يضحك حتى يسيل لعابه.

بين معاوية وعمرو بن العاص المدائني قال: قال عمرو بن العاص لمعاوية: إني رأيت البارحة في المنام كأن القيامة قد قامت ووضعت الموازين وأحضر الناس للحساب، فنظرت إليك وأنت واقف قد ألجمك العرق، وبين يديك صحف كأمثال الجبال. فقال معاوية: فهل رأيت شيئاً من دنانير مصر! بين معن بن زائدة وابن عياش المنتوف كان معن بن زائدة ظنينا في دينه، فبعث إلى ابن عياش المنتوف بألف دينار، وكتب إليه: قد بعثت إليك بألف دينار اشتريت بهم دينك، فاقبض المال وأكتب إلي بالتسليم، فكتب إليه: قد قبضت الدنانير وبعتك بها ديني خلا التوحيد لما عرفت من زهدك فيه.

بين الرشيد ويزيد بن مزيد قال الرشيد ليزيد بن مزيد: ما أكثر الخلفاء من ربيعة! فقال يزيد: أجل، ولكن منابرهم آ لجذوع.

بين بلال بن أبي بردة وابن أبي علقمة قال بلال بن أبي بردة لابن أبي علقمة: إنما دعوتك لأسخر منك. فقال له ابن أبي علقمة: لئن قلت ذاك لقد حكم المسلمون رجلين سخر أحدهما من الآخر.

كان يقال: السباب مزاح النوكى.

وقال الشاعر:

أخو آلجد إن جاددت أرضاك جده

 

وذو باطل إن شئت ألهاك باطله

شعر مسعر بن كدام لابنه ينصحه بالبعد عن المزاح وقال مسعر بن كدام لابنه:

ولقد حبوتك يا كدام نصحيتـي

 

فاسمع لقول أ بٍ عليك شفيق

أما المزاحة والمراء فدعهمـا

 

خلقان لا أرضاهما لصـديق

ولقد بلوتهما فلم أحمدهـمـا

 

لمحاور جـارٍ ولا لـرفـيق

شعر للكميت، ولغيره وقال الكميت:

وفي الناس أقداعٌ ملاهيج بالخنا

 

متى يبلغ الجهد الحفيظة يلعبوا

ومما يقارب هذا قول بعض المحدّثين 30:

أراني سأبدي عـنـد أول سـكـرة

 

هواي لفضل في خفاءٍ وفي سـتـر

فإن رضيت كان الرضا سبب الهوى

 

وإن غضبت حملت ذنبي على السكر

وقال الراعي - في نحو هذا يصف نساء:

يناجيننا بالطرف دون جديثنـا

 

ويقضين حاجاتٍ وهن موازح

بين أمير ورجل مزح عنده عرض بعض الأمراء على رجل عملين ليختار أحدهما فيوليه، فقال: كلاهما وتمراً، فقال: أعندي تمزح؛ لا وليت لي عملا.

لعمر بن الخطاب رضي الله عنه فيمن كثر ضحكه وقال عمر بن الخطاب: من كثر ضحكه قلت هيبته.

مثله لعليّ كرم الله وجهه، ولأكثم وقال عليّ: إذا ضحك العالم ضحكةً مج من العلم مجةً.

