شماتة الأعداء
لعمرو بن عتبة وقد بلغه شماتة قوم به بلغ عمرو بن عتبة شماتة قوم به في مصائب؛ فقال: واللّه لئت عظم مصابنا بموت رجالنا لقد عظمت النعمة علينا بما أبقى اللّه لنا: شبّاناً يشّبون الحروب، وسادةً يسدون المعروف، وما خلقنا ومن شمت بنا إلا للموت.
لأيوب النبي في شماتة الأعداء قيل لأيوب النبيّ عليه السلام: أيّ شىء كان أشدّ عليك في بلائك قال: شماتة الأعداء ليزيد بن عبد الملك يعاتب هشاماً إشتكى يزيد بن عبد الملك شكاةً شديدةً وبلغه أنّ هشاماً سرّ بذلك، فكتب إلى هشام يعاتبه، وكتب في آخر الكتاب:
تمنّى رجالٌ أن أموت، وإن أمـت |
|
فتلك سبيلٌ لست فيهـا بـأوحـد |
وقد عملوا، لو ينفع العلم عندهـم |
|
متى متّ ما الداعي عليّ بمخلـد |
منيّته تجري لوقـتٍ وحـتـفـه |
|
يصادفه يوماً على غير مـوعـد |
فقل للذي يبغي خلاف الذي مضى |
|
تهيّأ لأخرى مثلها فـكـأن قـد |
للفرزدق وقال الفرزدق:
إذا ما الدّهر جرّ على أناسٍ |
|
حوادثه أناخ بـآخـرينـا |
فقل للشامتين بنا أفـيقـوا |
|
سيلقى الشامتون كما لقينا |
لأعرابي ذهبت إبله أغير على رجلٍ من الأعراب فذهب بإبله فقال:
لا والذي أنا عبدٌ في عبادتـه |
|
لولا شماته أعداءٍ ذوي إحـن |
ما سرّني أن إبلي في مباركها |
|
وأنّ شيئاً قضاه اللّه لم يكـن |
لعدي بن زيد العبادي وقال عدّي بن زيد العباديّ:
أرواحٌ مـــودعٌ أم بــــــكـــــــور |
|
لك فـانـظــر لأيّ حـــالٍ تـــصـــير |
وابـيضـاض الـسـواد مـن نـذر الــمـــو |
|
ت فـهـل بـــعـــده لإنـــس نـــذير |
أيّهـا الـشـامـت الـمـعـــيّر بـــالـــدّه |
|
ر أأنـت الـمـبـــرّأ الـــمـــوفـــور |
أم لديك العهد الوثيق من الأيام |
|
أم أنت جاهلٌ مغرور |
من رأيت المنون خلّدن أم من |
|
ذا عـلـيه مــن أن يضـــام مـــجـــير |
أين كـسـرى كـسـرى الـمـلـوك أنـوشــر |
|
وإن أم أين قـــبـــلـــه ســـابـــور |
وأخـو الـحـضـر إذ بــنـــاه وإذ دجـــل |
|
ة تـجـبــى إلـــيه والـــخـــابـــور |
شاده مـرمــراً وجـــلّـــلـــه كـــل |
|
ساً فـلـلــطـــيّر فـــي ذراه وكـــور |
لم يهـبـه ريب الـمـنـــون فـــبـــاد ال |
|
ملـك عـنـه فـبـابـه مـــهـــجـــور |
وتـبـــيّن ربّ الـــخـــورنـــق إذ أش |
|
رف يومـاً ولـلـهــدى تـــفـــكـــير |
سره حـــالـــه وكـــثـــرة مـــا يم |
|
لك والـبـحـر مـعـرضـاً والـــسّـــدير |
فارعـوى قـلـبـه فـقــال ومـــا غـــب |
|
طة حـيٍّ إلـى الــمـــمـــات يصـــير |
ثم بـعـد الـفـلاح والـمـلـك والـــنّـــع |
|
مة وارتـهـم هـنــاك الـــقـــبـــور |
ثم أضـحـوا كــأنـــهـــم ورقٌ جـــفّ |
|
فألـوت بـه الـصّــبـــا والـــدّبـــور |
شماتة نساء كندة بموت النبي صلى اللّه عليه وسلم وشعر لرجل منهم قال ابن الكلبي: لما قبض النبي صلى اللّه عليه وسلم سمع بموته نساء من كندة وحضرموت فخضبن أيديهنّ وضربن بالدفوف، فقال رجل منهم:
أبلغ أبا بكرٍ إذا مـا جـئتـه |
|
أنّ البغايا رمـن أيّ مـرام |
|
||
أظهرن من موت النبي شماتة |
|
وخضبن أيديهنّ بـالـعـلاّم |
|
||
فأقطع، هديت، أكفّهنّ بصـارمٍ |
|
كالبرق أومض من متون غمام |
|||
فكتب أبو بكر إلى المهاجر عامله، فأخذهنّ وقطعّ أيديهنّ.
في ذكر عدو وقرأت في كتاب ذكر فيه عدوّ: فإنه يتربّص بك الدوائر، ويتمنّى لك الغوائل، ولا يؤمّل صلاحاً إلا في فسادك، ولا رفعةٍ إلا في سقوط حالك والسلام.
وجد بالأصل في آخر هذا الكتاب ما نصّه: آخر كتاب الإخوان، وهو كتاب السابع من عيون الأخبار، تأليف أبي محمد عبد اللّه بن مسلم بن قتيبة الدّينوريّ رحمة اللّه عليه. وكتبه الفقير إلى اللّه تعالى إبراهيم بن عمر بن محمد بن عليّ الواعظ الجزريّ، وذلك في شهور سنة أربع وتسعين خمسمائة. وصلى اللّه على سيدنا محمد النبيّ وآله الطاهرين.
وفي هذه الصفحة عينها وجد ما يأتي-وهو من زيادة الناسخ-: قيل قدم المهدي أمير المؤمنين، وقيل الرشيد، فتلقّاه الناس، وتلقّاه أبو دلامة في جملة الناس، فأنشده:
إني نذرت لئن رأيتك سالمـاً |
|
بقرى العراق وأنت ذو وفر |
لتصلّين على النبيّ محـمـد |
|
ولتملأن دراهماً حـجـري |
فقال له أمير المؤمنين: أما الأولى فنعم. اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد، وأما الأخرى فلست أفعل، فقال أبو دلامة: يا أمير المؤمنين ما نذرت إلا الثنين، فضحك وأمر حتى ملأوا حجره دراهم.
شاعر:
ولقد تنسمت الرياح لحاجتي |
|
فإذا لها من راحتيك نسـيم |
ولربّما استيأست ثم أقول لا |
|
إن الذي ضمن النجاح كريم |