الكتاب السابع: كتاب الاخوان - باب القرابات والواد

باب القرابات والواد

للنبي صلى اللّه عليه وسلم في صلة الرحم حدّثني زيد بن أخزم قال:حدّثنا أبو داود قال: حدّثنا إسحاق بن سعيد القرشي من ولد سعيد بن العاص قال: أخبرني أبي قال: كنت عند ابن عبّاس، فأتاه رجل فمتّ إليه برحم بعيدةٍ، فلان له وقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:"إعرفوا أنسابكم تصلوا أرحامكم فإنه لا قرب بالرّحم إذا قطعت وإن كانت قريبةً ولا بعد بها إذا وصلت وإن كانت بعيدةً".

لعبد اللّه بن دينار في النعمة والأمانة والرحم حدّثني شبابة قال: حدّثني القاسم بن الحكم عن إسماعيل بن عيّاش عن عبد اللّه بن دينار قال: إحذروا ثلاثاً، فإنهنّ معلّقات بالعرش: النعمة تقول يا ربّ كفرت، والأمانة تقول يا ربّ أكلت، والرّحم تقول يا ربّ قطعت.

لمحارب بن دثار في صلة الرحم حدّثني الزّياديّ قال: حدّثنا عيسى بن يونس قال: قال محارب بن دثار: إنما سمّوا أبراراً لأنهم برّوا الآباء والأبناء، وكما أنّ لوالدك عليك حقاً، فكذلك لولدك عليك حقّ.

للنبي صلى اللّه عليه وسلم حدّثني أبو سفيان الغنويّ عن عبد اللّه بن يزيد عن حيوة بن شريح عن الوليد بن أبي الوليد عن عبد اللّه بن عمر أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:"أبرّ البرّ أن يصل الرجل أهل ودّ أبيه".حدّثني القومسيّ قال: حدّثنا إسماعيل بن أبي أويس قال: حدّثنا كثير بن زيد عن أبيه عن جدّه عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال:"ابن أخت القوم من أنفسهم ومولى القوم من أنفسهم وحليف القوم من انفسهم". وحدّثني أيضاً عن خالد بن مخلد عن سليمان بن بلال عن عبد اللّه بن دينار عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال أبو القاسم صلى اللّه عليه وسلم:"الرّحم شجنةٌ من الرحمن قال لها من وصلك وصلته ومن قطعك قطعته".

لعثمان رضي اللّه عنه حدّثني الزّياديّ قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن حبيب عن ابن سيرين قال: قال عثمان: كان عمر يمنع أقرباءه ابتغاء وجه اللّه، وأنا أعطي قرابتي لوجه اللّه، ولن يرى مثل عمر.

للنبي صلى اللّه عليه وسلم حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا إبراهيم بن موسى قال: حدّثنا محمد بن ثور عن معمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن عليّ عليه السلام عن النبيّ صلى اللّه عليه وسلم قال:"من سرّه أن يمدّ له في عمره ويوسّع له في رزقه فليصل رحمه".

حدّثني أحمد بن الخليل قال: حدّثنا أبو نعيم قال: حدّثنا سفيان عن عبد اللّه بن عيسى عن عبيد بن أبي الجعد قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لا يزيد في العمر إلا البرّ ولا يردّ القدر إلاّ الدعاء وإنّ الرجل ليحرم الرزق بالذّنب يصيبه".

حدّثني محمد بن يحيى القطعيّ قال: حدّثنا عبد الأعلى قال: حدّثنا سعيدٌ عن مطر عن الحكم بن عتيبة عن النّخعيّ عن ابن عمر قال: أتى رجا النبيّ صلى اللّه عليه وسلم فقال: إنّ والدي يأخذ مني مالي وأنا كاره. فقال:

"أو ما علمت أنك ومالك لأبيك".

