الكتاب السابع: كتاب الاخوان - باب شرار الإخوان

باب شرار الإخوان

لشيب بن شيبة في خالد بن صفوان

ذكر خالد بن صفوان شبيب بن شيبة فقال: ذاك رجلٌ ليس له صديقٌ في السرّ ولا عدوٌّ في العلانية.

لبعض الشعراء وقال الشاعر:

وإنّ من الخلاّن من تشحط النّوى

 

به وهو داعٍ للـوصـال أمـين

ومنهم صديق العين أمّا لـقـاؤه

 

فحلوّ وأمّا غيبـه فـظـنـون

لعيينة بن حصن قبل إسلامه أقبل عيينة بن حصن إلى المدينة قبل إسلامه، فلقيه ركبٌ خارجون منها؛ فقال: أخبروني عن هذا الرجل "يعني النبيّ صلى اللّه عليه وسلم"، فقالوا: الناس فيه ثلاثة رجال: رجل أسلم فهو معه يقاتل قريشاً وأفناء العرب، ورجل لم يسلم فهو يقاتله، ورجل يظهر الإسلام إذا لقى أصحابه ويظهر لقريش أنه معهم إذا لقيهم؛ فقال: ما يسمّى هؤلاء قالوا: المنافقون. قال: فأشهدوا أنّي منهم، فما فيمن وصفتم أحزم من هؤلاء.

دعاء لرجل وكان يدعو فيقول: اللّهم اكفني بوائق الثّقات، واحفظني من الصّديق. وكتب رجلٌ على باب داره: جزى اللّه من لا يعرفنا ولا نعرفه خيراً، فأمّا أصدقاؤنا فلا جزوا ذلك، فأنّا لم نؤت قطّ إلا منهم.

شعر إبراهيم بن العباس إلى محمد بن عبد الملك الزيات وكتب إبراهيم بن العبّاس إلى محمد بن عبد الملك الزيّات:

وكنت أخي بإخاء الزمـان

 

فلما نبا صرت حرباً عوانا

وقد كنت أشكو إليك الزمان

 

فأصبحت فيك أذمّ الزمانا

وكنت أعدّك للـنـائبـات

 

فهأنا أطلب منك الأمانـا

شعر لمحمد بن مهدي وقال محمد بن مهديّ:

كان صديقي وكان خالصتـي

 

أيّام نجري مجاري السّـلـق

 

حتى إذا راح والملوك مـعـاً

 

عدّ اطّراحي من صالح الخلق

 

خلّيت ثوب الفـراق فـي يده

 

وقلت هذا الوداع فانطـلـق

 

لبسته لبسة الجديد على ال

 

قرّ وفارقت فرقة الخلق

           

وقال آخر:

ذا رأيت أمراً في حال عسرته

 

مواصلاً لك ما في ودّه خلل

فلا تمنّ له أن يستفيد غـنـىً

 

فإنه بانتقال الحال ينـتـقـل

كتاب رجل لصديق له أعرض عنه وكتب رجلٌ إلى صديق أعرض عنه: لولا أنّي أشفقت من أشتات ظني "في" إجابتك إلى ما يعلم اللّه براءتي منه فيك ولك لمعجبك ولكفيتك مؤونتي، ثقةً بأنّ ازديادك من معرفة الناس ستردّك إلّي؛ فإن رجعت قبلت وتمسّكت واغتبطت وإن أصررت لم أتبع مولّيا، ولم آس على مدبر ولم أسامح نفسي على تعلّقها بك، ولم أساعدها على نزاعها إليك. فكم من زمان تركتك فيه وسومك ثم أبى قلبي ذلك، فكررت وعطفت أسىً على أيّامي معك وما تؤكّد بيني وبينك. وما من كرةٍ لي إليك إلا وهي داعيةٍ إلى ما أكرهه من استخفافك ونفورك ولو فهمت ما استحققت به عليك ما أشكوه الخفّ محمل ما يكون منك عليّ ولا جست في عتباك ورضاك وفي جواب كتاب: وقد وزعني ما ضربته لي من الأمثال في كتابك عن استبطائك على أني لا أستزيد إلا من أحتاج إلى صلاحه وأرغب في يقيّته؛ وقد قيل:

يأبين إلا جـفـوةً وظـلـمـا

 

من كثرة الوصل تجنّى الجرما

وفي كل ما أجبتني ظلمت في معارضتي عن مسخي جوابك بإيحاشي وفي اعتدادك عليّ بما أنت جانيه وعليك الحجة فيه، وما أنكر الخلاف بين الأب وابنه والأخ وشقيقه إذا وقعت المعاملة، ولذلك سبب لا أعرفه بيني وبينك قطّ، فإني لم أخالفك ولم أشاححك ولم أنازعك ولم أعارض نعمك بلا ولا أمرك بنهي.

شعر للحسن بن وهب وقال الحسن بن وهب:

سأكرم نفسي عنك حسب إهانتـي

 

لها فيك إذ قرّت وكفّ نزاعـهـا

هي النّفس ما كلفتها قـطّ خـطةً

 

من الأمر إلا قلّ منه امتناعـهـا

صدقت لعمري أنت أكبر ههّمهـا

 

فأجهدها إذ قلّ منك انتفـاعـهـا

هب أنّي أعمى فاتت الشمس طرفه

 

وغيّب عنه نورها وشعـاعـهـا

ولعبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر وقال عبد اللّه بن معاوية بن عبد اللّه بن جعفر:

رأيت فضيلاً كان شيئاً ملـفّـقـاً

 

فكشّفه التحميص حتى بـدا لـيا

فأنت أخي ما لم تكن لي حـاجة

 

فإن عرضت أيقنت أن لا أخاً ليا

فلا زاد ما بيني وبينك بـعـدمـا

 

بلوتك في الحاجات إلا تـمـاديا

فلست براءٍ عيب ذي الودّ كـلـهّ

 

ولا بعض ما فيه إذا كنت راضيا

فعين الرضا عن كلِّ عيب كلـيلةٌ

 

ولكنّ عين السّخط تبدي المساويا

كلانا غنيٌّ عـن أخـيه حـياتـه

 

ونحن إذا متنا أشـدّ تـغـانـيا

أيضاً من عبد اللّه بن معاوية إلى بعض إخوانه وكتب ايضاً إلى بعض إخوانه: أما بعد، فقد عاقني الشكّ فيك عن عزيمة الرأي في أمرك؛ ابتدأني بلطف عن غيره خبرة، ثم أعقبتني جفاءً من غير ذنب؛ فأطعمني أوّلك في إخائك، وآيسني آخرك من وفائك؛ فلا أنا في غير الرجاء مجمعٌ لك اطّراحاً، ولا أنا في غدٍ وانتظاره منك على ثقة؛ فسبحان من لو شاء كشف بإيضاح الرأي في أمرك عن عزيمة الرأي فيك، فأقمنا على ائتلاف، أو افترقنا على اختلاف.

كتاب رجل إلى صديق له وكتب رجلٌ إلى صديق له: نحن نستكثرك باعتزالك، ونستديم صلتك بجفائك، ونرى الزيادة في الغمّ أدوم لجميل رأيك.

شعر لكثير، ولغيره ومثله قول كثير:

وإن شحطت يوماً بكيت وإن دنت

 

تدلّلت واستكثرتها باعتزالـهـا

ونحوه قول الكميت:

وقـد يخـذل الـمـولـى دعــائي ويجـــتـــدي

 

أذاتـي وإن يعـدل بـه الـضــيم أغـــضـــب

فأونس من بعض الصديق ملالة الدّنوّ فأستبقيهم بالتجنّب

 

 

وقال آخر:

إنك ما أعلـم ذو مـلةٍ

 

يذهلك الأدنى عن الأقدم

وقال عبد الحمن بن حسان:

لا خير في الودّ ممن لا تزال له

 

مستشعراً أبداً من خيفةٍ وجـلا

إذا تغيّب لم تبرح تسـيء بـه

 

ظناً وتسأل عمّا قال أو فعـلا

ولمرّة بن محكان وقال مرّة بن محكان:

ترى بيننا خلقـاً ظـاهـراً

 

وصدراً عدواً ووجهاً طليقا

ونحوه قول المرّار:

كذبٌ تخرّصه عليّ لقومـه

 

سلم اللسان محارب الإسرار

نصيحة أعرابية لابنها وحدثني أبو حمزة الأنصاريّ قال: حدثنا العتّبي قال: قالت أعرابية لابنها: يا بنيّ، إياك وصحبة من مودّته بشره فإنه بمنزلة الريح.

أصناف الإخوان وكان يقال: الإخوان ثلاثة: أخٌ يخلص لك ودّه، ويبلغ في محبتك جهده. وأخٌ ذو نيّة يقتصر بك على حسن نيّته، دون رفده ومعونته. وأخٌ يلهوق لك لسانه، ويتشاغل عنك بشانه، ويوسعك من كذبه وأيمانه.

شعر للمثقّب العبدي، ولأوس بن حجر وقال المثقب العبدي:

فإما أن تكون أخي بصـدقٍ

 

فأعرف منك غثّي من ثميني

وإلا فاجتنبني واتـخـذنـي

 

عدوّاً أتقيك وتـتّـقـينـي

وقال أوس بن حجر:

وليس أخوك الدائم العهد بـالـذي

 

يسوءك إن ولّى ويرضيك مقبـلاً

ولكن أخوك النائي ما دمت آمنـاً

 

وصاحبك الأدنى إذا الأمر أعضلا

وقال آخر:

لعمرك ما ودّ اللسـان بـنـافـعٍ

 

إذا لم يكن أصل المودّة في القلب

لأبي حارثة المدني وقال أبو حارثة المدنيّ: ليس لمملولٍ صديقٌ، ولا لحسودٍ غنىً، والنظر في العواقب تلقيح العقول.

شعر للعباس بن الأحنف، ولآخرين قال العباس بن الأحنف:

أشكو الذين أذاقونـي مـودّتـهـم

 

حتى إذا أيقظوني في الهوى رقدوا

واستنهضوني فلمّا قمت منتهـضـاً

 

بثقل ما حمّلوني في الهوى قعدوا

ونحوه قول المجنون:

وأدنيتني حتى إذا ما سبيتـنـي

 

بقولٍ يحلّ العصم سهل الأباطح

تجافيت عنّي حين لا لي حـيلةً

 

وخلّفت ما خلّفت بين الجوانـح

وقال آخر:

ولا خير في ودّ إذا لم يكن له

 

على طول مرّ الحادثات بقاء

وأنشد ابن الأعرابي:

لحا اللّه من لا ينفع الودّ عـنـده

 

ومن حبله إن مدّ غـير مـتـين

ومن هو إن يحدث له الغير نظرةً

 

يقطع بها أسبـاب كـلّ قـرين

 

ويقال: صاحب السوء جذوةٌ من النار.

لعلي بن أبي طالب عليه السلام وقال عليّ عليه السلام: "لا تؤاخ الفاجر فإنه يزيّن لك فعله ويحبّ لو أنك مثله ويزيّن لك أسوأ خصاله، ومدخله عليك ومخرجه من عندك شين وعار. ولا الأحمق فإنه يجتهد بنفسه لك ولا ينفعك وربما أراد أن ينفعك فيضّرك، فسكوته خيرٌ من نطقه، وبعده خير من قربه، وموته خير من حياته. ولا الكذّاب فإنه لا ينفعك معه عيش، ينقل حديثك وينقل الحديث إليك حتى إنه ليحدّث بالصدق فما يصدّق" شعر رآه أبو قبيل في بلاد الروم قال أبو قبيل: أسرت ببلاد الروم فأصبت على ركن من أركانها:

ولا تصحب أخا الجهل

 

وإيّاك وإيّاه

فكم من جاهـل أردى

 

حليمـاً حـين آخـاه

يقاس المرء بالمـرء

 

إذا ما هو مـاشـاه

وللشيء على الشـيء

 

مقـاييس وأشـبـاه

وللقلب على القـلـب

 

دليلٌ حـين يلـقـاه

شعر لعدي بن يزيد وقال عديّ بن يزيد:

عن المرء لا تسأل وأبصر قرينه

 

فإنّ القرين بالمقارن نقـتـدي

وللرياشي وأنشد الرياشي:

إن كنت لا تصحب إلا فتـىً

 

مثلك لم تؤت بأمـثـالـكـا

إنّ لك الفضل على صحبتـي

 

والمسك قد يستصحب الرّامكا

هبني أمراً جئت أريد الهـدى

 

فجد على ضعفي بإسلامكـا

ليحيى بن خالد وكتب يحيى بن خالد: أحبّ أن تكون على يقين أنّي بك ضنين، أريدك ما أردتني، وأريدك أن تنوب عنّي ما كان ذلك بي وبك جميلاً يحسن عند إخواننا، وإن وقعت القادير بخلاف ذلك لم أعد ما يجب. والذي هاجني على الكتاب أنّ أبا نوح معروف بن راشد سألني أن أبوح له بما عندي، واللّه يعلم أنّي ما تبدلت وما حلت عن عهد، فجمعنا اللّه وإياك على طاعته ومحبّة خليفته.

من كتاب الهند وقرأت في كتاب للهند: ثق بذي العقل والكرم واطمئن إليه؛ وواصل العاقل ؤغير ذي الكرم، واحترس من سيّء أخلاقه وانتفع بعقله؛ وواصل الكريم غير ذي العقل وانتفع بكرمه وانفعه بعقلك؛ وأهرب من الئيم الأحمق.

شعر لحماد عجرد وقال حمّاد عجرد:

كم من أخٍ لست تنـكـره

 

ما دمت من دنياك في يسر

 

متصنّع لك فـي مـودّتـه

 

يلقاك بالتّرحيب والبـشـر

يطري الوفاء وذا الوفاء ويل

 

حي الغدر مجتهداً وذا الغدر

فإذا عدا، والدهر ذو غـير،

 

دهرٌ عليك عدا مع الدهـر

فارفض بإجمالٍ أخوة مـن

 

يقلي المقلّ ويعشق المثري

وعليك مـن حـالاه واحـدةٌ

 

في العسر إمّا كنت واليسر

لا تخلطنّـهـم بـغـيرهـم

 

من يخلط العقيان بالصّفـر!

           

لسويد بن الصامت وقال سويد بن الصامت:

ألا ربّ من تدعو صديقاً ولو تـرى

 

مقالته بالغيب سـاءك مـا يفـري

مقالته كالشّحم مـا كـان شـاهـداً

 

وبالغيب مأثورٌ على ثغرة النّحـر

تبين لك العينـان مـا هـو كـاتـمٌ

 

من الضّغن والشّحناء بالنّظر الشّزر

فرشني بخيرٍ طالما قد بـريتـنـي

 

وخير الموالي من يرش ولا يبري

وقال آخر:

وصاحبٍ كان لي وكنـت لـه

 

أشفق من والدٍ عـلـى ولـد

كنّا كساقٍ تسعـى بـهـا قـدمٌ

 

أو كذراعٍ نيطت إلى عـضـد

حتى إذا دانت الحـوادث مـن

 

خطوي وحلّ الزمان من عقدي

احولّ عنّي وكان ينظـر مـن

 

عيني ويرمي بساعـدي ويدي

وكان لي مؤنساً وكـنـت لـه

 

ليست بنا وحـشة إلـى أحـد

حتى إذا اسـتـرفـدت يدي يده

 

