باب المحبة
للنبي صلى اللّه عليه وسلم في المحبة قال: حدّثني أحمد بن الخليل عن محمد بن بشار عن يحيى بن سعيد عن ثور بن يزيد عن حبيب بن عبيد عن المقدام بن معد يكرب، وكان أدرك النبيّ صلى اللّه عليه وسلم، قال: قال النبيّ صلى اللّه عليه وسلم: "إذا أحبّ أحدكم أخاه فليعلمه أنه يحبّه" لمجاهد
وحدّثني محمد بن داود عن أبي الرّبيع عن حمّاد بن زيد عن ليث عن مجاهد قال: ثلاثٌ يصفين لك ودّ أخيك: أن تبدأه بالسلام إذا لقيته، وتوسع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه. وثلاثٌ من العيّ: أن تعيب على الناس ما تأتي، وأن ترى من الناس ما يخفى عليك من نفسك، وأن تؤذي جليسك فيما لا يعنيك.
وكان يقال: لا يكن حبّك كلفاً ولا بغضك تلفاً. أي لا تسرف في حبك وبغضك.
للحسن في الإعتدال في الحب ونحوه قول الحسن: أحبّوا هوناً فإنّ أقواماً في حبّ قوم فهلكوا.
وكان يقال: من وجد دون أخيه ستراً فلا يهتكه.
شعر لعمر بن أبي ربيعة وقال عمر بن أبي ربيعة:
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى |
|
فصادف قلباً فارغاً فتمـكّـنـا |
بين عمر بن الخطاب وطليحة الأسدي قال عمر بن الخطاب رضي اللّه عنه لطليحة الأسديّ: قتلت عكّاشة بن محصنٍ! لا يحبّك قلبي! قال: فمعاشرةً جميلةً يا أمير المؤمنين، فإنّ الناس يتعاشرون على البغضاء.
كتاب رجل إلى صديق له وكتب رجلٌ إلى صديق له: الشوق إليك وإلى عهد أيامك - التي حسنت بك كأنها أعيادٌ، وفصرت بك حتى كأنها ساعات - يفوت الصفات؛ ومما جدّد الشوق وكثّر دواعيه تصاقب الدار، وقرب الجوار؛ تمم اللّه لنا النعمة المتجدّدة فيك بالنظر إلى الغرّة المباركة التي لا وحشة معها ولا أنس بعدها.
للحسن قال الحسن: المؤمن لا يحيف على من يبغض ولا يأثم فيمن يحبّ.
في بعض الكتب في شفاعة المحبة وقرأت في بعض الكتب: إنه ليبلغ من حس شفاعة المحبة أنّ الحبيب يسيء فيظنّ به الغلط ويذنب فيحتجّ له بالدّالّة، وذنبه لا يحتمل التأويل ولا مخرج له في جواز العقول. وفيه: كلّ ذنبٍ إذا شئت أن تنساه نسيته وإن شئت أن تذكره ذكرته، فليس بمخوفٍ. وليس الصغير من الذنب ما صغّره الحبّ، وإنما الصغير ما صغّره العدل. وليس الذنب إلا ما "لا" يصلح معه القلب ولا يزال حاضراً الدهر، وإلا ما كان من نتاج الؤم ومن نصيب المعاندة، فأما ما كان من غير ذلك فإنّ الغفران يتغمّده والحرمة تشفع فيه.
من كتاب رجل إلى صديق له، وشعر معقل لمخارق وكتب رجل إلى صديق له في فصل من كتاب: لساني رطب بذكرك، ومكانك من قلبي معمورٌ بمحبّتك. ونحوه قول معقل أخي أبي دلف لمخارقٍ :
لعمري لئن قرّت بقربك أعينٌ |
|
لقد سخنت بالبين منك عـيونٌ |
فسر وأقم وقفٌ عليك مّودتي |
|
مكانك من قلبي عليك مصونٌ |
بين شبيب بن شيبة ورجل ذكر أنه يحبه وقال رجل لشبيب بن شيبة: واللّه أحبّك، قال: وما يمنعك من ذلك وما أنت لي بجارٍ ولا أخٍ ولا قرابة! يريد أن الحسد موكّلٌ بالأدنى فالأدنى.