في العقوق حدّثن عبد الرحمن بن عبد اللّه عن الأصمعيّ قال: أخبرني بعض العرب: أن رجلاً كان في زمن عبد الملك بن مروان، وكان له أب كبير، وكان الشابّ عاقّاً بأبيه، وكان يقال للشابّ "منازل" فقال الشيخ:

جزت رحمٍ بيني وبـين مـنـازلٍ

 

جزاءً كما يستنجز الدّين طالـبـه

تربّت حتى صار جعداً شـمـردلاً

 

إذا قام ساوى غارب الفحل غاربه

تظلّمني مالـي كـذا ولـوى يدي

 

لوى يده اللّه الذي لا يغـالـبـه

وإنّي لداعٍ دعوةً لـو دعـوتـهـا

 

على جبل الرّيّان لانقضّ جانبـه

فبلغ ذلك أميراً كان عليهم، فأرسل إلى الفتى ليأخذه، فقال له الشيخ: أخرج من خلف البيت. فسبق رسل الأمير، ثم ابتلي الفتى بابن عقّه في آخر عمره فقال:

تظلّمني مالي خليجٌ وعـقّـنـي

 

على حين كانت كالحنيّ عظامي

 

تخيّرته وازددتـه لـيزيدنـي

 

وما بعض ما يزداد غير عرام

           

شعر يحيى بن سعيد لابنه وقال يحيى بن سعيد مولى تيم كوفيّ لابنه:

غذوتك مولوداً وعلتك يافـعـاً

 

تعلّ بما أجني عليك وتنـهـل

إذا ليلةٌ نالتك بالشكو لـم أبـت

 

لشكواك ألاّ ساهراً أتملـمـل

كأنّي أنا المطروق دونك بالذي

 

طرقت به دوني وعيني تهمل

فلمّا بلغت الوقت في العدّة التي

 

إليها جرى ما أبتغتـه وآمـل

جعلت جزائي منك جبهاً وغلظةً

 

كأنك أنت المنعم المتفـضّـل

فليتك إذ لم ترع حقّ أبـوّتـي

 

كما يفعل الجار المجاور تفعل

للقاسم بن محمد قال القاسم بن محمد: قد جعل اللّه في الصديق البارّ عوضاً من الرّحم المدبرة.

لعمر بن الخطاب إلى أبي موسى: مر ذوي القرابات أنّ يتزاوروا ولا يتجاوروا.

مثله لأكثم بن صيفي وقال أكثم بن صيفيّ: تباعدوا في الدّيار تقاربوا في المودّة.

لأعرابي في ابن عمه قيل لأعرابيّ: ما تقول في ابن عمك قال: عدوّك وعدوّ عدوّك.

شعر لقيس بن زهير وقال قيس بن زهير:

شفيت النفس من حمل بن بدرٍ

 

وسيفي من حذيفة قد شفاني

قتلت بإخوتي سادات قومـي

 

وقد كانوا لنا حلي الزمـان

فإن أك قد بردت بهم غليلـي

 

فلم أقطع بهم إلاّ بـنـانـي

لعلي بن أبي طالب عند قتلى معركة الجمل قال عليّ بن أبي طالب كرّم اللّه وجهه، حين تصفّح القتلى يوم الجمل: شفيت نفسي وجدعت أنفي. وفي مثل قول القائل:

قومي هم قتلوا أمـيم أخـي

 

فإذا رميت يصيبني سهمـي

ولئن عفوت لأعفون جلـلاً

 

ولئن قرعت لأوهنن عظمي

بين رجل من العرب قتل ابن أخيه، ووالد القتيل قتل رجلٌ من العرب ابن أخيه فدفع إلى أخيه ليقيده، فلمّا أهوى بالسيف أرعدت يداه فألقى السيف من يده وعفا عنه وقال:

أقول للنفس تأسـاءً وتـعـزيةً

 

إحدى يديّ أصابتني ولم تـرد

كلاهما خلفٌ من فقد صاحبـه

 

هذا أخي حين أدعوه وذا ولدي

لبعض الشعراء وقال بعضهم:

بكره سراتنا يا آل عمرو

 

نفاديكم بمرهفة النّضال

فنبكي حين نذكركم عليكم

 

ونقتلكم كأنّا لا نبـالـي

وقال عديّ بن زيد:

