الكتاب السادس: كتاب الزهد - البقاء

البقاء

قول عيسى عليه السلام للحواريين خرج عيسى عليه السلام على الحواريين، وعليهم العَبَاءُ وعلى وجوههم النور، فقال: يا أبناء الآخرة، ما تنغَم المتنغَمون إلا بفضل نعيمكم.

للحسن في المتهجّدين وقيل للحسن: ما بالُ المتهجدين من أحسن الناس وجوهاً؛ فقال: إنهم خَلَوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره.

لهمام حُصَيْن بن عبد الرحمن عن إبراهيم قال: كان رجل يقال له همام يقول: اللهمً اشفني من النوم باليسير، وارزقني سهراً في طاعتك. وكان يُصبح وجُفَتُه مُرَخلة؛ فيقول بعضُهم لبعض: إن جُمَةَ همام تخبركم أنه لم يتوسَدها الليلة.

لعبد اللّه بن داود قال عبد الله بن داود: كان أحدُهم إذا بلغ أربعين سنةً طوى فراشَه، وكان بعضهم يحيي الليلَ، فإذا نظر إلى الفجر قال: "عند الصباح يَحْمَدُ القومُ السرَى".

بين الفضيل بن عياض وحسين بن حسن حدّثنا حسين بن حسن قال: أخذ الفُضَيل بن عياض بيدي ثم قال: يا حسين، يقول الله: كذَبَ من ادعى محبتي وإذا أجَنَّه الليلُ نام عني، أليس كل حبيبٍ يُحب خلوةَ حبيبه هأنذا مطلع على أحبّائي، إذا أجَمًهم الليلُ جعلتُ أبصارَهم في قلوبهم، ومثلتُ نفسي بين أعينهم فخاطَبوني على المشاهدة وكلَموني على الحضور.

لعطاء الخراساني الوليد بن مسلم قال: حدثني عبد الرحمن بن يزيد قال: كنَّا نعازي عطاء الخُراساني فكان يُحيي الليلَ صلاةً، فإذا مضى من الليل ثُلُثُه أو أكثرُ نادانا ونحنُ في فِسطاطنا: يا عبد الرحمن بن يزيد، ويا يزيد بن يزيد، ويا هشام بن الغاز، قوموا فتوضَؤوا وصلُّوا، فإن قيامَ الليل وصيامَ هذا النهار أيسرُ من شرب الصديدِ ومن مُقطّعات الحديد، فالوَحَا الوحا ثم النجاءَ النجاء، ويُقبل على صلاتِهِ.

لعلي كرم الله وجهه في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك بن مِغْوَل عن رجل في جُعْفي عن السديّ عن أبي أراكة قال: صلفى عليُّ الغداة ثم جلس حتى ارتفعت الشمسُ كأن عليه كآبةً، ثم قال: واللهّ، لقد رأيتُ أثرأ في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأى أحداً يُشبِههم، واللّه إن كانوا لَيُصبحون شُعْثاً غُبْراً صُفْراً، بين اعْينهم رُكَبِ المِعْزَى، قد باتوا يتلُون كتابَ الله، يراوحون بين أقدامهم وجباههم، إذا ذكروا الله مادوا كما يميدُ الشجر في يوم ريح، وانهملت أعينُهم حتى تُبل ثيابَهم، وكأنهم والله، باتوا غافلين. يريد أنهم يستقلّون ذلك.

لأبي هريرة في أهل السماء وأهل الذكر المحاربي عن الإفريقي قال: حدثنا أبو عَلْقَمَة عن أبي هريرة قال: إن أهلَ السماء ليرَوْن بيوتَ أهل الذكر تُضيءُ لهم كما تضيء الكواكبُ لأهل الأرض.

لعبد الله بن عيسى يَعْلَى بن عُبَيْد عن محمد بن عَوْن عن إبراهيم بن عيسى عن عبد الله بن عيسى قال: كونوا ينابيعَ العلم، مفاتيحَ الهدى، أحلاس البيوت، جددَ القلوب، خُلقانَ الثياب، سرُجَ الليل، تعْرَفوا في أهل السماء، وتَخْفَوا في أهل الأرض.

لإبراهيم النخعي في الرجل يرى الضوء بالليل حدثني محمد بن داود قال: حدثنا أبو الربيع الزَّهْراني قال: حدثنا أبو عَوَانة عن المغيرة بن إبراهيم، في الرجل يرى الضوءَ بالليل؛ قال: هو من الشيطان، لو كان هذا فضلاً لأوثر أهلُ بدر.