مثله بين شهر بن حوشب ورجل قال رجل لشهر بن حوشبٍ: إني لأحبّك. قال: ولم لا تحبني وأنا أخوك في
كتاب اللّه ووزيرك على دين اللّه ومؤونتي على غيرك! شعر لبشار، ولغيره قال بشارٌ:
هل تعلمين وراء الحبّ مزلةً |
|
تدني إليك فإنّ الحبّ أقصاني |
وقال غيره:
أحبّـك حـبّـين لـي واحـدٌ |
|
وحبّ لأنـك أهـلٌ لـذاكـا |
فأمّا الـذي أنـت أهـلٌ لـه |
|
فحسنٌ فضلت به من سواكـا |
وأما الذي في ضمير الحشـا |
|
فلست أرى الحسن حتى أراكا |
وليسلي الـمـنّ فـي واحـدٍ |
|
ولكن لك المنّ في ذا وذاكـا |
وقال المسيّب بن علسٍ:
وعين السّخط تبصر كـلّ عـيبٍ |
|
وعين أخي الرّضا عن ذاك تعمي |
لعبد اللّه بن معاوية ونحوه لعبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر:
فلست بـراءٍ ذي الـودّ كـلّـه |
|
ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا |
وعين الرّضا عن كلّ عيبٍ كليلةٌ |
|
ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا |
بين بعض الخلفاء ورجل وقال بعض الخلفاء لرجل: إني لأبغضك. قال: يا أمير المؤمنين، إنما يجزع من فقد الحبّ المرأة، ولكن عدلٌ وإنصافٌ.
لشريح وقال شريحٌ:
خذي العفو منّي تستديمي مـوّدتـي |
|
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب |
فإني رأيت الحبّ في الصدر والأذى |
|
إذا اجتمعا لم يلبث الحـبّ يذهـب |
لأعرابي في التشاكل وقال أعرابيّ: إذا ثبتت الأصول في القلوب نطقت الألسن بالفروع، ولا يظهر الودّ السليم إلا من القلب المستقيم.
وقال آخر: من جمع لك مع المودّة الصادقة رأياً حازماً، فاجمع له مع المحبة الخلصة طاعةً لازمةً.
للخليل بن أحمد قال اليزيديّ: رأيت الخليل بن أحمد فوجدته قاعداً على طنفسةٍ، فأوسع لي فكرهت التضييق عليه؛ فقال: إنه لا يضيق سمّ الخياط على متحابّين ولا تسع الدنيا متباغضين.
مدح أبو زبيد للوليد بن عقبة وقال أبو زبيد للوليد بن عقبة:
من يخنك الصفاء أو يتبـدّل |
|
أو يزل مثلما تزول الظلال |
فاعلمن أنني أخوك أخو العه |
|
د حياتي حتى تزول الجبال |
ليس بخلٌ عليك منّي بمـالٍ |
|
أبداً ما استقلّ سيفاً حمـالٌ |
فلك النصر باللسان وبالكفّ |
|
إذا كان للـيدين مـصـال |
كلّ شيءٍ يحتال فيه الرجال |
|
غير أن ليس للمنايا احتيال |
شعر للمنخل اليشكري وقال للمنخّل اليشكري:
وأحبّها وتحـبّـنـي |
|
ويحبّ ناقتها بعيري |
لأعرابي يذكر رجلاً وذكر أعرابيّ رجلاً فقال: واللّه لكأنّ القلوب والألسن ريضت له، فما تعقد إلا على ودّه، ولا تنطق إلا بحمده.
لعبد اللّه بن الزبير قال عبد اللّه بن الزّبير ذات يوم: وللّه لوودت أنّ لي بكلّ عشرةٍ من أهل العراق رجلاً من أهل الشأم صرف الدينار بالدرهم. فقال أبو حاضرٍ: مثلنا ومثلك كما قال الأعشي:
علّقتها عرضاً وعلّـقـت رجـلاً |
|
غيري وعلّق أخرى غيرها الرجل |
أحبّك أهل العراق وأحببت أهل الشّأم وأحبّ أهل الشأم عبد الملك بن مروان.