وظلم ذوي القربى أشدّ مضـاضةً

 

على المرء من وقع الحسام المهنّد

وقال غيره:

سآخذ منكم آل حـزنٍ لـحـوشـبٍ

 

وإن كان مولاي وكنتم بنـي أبـي

إذا كنت لا أرمي وترمي عشيرتـي

 

تصب جائحات النّبل كشحي ومنكبي

للنبي صلى اللّه عليه وسلم قال: حدّثنا أبو الخطاب قال: حدّثنا الوليد بن سلم عن محمد بن السائب البكريّ عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:"حقٌّ كبير الإخوة على صغيرهم كحقّ الوالد على ولده".

للعرب في العطف مع القرابة والعرب تقول في العطف على القرابة وإن لم يكن وادّاً:"أنفك منك وإن ذنّ". ومثله:"عيصك منك وإن كان أشباً".

شعر للنمر بن تولب وقال النّمر بن تولب:

إذا كنت من سعدٍ وأمّك فـيهـم

 

غريباً فلا يغررك خالك من سعد

فإن ابن أخت القوم مصغىً إناؤه

 

إذا لم يزاحم خاله بـأبٍ جـلـد

شعر أمية بن أبي عائذ لإياس بن سهم وقال أميّة بن أبي عائذ لإياس بن سهم:

أبلغ إياساً أنّ عرض ابن أخـتـكـم

 

رداؤك فاصطن حسنـه أو تـبـذّل

فإن تك ذا طولٍ فإنّي ابن أخـتـكـم

 

وكلّ ابن أخت من مدى الخال معتلي

فكن أسداً أو ثعلـبـاً أو شـبـيهـه

 

فمهما تكن أنسب إلـيك وأشـكـل

وما ثعلبٌ إلا ابن أخـت ثـعـالـبٍ

 

وإن ابن أخت اللّيث رئبال أشـبـل

شعر بشر بن المغيرة بن أبي صفرة إلى عمله وكتب بشر بن المغيرة بن أبي صفرة إلى عمّه بهذه الأبيات:

جفاني الأمير والمغيرة قد جفـا

 

وأمسى يزيد لي قد ازورّ جانبه

 

وكلّهم قد نال شبعاً لـبـطـنـه

 

وشبع الفتى لؤمٌ إذا جاع صاحبه

 

فيا عمّ مهلاً واتّخذني لنـوبةٍ

 

تنوب، فإن الدّهر جمّ عجائبه

أنا السيف إلا أن للسيف نبوةً

 

ومثلي لا تنبو عليك مضاربه

           

لرجل من الأشراف يعيب أخاه عند بعض الملوك دخل رجل من أشراف العرب على بعض الملوك، فسأله عن أخيه، فأوقع به يعيبه ويشتمه، وفي المجلس رجل يشنؤه فشرع معه في القول؛ فقال له: مهلاً! إنّي لآكل لحمي ولا أدعه لآكل.

ويقال: القرابة محتاجة إلى المودّة، والمودّة أقرب الأنساب. والبيت المشهور في هذا:

فإذا القرابة لا تقرّب قاطعاً

 

وإذا المودّة أقرب الأنساب

لبزر جمهر في الأخ الصديق وقيل لبزر جمهر: أخك أحبّ إليك أم صديقك فقال: إنما أحبّ أخي إذا كان صديقاً.

شعر لخداش بن زهير، ولآخرين وقال خداش بن زهير:

رأيت ابن عمي بادياً لي ضغنـه

 

وواغره في الصدر ليس بذاهب

وأنشدنا الرّياشي:

حياة أبي السّيار خيرٌ لـقـومـه

 

لمن كان قد ساس الأمور وجرّبا

ونعتب أحياناً عليه ولو مـضـى

 

لكنا على الباقي من الناس أعتبا

وقال الشاعر:

ولم أر عزّاً لامرىءٍ كـعـشـيره

 

ولم أر ذلاًّ مثل نأي عـن الأهـل

ولم أر مثل لفقر أوضع للـفـتـى

 