وقال أكثم: المزاحة تذهب المهابة الأخطل يعرض برجل كان يحسده في مجلس عبد الملك بن مروان الهيثم عن عوانة الكلبي قال: دخل الأخطل على عبد الملك بن مروان وهو مغمرم وعنده رجل كان يحسده الأخطل ويقارضه، فقال الأخطل: يا أمير المؤمنين عهدي بأبي هذا الفتى وهو سيدنا معشر بني جشم، وشيخنا الذي نصدر عن رأيه. فاهتز لها الفتى وقال: يا أمير المؤمنين، هو أعلم بنا قديماً وحديثاً. قال الأخطل: إن أباه أمرنا ذات يوم وقد نورت الرياض أن نخرج إلى روضة في ظهر بيوت الحي فنتحدّث فيها، فخرجنا وابتسطنا لعباً، وخرج الرجل منا بالبكرة الكوماء وبالخروف والجدي، وقام الفتيان فاجتزروا واشتووا ودارت السقاة عليّنا، فبينما نحن كذلك رعف أبوه فما تركنا في الحي روثة حمار إلا نشقناه إياهم فلم يرقأ دمه، فقال لنا شيخ: شدوا خصيي الشيخ عصباً. ففعلنا ذلك فرقأ الدم، فوالله ما دارت الكأس إلا دورة حتى أتانا الصريخ عن أمه أنها قد رعفت، فبادرنا إليها، فوالله ما درينا ما نعصب منها حتى خرجت نفسها. وعبد الملك يفحص برجليه ضحكاً، والفتى يقول: كذب واللّه. فقال عبد الملك: ألم تزعم أنه أعلم الناس بقديمكم وحديثكم ! بين رجل من الفقهاء وجمال حدّثني أحمد بن عمرو قال: كان رجل من الفقهاء في طريق مكة، فرأى وهو محرم يربوعاً فرماه بعصا كانت في يده فقتله، فقال الجمال: ألست محرماً قال: بلى وما كانت بي إلى رميه حاجة إلا أن تعلم أن إحرامي لا يمنعني من ضربك.

للأعمش في تمام الحج قال: وكان الأعمش يقول: من تمام الحج ضرب الجمال.

نعيمان المزاح ومخرمة بن نوفل المدائني قال: كان نعيمان رجلاً من الأنصار وشهد بدراً وجلده النبي عليه السلام في الخمر م ربع مرات، فمر نعيمان بمخرمة بن نوفل وقد كف بصره فقال: ألا رجل يقودني حتى أبول فأخذ بيده نعيمان، فلما بلغ مؤخر المسجد قال: ها هنا فبل. فبال فصيح به، فقال: من قادني قيل: نعيمان. قال: لله عليّ أن أضربه بعصاي هذه، فبلغ نعيمان فأتاه فقال له: هل لك في نعيمان فقال: نعم. فقال: قم. فقام معه فأتى به عثمان بن عفان وهو يصلي، فقال: دونك الرجل. فجمع يديه في العصا ثم ضربه، فقال الناس: أمير المؤمنين. فقال: من قادني قالوا: نعيمان. قال: لا أعود إلى نعيمان أبداً.

لخارجة بن زيد حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن ابن أبي الزناد عن أبيه قال: قلت لخارجة بن زيد: هل كان الغناء يكون في العرسات قال: قد كان ذاك، ولا يحضر بما يحضر اليوم من السفه، دعانا أخوالنا بنو نبيط في مدعاةٍ لهم فشهد المدعاة حسان بن ثابت وابنه عبد الرحمن وأنا، وجاريتان تغنيان.

أنظر خليلي بباب جلق هل

 

تؤنس دون البلقاء من أحد

فبكى حسان وقد كف بصره، وجعل عبد الرحمن يومئ إليهما أن زيداً، فلا أدري ماذا يعجبه من أن تبكيا أباه، ثم جيء بالطعام، فقال حسان: أطعام يدٍ أم طعام يدين فقالوا: طعام يد، يريدون الثريد فأكل، ثم أتي بطعام آخر فقال: أطعام يد أم طعام يدين قالوا: طعام يدين، يعنون الشواء، فكف.