بين عمر وأبي مريم السّلولي وقال عمر لأبي مريم السّلولي: واللّه لا أحبّك حتى تحبّ الأرض الدّم. قال: فتمنعني لذلك حقّاً قال: لا.قال: فلا ضير.
أيضاً بين عمر ورجل همّ بطلاق امرأته وقال عمر أيضاً لرجل همّ بطلاق امرأته: لم تطلقها قال: لا أحبّها. قال: أوكل البيوت بنيت على الحب وأين الرعاية والتذّمم شعر لأعرابي في الحب قال أعرابي:
أحبّك حبّاً لو بليت ببعضـه |
|
أصابك من وجدٍ عليّ جنون |
لطيفٌ مع الأحشاء أما نهاره |
|
فسبتٌ وأما ليلـه فـأنـين |
كتاب رجل إلى صديق له وكتب رجلٌ إلى صديق له: اللّه يعلم أنني أحبّك لنفسك فوق محبّتي إياك لنفسي، ولو أني خيرت بين أمرين: أحدهما لي وعليك والآخر لك وعليّ، لآثرت المروءة وحسن الأحدوثة بإيثار حظّك على حظّي؛ وإني أحبّ وأبغض لك، وأوالي وأعادي فيك.
لبعضهم وقال بعضهم: هوّن فقد يفرط الحبّ فيقتل ويفرط الغمّ فيقتل ويفرط السّرور فيقتل؛ وينفتح القلب للسرور، ويضيق وينضمّ للحزن والحبّ.
أقوال في العشق وقالوا: العشق اسم لما فضل عن المحبة وقال بعضهم: العشق مرض قلبٍ ضعف.
وقال بعض الشعراء:
فتمّ على معشوقةٍ لا يزيدها |
|
إليه بلاء السّوء إلا تحبّبـا |
ما يجب للصديق على صديقه
للنبي صلى اللّه عليه وسلم فيما يجب للمسلم على أخيه المسلم حدثنا أحمد بن الخليل قال: حدثنا عبد اللّه بن موسى عن إسرائيل عن ابن اسحاق عن الحارث عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام قال: قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "للمسلم على المسلم خصالٌ ستٌ: يسّلم عليه إذا لقيه، ويجيبه إذا دعاه، ويشتمّه إذا عطس، ويعوده إذا مرض، ويحضر جنازته إذا مات، ويحبّ له ما يحبّ لنفسه" قال: حدثني شبابة قال: حدثنا القاسم بن الحاكم عن إسماعيل بن عيّاشٍ عن هشامٍ بن عروةٍ عن أبيه عن عائشةٍ رضي اللّه عنها قالت: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أعن أخاك ظالماً أو مظلوماً، إن كان مظلوماً فخذ له بحقه، وإن كان ظالماً فخذ له من نفسه" لمعاذ بن جبل وحدثني القومسيّ قال: حدثنا أبو بكر الطبريّ عن عبد اللّه بن صالح عن معاوية بن صالح عن أبي الزاهرية عن جبير بن بكير قال: قال معاذ بن جبل: إذا آخيت أخاً فلا تماره ولا تشاره ولا تسأل عنه، فعسى أن توافق عدوّاً فيخبرك بما ليس فيه فيفرّق بينكما.
شعر للنمر بن تولب وقال النّمر بن تولبٍ في هذا المعنى:
جزى اللّه عنّا حمزة بنة نوفلٍ |
|
جزاء مغلٍ بالأمانة كـاذب |
بما سألت عنّي الوشاة ليكذبوا |
|
عليّ وقد واليتها في النوائب |
لابن سيرين
قال: وحدثني محمد بن داود "قال": حدثني سعيد بن منصور عن جرير عن عبد الحميد عن عنبسة قال: قال ابن سيرين: لا تكرم أخاك بما يكره، ولا تحملنّ كتاباً إلى أمير حتى تعلم ما فيه.
وكان يقال: يستحسن الصّبر عن كلّ أحدٍ إلا عن الصديق.
لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء:
إذا ضيّفت أمراً ضاق جـدّا |
|
وإن هوّنت ما قد عزّ هانـا |
فلا تهلك بشيء فـات يأسـاً |
|
فكم أمراً تصعّب ثـم لانـا |
سأصبر عن رفيقي إن جفاني |
|
على كلّ الأذى إلا الهوانـا |
لابن المقفع وقال ابن المقفع: ابذل لصديقك دمك ومالك، ولمعرفتك رفدك ومحضرك، وللعامةّ بشرك وتحيّتك، ولعدوّك عدلك، وضنّ بدينك وعرضك عن كلّ أحدٍ.
لخالد بن عبد اللّه بن أبي بكرة لما ولي قضاء البصرة قال أبو اليقطان: ولي خالد بن عبد اللّه بن أبي بكرة قضاء البصرة فجعل يحابي؛ فقيل له في ذلك؛ فقال: وما خير رجلٍ لا يقطع لأخيه قطعةً من دينه.
للنبي صلى اللّه عليه وسلم قالوا: وقف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم على عجوزٍ، فقال: "إنها كانت تأتينا أيام خديجة، وإن حسن العهد من الإيمان".
لابراهيم النخعي فال إبراهيم النّخعيّ: إنّ المعرفة لتنفع عند الأسد الهصور والكلب العقور فكيف عند الكريم الحسيب وقال الخليل بن أحمد:
وفّيت كلّ صديقٍ ودّني ثمناً |
|
إلا المؤمّل دولاتي وأيامي |
ولعمربن أبي ربيعة في مساعدة الصديق وقال عمر بن أبي ربيعة في مساعدة الصديق:
وخلّ كنت عين النّصح منه |
|
إذا نظرت ومستمعاً سميعاً |
أطاف بغيةٍ فنهيت عنهـا |
|
وقلت له أرى أمراً شنيعاً |
أردت رشاده جهدي فلمّـا |
|
أبى وعصى أتيناها جميعاً |
لبعض الكوفيين وقال بعض الكوفيين:
فإن يشرب أبو فرّوخ أشرب |
|
وإن كانت معتّقة عـقـاراً |
وإن يأكل أبو فـرّوخ آكـل |
|
وإن كانت خنانيصاً صغاراً |
قول أعرابي لأخٍ له وقال رجل من الأعراب لأخٍ له: أما واللّه ربّ يومٍ كتنّور الطّاهي رقّاصٍ بشرارة، قد رميت بنفسي في أجيج لهيبه فأحتمل منه ما أكره لما تحبّ شعر لابن الأعرابي، ولكثير وغيرهما وأنشد ابن الأعرابي:
أغمض للصديق عن المساوي |
|
مخافة أن أعيش بلا صديق |
وقال كثّير:
ومن لا يغمّض عينه عن صـديقـه |
|
وعن بعض ما فيه يمت وهو عاتب |
ومن يتتبّع جـاهـداً كـلّ عـثـرةٍ |
|
يجدها ولا يسلم له الدهر صاحـب |
وقال آخر:
إذا ما صديقي رابني سوء فعله |
|
ولم يك عمّا ساءني بمـفـيق |
صبرت على أشياء منه تريبني |
|
مخافة أن أبقى بغير صـديق |
ومن المشهور في هذا قول النابغة:
ولست بمستبقٍ أخاً لا تـلـمّـه |
|
على شعثٍ أيّ الرجال المهذّب |
وكان يقال: من لك بأخيك كلّه وأنشدني الرّياشي:
إقبل أخاك بـبـعـضـه |
|
قد يقبل المعروف نزرا |
وأقبـل أخـاك فـإنـه |
|
إنساء عصراً سرّ عصرا |
ونحوه قول الآخر:
أخٌ لي كأيام الحياة إخاؤه |
|
تلوّن ألواناً عليّ خطوبها |
إذا عبت منه خلّةً فهجرته |
|
دعتني إليه خلّةٌ لا أعيبها |
شعر لعبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر وقال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر:
اصبر إذا عضّك الزمان،ومن |
|
أصبر عند الزمان من رجله |
ولا تهن للصّديق تـكـرمـه |
|
نفسك حتى تعدّ من خـولـه |
يحمل أثقاله عـلـيك كـمـا |
|
يحمل أثقاله على جـمـلـه |
ولست مستبقـياً أخـاً لـك لا |
|
تصفح عما يكون من زللـه |
ليس الفتى بالذي يحول عن ال |
|
عهد ويؤتي الصديق من قبله |
لخالد بن صفوان في أحب إخوانه إليه وقيل لخالد بن صفوان: أيّ إخوانك أحبّ إليك قال: الذي يغفر زللي، ويقبل عللي ويسدّ خللي.