كنت كمسـتـرفـدٍ يد الأسـد

لبعض الأعراب وقال بعض الأعراب:

إخوان هذا الزمان كلّـهـم

 

إخوان غدرٍ عليه قد جبلوا

طووا ثياب الوفاء بينـهـم

 

وصارثوب الرّياء يبتـذل

أخوهم المستحقّ وصلهـم

 

من شربوا عنده ومن أكلوا

وليس فيما علمت بينـهـم

 

وبين من كان معدماً عمل

بين رجل وصاحبه وقال دعبل:

أبا مسلم كنّا حـلـيفـي مـودّة

 

هوانا وقلبانا جميعاً معاً مـعـا

أحوطك بالودّ الذي لا تحوطنـي

 

وأرأب منك الشّعب أن يتصدّعا

فلا تلحينّي لم أجد فـيك حـيلةً

 

تخرّقت حتى لم أجد فيك مرقعا

فهبك يميني استأكلت فاحتسبتهـا

 

وجشّمت قلبي قطعها فتخشّعـا

وقال يزيد بن الحكم الثّقفي:

تكاشرني كرهاً كـأنـك نـاصـحٌ

 

وعينك تبدي أنّ قلبـك لـي دوي

لسانك ماذيّ وقلـبـك عـلـقـمٌ

 

وشرّك مبسوطٌ وخيرك منطـوي

عدوّك يخشي صولتي إن لقـيتـه

 

وأنت عدوّي ليس ذاك بمسـتـوي

أراك إذا لم أهوا لأمـراً هـويتـه

 

ولست لما أهوى من الأمر بالهوي

أراك اجتويت الخير منّي وأجتـوي

 

أذاك فكل يجتوي قرب مجتـوي

وكم موطنٍ لولاي طحت كما هوى

 

بأجرامه من قلّة النّيق منـهـوي

ويقال: إيّاك ومن مودّته على قدر حاجته فعند ذهاب الحاجة ذهاب المودّة لأحد الحكماء في ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن وقال الحكيم: ثلاثة لا يعرفون إلا في ثلاثة مواطن: لا يعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه.

شعر لجرير قال جرير:

فأنت أخي ما لم تكـن لـي حـاجةٌ

 

فإن عرضت أيقنت أن لا أخـا لـيا

تعرّضت فاستمررت من دون حاجتي

 

فحالك إني مسـتـمـرٌ لـحـالـيا

وإنّي لمغرورٌ أعلّـل بـالـمـنـى

 

ليالي أرجـو أنّ مـالـك مـالـيا

بأيّ نجادٍ تحمل السـيف بـعـدمـا

 

نزعت سناناً بعد قناتـك مـاضـيّا

ألا لا تخافا نبـوتـي فـي مـلـمّةٍ

 

وخافا المنايا أن تفـوتـكـمـا بـيا

لأبي العتاهية وقال أبو العتاهية:

أنت ما استغنيت عن صا

 

حبك الـدّهـر أخـوه

فإذا احـتـجـت إلـيه

 

ساعةً مـجّـك فـوه

وقال آخر:

موالينا إذا افتقروا إلـينـا

 

وإن أثروا فليس لنا موالي

والعرب تقول فيمن شركك في النّعمة وخذلك عند الئبة: يربض لاحجرة ويرتع وسطاً.

للحجاج يتمثل بشعر قعنب ابن أم صاحب

قال المدائنيّ: لحن الحجاج يوماً، فقال الناس: لحن الأمير. فأخبره بعض من حضر، فتمثّل بشعر قعنب بن أمّ صاحب:

صمّ إذا سمعوا خيراً ذكرت بـه

 

وإن ذكرت بسوءٍ عندهم أذنـوا

فطانةٌ فطنوعها لو تكون لـهـم

 

مروءة أو تقىً للّه ما فطـنـوا

إن يسمعوا سيّئاً طاروا به فرحاً

 

منّي وما سمعوا من صالح دفنوا