للنعمان بن بشير وقد سمع شعرا لطويس يذكر فيه أمه حدّثنا أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: كان طويسٌ يتغنى في عرس، فدخل النعمان ابن بشير العرس وطويسٌ يقول:

أجد بعمرة غنيانهـا

 

فتهجر أم شأننا شانها

وعمرة أم النعمان، فقيل له: اسكت اسكت. فقال النعمان: إنه لم يقل بأساً وإنما قال:

وعمرة من سروات النسا

 

ء تنفح بالمسك أردانهـا

لابن عباس وهو محرم حدّثني يزيد بن عمرو قال: حدّثنا الحجاج بن نصير قال: حدّثنا شعبة عن قتادة عن أبي العالية أنه كان مع ابن عباس وهو محرم، فقال ابن عباس :

وهن يمشين بنا همـيسـا

 

إن تصدق الطير ننل لميسا

فقالوا: تقول الرفث وأنت محرم يا بن عباس؛ فقال: إنما الرفث عند النساء.

بين جابر الجعفي والشعبي قال جابر الجعفي: رأيت الشعبي خارجاً من الكوفة فقلت له: أين قال: أنظر إلى الفيل.

لعكرمة عندما ختن ابن عباس بينه حدّثني أبو الخطاب قال: حدّثنا سلم بن قتيبة قال: حدّثنا شريك عن جابر الجعفي عن عكرمة قال: ختن ابن عباس بنيه فأرسلني فدعوت اللعابين فلعبوا فأعطاهم أربعمائة درهم. للأوقص المخزومي وقد مر به سكران حدّثني شيخ لنا من أهل المدينة قال: ولي الأوقص المخزومي قضاء مكة فما رئي مثله في العفاف والنبل، فبينا هو نائم ذات ليلة في جناحٍ له مر به سكران يتغنى، فأشرف عليه فقال له: يا هذا، شربت حراماً، وأيقظت نواما، وغنيت خطأ، خذ عني. فأصلحه له.

نصيحة أم الأوقص له وقال الأوقص: قالت لي أمي: يا بني إنك خلقت خلقةً لا تصلح معها لمجامعة الفتيان في بيوت القيان، إنك لا تكون مع أحد ألا تخطتك إليه العيون، فعليك بالدين فإنه يرفع الخسيسة ويتم النقيصة، فنفعني الله بكلامها فبلغت القضاء.

لعبد الله بن جعفر قال عبد الله بن جعفر لرجل: لو غنتك فلانة جاريتي صوت كذا ما أدركت دكانك.

لعمر بن الخطاب رضي الله عنه حدّثني شيخ لنا عن سلم قتيبة عن عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: مر بي عمر، وأنا وعاصم بن عمر نتغنى غناء النصب، فقال: أعيدا، فأعدنا، فقال: مثلكما مثل حماري العبادي، قيل له: أي حماريك أشر قال: هذا ثم هذا.

لعطاء عن القراءة على ألحان الغناء والحداء وحدّثني أيضاً عن ابن عاصم عن ابن جريج قال: سألت عطاء عن القراءة على ألحان الغناء والحداء فقال: وما بأس، لقد حدّثني عبيد بن عمير الليثي قال: كانت لداود نبي الله معزفةٌ يضرب بها إذا قرأ الزبور، فكان إذا قرأ اجتمع إليه الإنس والجن والطير فبكى وأبكى من حوله. وقال لي غيره. ولهذا قيل: مزامير داود، كأنه

أغاني داود.

شعر لأي معاوية الضرير خرج أبو معاوية الضرير يوماً على أصحابه فقال:

وإذا المعدة جاشت

 

فارمها بالمنجنيق

بثلاثٍ من نـبـيذٍ

 

ليس بالحلو الرقيق

للأسود وقد شرب النوشجاني قال: حدّثني محمد بن سابق قال: حدّثنا مالك بن مغول عن أبي حصين قال: شرب الأسود فقال: لو سقيتموني آخر لغنيت.

لعم الشعي في ابن مسعود حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا أبو أسامة عن المجالد عن الشعبي عن عمه قال: صحبت ابن مسعود حولا من رمضان إلى رمضان لم يصم يوماً واحداً، فأهمني ذلك وسألت عنه، ولم أره صلى الضحى حتى خرج من بين أظهرنا.