لبشار وقال بشار:
إذا أنت لم تشرب مراراً على القذى |
|
ظمئت وأي الناس تصفو مشاربـه |
شعر الخريمي لأبي دلف وقال الخريمي لأبي دلف:
تملك إن كـنـت ذا إربةٍ |
|
من العالمين لشيخ وصيف |
الإنصاف في المودّة
كان يقال: لا خير لك في صحبة من لا يرى لك مثل ما ترى له.
شعر لجرير، وغيره، في معنى هذا العنوان وقال جرير:
وإنّي لأستحي أخي أن ترى له |
|
عليّ من الحق الذي لا يرى ليا |
وله أيضاً:
إذا أنت لم تنصف أخاك وجـدتـه |
|
على طرف الهجران إن كان يعقل |
ويركب حدّ السبف من أن تضيمـه |
|
إذا لم يكن عن شفرة السيف معدل |
ستقطع في الدنيا إذا ما قطعتـنـي |
|
يمينك، فأنظر أيّ كـف تـبـدّل |
وقال آخر:
يا ضمر أخبرني ولست بمخبري |
|
وأخوك نافعك الذي لا يكـذب |
هل في القضيّة أن إذا استغنيتـم |
|
وأمنتم فأنا البعـيد الأجـنـب |
وإذا الشدائد بـالـشـدائد مـرّةً |
|
أشجينكم فأنا المحبّ الأقـرب |
عجباً لتلك قضيّة وإقـامـتـي |
|
فيكم على تلك القضية أعجـب |
ولما لكم طيب البلاد ورعـيهـا |
|
ولي الثّماد ورعيهن المجـدب |
وإذا تكون كريهة أدعى لـهـا |
|
وإذا يحاس الحيس يدعى جندب |
هذا لعمركم ااصّغار بـعـينـه |
|
لا أمّ لي إن كـان ذاك ولا أب |
وقال ابن عيينة: سئل علي كرم اللّه وجهه عن قول اللّه تعالى: "إنّ اللّه يأمر بالعدل والإحسان" فقال: العدل: الإنصاف، والإحسان: التفضّل.
وقال الشاعر:
صبغت أميّة في الدماء رماحنا |
|
وطوت أميّة دوننا دنـياهـا |
ويقال: من سنّ سنّةً فليرض أن يحكم عليه بها، ومن سأل مسألة فليرض بأن يعطى بقدر بذله.
وقال أبوالعتاهية:
إذا ما لم يكن لك حسن فهـمٍ |
|
أسأت إجابة وأسأت سمـعـا |
ولست الدّهر متّسعاً بفضـلٍ |
|
إذا ما ضقت بالإنصاف ذرعا |
وقال حمّاد عجرد:
ليت شعري أيّ حكم |
|
قد أراكم تحكمونـا |
أن تكونوا غير معط |
|
ين وأنتم تأخذونـا |
وقال آخر:
إذا كنت تأتي المرء تعرف حـقّـه |
|
ويجهل منك الحقّ فالترك أجـمـل |
وفي العيس منجاةٌ وفي الهجر راحةٌ |
|
وفي الأرض عمّن لا يؤاتيك مرحل |
وقال بشار:
إن كنت حاولت هواناً فـمـا |
|
هنت وما في الهون من مقام |
في الناس أبدال ولي مرحـلٌ |
|
عن منزلٍ ناءٍ ومرعىً وخام |
لا نائلٌ مـنـك ولا مـوعـدٌ |
|
ولا رسولٌ فعليك الـسـلام |
وقال آخر:
له حقٌّ وليس علـيه حـقٌّ |
|
ومهما قال فالحسن الجميل |
وقد كان الرسول يرى حقوقاً |
|
عليه لغيره وهو الرسـول |
لأكثم بن صيفي وشعر لدعبل وقال أكثم بن صيفيّ: أحقّ من يشركك في النّعم شركاؤك في الكارة. أخذه دعبلٌ فقال:
وإنّ أولى الـبـرايا أن تـواسـيه |
|
عند السرور لمن آساك في الحزن |
إنّ الكرام إذا ما أسهلـوا ذكـروا |
|
من كان يألفهم في المنزل الخشن |
لابن الأعرابي وأنشد ابن الأعرابيّ:
فإن آثرت بالودّ أهل بـلادهـا |
|
على نازحٍ من أهلها لا ألومها |
فلا يستوي من لا ترى غير لمّةٍ |
|
ومن هو ثاوٍ عندها لا يرميهـا |
قول رجل لبعض السلطان وقال رجلٍ لبعض السلطان: أحقّ الناس بالإحسان من أحسن اللّه إليه، وأولاهم بالإنصاف من بسطت القدرة بين يديه؛ فاستدم ما أوتيت من النعم بتأدية ما عليك من الحق.
