الكتاب الرابع: كتاب الطبائع - باب الشيء يفرط فينتقل إلى غير طبعه

باب الشيء يفرط فينتقل إلى غير طبعه

من كتاب الهند في معنى العنوان قرأت في كتاب للهند: لا ينبغي اللجاج في إسقاط ذي الهمة والرأي وإذالته فإنه إما شرس الطبع كالحية إن وطئت فلم تلسع لم يغتر بها فيعاد لوطئها، وإما سجح الطبع كالصندل البارد إن أفرط في حكه عاد حاراً مؤذياً.

وقال أبو نواس:

قل لزهـير إذا حـدا وشـدا

 

أقلل وأكثر فأنـت مـهـذار

سخنت من شدة الـبـرودة ح

 

تى صرت عندي كأنك النار

لا يعجب السامعون من صفتي

 

كذلك الثـلـج بـاردٌ حـار

ويقال: إنما ملح القرد عند الناس لإفراط قبحه.

وللطائي قال الطائي:

أخرجتموه بكرهٍ من سـجـيتـه

 

والنار قد تنتضى من ناضر السلم

أمن عمًى نزل الناس الربى فنجوا

 

وأنتم نصب سيل الفتنة الـعـرم

أم ذاك من هممٍ جاشت فكم ضعةٍ

 

حدا إليها غلو القوم في الهـمـم

وكان يقال: من التوقي ترك الإفراط في التوقي.