ولم أر مثل المال أرفـع لـلـرّذل

ولم أر من عدمٍ أضرّ على الفـتـى

 

إذا عاش وسط الناس من عدم العقل

للمهلهل وقد زوّج ابنته في اليمن كان مهلهلٌ صار إلى القبيلة من اليمن يقال لهم جنبٌ، فخطبوا إليه فزوّجهم وهو كارهٌ لاغترابه عن قومه، ومهروا ابنته أدماً؛ فقال:

أنكحها فقدها الأراقم في

 

جنبٍ وكان الحباء من أدم

لو بأبانين جاء يخطبـهـا

 

رمّل ما أنف خاطبٍ بدم

شعر للأعشى وقال الأعشى:

ومن يغترب عن قومه لا يزال يرى

 

مصارع مظلومٍ مجرّاً ومسحـبـا

وتدفن منه الصالحات وإن يسـيء

 

يكن ما أساء النار في رأس كبكـا

وربّ بقيع لو هـتـفـت بـجـوّه

 

أتاني كريمٌ ينغض الرأس مغضبـا

لرجل من غطفان وقال رجل من غطفان:

إذا أنت لم تستبق ودّ صـحـابةٍ

 

على دخنٍ أكثرت بثّ المعاتب

وإنّي لأستبقي أمرأ السّوء عدّةً

 

لعدوة عرّيضٍ من الناس عائب

أخاف كلاب الأبعدين ونبحهـا

 

إذا لم تجاوبها كلاب الأقـارب

بين عبيد اللّه بن أبي بكرة ورجل قال رجل لعبيد اللّه بن أبي بكرة: ما تقول في موت الوالد قال: ملك حادث. قال: فموت زوج قال: عرس جديد. قال: فموت الأخ قال: قصّ الجناح. قال: فموت الولد قال: صدعٌ في الفؤاد لا يجبر.

وكان يقال: العقوق ثكل من لم يثكل.

لعثمان يشكو علياً إلى العباس رضي اللّه عنهم شكا عثمان عليّاً إلى العباس رضي اللّه عنهم؛ فقال: أنا منه كأبي العاقّ، إن عاش عقّه وإن مات فجعه.

بين رجل وأبيه وقال رجل لأبيه: يا أبت، إن عظيم حقّك عليّ لا يذهب صغير حقّي عليك، والذي تمتّ به إليّ أمتّ بمثله إليك، ولست أزعم أنّا على سواء.

بين زيد علي بن لحسين وابنه يحيى وقال زيد بن علي بن الحسين لابنه يحيى: إن اللّه لم يضرك لي فأوصاك بي، ورضيني لك فلم يوصني بك.

بين لأحنف ومعاوية لما غضب على ابنه يزيد غضب معاوية على يزيد ابنه فهجره؛ فقال له الأحنف: يا أمير المؤمنين، أولادنا ثمار قلوبنا وعماد ظهورنا، ونحن لهم سماء ظليلة، وأرض ذليلة، فإن غضبوا فأرضهم، وإن سألوا فأعطهم، ولا تكن عليهم قفلاً فيملّوا حياتك ويتمنّوا موتك.

لأعرابي عقّه ابنه قيل لأعرابيّ: كيف ابنك- وكان عاقّاً- فقال: عذابّ رعف به الدهر، فليتني قد أودعته القبر، فإنه بلاء لا يقاومه الصبر، وفائدةٌ لا يجب فيها الشكر.

لبعضهم في أحب أولاده إليه قيل لبعضهم: أيّ ولدك أحبّ إليك قال: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يقدم.

بين عمر بن الخطاب ورجل ناول عمر بن الخطاب رجلاً شيئاً؛ فقال له: خدمك بنوك. فقال عمر: بل أغنانا اللّه عنهم.