مثله عن مهدي بن ميمون في أي صادق قال: حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا مسلم بن إبراهيم عن مهدي بن ميمون قال: كان أبو صادق لا يتطوع من السنة بصوم يوم، ولا يصلي رجعةً سوى الفريضة قبلها ولا بعدها، وكان به من الورع شيء عجيب.

لأيوب حدّثني الزيادي قال: قال حماد بن زيد عن أيوب قال: دخلت على رجل من الفقهاء وهو يلعب بالشطرنج.
لابن سيرين ولأي المعتمر في اللعب بالشطرنج

وحدّثني الزيادي قال: حدّثنا حماد بن زيد عن هشام بن حسان قال: سئل ابن سيرين عن اللعب بالشطرنج فقال: لا بأس به هو رفقٌ.

حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ عن معتمر قال: قال أبي: ترون أن الشطرنج وضعت على أمر عظيم .

قال: وحدّثنا الأصمعي عن ابن أبي زائدة عن إسماعيل بن أبي خالد قال: كان قيس بن أبي حازم في مدعاةٍ فقال لصاحب المنزل: طير.

حدّثني شبابة قال: حدّثني القاسم بن الحكم العرني قال: حدّثني سليمٌ مولى الشعبي أن الشعبي كان إذا اختضب فغرض لاعب ابنته بالنرد حتى يعلق الخضاب.

لسعيد بن المسيب في اللعب بالنرد حدّثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرنا النضر بن شميلٍ قال: حدّثنا شعبة عن عبد ربه قال: سمعت سعيد بن المسيب وسئل عن اللعب بالنرد فقال: إذا لم يكن قماراً فلا بأس.

مثله في اللعب بالنرد حدّثنا إسحاق بن راهويه قال: أخبرنا الفضل بن موسى عن رشدين بن كريب قال: رأيت عكرمة أقيم قائماً على اللعب بالنرد.

قال إسحاق: إن كان لعبه على غير معنى القمار يريد به التعليّم والمكايدة فهو مكروه، ولا يبلغ ذلك إسقاط شهادته.
وروى عبد الملك بن عمير عن إبراهيم بن محمد قال: أخبرني أبي قال: رأيت أبا هريرة يلعب مع أبي بأربعة عشر على ظهر المسجد.

بين عبد الله بن مسعود ورجل يسأله حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثني علي بن عاصم عن أبي إسحاق الشيباني عن خوات التميمي عن الحارث بن سويد قال: أتى عبد اللّه بن مسعود رجلٌ فقال: يا أبا عبد الرحمن إن لي جاراً يربي وما يتورع من شيء أصابه، وإني أعسر فأستسلفه، ويدعوني فأجيبه. فقال: كل فلك مهنؤه وعليه وزره.

لأي فضالة كان أبو فضالة أسن وشقت عليه الصلاة، فكان يقول: مشقيةٌ منصبة، مقيمةٌ مقعدة، لا تزال بصاحبها حتى يضع أكرمه ويرفع أفحشه.

شعر لعبد الله بن القعقاع، ولغيره، في الشرب قال عبد اللّه بن القعقاع الأسدي :

أتانا بها صفراء يزعم أنهـا

 

زبيبٌ، فصدقناه وهو كذوب

فهل هي إلا ليلةٌ غاب نحسها

 

أصلي لربي بعدها وأتـوب

قال آخر:

من ذا يحرم ماء المزن خالطه

 

في جوف آنيةٍ ماء العناقـيد

إني لأكره تشديد الرواة لـنـا

 

فيها ويعجبني قول ابن مسعود

للمؤلف في متخير الشعر في الشراب وعيون الأخبار ومتخير الشعر في الشراب يقع في كتابي المؤلف في الأشربة، ولذلك تركت ذكرها.