شعر المستهل بن الكميت لبني العباس قال المستهلّ بن الكميت لبني العباس:
إذا نحن خفنا في زمان عدوّكم |
|
وخفناكم إنّ البلاء لـراكـد |
مداراة الناس وحسن الخلق والجوار
بين رجل ووهب بن منّبه في معنى هذا العنوان قال: حدّثنا الحسين بن الحسن"قال": حدّثنا عبد اللّه بن المبارك عن وهيب قال: جاء رجل إلى وهب بن منّبه فقال: إنّ الناس قد وقعوا فيما وقعوا فيه، وقد حدّثت نفسي ألاّ أخالطهم. فقال له وهبٌ: لا تفعل، فإنه لا بدّ للناس منك ولا بدّ لك منهم؛ لهم إليك حوائج، ولك إليهم حوائج، ولكن كن فيهم أصمّ سميعاً، وأعمى بصيراً، وسكوتاً نطوقاً.
العبد اللّه بن عمرو بن العاص
قال: وحدّثنا حسين بن الحسن قال: حدّثنا عبد اللّه بن المبارك عن موسى بن عليّ بن رباح قال: سمعت أبي يحدّث عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال: أربع خلالٍ إن أعطيتهنّ فلا يضرّك ما عدل به من الدّنيا: حسن خليقةٍ، وعفاف طعمةٍ، وصدق حديثٍ، وحفظ أمانةٍ.
لعبد اللّه بن مسعود قال: وبلغني عن وكيع عن مسعر عن حبيب بن أبي ثابت عن عبد اللّه بن باباه قال: قال عبد اللّه بن مسعود: خلطوا الناس وزايلوهم.
نصيحة صعصعة بن صوحان لابن أخيه عن وكيع عن سفيان عن حبيب بن ميمون قال: قال صعصعة بن صوحان لابن أخيه: إذا لقيت المؤمن فخالطه، وإذا لقيت الفاجر فخالفه، ودينك فلا تكلمنّه.
للمسيح عليه السلام قال المسيح صلّى اللّه عليه:"كن وسطاً وامش جانباً" لأبي الدرداء وروي أبو معاوية عن الأحوص بن حكيم عن أبي الزاهريّة قال: قال أبو الدّرداء: إنّا لنكشر في وجوه أقوام وإنّ قلوبنا لتلعنهم.
بين عمر رضي اللّه عنه ولبيدة العجلي ودخل لبيدة العجليّ على عمر رضي اللّه عنه، فقال له عمر: أقتلت زيداً فقال: يا أمير المؤمنين، قد قتلت رجلاً يسمّى زيداً، فإن يكن أخاك فهو الذي أكرمه اللّه بيدي ولم يهنّي به ثم لم ير من عمر بعد ذلك مكروهاً.
بين محمد بن أبي الفضل الهاشمي وأبيه قال محمد بن أبي الفضل الهاشميّ: قلت لأبي: لم تجلس إلى فلانٍ وقد عرفت عداوته فقال: أخبي ناراً وأقدح عن ودّ.