للحسن وقد ولد له غلام

وولد للحسن غلام، فقال له بعض جلسائه: بارك اللّه لك في هبته، وزادك من أحسن نعمته. فقال الحسن: الحمد للّه على كلّ حسنة، ونسأل اللّه الزيادة في كل نعمة، ولا مرحباً بمن إن كنت عائلاً أنصبي، وإن كنت غنياً أذهلني، لا أرضى بسعيي له سعياً، ولا بكدّي له في الحياة كدّاً، حتى أشفق له من الفاقة بعد وفاتي، وأنا في حالٍ لا يصل إليّ من غمّه حزن ولا من فرحة سرور.

شعر لابن الأعرابي عاتبه أبوه على شرب النبيذ قال الأصمعي: عاتب أعرابي ابنه في شرب النبيذ، فلم يعتب وقال:

أمن شربةٍ من ماء كرم شربـتـهـا

 

غضبت عليّ! الآن طاب لي الخمر

سأشرب فاغضب لا رضيت، كلاهما

 

إليّ لذيذٌ: أن أعقـك والـسـكـر

شعر الطرماح لابنه صمصامة وقال الطرماح لابنه صمصامة:

أصمصام إن تشفع لأمك تلقـهـا

 

لها شافع في الصدر لم يتبـرح

هل الحبّ إلاّ أنّها لو تعـرضـت

 

لذبحك يا صمصام قلت لها أذبحي

أحاذر يا صمصام إن متّ أن يلي

 

تراثي وإيّاك امرؤ غير مصلـح

إذا صكّ وسط القوم رأسك صكّةً

 

يقول له الناهي ملكت فاسـجـح

لابن الأعرابي، وغيره وأنشد ابن الأعرابي:

أحبّ بنـيتـي ووددت أنـي

 

دفنت بنيتي في قعر لـحـد

وما بي أن تهون عليّ لكـن

 

مخافة أن تذوق البؤس بعدي

ونحوه قول آخر:

لولا أميمة لم أجزع من الـعـدم

 

ولم أجب في الليالي حندس الظّلم

وزادني رغبةً في العيش معرفتي

 

ذلّ اليتيمة يجفوها ذوو الرّحـم

أحاذر الفقر يوماً أن يلـمّ بـهـا

 

فيهتك السّتر من لحمٍ على وضم

تهوى حياتي وأهوى موتها شفقـاً

 

والموت أكرم نزّالٍ على الحرم

وقال أعرابيّ في ابنته:

يا شقّة النفس إن النفس والـهةٌ

 

حرّى عليك ودمع العين منسجم

قد كنت أخشى عليها أن تقدّمني

 

إلى الحمام فيبدي وجهها العدم

فالآن نمت فلا همّ يؤرقـنـي

 

تهدا العيون إذا ما أودت الحرم

وقال أعشى سليم:

نفـســي فـــداؤك مـــن وافـــدٍ

 

إذا مـا الـبـيوت لـبـسـن الـجـلـيدا

كفـيت الـذي كـنـت أرجــى لـــه

 

فصـرت أبـاً لـي وصـرت الـولــيدا

لأعشى همدان في خالد بن عتاب بن ورقاء

 

 

وقال أعشى همدان في خالد "بن عتّاب" بن ورقاء:

فإن يك عتابٌ مضى لسبـيلـه

 

فما مات من يبقى له مثل خالد

في الأثر وفي الحديث المرفوع: "ريح الولد من ريح الجنة".

وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لأحد ابني بنته: إنّكم لتجبّنون وإنكم لمن ريحان اللّه".

لأع

رابية وقالت أعرابية:

يا حبّذا ريح الولـد

 

ريح الخزامى بالبلد

حدّثني أبو حاتم عن الأصمعيّ قال: هذا يدلّك على تفضيلهم الخزامى.

وكان يقال: إبنك ريحانك سبعاً، وخادمك سبعاً، ثم عدوٌّ أو صديق.

بين أعرابي يبحث عن ابنه وقوم مرّ أعرابيٌّ ينشد ابناً له بقوم، فقالوا: صفه. فقال: دنينيرٌ. قالوا: لم نره. فلم يلبث القوم أن جاء على عنقه بجعلٍ؛ فقالوا: ما وجدت ابنك يا أعرابيّ قال: نعم هو هذا. قالوا: لو سألت عن هذا لأخبرناك، ما زال منذ اليوم بين أيدينا.