من كتاب كاتب إلى صديق له وكتب بعض الكتاب إلى صديق له في فصل: ونحن نحمد اللّه إليك فإن عقدة الإسلام في قلوبنا صحيحةٌ، وأواخيه ثابتةٌ، ولقد اجتهد قومٌ أن يدخلوا قلوبنا من مرض قلوبهم، وأن يلبسوا يقيننا بشكهم، فمنعتنا عصمة الله منهم، وحال توفيقه دونهم، ولنا بعد مذهبٌ في الدعابة جميلٌ، لا يشوبه أذًى ولا قذًى، يخرج إلى الأنس من العبوس، وإلى الاسترسال من القطوب، ويلحقنا بأحرار الناس وأشرافهم الذين ارتفعوا عن لبسة الرياء والتصنع.

ولعليّ بن أبي طالب في التوسط في الأمور وقال عليّ أيضاً: خير هذه الأمة النمط الأوسط، يرجع إليهم الغالي ويلحق بهم التالي.

لحذيفة في خيار الناس وروى وكيع عن محمد بن قيس عن عمرو بن مرة قال: قال حذيفة: خياركم الذي يأخذون من دنياهم لآخرتهم، ومن آخرتهم لدنياهم.

وكان يقال: دين الله بين المقصر والغالي.

لمطرف يعظ ابنه بالتوسط في أمر الدين وقال المطرف لابنه: يا بني، الحسنة بين السيئتين، يعني بين الإفراط والتقصير، وخير الأمور أوساطها، وشر السير الحقحقة.

للنبي صلى الله عليه وسلم وفي بعض الحديث المرفوع: "ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا ولكن خيركم من أخذ من هذه وهذه ".

وقال: "إن الله بعثني بالحنيفية السهلة، ولم يبعثني بالرهبانية المبتدعة، سنتي الصلاة والنوم، والإفطار والصوم، فمن رغب عن سنتي فليس مني ".

وفي الحديث: "إن هذا الدين متينٌ فأوغل فيه برفقٍ، فإن المنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى".

في طلب العلم وعامل البر وكان يقال: طالب العلم وعامل البر كآكل الطعام إن أخذ منه قوتاً عصمه، وإن أسرف في الأخذ منه بشمه، وبما كانت فيه منيته، وكآخذ الأدوية التي قصدها شفاءٌ، ومجاوز القدر فيها السم المميت.

ما كان يقوله ابن أبي نعم في تلبيته حدّثني محمد بن عبيد قال: حدّثنا سفيان بن عيينة عن سالم بن أبي حفصة أن ابن أبي نعمٍ كان يهل. من السنة إلى السنة ويقول في تلبيته: لبيك، لو كان رياء لاضمحل.

لعمر بن ميمون في ابن أبي نعم حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا موسى بن مسعود عن سفيان عن أبي إسحاق قال: قال عمر بن ميمون: لو أدرك أصحابنا محمد بن أبي نعمٍ لرجموه، كان يواصل كذا وكذا يوماً ويهل بالحج إذا رجع الناس من الحج.

لسلمان الفارسي في القصد والدوام وقال سلمان: القصد والدوام وأنت السابق الجواد.

بين عيسى بن مريم ورجل متعبد وفي بعض الحديث أن عيسى بن مريم لقي رجلاً فقال: ما تصنع قال: أتعبد. قال: من يعود عليك قال: أخي. قال: أخوك أعبد منك.

للحجاج بن الأسود روح بن عبادة عن الحجاج بن الأسود قال: من يدلني على رجل بكاءٍ بالليل بسامٍ بالنهار لمطرف يوصي وروى أبو أسامة عن حماد بن زيد عن إسحاق بن سويد قال: قال مطرفٌ: انظروا قوماً إذا ذكروا ذكروا بالقراءة فلا تكونوا منهم، وانظروا قوماً إذا ذكروا ذكروا بالفجور فلا تكونوا منهم، كونوا بين هؤلاء وهؤلاء.