شعر للمهاجر بن عبد اللّه الكلابي وقال المهاجر بن عبد اللّه الكلابيّ:
وإنّي لأقصي المرء من غير بغضةٍ |
|
وأدني أخا البغضاء منّي على عمد |
ليحدث ودّاً بعد بغـضـاء أو أرى |
|
له مصرعاً يردي به اللّه من يردي |
بين عقال بن شبة ولأبيه وقال عقال بن شبّة: كنت رديف أبي، فلقيه جرير على بغلٍ فحيّاه أبي وألطفه؛ فلمّا مضى قلت: أبعد ما قال لنا ما قال! قال: يا بنيّ، أفأوسّع جرحي! لابن الحنفية قال ابن الحنفيّة: قد يدفع باحتمال مكروهٍ ما هو أعظم منه.
للحسن في حسن السؤال، ومداراة الناس نصف العقل، والقصد في المعيشة نصف المؤونة.
لابن الشهاب مدح ابن شهابٍ شاعرٌ فأعطاه، وقال: من ابتغى الخير اتّقى الشرّ.
في الأثر وفي الحديث المرفوع: "أوّل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن" وقال: إنّ حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار، ويزيدان في الإعمار.
وقال: من حسّن اللّه خلقه وخلقه كان من أهل الجنة.
لبعض الشعراء قال الشاعر:
فتىً إذا نبّهته لم يغضـب |
|
أبيض بسّامٌ وإن لم يعجب |
موكّل النفس بحفظ الغيّب |
|
أقصى رفيقته له كالأجنب |
من كتاب العجم وقرأت في كتب العجم: حسن الخلق خير قرينٍ، والأدب خير ميراثٍ، والتوفيق خير قائدٍ.
لعائشة رضي اللّه عنها في الأنصار وقالت عائشة رضي اللّه عنها: ما تبالي المرأة إذا نزلت بين بيتين من الأنصار صالحين ألاّ تنزل من أبويها.
لجعفر بن محمد في حسن الجوار وصدقة السر وقال جعفر بن محمد: حسن الجوار عمارة للدار، وصدقة السرّ مثراةٌ للمال لعبد اللّه بن عمرو بن العاص وقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص: ثلاثةٌ من قريش أحسنها أخلاقاً وأصبحها وجوهاً وأشدّها حياءً، إن حدّثوك لم يكذبوك، وإن حدّثتهم بحقً أو باطل لم يكذّبوك: أبو بكر الصدّيق،
وأبو عبيدة بن الجرّاح، وعثمان بن عفان رضي اللّه عنهم.
شعر ليزيد بن الطثرية وقال يزيد بن الطثرية:
وأبيض مثل السيف خـادم رفـقةٍ |
|
أشمّ ترى سربالـه قـد تـقـدّدا |
كريم على علاّته لـو تـسّـبـه |
|
لفدّاك رسلاً لا تـراه مـربـدّاً |
يجيب بلـبـيه إذا مـا دعـوتـه |
|
ويحسب ما يدعي له الدهر أرشدا |
من كتاب الهند وقرأت في كتاب للهند: من تزوّد خمساً بلّغته وآنسته: كفّ الأذى، وحسن الخلق ومجانبة الرّيب والنبّل في العمل، وحسن الأدب شعر للمرّار ولغيره، في مداراة القرابة وقال المرّار في مداراة القرابة:
ألا أنّما المولى كعظمٍ جـبـرتـه |
|
فلا يخرق المولى ولا جابر العظم |
وقال آخر في مداراة الناس:
وأنزلني طول النّوى دار غـربةٍ |
|
إذا شئت لاقيت آمراًر لا أشاكله |
|
||
فحامقته حتى يقال سـجـيّةً |
|
ولو كان ذا عقلٍ لكنت أعاقله |
|||
وقال بشارٌ:
خليليّ إنّ العسر سـوف يفـيق |
|
وإنّ يساراً في غدٍ لـخـلـيق |
وما أنا إلا كالزمان إذا صـحـا |
|
صحوت وإن ماق الزمان أموق |