لشاعر في امرأة قال الشاعر في امرأة:

نعم ضجيج الفتى إذا برد ال

 

ليل سحيراً وقرقف الصّرد

زيّنها اللّه في العيون كمـا

 

زيّن في عين والـدً ولـد

في الأثر وفي الحديث: "من كان له صبيٌّ فليستصب له" للزبير يرقّص وقال الزبير وهو يرقّص ابناً له:

أبيض من آل أبي عتيق

 

مباركٌ من ولد الصّديق

ألذّه كما ألذّ ريقي لأعرابي يذكر أولاده وقال أعرابيّ:

لولا بنيّاتٌ كـزغـب الـقـطـا

 

حططن من بعضٍ إلى بـعـض

 

لكان لـي مـضـطـربٌ واسـعٌ

 

في الأرض ذات الطّول والعرض

 

وإنـمـا أولادنـا بـينــنـــا

 

أكبادنا تمـشـي عـلـى الأرض

 

لو هبّت الريح على بـعـضـهـم

 

لامتنعت عيني من الـغـمـض

 

أنزلني الدهر عـلـى حـكـمـه

 

من مرقبٍ عالٍ إلـى خـفـض

 

وابتزّني الدهر ثياب الغنـى

 

فليس لي مالٌ سوى عرضي

           

لبعض النسّابة في سعد العشيرة قال بعض النّسّابين: إنما قيل: سعد العشيرة، لأنه كان يركب في عشرة من ولده، فكأنهم عشيرة.

لضرار بن عمرو الضبي وقال ضرار بن عمرو الضّبيّ، وقد رئي له ثلاثة عشر ذكراً قد بلغوا: من سرّه بنوه ساءته نفسه.

شعر لبشر بن أبي خازم قال بشر بن أبي خازم:

إذا ما علوا قالوا أبونا وأمّـنـا

 

وليس لهم عالـين أمّ ولا أب

وقـــال آخــــــر:

 

 

أنا ابن عمّك إن نابتك نائبةٌ

 

وليس منك إذا ما كعبك اعتدلا

للرياشي، وغيره وأنشدنا الرّياشي:

الرّحم بلّها بخـير الـبـلاّن

 

فإنّ فيها للدّيار العـمـران

وآمر المال وبنت الصّغـران

 

وإنما اشتقّت من اسم الرحمن

وقال المعلوط:

ومن يلق ما ألقى وإن كـان سـيّدا

 

ويخش الذي أخشى يس سير هارب

مخافة سلطـانٍ عـلـيّ أظـنّـه

 

ورهطي، وما عاداك مثل الأقارب

بين عثمان بن عفان وابنته اوزوجها دخل عثمان بن عفّان على ابنته وهي عند عبد اللّه بن خالد بن أسيد، فقال: يا بنيّة: ما لي أراك مهزولةً لعلّ بعلك يغيرك فقالت: لا، ما يغيرني. فقال لزوجها: لعلّك تغيرها! قال: فأفعل، فلغلامٌ يزيد اللّه في بني أميّة أحبّ إليّ منها.

شعر للنعمان بن بشير في القريب قال النعمان بن بشير:

وإني لأعطي المال من ليس سائلاً

 

وأدرك للمولى المعاند بالـظـلـم

وإني متى ما يلقني صارمـاً لـه

 

فما بيننا عند الشدائد مـن صـرم

فلا تعدد المولى شريكك في الغنى

 

ولكنما المولى شريكك في العـدم

إذا متّ ذو القربى إليك برحـمـه

 

وغشّك واستغنى فليس بذي رحـم

ولكنّ ذا القربى الذي يستـخـفّـه

 

أذاك ومن يرمي العدوّ الذي ترمي

لبعض الشعراء وقال بعض الشعراء:

لقد زاد الحـياة إلـيّ حـبّـا

 

بناتي أنّهن من الضّـعـاف

مخافة أن يرين البؤس بعدي

 

وأن يشربن رنقاً بعد صافي

وأن يعرين إن كسي الجواري

 

فتنبوا العين عن كرمٍ عجاف

لعلي بن الحسين وقد سئل عن عدم مؤاكلته أمّه قيل لعلّي بن الحسين: أنت من أبرّ الناس ولا نراك تؤاكل أمّك. قال: أخاف أن تسير يدي إلى ما قد سبقت عينها إليه فأكون قد عققتها.

لعمر بن ذر في برّ ابنه به قيل لعمر ذرّ: كيف كان برّ ابنك بك قال: ما مشيت نهاراً قط إلا مشى خلفي، ولا ليلاً إلا مشى أمامي، ولا رقي سطحاً وأنا تحته.

بين عمر ورجل كبير يذكر ابنه حدّثني محمد بن عبيد عن معاوية بن عمرو عن زائدة عن عطاء بن السائب

عن عثمان بن أبي العاص قال: كنت عند عمر فأتاه رجل فأنشده:

تركت أباك مرعـشةً يداه

 

وأمّك ما تسيغ لها شرابا

إذا غنّت حمامة بطن وجٍّ

 

على بيضاتها ذكرت كلابا

فقال عمر: ممّ ذاك قال: هاجر إلى الشأم وترك أبوين له كبيرين. فبكى عمر وكتب إلى يزيد بن أبي سفيان في أن يرحّله، فقدم عليه، فقال: برّ أبويك وكن معهما حتى يموتا. قال أبو اليقظان: مربّعة كلاب بالبصرة إليه تنسب والعوامّ تقول مربّعة الكلاب.

شعر لأبي علي الضرير قال أبو علي الضرير:

أتيتك جذلان مـسـتـبـشـراً

 

لبشراك لما أتانـي الـخـبـر

أتاني البشير بأن قـد رزقـت

 

غلاماً فأبهجـنـي مـا ذكـر

وأنّك، والرشد فـيمـا فـعـل

 nbsp;

ت، أسميته باسم خير البـشـر

وطهّـرتـه يوم أسـبـوعـه

 

ومن قبل في الذّكر ما قد طهر

فعمّرك الـلّـه حـتـى تـرا

 

ه قد قارب الخطو منه الكبـر

وحتى ترى حوله مـن بـنـيه

 

وإخوتـه وبـنـيهـم زمـر

وحتى يروم الأمور الجـسـام

 

ويرجى لنفع ويخشى لـضـرّ

وأوزعك اللّه شكر العـطـاء

 

فإن المزيد لـعـبـدٍ شـكـر

وصلّى على السّلف الصالحـي

 

ن منكم وبارك فيمـن غـبـر

وهذا قد وقع في باب التهانىء أيضاً.

للمأمون في برّ الفضل بن يحيى بأبيه

قال المأمون: لم أر أحداً أبرّ من الفضل بن يحيى بأبيه، بلغ من برّه به أن يحيى كان لا يتؤضّأ إلا بماء مسخّن وهما في السجن، فمنعهما السجّان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فقام الفضل حين أخذ يحيى مضجعه إلى قمقم كان يسخّن فيه الماء، فملأه ثم أدناه من نار المصباح، فلم يزل قائماً وهو في يده حتى أصبح.

لأعرابي يرّقص ابنه رقّص أعرابيٌّ ابنه وقال:

أحبّه حبّ الشّحيح مالـه

 

قد كان ذاق الفقر ثم ناله

إذا يريد بذله بدا له بين عمرو بن العاص ومعاوية في البنات دخل عمرو بن العاص على معاوية وعنده ابنته عائشة، فقال: من هذه يا أمير المؤمنين فقال: هذه تفّاحة القلب. فقال: انبذها عنك. قال: ولم قال: لأنهن يلدن الأعداء ويقرّبن البعداء، وورثن الضغائن. فقال: لا تقل ذاك يا عمرو، فو اللّه ما مرّض المرضى ولا ندب الموتى ولا أعان على الأحزان مثلهن، وإنك لواجدٌ خالاً قد نفعه بنو أخته فقال له عمرو: ما أعلمك إلا حّببتهنّ إليّ